قالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجب على كل إنسانٍ مكلف أن يخلص العبادة لخالقه سبحانه؛ فقد قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5]، قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب": [العبادة هي التذلل، ومنه طريق مُعَبَّدٌ أي مذلل.. واعلم أن العبادة بهذا المعنى لا يستحقها إلا من يكون واحدًا في ذاته وصفاته الذاتية والفعلية].

الإفتاء توضح وقت الليل بداية ونهاية ودليل ذلك الإفتاء توضح حكم النقوط في المناسبات الاجتماعية

أوضحت الإفتاء، أن العبادة في الإسلام تشمل كلَّ ما يصدر عن المكلف من قول أو عمل أو اعتقاد، وذلك على حسب ما يحبه الله ويرضاه؛ يقول تعالى -في شأن المؤمنين-: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، يقول الشيخ ابن القيم في "مدارج السالكين": [وبُنَى ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾ على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه، من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح.

ما ورد في نصوص الشرع الشريف على اعتبار العمل عبادة

وتابعت: إذا أمعنَّا النظر في نصوص الشرع الشريف لوجدنا أن الإسلام قد جعل العمل والسعي في طلب الرزق وتعمير الكون من العبادات التي يثاب عليها الإنسان، فالشرع الشريف يحث الإنسان على العمل والاجتهاد في كسب الرزق الحلال الطيب؛ يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15].

قال العلامة النسفي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل": [﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا﴾ لينة سهلة مذللة لا تمنع المشي فيها، ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا﴾ جوانبها استدلالًا واسترزاقًا، أو جبالها، أو طرقها، ﴿وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ أي: من رزق الله فيها، ﴿وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ أي: وإليه نشوركم، فهو سائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم].

دار الإفتاء

والنية الصالحة والإتقان في العمل من أهم العوامل التي تجعل العمل يصير عبادة، فالمؤمن الذي يعمل في أي مجال أو مهنة مشروعة وجائزة، إذا نوى بذلك تحقيق مرضاة الله وخدمة الناس، فإن عمله يصبح عبادة يثاب عليها في الدنيا والآخرة.

قال الإمام الشاطبي في "الموافقات": [النية شرط في كون العمل عبادة، والنية المرادة هنا نية الامتثال لأمر الله ونهيه، وإذا كان هذا جاريًا في كل فعل وترك، ثبت أن في الأعمال المكلف بها طلبًا تعبديًّا على الجملة].

وقد تضافرت نصوص الشرع الشريف على اعتبار العمل الحلال عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، منها:

- ما روي عن أبي الْمُخَارِقِ رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فَطَلَعَتْ ناقة له فأقام عليها سبعًا، فمر عليه أعرابي شاب شديد قوي يرعى غُنَيْمَةً له، فقالوا: لو كان شباب هذا وشدته وقوته في سبيل الله عز وجل! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ كَبِيرَيْنِ لَهُ لِيُغْنِيَهُمَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى صِبْيَانٍ لَهُ صِغَارٍ لِيُغْنِيَهُمْ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا وَيُكَافِي النَّاسَ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى رِيَاءً وَسُمْعَةً فَهُوَ لِلشَّيْطَانِ» أخرجه ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال".

- وكذا ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» أخرجه البخاري ومسلم.

قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري": [ومقتضاه أنَّ أجر ذلك يستمر ما دام الغرس أو الزرع مأكولًا منه ولو مات زارعه أو غارسه، ولو انتقل ملكه إلى غيره، وظاهر الحديث أنَّ الأجر يحصل لمتعاطي الزرع أو الغرس، ولو كان ملكه لغيره].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام دار الافتاء الإفتاء العمل عبادة

إقرأ أيضاً:

انتقال جميع إدارات الشرطة للعمل بولاية الخرطوم

بورتسودان: السوداني/ قالت الشرطة السودانية، إن جميع إداراتها انتقلت للعمل بولاية الخرطوم، لتقديم خدماتها للمواطنين، وإن الهدف من انتقال إدارات الشرطة إلى الخرطوم هو العمل على تحسين بيئة العمل في الإدارات الشرطية، وأوضح مدير عام قوات الشرطة بالإنابة الفريق شرطة، محمد ابراهيم عوض الله، انه ليس هناك استثناءات فيما يخص نقل إدارات الشرطة لولاية الخرطوم، عدا بعض الإدارات الفنية العاملة بالسجل المدني.
وأضاف خلال المنبر الدوري لوزارة الثقافة والإعلام رقم 23 الذي تنظمه وكالة السودان للأنباء والذي استضاف المنبر الدوري للشرطة اليوم، الى أنّ إدارات الشرطة المختلفة ستعمل على توفير أرضية أمنية وطمأنينة للمواطنين.
ووصف ظاهرة انتحال أشخاص يرتدون زي الشرطة بأنها محدودة وغير مزعجة، مبيناً اضطلاع قوة مشتركة من القوات النظامية المختلفة للقيام بحملات مشتركة في ضبط مثل هذه الحالات إن وجدت.
مطمئناً بأن الشرطة ستعمل على ضبط مثل هذه الحالات في حال ظهورها، مبيناً أنه خلال زيارتهم الأخيرة لولاية الخرطوم لم يتم رصد أيِّ من مثل هذه الظاهرة، مشيراً إلى انه في حالة وجودها سيتم التعامل معها بالحزم.

وأكد مدير عام قوات الشرطة بالإنابة أهمية الشرطة المجتمعية في المرحلة الحالية باعتبارها النواة الأولى في مكافحة الجريمة واكتشاف أي مخالفة، داعياً المواطنين للمشاركة والمساهمة في بسط الأمن بالمدن والقرى.
واضاف أن الوزارة تولي البحث العلمي اهتماماً كبيراً، في الجوانب القانونية والعلوم الأخرى لدورها في تطوير العمل الشرطي في جوانبه المختلفة.
وأشار الفريق شرطة محمد إبراهيم إلى الخطوات التي اتخذتها الشرطة في تحسين بيئة العمل لأفرادها من خلال تحسين شروط الاستيعاب للشرطة، مشيراً إلى تكوين لجنة فيما يخص تلك الشروط، بهدف تطوير العمل للوصول إلى شرطة متطورة في التدريب وتقديم خدمات متميزة للمواطنين.
وأشار إلى أن عودة الحياة إلى طبيعتها بولاية الخرطوم بصورة مطمئنة من خلال افتتاح المدارس والمستشفيات بالولاية، مبيناً العمل الدؤوب الذي انتظم من إزالة مخلفات الحرب ونظافة الشوارع وتعقيمها وإزالة الدانات.  

مقالات مشابهة

  • انتقال جميع إدارات الشرطة للعمل بولاية الخرطوم
  • حكم المرأة غير المحجبة في الإسلام.. هل يطلقها زوجها ويحرمها من حقوقها؟
  • أمين الإفتاء: الغش في البيع والشراء يؤدي إلى فساد عظيم
  • مفاهيم إسلامية: الكتاب والقرآن
  • وظائف شاغرة في شركة الماجد للعود
  • يامريم أنى لك هذا
  • فضل آية الكرسي.. هل قراءتها 50 مرة في الصباح تجلب الرزق؟
  • مع حلول عيد القيامة.. هل يجوز تهنئة المسيحيين؟ دار الإفتاء تجيب
  • استخدام مزيل العرق أثناء الإحرام.. الأزهر للفتوى يكشف الحكم
  • الشيخ المطلق يكشف سر التغلب على وساوس العبادة.. فيديو