جريدة الوطن:
2024-10-03@19:52:44 GMT

طموح المستقبل والقليل من التنازلات

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

طموح المستقبل والقليل من التنازلات

تتَّجه سلطنة عُمان بقوَّة نَحْوَ تحقيق التنويع الاقتصادي المأمول، ملتحفة بخطوات تواكب العصر وتعمل على صياغة مستقبل واعد قائم على تعدُّد مصادر الدخل الوطني، غير معتمد على مصدر رئيس يتأثر بالأحداث العالَميَّة، ويؤثر في مستوى الرفاهيَّة المعيشيَّة التي اعتاد عليها الشَّعب العُماني منذ انطلاق نهضته المباركة، والتي تتواصل ويُجدِّد شبابها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه، الذي يسابق الزمن سعيًا لإحداث نقلة كبرى للاقتصاد العُماني، منطلقًا من رؤية طموحة خرجت بمشاركة شَعبيَّة واسعة، تعي المتطلبات والإمكانات وتتَّجه نَحْوَ المستقبل مدركةً تحدِّياته الكبيرة، ساعيةً للوصول بالبلاد نَحْوَ المكانة التي تستحقُّها في محيطها الإقليمي وسياقها العالَمي.


ويبقى التحدِّي الأكبر لتحقيق تلك الأهداف والتطلُّعات والطموحات على عاتق الشَّعب العُماني، فالجيل الحالي من أبناء عُمان فرض عليه نتيجة التطوُّرات العالَميَّة، والتحدِّيات المتتالية التي تؤثِّر على حركة التنمية المستدامة المنشودة، والتي تجعلهم أمام مفترق طُرق، إمَّا المُضي قُدُمًا في بناء المستقبل والاعتماد على دَوْرهم المُهمِّ والحيوي في جلب التغيير وتشكيل المستقبل عَبْرَ بعض التضحيات البسيطة، أو عدم التنازل عن رفاهيَّة الحاضر التي باتت تعوق جهود التنمية ليس في سلطنة عُمان وحسب، بل في العالَم أجمع. فالرهان الحالي المرتبط بعددٍ كبير من الأزمات والتحدِّيات العالَميَّة، يفرض على الجميع تقديم بعض التنازلات البسيطة، لصناعة مستقبل قادر على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. باختصار، فالخيارات التي نعتمد عليها اليوم هي التي ستحدِّد عالَمنا في الغد.
أقدِّم هذه النصيحة لشَعب أكنُّ له من المشاعر أجزلها، وأحرص على مصلحته المستقبليَّة. فالتجارب العالَميَّة والإقليميَّة الناجحة وغير ذلك تؤكِّد أنَّ هناك مراحل فارقة على الشعوب إدراكها بسرعة تواكب تطوُّراتها، والتعاطي معها بالإيجابيَّة المطلوبة، وإلَّا سيكُونُ البديل تنازلًا إجباريًّا عن المكتسبات المعيشيَّة وجودة الخدمات، فحُسن التخطيط رغم أهمِّيته لَمْ يَعُد كافيًا لتحقيق الأهداف، لكن لا بُدَّ أن يرتبط بعزيمة وإصرار ينطلق بالإمكانات الوطنية نَحْوَ رحابة مستقبل أفضل، وتحقيق نتائج أفضل تستفيد مِنْها الشعوب اجتماعيًّا واقتصاديًّا، وتُشكِّل منطلقًا لبناء حضاري يستحقُّه أبناء عُمان، وتستحقُّه نهضتهم المباركة التي كانت ولا تزال قدوة يقتدي بها دوَل العالَم، فما تمَّ تحقيقه بالسواعد والعقول العُمانيَّة صفحة مضيئة في تاريخ هذا الوطن التليد. إنَّ ما حقَّقته الحكومة العُمانيَّة في الأوان الأخير، والذي نتج عَنْه إشادة عالَميَّة ودوليَّة بفضل الموازنة بَيْنَ احتياجات الحاضر وعدم الإخلال بالدَّوْر الاجتماعي، وبَيْنَ تطلُّعات المستقبل والسَّعي الدؤوب للقضاء على الديون، عَبْرَ خطط وبرامج محكمة استطاعت تحقيق عددٍ كبير من أهدافها، يفرض على أبناء عُمان التعاطي بإيجابيَّة مع تلك الخطط، وعدم الاستماع للمغرضين على منصَّات التواصل الاجتماعي الذين يبثون روح التذمر، عَبْرَ بثِّ الإشاعات المغرضة، التي تهدف للنَّيْل من استقرار الوطن وحالة التلاحم المشهودة بَيْنَ القيادة والشَّعب، وهو ما يجِبُ على أبناء عُمان إدراكه جيِّدًا، وعليهم أن ينظروا بعناية للشعوب التي انساقت وراء تلك المنصَّات ومَن وراءها، كيف كانوا وأين أصبحوا؟

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی العال م ة التی

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش السلطاني العُماني يشارك في معرض دفاعي بكوريا

سول- العُمانية

شاركت سلطنة عُمان في فعاليات الافتتاح الرسمي لمعرض صناعة الدفاع الدولي للجيش الكوري (2024 - KADEX) المقام بجمهورية كوريا.

ومثّل وفد سلطنة عُمان اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السُّلطاني العُماني والوفد العسكري المرافق له. وتجوّل اللواء الركن قائد الجيش السُّلطاني العُماني في المعرض واستمع إلى شرح لما يشتمل عليه من معروضات عسكرية مختلفة من الصناعات الدفاعية والاستراتيجية الكورية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وبعض من صناعات الأسلحة والمعدات.

مقالات مشابهة

  • أمين «البحوث الإسلامية»: الأزهر يوفد مبعوثين لنشر صحيح الدين في العالم
  • أمين البحوث الإسلامية يعقد اجتماعًا حواريًّا مع مبعوثي الأزهر
  • عمرو الحلواني: الأهلى والزمالك الأقرب للوصل إلى نهائي كأس الرابطة.. لدى طموح لنقل تجربة مانشيستر سيتى إلى الاندية المصرية
  • قائد الجيش السلطاني العُماني يشارك في معرض دفاعي بكوريا
  • التراث العُماني غير المادي ودوره في تعزيز الهوية لدى الناشئة
  • إقبال كبير على الجناح العُماني في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • لبنان.. الجبهة الشعبية تشيّع جثامين شهدائها
  • العثور على صاروخ غير منفجر يقطع طريقًا رئيسيًا في بيروت بعد غارة إسرائيلية
  • بدء المؤتمر العُماني الأول للمدن الصحية في ظفار.. غدًا
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد