طموح المستقبل والقليل من التنازلات
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تتَّجه سلطنة عُمان بقوَّة نَحْوَ تحقيق التنويع الاقتصادي المأمول، ملتحفة بخطوات تواكب العصر وتعمل على صياغة مستقبل واعد قائم على تعدُّد مصادر الدخل الوطني، غير معتمد على مصدر رئيس يتأثر بالأحداث العالَميَّة، ويؤثر في مستوى الرفاهيَّة المعيشيَّة التي اعتاد عليها الشَّعب العُماني منذ انطلاق نهضته المباركة، والتي تتواصل ويُجدِّد شبابها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه، الذي يسابق الزمن سعيًا لإحداث نقلة كبرى للاقتصاد العُماني، منطلقًا من رؤية طموحة خرجت بمشاركة شَعبيَّة واسعة، تعي المتطلبات والإمكانات وتتَّجه نَحْوَ المستقبل مدركةً تحدِّياته الكبيرة، ساعيةً للوصول بالبلاد نَحْوَ المكانة التي تستحقُّها في محيطها الإقليمي وسياقها العالَمي.
ويبقى التحدِّي الأكبر لتحقيق تلك الأهداف والتطلُّعات والطموحات على عاتق الشَّعب العُماني، فالجيل الحالي من أبناء عُمان فرض عليه نتيجة التطوُّرات العالَميَّة، والتحدِّيات المتتالية التي تؤثِّر على حركة التنمية المستدامة المنشودة، والتي تجعلهم أمام مفترق طُرق، إمَّا المُضي قُدُمًا في بناء المستقبل والاعتماد على دَوْرهم المُهمِّ والحيوي في جلب التغيير وتشكيل المستقبل عَبْرَ بعض التضحيات البسيطة، أو عدم التنازل عن رفاهيَّة الحاضر التي باتت تعوق جهود التنمية ليس في سلطنة عُمان وحسب، بل في العالَم أجمع. فالرهان الحالي المرتبط بعددٍ كبير من الأزمات والتحدِّيات العالَميَّة، يفرض على الجميع تقديم بعض التنازلات البسيطة، لصناعة مستقبل قادر على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. باختصار، فالخيارات التي نعتمد عليها اليوم هي التي ستحدِّد عالَمنا في الغد.
أقدِّم هذه النصيحة لشَعب أكنُّ له من المشاعر أجزلها، وأحرص على مصلحته المستقبليَّة. فالتجارب العالَميَّة والإقليميَّة الناجحة وغير ذلك تؤكِّد أنَّ هناك مراحل فارقة على الشعوب إدراكها بسرعة تواكب تطوُّراتها، والتعاطي معها بالإيجابيَّة المطلوبة، وإلَّا سيكُونُ البديل تنازلًا إجباريًّا عن المكتسبات المعيشيَّة وجودة الخدمات، فحُسن التخطيط رغم أهمِّيته لَمْ يَعُد كافيًا لتحقيق الأهداف، لكن لا بُدَّ أن يرتبط بعزيمة وإصرار ينطلق بالإمكانات الوطنية نَحْوَ رحابة مستقبل أفضل، وتحقيق نتائج أفضل تستفيد مِنْها الشعوب اجتماعيًّا واقتصاديًّا، وتُشكِّل منطلقًا لبناء حضاري يستحقُّه أبناء عُمان، وتستحقُّه نهضتهم المباركة التي كانت ولا تزال قدوة يقتدي بها دوَل العالَم، فما تمَّ تحقيقه بالسواعد والعقول العُمانيَّة صفحة مضيئة في تاريخ هذا الوطن التليد. إنَّ ما حقَّقته الحكومة العُمانيَّة في الأوان الأخير، والذي نتج عَنْه إشادة عالَميَّة ودوليَّة بفضل الموازنة بَيْنَ احتياجات الحاضر وعدم الإخلال بالدَّوْر الاجتماعي، وبَيْنَ تطلُّعات المستقبل والسَّعي الدؤوب للقضاء على الديون، عَبْرَ خطط وبرامج محكمة استطاعت تحقيق عددٍ كبير من