مهرجان صيف القدس بالأردن.. الثقافة والفن في مواجهة التهويد
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
عمان- "أن تطرق كل الأبواب في الطريق الموصل إلى القدس" بهذه الكلمات عبّرت مريم إحدى المتطوعات في مهرجان صيف القدس عن رسالة القائمين على الفعالية التي تُقام في العاصمة الأردنية في دورتها الـ14، تحت شعار "نأتيك حبا وشوقا.. عزاً ونصراً".
ويشكل مهرجان صيف القدس حدثاً ثقافياً وفنياً سنوياً يهدف لتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني والمقدسي ومواجهة تهويد المدينة المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، من خلال عدد من الأنشطة والعروض الثقافية والفنية، بالإضافة إلى الورش والندوات والمعارض المختلفة.
وعن المهرجان قالت مديرته التنفيذية جميلة النجار إنه يهدف إلى إبراز قضية القدس والتركيز على مستجداتها، فضلا عن تناول مجموعة من القضايا التي تخص القضية الفلسطينية مثل قضية الأسرى في سجون الاحتلال وموضوع التطبيع مع الاحتلال وأهمية التصدي له.
وفي حديثها للجزيرة نت قالت النجار "إن المهرجان يسعى لحشد طاقات المؤسسات والجهات العاملة للقدس وفلسطين في محفل يتم من خلاله إبراز أشكال مختلفة من وسائل العمل للقضية الفلسطينية، مثل الجوانب الثقافية والفنية والسياسية ومعارض الكتب والتراث والمأكولات".
تضمن المهرجان عروضا مسرحية تركز على مأساة الشعب الفلسطيني ونضالاته، مثل مسرحية "كنا وما زلنا" من بطولة الممثل ماهر ادحيدل، كما تضمن المهرجان إقامة عرض خاص لفيلم "الذيب" من إخراج المخرج الأردني زيد غزال، إضافة إلى مجموعة من الوصلات الغنائية والاستعراضات.
تقول أسماء إحدى المشاركات في المعرض إن أبرز ما يميّزه هو إمكانية زيارته من قبل الأسرة بكل أفرادها لما يحويه من فعاليات تخاطب الجميع، فضلاً عن منحه مساحة لكافة المبادرات الشبابية والمؤسسات العاملة في هذا المجال لعرض رسائلها وأعمالها ضمن اختصاص كل منها.
وتضيف أسماء للجزيرة نت أن المهرجان يسلط الضوء على مجموعة من أبرز القضايا التي تخص فلسطين، وكل منها تعمل عليه مؤسسات ذات اختصاص فتجد المبادرات الخاصة بالأطفال تقوم على برامج وفقرات خاصة بالنشء، والأمر ذاته ينعكس على قضايا مثل الأسرى والتطبيع وغيرها، معتبرة أنه "تجربة استثنائية".
أنشطة خاصة بالأطفال والنشء بهدف إحياء جذوة قضية القدس وفلسطين في النفوس (الجزيرة) تنوّع الأنشطةوحول أهمية تنويع أساليب الخطاب في العمل لقضية القدس، قال الدكتور رأفت المصري المختص في الشأن المقدسي إن هدف هذه الفعاليات بالمجمل إحياء جذوة قضية القدس وفلسطين في نفوس الناس.
وأشار المصري، في حديثه للجزيرة نت، إلى أنه يتوجب على العاملين في قضية القدس من مثقفين وفنانين الاعتناء بتوجيه خطاب بلغة يفهمها الناس، ويحبونها لغرس قيم العمل والتضحية في سبيل هذه القضايا المحورية، عبر تنويع الأنشطة وتعددها بحيث لا تخبو القضية.
وأشاد المصري بجودة الأنشطة مثل "صيف القدس"، لما يمثله من حدث عائلي يخاطب الأسرة ككل من خلال باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية والتربوية التي تخدم قضية القدس وتغرس قيمة حب القدس في نفوس المشاركين.
صفا سرور: الفن شكل من أشكال المقاومة للدفاع عن الهوية والأرض والتاريخ (الجزيرة)وعن دور الفن والثقافة في تسليط الضوء على قضية القدس قالت الفنانة الأردنية صفا سرور "إن للفن أهمية نوعية في قضايا الشعوب بوجه عام، ومواكبة الفن لقضية القدس وفلسطين تؤرخ لكل مرحلة من المراحل التي مرّت بها القضية بلغة الفن التي تبقى في ذاكرة الناس وحياتهم اليومية مثل فن التطريز والغناء وغيرها".
