ملك منذ الطفولة.. كيف بسط ماغنوس كارلسن سيطرته على الشطرنج؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
ماذا لو طُلب من أحد معلقي كرة القدم الشهيرين، عصام الشوالي مثلا أو رؤوف خليف، التعليق على أحداث المباراة النهائية في بطولة كأس العالم للاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE world cup) التي جرت في العاصمة الأذرية باكو خلال شهر أغسطس/آب المنصرم، وانتهت بإحراز النرويجي ماغنوس كارلسن اللقب، بعد تغلبه على الهندي راميشبابو براغناناندا؟ (1)
يمكننا تخيل سماع العبارات الحماسية التالية: بيدق الملك إلى الأمام خطوتين، يرد الأسود بالبيدق في المربع الخامس، 10 دقائق من التحضير ومحاولات السيطرة على وسط الملعب، الملك الأبيض يرسل حصانه مهددا البيدق الأسود، يا ستار يا مانع الأخطار، الأسود يدعم البيدق عبر قفزة من حصان جناح الوزير، الفيل الأبيض يمضي متغطرسا ويحتل مربع الـ"c4″.
ذلك الفيل على وجه الخصوص يا سادة سوف يتعرض للإذلال ويترنح في خاتمة الدور، حين تنغلق أمامه كل المنافذ. دقائق وتنتهي المباراة، النرويجي يشبك حصانيه أمام الملك الأسود، "مش ممكن! سامحوني، غير معقول؛ القلعة في "a3″ وكش مات مش ممكن، بابا يا بابا! النرويجي هو بابا، ما هكذا تهان الأساطير يا كارلسن!".
تُعَدُّ تلك المرة الأولى التي يحرز فيها النرويجي لقب بطولة كأس الاتحاد الدولي للشطرنج رغم أن خزانة الأستاذ الكبير (Grand Master) كارلسن تكتظ بالعديد من الألقاب، أبرزها حصوله 5 مرات على كأس العالم (World cup championship)، والتتويج في 4 مناسبات ببطولة العالم للشطرنج السريع (World rapid chess Champion)، بالإضافة إلى 6 ألقاب في الشطرنج الخاطف (Blitz chess champion).
الفوز الأخير يؤكد تربع النرويجي على عرش اللعبة، وتنوع الألقاب في مسيرة كارلسن ما بين الكلاسيكي والسريع والخاطف يشير إلى مقدرة مذهلة في التنقل بين الأسلوب الهادئ الرصين والنسق المكثف الذي يتطلب اتخاذ قرارات سريعة وحادة. الجدير بالذكر أن كارلسن يحتل المركز الأول في تصنيفات الاتحاد الدولي منذ يوليو/تموز 2011، مثلما يمتلك الرقم القياسي لأطول مسيرة بدون هزيمة في تاريخ الشطرنج الكلاسيكي، وتصنيفه بـ2882 نقطة يُعَدُّ أعلى تصنيف حازه لاعب شطرنج على الإطلاق.
المباراة النهائية في بطولة كأس العالم للاتحاد الدولي للشطرنج FIDE world cup. (مصدر الصورة: كأس العالم للاتحاد الدولي للشطرنج)صعود البطل
وُلد سفين ماغنوس كارلسن في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، في مدينة تونسبيرغ جنوب النرويج. والدته سيغرون أوين مهندسة كيميائية، ووالده هنريك مستشار في تكنولوجيا المعلومات ومارس اللعبة من باب الهواية. عائلة كارلسن تنقلت بين فنلندا وبلجيكا قبل العودة إلى النرويج والاستقرار في باروم. ومنذ سن مبكرة، أظهر كارلسن قدرة على مواجهة التحديات الفكرية، إذ كان يستطيع تركيب لعبة بازل من 50 قطعة وعمره عامان (2). وبالإمكان أن نتبين طبيعة الفتى التنافسية، حين أعلن في عام 2010 أن الدافع وراء دراسة الشطرنج حين بلغ عامه الخامس رغبته في هزيمة أخته الكبرى التي مارست اللعبة قبله.
خاض ماغنوس أولى بطولاته في سن الثامنة، حيث فاز ببطولة النرويج للاعبين دون 11 سنة. وحصل على المركز السادس في فئة الناشئين أقل من 12 سنة في البطولة الأوروبية، ثم حاز المركز الثاني في فئة الأولاد تحت 12 عاما في بطولة العالم للشباب في اليونان عام 2002، بعد الخسارة أمام الروسي يان نيبومنياتشي. والغريب أن كارلسن لم يتمكن من الفوز بأي بطولة للفئات العمرية الصغيرة في أوروبا. ويرى مدرب الشطرنج الروسي أوليغ ستيتشكو (3) في ذلك دليلا على قدرة ماغنوس على التطور، ويتساءل: "أين أولئك الذين سبقوه في صباه؟".
نال كارلسن لقب أستاذ دولي (International Master) في أغسطس/آب 2003. وفي عامه الـ 13، نال لقب الأستاذ الكبير (Grand Master) بعد حصوله على المركز الثاني في بطولة دبي المفتوحة. وفي وقت سابق من العام ذاته، هزم الفتى بطل العالم السابق أناتولي كارابوف، وتعادل في مباراة أخرى أمام أسطورة الشطرنج، الأستاذ الكبير غاري كاسباروف، خلال بطولة الشطرنج الخاطف في أيسلندا. المدهش أن كاسباروف كان على وشك الهزيمة في تلك المباراة فيما الولد متفوقا ببيدق، لولا أن الوقت شكَّل ضغطا على الصغير كارلسن. ويعلق على تلك المباراة الهولندي ديرك جويزندام، مدير تحرير مجلة "الجديد في الشطرنج" (New in Chess)، أنها كانت لحظة تاريخية، الصبي احتل الترتيب 700 بين اللاعبين في ذلك الوقت، فيما كاسباروف الأكبر من الفتى بـ28 عاما كان المصنف الأول عالميا، وقطعا لم تكن هناك أية فرصة أمام الصغير.
احتل كارلسن المركز العاشر في كأس العالم للشطرنج عام 2005 في مانسيسك، روسيا، وبذلك أصبح أصغر لاعب يحصل على مكان في مباريات المرشحين في عام 2007، ومع ذلك، فقد خسر في الجولة الأولى أمام لاعب الشطرنج الأرمني ليفون أرونيان (الذي احتل المركز السابع في بطولة العالم).
تميز كارلسن منذ طفولته بذاكرة قوية، إذ كان يحفظ عواصم دول العالم وأعلامها وتعدادها السكاني حين بلغ عامه الخامس، تلك الميزة دفعت الأوكراني أدريان ميخالكيشين (4)، الأستاذ الكبير (GM) ومدرب الشطرنج، أن يشبهه بعباقرة اللعبة في القرن العشرين، أمثال فيشر وكاسباروف. ويروي النرويجي، سيمن أجدستاين، الأستاذ الكبير الذي درّب الفتى على مدار 4 سنوات منذ عام 1999، أنه أعطى الفتى كتابا متخصصا في الافتتاحيات كي يقرأه، وفي اليوم التالي أجرى كارلسن الافتتاح بشكل ممتاز. ويعلّق ميخالكيشين على افتتاحيات الفتى كارلسن بقوله: "إن قدرته على اتخاذ مواقف حادة فور الانتهاء من الافتتاحية لم تكن واضحة، مثله مثل فيشر وكاسباروف حينما كانا في عمره، لكن الفتى سرعان ما اكتسب الثقة، وعند بلوغه 15 عاما، صار بإمكانه أن يلعب افتتاحيات معقدة، مثل الدفاع الصقلي وشبيه السلاف".
