تشارلز الثالث يبدأ الأربعاء زيارته لدولة فرنسا
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
متابعة بتجــرد: يبدأ العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث الأربعاء زيارة دولة إلى فرنسا تستمر ثلاثة أيام، بعد ستة أشهر من اضطراره على إرجاء زيارته الرسمية الأولى إلى الخارج كملك بسبب احتجاجات على إصلاح النظام التقاعدي كانت تشهدها فرنسا.
لم تطرأ تعديلات كثيرة على البرنامج الأساسي لزيارة الملك البالغ 74 عامًا وزوجته كاميلا (76 عامًا) والتي سيتخللها لقاءات مع ناشطين في المجتمع المدني الفرنسي ومراسم احتفالية رمزية.
لدى وصولهما إلى باريس، سيستقبلهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت عند قوس النصر حيث ستُضاء شعلة الجندي المجهول، قبل عبور جادة الشانزيليزيه، على أن يُقام لاحقًا عشاء رسمي في قصر فرساي.
وسيلقي العاهل البريطاني أيضًا كلمة أمام أعضاء مجلس الشيوخ، من المفترض أن يكون جزء منها بالفرنسية، بعدما تحدث بالألمانية في آذار/مارس أمام البوندستاغ في برلين خلال زيارة كان من المقرر أن تتبع زيارة فرنسا حينذاك.
وسيبحث الملك البريطاني والرئيس الفرنسي في قضايا تهمّهما مثل البيئة والحثّ على القراءة وريادة الأعمال لدى الشباب.
ومن المقرّر عقد لقاء مع جمعيات محلية وشخصيات رياضية في ضاحية سان دوني الباريسية التي ستشكّل أحد الأماكن الرئيسية لدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية في صيف 2024.
بعد ذلك، سيتوجه تشارلز وكاميلا إلى مدينة بوردو التي كان يسيطر عليها في مرحلة معينة ملك إنكلترا هنري الثاني وحيث يقيم اليوم نحو 39 ألف بريطاني. وسيزوران كروم عنب ويلتقيان عناصر إطفاء شاركوا في مكافحة الحرائق التي اجتاحت إقليم لاند العام الماضي.
واعتبرت باريس كما لندن أن هذه الزيارة ترمز إلى إحياء العلاقات القديمة بين البلدَين، في وقت يحاول القادة تهدئة التوترات التي خلّفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشهدت العلاقات الثنائية توترات منذ ذلك الحين، إذ هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون خصوصًا السياسة الفرنسية حيال الصيد والقواعد التجارية على واردات اللحوم المجلّدة.
وتلبّدت أجواء العلاقات بشكل إضافي خلال الفترة الوجيزة لليز تراس في رئاسة الحكومة البريطانية، اذ رفضت لفترة القول ما إذا كان ماكرون “صديقًا أو عدوًا” للمملكة المتحدة.
غير أن العلاقات تحسّنت في الأشهر الأخيرة بعد تولي ريشي سوناك رئاسة الحكومة في المملكة المتحدة، وهو مصرفي سابق على غرار ماكرون، ويهوى البزات الأنيقة والحضور المكثّف على شبكات التواصل الاجتماعي.
على الرّغم من أن الملك البريطاني يلتزم تقليديًا بحياد سياسي صارم، لا تغيب السياسة أبدًا عن زيارات الدولة ولن تشكّل زيارة تشارلز الثالث استثناء، بل ستؤكد تهدئة العلاقات مؤخرًا بين باريس ولندن.
ورأى المؤرخ للعائلة المالكة إيد أوينز أن زيارات الدولة التي يجريها الملك البريطاني تشكّل “إضافة للسياسة الخارجية (البريطانية) بشأن القضايا السياسية الراهنة”، مثل التوترات القائمة بين باريس ولندن حول عمليات الهجرة غير القانونية عبر القناة الانكليزية إلى المملكة المتحدة.
وأضاف “سيكون هناك نوع من الدبلوماسية غير الرسمية” خلال الزيارة، مؤكدًا أيضًا أن تشارلز الثالث يسعى خصوصًا إلى أن يُظهر التزامه كـ”ملك مهتمّ بالبيئة خارج الحدود البريطانية”.
وبعد عام من اعتلاء تشارلز الثالث العرش وتركيزه بشكل أساسي على تجسيد استقرار النظام الملكي واستمراريته بدلًا من البدء بإصلاحات جذرية، تندرج هذه الزيارة في إطار “النهج التقليدي للدبلوماسية الملكية” التي اعتاد الفرنسيون عليها في الماضي.
وسبق أن التقى تشارلز وماكرون خصوصا خلال مراسم تتويج الملك في السادس من أيار/مايو، ويسود “الدفء” علاقتهما، حسبما تفيد مصادر مقرّبة منهما.
main 2023-09-18 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: تشارلز الثالث
إقرأ أيضاً:
مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يلغي زيارته إلى فرنسا بسبب تدخل فرنسي في مشروع استثماري
أعلن مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري عن إلغاء زيارته المرتقبة إلى فرنسا، بما في ذلك اللقاء المبرمج مع منظمة أرباب العمل في فرنسا “ميديف”.
وأوضح المجلس أن قرار الإلغاء جاء على خلفية الإجراء الذي اتخذته السلطات الفرنسية، المتمثل في الضغط القوي على مسيّر مؤسسة فرنسية للنقل البحري، للعدول عن التوجه إلى الجزائر من أجل تجسيد مشروع استثماري.
وأشار المجلس إلى أن إلغاء زيارة المسير الفرنسي جاء بتحفيز مباشر من السلطات الفرنسية، بذريعة “الأزمة القائمة بين البلدين”، وهو ما اعتبره المجلس تناقضاً صارخاً مع التصريحات الرسمية التي تدعو إلى التهدئة وإعادة العلاقات الجزائرية-الفرنسية إلى وضعها الطبيعي.
وأضاف أن هذا التناقض يتجلى في خطاب السلطات الفرنسية ذاتها، التي لطالما عبّرت عن انشغالها إزاء المشاركة المحدودة للمؤسسات الفرنسية في المناقصات الدولية بالجزائر، في حين أنها تتخذ إجراءات تعرقل المبادرات الاستثمارية الخاصة.
وجدد مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري التزامه اتجاه الشراكات الدولية القائمة على مبدأ المعاملة بالمثل، الشفافية، والاحترام المتبادل، مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيظل مجنداً للدفاع عن مصالح الاقتصاد الجزائري وفاعليه.