أهدافها، يفرض على أبناء عُمان التعاطي بإيجابيَّة مع تلك الخطط، وعدم الاستماع للمغرضين على منصَّات التواصل الاجتماعي الذين يبثون روح التذمر، عَبْرَ بثِّ الإشاعات المغرضة، التي تهدف للنَّيْل من استقرار الوطن وحالة التلاحم المشهودة بَيْنَ القيادة والشَّعب، وهو ما يجِبُ على أبناء عُمان إدراكه جيِّدًا، وعليهم أن ينظروا بعناية للشعوب التي انساقت وراء تلك المنصَّات ومَن وراءها، كيف كانوا وأين أصبحوا؟
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی العال م ة التی
إقرأ أيضاً:
ضابط عُماني: شرطة دبي أرست معياراً جديداً للتميّز
دبي: «الخليج»
أشاد المقدم صبري بن ناصر العَبري، رئيس قسم العمليات في الإدارة العامة لتقنية المعلومات في شرطة عُمان السلطانية، بالسمعة العالمية التي تحظى بها مبادرات شرطة دبي في الابتكار والتدريب، لاسيما الدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL)، الذي تنظمه القيادة العامة بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا، واصفاً مشاركته بأنها تجربة محورية غيرت نظرته لمفهوم القيادة والابتكار واستراتيجيات العمل الشرطي الحديثة.
وأعرب المقدم العبري عن بالغ شكره وتقديره للفريق حسن بن محسن الشريقي، المفتش العام للشرطة والجمارك في سلطنة عُمان، على إتاحة الفرصة للمشاركة في هذا البرنامج المتميز، لحرصه على دعم الكفاءات وتمكينها، وتعزيز مسارات التطوير والارتقاء بالأداء المؤسسي.وقال: «لم يكن الهدف مجرد الانضمام للحصول على شهادات عالمية بل سعي حقيقي نحو التطور كقائد في بيئة أمنية تتسم بتعقيد متزايد»، وأضاف أن ما دفعه للمشاركة هو السمعة العالمية التي تحظى بها شرطة دبي في مجالات الابتكار والتدريب المتقدّم.
وفي حديثه عن تجربته، أكد أن تبادل الأفكار والتجارب مع ضباط من 39 دولة، أضفى بعداً عالمياً على نقاشاتنا، كما أن المحاكاة العملية اختبرت قدراتنا القيادية في مواقف ضاغطة، ما أكسبه مهارات جديدة في اتخاذ القرار تحت الضغط والعمل الجماعي.
وأشار المقدم العبري إلى أنه سيعود إلى سلطنة عُمان حاملاً مجموعة من الرؤى المستقبلية والعالمية، من بينها: القيادة الاستباقية، اتخاذ القرار المدعوم بالبيانات، وتعزيز الابتكار في العمليات الشرطية، وتعزيز ثقة المجتمع بالأجهزة الشرطية مستلهماً من «الروح الإيجابية» لشرطة دبي ونجاحها في خفض الظواهر السلبية وبث قيم التسامح وتعزيز جودة حياة بين جميع شرائح المجتمع.
وكشف عن حبه لحل الألغاز والتحديات الذهنية التي تعزز مهاراته القيادية والتفكير النقدي، مشيداً بتنظيم البرنامج واحترافيته العالية، بدءاً من الجوانب اللوجستية وجودة المحتوى التدريبي، وقال إن شرطة دبي أرست معياراً جديداً للتميّز في التدريب.
واختتم حديثه بالإشادة بالبيئة الديناميكية والتفاعلية للدبلوم، خاصة فرصة التعاون مع نخبة من المهنيين من هيئات أكاديمية وقانونية وشرطية محلية وإقليمية وعالمية متعددة، وقال: «لقد وسّع هذا البرنامج مداركي، وأمدني بقنوات تواصل عالمية سأستفيد منها بلا شك في المستقبل».