مفاوضون إسرائيليون يروون مذكراتهم عن كواليس اتفاق أوسلو.. ماذا قالوا؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
ما زال الإسرائيليون يحيون الذكرى السنوية الثلاثين لاتفاق أوسلو، وسط سرد لأهم تبعاته ونتائجه المترتبة على دولة الاحتلال من النواحي الأمنية والسياسية، وهو ما تناولته العديد من التحليلات والمذكرات التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام الأخيرة.
وعبر عن آخر هذه المواقف نائب وزير الخارجية خلال الاتفاق، يوسي بيلين، الذي اعتبر أن "فشل أوسلو يرجع إلى أنه كان ترتيبا مؤقتا، مع أن إقامة الحدود بين الجانبين سيحل الأزمة، وإلى حين ذلك ما زال المستقبل السياسي بين الجانبين ملبدا بالغيوم.
بينما طالب مستشار الوفد الإسرائيلي بمؤتمر مدريد للسلام، دوري غولد، بضرورة ربط الاتفاق باتفاقيات التطبيع، زاعما أنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطين، ولعل تباين هذه الآراء يكشف عن حجم الخلافات بين الإسرائيليين أنفسهم حول هذا الاتفاق بعد ثلاثة عقود من توقيع الاتفاق".
جاءت أقوال بيلين وغولد خلال مقابلتين منفصلتين أجراهما موقع "ويللا" ترجمتهما "عربي21"، لكنهما اتفقا على أن أحداثا هامة عدة ساهمت بالوصول لهذا الاتفاق، أولها انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987، وأدت إلى تغير جزء من الرأي العام الإسرائيلي، وتغيير منظمة التحرير الفلسطينية لمواقفها تجاه "إسرائيل، وجاء ذلك بعدما تبين لها وجود خطر على نفوذها في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب صعود القوى الإسلامية التي قادت الانتفاضة.
والحدث الثاني الذي أثر بشكل كبير على إنجاز اتفاق أوسلو هو تفكك الاتحاد السوفييتي، أما الحدث الثالث هي ثورة نتائج الانتخابات الإسرائيلية 1992، وصعود إسحاق رابين للسلطة.
وأوضح بيلين أن "أحد أسباب عدم نجاح الاتفاق أنه كان ترتيبا مؤقتا، ولذلك لم يؤدي إلى اتفاق دائم، ثم جاء اليمين ونتنياهو الذي انتخب رئيسا للوزراء عام 1996، ووعدوا بإلغاء اتفاقات أوسلو، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن اتفاقات أوسلو مؤقتة، ولا يجب تحويلها إلى دائمة، بحيث لا يوجد داعي للانسحاب من المستوطنات، أما غولد الذي تحدث عدة مرات عن موضوع اتفاق أوسلو، لكنه اليوم يقولها بنبرة صريحة أن الاتفاق قد فشل، بزعم أن التسوية السلمية لم تتسبب بتغيير التصورات عند الجانب الفلسطيني تجاه إسرائيل".
وأشار غولد أن "لديه طريقة مختلفة عن أوسلو في التفكير حول ما يجب القيام به لتحقيق الاستقرار في الضفة الغربية أهمها تحقيق احتياجات إسرائيل الأمنية، وإبقاء المناطق تحت سيطرتها"، أما بيلين فاعتبر أن نتنياهو تصرف كإسحق شامير الذي قام مشروعه على ترك الوضع الراهن، وإدارة الصراع في إطار اتفاق، من خلال إزالة عبئ كبير عن إسرائيل عبر التنسيق الأمني، ويعتقد نتنياهو أنه يمكن الاستمرار على هذا النحو دون قيود، مع العلم أن المشكلة الأساسية اليوم هي المستوطنات، حيث يعتقد المستوطنون بعد ثلاثة عقود على أوسلو أنهم انتصروا، ولن يكون ممكنا تقسيم الأرض مع الفلسطينيين، وبهذا يعرضون الأغلبية اليهودية للخطر".
وحذر بيلين أنه "في الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاق أوسلو فإن ما يدور في أذهان اليمين الإسرائيلي يتراوح بين ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، أو تركهم في الوضع القائم، ولذلك فإن اقتراحي مختلف ويتمثل بإقامة نموذج يسمى ’اتحاد الأراضي المقدسة’ يتضمن بالضرورة إزالة المستوطنات، وكل من يقع شرق الحدود يمكنه البقاء في منزله، إذا رغب في ذلك، ومن يكون خارجها سيبقى إسرائيليا، لكنه مقيم فلسطيني، مع مستوى عال من التعاون بين الأطراف في قضايا البيئة والصحة والاقتصاد، وترسيم الحدود بيننا تمهيدا للكونفدرالية".
ورأى غولد أن "المهم هو المصالح الأمنية الإسرائيلية للحفاظ عليها من خلال بقاء قبضتها على الأرض، أما الأشياء الأخرى فيمكن التفاوض عليها، أنا لا أعترف بفلسطين، لا يوجد مثل هذا المفهوم، غور الأردن هو الجزء الأكثر أهمية، لكننا لم نستثمر ما يكفي هناك، ولم نقم بالإجراءات التي يجب القيام بها لتطويره".