دليل الحركة الجيد
اللقاء الأول بين كارلسن وأجدستاين أتى في كلية كبار الرياضيين النرويجية، فيما كان الصبي يدرس على يد أستاذ شطرنج نرويجي يُدعى رينجدال هانسن، يؤدي خدمته العسكرية في الكلية آنذاك. كان أجدستاين وكارلسن يقضيان ساعتين أو ثلاث في تحليل إحدى المباريات (5)، ويُعد كتاب "العثور على الخطة: دليل الحركة الجيد" (Good move guide) للدنماركي بنت لارسن أول كتاب قرأه كارلسن. ولارسن أول لاعب غربي يُشكِّل تحدّيا لهيمنة الاتحاد السوفيتي على اللعبة خلال القرن الماضي، كما عُرف بأسلوبه المبتكر وغير التقليدي الذي يتسبب في إرباك المنافسين.
ينقسم كتاب لارسن إلى 4 أقسام: ابحث عن التوليفة، وابحث عن الخطة، وابحث عن النقلة الممتازة، ثم شرح لبعض المواقف الختامية في أدوار الشطرنج. في الجزء الأول وضع لارسن 100 موقف يتضمن كلٌّ منها توليفة متوقعة بين قطع الشطرنج، وعلى القارئ أن يحرز النقلة التي تحقق تلك الوضعية. أما في القسم الثاني ثمة 48 موقفا تسلط الضوء على منتصف الدور والإستراتيجيات المتبعة. وفي البحث عن أفضل نقلة وضع لارسن 40 لعبة، يتحدى خلالها القارئ في البحث عن النقلة الملائمة. والتعمق في كتاب لارسن يقود إلى عصف ذهني ويطرح على القارئ تساؤلات، من نوعية الموقف الأفضل للقطعة والعثور على مبادلة مناسبة بين القطع، أو ما يُعرف في لغة الشطرنج بالتضحية (Sacrifice)، كذلك كيفية قراءة الثغرات فوق اللوحة، سواء كانت تخص الخصم أو اللاعب نفسه.
كتاب "العثور على الخطة: دليل الحركة الجيد Good move guide" للدانماركي بنت لارسن. (مصدر الصورة: مواقع التواصل)ويروي المدرب أوليغ ستيتشكو أن أجدستاين أدرك بحلول عام 2004 أنه غير قادر على رفع مستوى الناشئ أكثر، وبدأ رحلة البحث عن مدرب مناسب. مبدئيا رأى أجدستاين أن كاسباروف يمكن أن يحقق أفضل رعاية للفتى، لكن التواصل مع الروسي لم يثمر عن شيء، إلى أن وجد الدنماركي بيتر هاين نيلسن ورأى فيه المدرب المناسب للفتى.
نيلسن كان يراقب ماغنوس منذ فترة طويلة، وقبل تعاونهما بنحو عام صرح لإحدى الصحف أن الغرب لم يعرف موهبة كتلك منذ البطل الأميركي بوبي فيشر. وخلال العمل مع نيلسن قام كارلسن بتوسيع قدراته الافتتاحية، التي كان لا بد من تحديثها. ومما يذكره أوليغ في هذا الصدد أن كارلسن توقف عن استخدام افتتاح دفاع الملك الهندي حين يلعب باللون الأسود، وصار أكثر مرونة في المواقف المتوترة.
كان نيلسن يتعاون آنذاك مع بطل العالم، الهندي فيشفاناثان أناند، وعندما بدأ العمل مع كارلسن لجأ إلى الاستعانة به أحيانا في إعداد أناند قبيل مشاركة الهندي في البطولات المهمة. على سبيل المثال، شارك كارلسن في إعدادات أناند قبل مواجهة كرامنيك في نهائي بطولة العالم في 2008، وهي البطولة التي توج بها الهندي، الذي ظل بطلا للعالم حتى عام 2013، حين خسر لقبه في المباريات النهائية أمام صديقه الصغير كارلسن.
طريقة ماغنوس
يوضح الفرنسي إيمانويل نيمان (6) أن هذا النهائي يبرز إحدى إمكانيات كارلسن المهمة، وهي قدرته على انتزاع الفوز في المواقف التي تبدو الأمور فيها متساوية والمباراة تتجه إلى التعادل. في المباراة السادسة أمام أناند، تنازل كارلسن عن البيدق "h" بما منح الهندي أسبقية، لكن تضحية كارلسن كانت تهدف إلى فتح المجال أمام بيدق العمود "f"، بما دفع الهندي إلى الاستسلام.