وتشير سرور إلى أن العمل الفني الذي يتناول الموروث الفلسطيني، ويناقش قضاياه، ويرسخ ثوابته أهم من البيانات السياسية بكثير في تجذير الهوية والأحقية الفلسطينية التي تسلخ الاحتلال، وتعريه وتكشف زيف سرديته وأكاذيبه التي قام عليها من خلال هذه "الجبهة الثقافية".
وأضافت المتحدثة ذاتها أن الفن العربي والفلسطيني الممتد حضاريا يؤكد أحقية هذا الشعب بهذه الأرض، فلا يمكن التقليل من أهمية أشكال الفن المختلفة مثل الدبكة والثوب والأغنية والتعليلة والترويدة واليرغول، وهو ما يحاول الاحتلال تقليده ونسبه له، مشيرة إلى أن استخدام هذه الأدوات شكل من أشكال المقاومة للدفاع عن الهوية والأرض والتاريخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قضیة القدس
إقرأ أيضاً:
ليلى مراد.. قيثارة الغناء التي تركت بصمتها في السينما ورحلت في صمت
يصادف في مثل هذا اليوم من عام 1995، رحلت الفنانة ليلى مراد، التي تعتبر واحدة من أبرز نجمات الغناء والسينما المصرية في القرن العشرين.
خلال 17 عامًا فقط، قدمت ليلى مراد 28 فيلمًا، لترسخ اسمها كرمز للإبداع والتميز قبل اعتزالها الفن في سن السابعة والثلاثين، رحلة مليئة بالتحديات والنجاحات تستحق أن تُروى.
البداية مع السينما
بدأت ليلى مراد مسيرتها الفنية في السينما عام 1935، حين اختارتها بهيجة حافظ والمخرج إبراهيم لاما لتقديم أغنية بصوتها فقط في فيلم الضحايا، وبعد ثلاث سنوات، رشحها الموسيقار محمد عبد الوهاب لبطولة فيلم يحيا الحب عام 1939، ليكون أول ظهور سينمائي لها، ورغم تحفظ المخرج محمد كريم على أدائها بسبب خجلها الشديد، نجح الفيلم وفتح لها أبواب الشهرة.
تعاونها مع توجو مزراحي
في عام 1939، دخلت ليلى مرحلة جديدة في مشوارها الفني مع المخرج المصري الإيطالي توجو مزراحي. قدّم معها سلسلة أفلام حملت اسمها مثل ليلى بنت الريف وليلى بنت مدارس.
وفي فيلم ليلى في الظلام، بدأ نجمها يتألق بشكل أكبر، مما جعلها تحصل على أجر أعلى من المعتاد، حيث تقاضت 3000 جنيه للفيلم الواحد، واشترت سيارة شيفروليه بهذه الأرباح.
النجاح مع أنور وجدي
كان اللقاء مع الفنان أنور وجدي نقطة تحول أخرى في مسيرتها، تزوجا وعملا معًا في العديد من الأفلام الناجحة مثل ليلى بنت الفقراء وقلبى دليلي وعنبر.
أسس أنور شركة إنتاج خصيصًا لاحتكار أعمالها، لكنها اختارت لاحقًا العمل مع منتجين آخرين لتثبت نجاحها بعيدًا عن سيطرته.
أبرز أفلامها وتعاونها مع النجوم
قدمت ليلى مراد أعمالًا خالدة بالتعاون مع أسماء لامعة في السينما، تعاونت مع يوسف وهبي في فيلم غزل البنات، حيث شارك نجيب الريحاني في آخر ظهور له قبل رحيله، كما قدمت شاطئ الغرام مع حسين صدقي وورد الغرام مع محمد فوزي.
حياتها الشخصية وتأثيرها على مسيرتها
خارج الشاشة، كانت حياة ليلى مراد مليئة بالأحداث، بعد طلاقها من أنور وجدي، تزوجت الطيار وجيه أباظة وأنجبت ابنها أشرف، ثم تزوجت المخرج فطين عبد الوهاب وأنجبت منه ابنها زكي فطين عبد الوهاب.
رغم هذه الانشغالات، استمرت في تقديم أعمال مميزة حتى اعتزالها المفاجئ عام 1955.
الاعتزال والرحيل
أنهت ليلى مراد مسيرتها السينمائية بفيلم الحبيب المجهول، وأعلنت اعتزالها الفن وهي في قمة نجاحها، لتعيش بقية حياتها بعيدًا عن الأضواء.
توفيت في 21 نوفمبر 1995، تاركة وراءها إرثًا فنيًا خالدًا ما زال يثري ذاكرة الفن العربي.
تظل ليلى مراد واحدة من أعظم رموز الفن في العالم العربي بمسيرتها القصيرة لكنها غنية بالإبداع، أكدت أن الموهبة الحقيقية تترك أثرًا لا يُمحى.