أما بيلين فرأى أن "مشكلة غور الأردن لديها العديد من البدائل الحديثة، يمكن من خلالها إنشاء غلاف أمني مثل محطات الإنذار، دون الحاجة للتواجد فيه، حتى نتنياهو اعتبر أننا يمكن ترك الغور لنا لمدة 40 عاما".
بدوره، اعتبر المستشرق الإسرائيلي، إيهود يعاري، أن "مرور ثلاثين عاما على أوسلو يكشف عن الفرصة الإسرائيلية الضائعة، لأن المعضلة الأساسية التي واجهت إسرائيل منذ 1967 في سعيها للتعايش مع الفلسطينيين هي المضي قدما في صفقة مع المقاومة من الخارج، أو اللجوء للقيادة المحلية داخل الأراضي المحتلة، صحيح أن الاتفاق ظهر بعيون كثير من الإسرائيليين معيبا بشكل خطير، لكنه الآن يجب الحفاظ عليها، مع تصحيح بعض الأخطاء بمرور الوقت للتأكد أنه لا يوصل لطريق مسدود، بل يمهد لتسوية مستقرة".
وأضاف يعاري، في مقال نشرته "القناة 12" وترجمته "عربي21"، أن "اندلاع انتفاضة الحجارة 1987 شكل مفاجأة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وخلال أيام أنشأ الناشطون الفلسطينيون "القيادة الموحدة" المؤلفة من جميع الفصائل لتوجيه الإضرابات والمظاهرات وأيام الغضب عبر توزيع المنشورات، وحافظت على علاقة فضفاضة مع قيادة المنظمة في تونس البعيدة، وأداروا الانتفاضة بمفردهم، وقد دأبت دائما على توجيه النصيحة لرئيس الوزراء الراحل إسحق رابين، الذي كان يدعوني في كثير من الأحيان لمناقشة الوضع، بالحديث مع القيادة المحلية الفلسطينية للتوصل إلى مخطط تفصيلي متفق عليه".
ما زال الإسرائيليون يعيشون مرور مناسبة ثلاثين عامًا على اتفاق أوسلو الذي تصفه قطاعات كبيرة منهم بأنه "حماقة وكارثة"، بزعم نتائجه السلبية عليهم، رغم ما حققه لهم من إنجازات سياسية وأمنية اختصرت عليهم عقودا طويلة من الصراع، وقد كشفت هذه الآراء والمواقف التي سردها الإسرائيليون عن جملة من المآخذ التي يعلنها اليمين تجاه اتفاق أوسلو، رغم أنه قدم للاحتلال إيجابيات لافتة وجدت طريقها لحفظ أمنه، وشرعنة مصادرة أراضي الفلسطينيين، وترسيخ الاستيطان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة أوسلو الاحتلال اتفاق أوسلو الأراضي المحتلة الاحتلال أوسلو الأراضي المحتلة اتفاق أوسلو صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتفاق أوسلو
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يحدد موعد محادثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف -اليوم الأحد- يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صامد، وأضاف أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بالتأكيد.
وأوضح ويتكوف لقناة "فوكس نيوز" أنه أجرى هذا الصباح اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد. كما تحدث مع مسؤولين في المنطقة عن مواصلة المفاوضات هذا الأسبوع في مكان سيتم تحديده.
وأضاف ويتكوف أن اتصالاته مع المسؤولين في الشرق الأوسط كانت بناءة للغاية حول تسلسل المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدا لأنها تشمل إنهاء الحرب وعدم مشاركة حماس في الحكومة وخروجها من غزة.
وكشف المبعوث الأميركي أن المحادثات تناولت "تسلسل المرحلة الثانية، وتحديد مواقف الجانبين، حتى نتمكن من فهم أين نقف اليوم، ثم مواصلة المحادثات هذا الأسبوع في مكان سيتم تحديده حتى نتمكن من معرفة كيفية الوصول إلى نهاية المرحلة الثانية بنجاح".
بيان حماسفي الأثناء، حملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات خروقه لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ولاسيما البروتوكول الإنساني منه.
إعلانوقال بيان للحركة إن الاحتلال يتنكر لبنود الاتفاق بمنعه دخول الكرافانات والآليات الثقيلة إلى قطاع غزة كما دعا الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم بإلزام العدو بوقف انتهاكاته للاتفاق والشروع فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
ولفتت الحركة إلى أن تلكؤ الاحتلال في البدء بمفاوضات المرحلة الثانية يكشف نية نتنياهو عرقلة الاتفاق وسعيه للعودة إلى العدوان.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، ويتم خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد مرور 16 يوما على سريان المرحلة الأولى، أي في 3 فبراير/شباط الجاري، لكن نتنياهو أجّل إرسال وفده التفاوضي للدوحة بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 4 من الشهر نفسه، وبعث بوفد فني غير مخول بالتفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق.