هل أنقذ إيلون ماسك فعلا البشرية من هرمجدون؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
شن مقال في صحيفة أوبزرفر البريطانية هجوما لاذعا على الملياردير الأميركي إيلون ماسك لانصياعه "للابتزاز النووي" الذي ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمارسه مع الغرب.
وزعم أستاذ التاريخ في جامعة ييل الأميركية تيموثي سنايدر أن الرئيس التنفيذي لشركة "إكس" (تويتر سابقا)- بإذعانه لذلك الابتزاز لا يمكن إلا أن يشجع بوتين على التلويح بمزيد من التهديدات.
وجاء المقال استعراضا لما ورد في سيرة إيلون ماسك الذاتية، ومنتقدا كاتبها والملياردير الأميركي لأن الكتاب لم يروِ القصة الحقيقية "بل هو سيناريو جرى تقديمه كما لو كان قد حدث" بالفعل.
واتهم أستاذ التاريخ ماسك -الذي يصفه بملياردير وادي السيليكون وأنه ربما أغنى شخص في العالم- بأنه يمد يد العون "لرفيقه الملياردير الذي يضع إصبعه على الزر النووي لروسيا"، في إشارة لا تخلو من انتقاد لبوتين.
وقال إن ماسك وبوتين يتشاركان سرا حول "حماقة الجماهير"، ويتصرفان كما لو أنهما أنقذا البشرية جمعاء من هرمجدون (حرب نهاية العالم).
وأضاف أن الرئيس التنفيذي لشركة "إكس" كان قد رفض الخريف الماضي أن يوفر قمره الصناعي المعروف باسم "ستارلينك" خدمات اتصال خاصة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وبحسب المقال، فإن ماسك فعل ذلك لأن الروس وأحيانا بوتين نفسه أبلغوه بأن أي هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم -التي تحتلها روسيا- سيفضي إلى رد فعل نووي من جانب موسكو.
ووصف سنايدر هذا التهديد بأنه "أكذوبة"، ذلك أن أوكرانيا شنت عشرات العمليات في القرم، وكان بعضها "مذهلا للغاية"، ولم تسفر أي منها عن حرب نووية.
وشدد على أنه لا ينبغي لأحد الادعاء بأن ماسك حال دون نشوب حرب نووية من خلال منعه هجوما أوكرانيا على سفينة روسية كانت قد رست في أرض أوكرانية.
لكن حقيقة الأمر أن أوكرانيا هاجمت العديد من السفن الروسية في الآونة الأخيرة، وانتقمت روسيا من تلك الهجمات بأن "وعدت بإصلاح" سفنها ليس إلا.
وبعد 19 شهرا من الحرب أدرك معظم المراقبين أن التهديدات النووية التي لا تكف روسيا عن التلويح بها هي من قبيل الحرب النفسية، ومحاولة لتخويف أوكرانيا وحلفائها ودفعهم للاستسلام، على حد تعبير المقال.
أما الزعم بأن ماسك منع التصعيد فهو -وفق سنايدر- لا يعدو أن يكون ترديدا للدعاية الروسية، لمساعدتها على مخاطبة جمهور جديد، كما أنه يوفر "منصة للأكاذيب الروسية التي تهدف إلى إحباط المعنويات"، لكن في الواقع -يضيف كاتب المقال- فإن تصرفات ماسك زادت احتمالات اندلاع حرب نووية.
ومع ذلك، فإن أستاذ التاريخ يعتقد أن هناك دائما نوع من الخطر الذي تزيده روسيا أوارا بابتكارها صراعا كبيرا في أوكرانيا، لكن أوكرانيا "قللت من تلك الاحتمالات بتجاهلها الابتزاز النووي الروسي".
ولو أن أوكرانيا استسلمت لكان الدرس لبقية العالم واضحا، وهو أنه لا بد لك أن تمتلك أسلحة نووية، إما لممارسة الابتزاز أو لتجنب التعرض للابتزاز، واتخذ الأوكرانيون قرار عدم الاستسلام للابتزاز تحت الضغط، لأنه إذا تم تفجير سلاح نووي فسيكون على أراضيهم، وفقا للكاتب.
وأضاف المقال أن "ماسك -الذي لم يكن يوما في خطر من أي نوع- اختار بدلا من ذلك الاستسلام للابتزاز النووي، وبالتالي تشجيع المزيد منه".
ويستدرك الكاتب قائلا لكي نكون منصفين لماسك فإن "مشكلتنا تكمن في أن حلفاء (أوكرانيا) الغربيين لم يزودوها بالأسلحة اللازمة في الوقت المناسب.
وطبقا لسنايدر، فإنه كلما ظن ماسك أنه يفعل الشيء الأفضل فقد كان يفعل العكس تماما، لقد نشر الدعاية الروسية التي جعلته يبدو "ساذجا" وأقرب ما يكون إلى تبني موقف "فاشي" هو وبوتين، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا: انسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء بكورسك الروسية
قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جيراسيموف، خلال اجتماع في الكرملين اليوم السبت، إنهم أرغموا جميع القوات الأوكرانية على الانسحاب من أجزاء من منطقة كورسك الروسية.
وسبق وأن فقدت موسكو السيطرة عليها العام الماضي، بسبب توغل أوكراني مفاجئ، بينما نفى المسؤولون الأوكرانيون هذا الادعاء.معركة كورسك الروسيةوأبلغ جيراسيموف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهذه الأنباء خلال اجتماع اليوم السبت، حسبما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية الرسمية، وفي بيان له، هنأ بوتين الجنود والقادة الروس وقال إن توغل كييف "فشل تمامًا".
أخبار متعلقة الحريق يشتد.. ارتفاع حصيلة انفجار ميناء إيران إلى 8 قتلى و750 جريحًابوتين: مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقةوقال بوتين: "إن الهزيمة الكاملة لعدونا على طول منطقة كورسك الحدودية تخلق الظروف المناسبة لتحقيق المزيد من النجاحات لقواتنا وفي مناطق أخرى مهمة من الجبهة"، ومع ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون "إن القتال لا يزال مستمرًا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بوتين يزور القوات الروسية المقاتلة على الجبهة في كورسك - وكالاتمعركة كورسكوقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم السبت إن "تصريحات ممثلي القيادة العليا للدولة المعتدية حول النهاية المزعومة للأعمال القتالية في منطقة كورسك التابعة للاتحاد الروسي غير صحيحة".
وأضافت هيئة الأركان الأوكرانية "تستمر العملية الدفاعية للقوات الأوكرانية في مناطق معينة في منطقة كورسك".
مشيرة إلى أن "الوضع العملياتي صعب، بيد أن وحداتنا تواصل التشبث بالمواقع المحددة وتنفيذ المهام الموكلة إليها، مع إلحاق الضرر الفعال بالعدو بقصفه بجميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك استخدام تكتيكات الدفاع النشط".