يبدو أسلوب كارلسن بسيطا بشكل مخادع، تكمن العبقرية في البساطة، وحين تلعب أمامه تبدو حركاته واضحة ولا مراوغات، وتشعر أن هذه هي الطريقة المنطقية التي يجب اتباعها، لكن في أغلب الأحيان، لا يتوقع خصومه -وهم أفضل اللاعبين في العالم- كيفية هجومه.
ويشرح نيمان أحد أساليب النرويجي عبر ما يسميه "التفكير الوقائي"، إذ يختار كارلسن نقلات تدفع اللعب إلى الاستمرارية، بما يمنع الخصم من الحصول على التعادل، وما دام اللعب مستمرا فثمة فرصة أن يرتكب الخصم أخطاء، وهنا يأتي دور النرويجي في استغلال تلك الأخطاء.
كارلسن نفسه أقر بذلك في أعقاب المباراة التي جمعته والروسي دانييل دوبوف في ديسمبر/كانون الأول 2020، فيقول: "كنت أحاول الحفاظ على الوضع حيا، فيما أشعر أنه لا توجد نقلة تحقق الفوز، لكن فجأة تمكنت من خداعه وتحقيق الفوز. لأكن منصفا؛ بدا الأمر عرضيا بعض الشيء، لكن لا بأس، ما دام منع التعادل ممكنا، فيمكن الحصول في الختام على شيء من مباريات مثل هذه".
الأمر الآخر المميز لدى كارلسن هو قدرته على خلق الفرص؛ يغير النرويجي من موقفه باستمرار أثناء الدور، يحشد قطعه نحو وزير الخصم، وحين يتصدى الخصم لهجومه، يتجه كارلسن بمرونة نحو جناح الملك، ويغير من تشكيل هياكل البيادق على الدوام عبر المبادلات، بما يجبر الخصم على ارتكاب خطأ (7). عندما يكون الخصم سعيدا بالتصدي لهجمة، مثل طالب يجيب سؤالا في الامتحان، لن يعطيه كارلسن هدنة، وسوف يطرح على الفور سؤالا آخر، وربما كان مختلفا وأكثر صعوبة، ومبارياته ضد الروسي سيرغي كارياكن تُعد نموذجا لهذا الأسلوب.
السعي وراء تغيير مسار اللعب باستمرار حيلة معروفة لدى لاعبي الشطرنج، حين يقعون في موقف سيئ أو عند تأزم الأمور، أما عند كارلسن فيبدو طريقة أساسية للحصول على أفضلية، حتى عند وجوده في موقف جيد، على عكس لاعبين كبار مثل فيشر وكرامنيك، انصب تركيزهم على لعب أفضل نقلة، دون ركض وراء تغيير مسار اللوحة، فهذا السعي الدائم للتغيير يُعد أمرا مرهقا ويرتد أحيانا بنتائج عكسية، كارلسن نفسه تعرض للخسارة جراء هذا الأسلوب أمام مدافعين أقوياء مرنين، مثل الفرنسي فاشيي لاغراف في كأس سنكفيلد عام 2017.
—————————————————————————————–
المصادر1- مباراة كارلسن وبراجاناناندا نهائي كأس العالم
2- https://magnuscarlsen.com/en/bio
3- Oleg Stetsko & Adrian Mikhalchishin. Fighting chess with magnus Carlsen
4- المصدر السابق
5- Wonderboy Magnus Carlsen by Agdestein Simen
6- Emanuel Neiman. The Magnus method
7- Andrew Soltis. Magnus Carlsen: 60 Memorable Games
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأستاذ الکبیر الدولی للشطرنج بطولة العالم کأس العالم فی بطولة
إقرأ أيضاً:
عصام زكريا.. «مناورة» مدير المهرجان
من يعرف الناقد عصام زكريا عن قرب، يدرك أنه كرس وقته لأمور محددة فى الحياة بجانب مسئولياته، منها السينما والبحث الدائم فى عالمها الرحب، واقتناص اللحظات المدهشة فيها وتقديمها بشكل لافت يوجه الأنظار لأيقوناتها القديمة ودررها الجديدة قيد العرض، أيضا الاستماع لأغانى الموسيقار محمد عبد الوهاب كلما أتيحت له الفرصة، ما يخلق بداخله حالة شجن تضبط إيقاع تفكيره، غير أن الغواية الكبرى فى حياة الناقد الكبير تتمثل فى عشقه للعبة الملوك، فيتابع لعبة الشطرنج ويمارسها كلما كان ذلك ممكننا، ويشاهد مبارياتها بشغف شديد، ويحفظ الكثير من خططها ومناوراتها الشهيرة.
منذ عدة أشهر صاحب اختيار الناقد الجميل لإدارة مهرجان القاهرة السينمائى موجة ترحيب كبيرة وحفاوة بالغة فى الأوساط السينمائية والثقافية، وذلك لما يتمتع به زكريا من محبة وشعبية وتفكير عملى ولمسة فنية تضفى عليه جوانب من الدهشة والإبداع.
ويعتقد البعض أن تمرس الناقد فى لعبة الملوك منحه القدرة على رسم الخطط المغايرة، والتى تفضى به دائما للوصول لأهداف مستحقة بطرق أسرع، وبشكل غير تقليدي، وهو ما ظهر جليا فى لمساته على هذه الدورة فى المهرجان.
فبعد اضطلاعه بمنصبه الجديد اعتمد الناقد السينمائى الكبير ومدير مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ٤٥ هذا العام على خطة جديدة، أو مناورة كما يطلقون عليها فى لعبة الشطرنج، وتتمثل فى اختيار مجموعة شباب واعدة يثق فى قدراتهم وثقافتهم وخبرتهم، وأظهروا مدى وعيهم والتزامهم بأداء الدور المنوط بهم، على أكمل وجه، منهم من لديه تجارب سابقة فى صناعة المهرجانات ومنهم من يقدمه لأول مرة فى هذه الدورة.
تعامل زكريا مع هؤلاء الشباب ومنهم أسامة عبدالفتاح مدير مسابقة النقاد الدولية وخالد محمود مدير المكتب الإعلامى ورئيس المركز الصحفى، ومحمد سيد عبدالرحيم مدير ملتقى أيام الصناعة والناقد رامى المتولى المسئول عن الأفلام الوثائقية وبرنامج أفلام أمريكا الشمالية وأستراليا والناقد محمد نبيل مسئول مسابقة آفاق السينما العربية والصحفى عرفة محمود القائم على نشرة المهرجان والمصممة أمنية عادل لكي يقدموا وغيرهم للسينما وللجمهور وجبة سينمائية قوية تحمل كثيرا من التميز والتفرد سواء فى الموضوعات التى تقدمها تلك الأفلام أو فى الفعاليات الخاصة بتلك الدورة.
وجاءت اختيارات الشباب على قدر الطموحات والآمال المعلقة عليها، وظهرت هذه الدورة من المهرجان لتلفت الانتباه وتحقق نجاحات كبيرة فى ظل العمل الدؤوب والاحترافية التى يتمتع بها فريق العمل ككل ومن خلفه مدير المهرجان ورئيسه الفنان حسين فهمى.
وما ساعد أكثر على نجاح هذه الدورة هو إعلان القائمين عليه رفضهم لرعاية الشركات التى جاءت أسماؤها فى لوائح المقاطعة، ليأكدوا بذلك وقوفهم إلى جانب فلسطين وغزة فى حربها مع الكيان الصهيونى، كما دعموا ذلك بإهدائهم هذه الدورة للقضية رافعين شعار أن مصر ومهرجاناتها وفنونها بجانب الشعب الفلسطينى دون هوادة وضد العدوان الغاشم الذى تتعرض له غزة.
وفى الأخير يجب التأكيد على نجاح مناورة لاعب الشطرنج، الذى أضفى لمسته الإبداعية على جوانب المهرجان لتخرج دورة مختلفة وتحقق كل هذا النجاح، وترسل رسالة لكل مناوئ لها ولمصر ولغزة فحاوها «كش ملك».