بين الحذر والتفاؤل يترقب اليمنيون مخرجات المفاوضات التي تجري في العاصمة السعودية الرياض بين الجانب السعودي وجماعة الحوثي بمشاركة وفد الوساطة العماني وغياب الأمم المتحدة.

 

والخميس وصل وفد عماني إلى صنعاء حيث اجتمع مع قيادات جماعة الحوثي قبل أن يصحبه على متن طائرة عمانية مساء اليوم ذاته باتجاه الرياض.

 

جاءت الزيارة العلنية الأولى لجماعة الحوثي إلى السعودية بناء لدعوة من الرياض لاستكمال النقاشات واللقاءات، والتي تتوسط فيها مسقط، إذ كان آخر لقاء بين الأطراف المعنية في أبريل/نيسان في سلطنة عمان.

 

والسبت كشفت مصادر دبلوماسية عن ترتيبات تجريها السعودية لتوقيع اتفاق برعايتها بين الحكومة اليمنية والحوثيين. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، عن المصادر قولها إن الرياض بدأت بإجراء ترتيباتها، منذ أيام، لحفل توقيع إنهاء حالة الحرب في اليمن بشكل رسمي.

 

وقال رئيس وفد جماعة الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام، إن المفاوضات المرتقبة لجماعته مع السعودية، ستركز على صرف المرتبات وفتح المطارات والوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة.

 

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن عبدالسلام قوله إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه، معبّراً عن أمله أن تُتوَّج نقاشات الرياض بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن ودول الجوار والمنطقة.

 

ولليوم الخامس منذ وصول وفد الحوثيين الرياض تدور مفاوضات مشفرة بين السعودية والحوثي وعمان، في ظل غياب مثلي الحكومة الشرعية.

 

وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي إن "مباحثات الحوثي بالرياض لإقرار هدنة دائمة واجراءات ثقة تؤدي الى مفاوضات يمنية-يمنية".

 

وأكد أن الرياض ليست بديلاً عن أحد ولا تتحدث باسم أحد، انما داعمة لحوار اليمنيين مع بعضهم ولتطبيع معيشتهم، بعد أن ثبت أن الصراع لن تحسمه القوة، بعيداً عن المزايدات؛ السعودية تقوم بعمل تاريخي لليمن والجزيرة العربية" حد قوله.

 

 

وأضاف "الحرب في اليمن ستنتهي إن شاء الله، لأن لكل حرب نهاية، والدولة المركزية في اليمن ستقوم في يوم ما، ولا يحفظ البلدان إلا سلطة جامعة حاضنة حامية ودستور وقانون".  مستدركا بالقول "وإذا قامت السلطة بشروط العدل والمساواة تحقق الأمن في البلاد وتحرك الاقتصاد وبلغ الناس مقاصدهم وزرعوا أرضهم ودارت تجارتهم ومصالحهم".

 

من جهته قال المحلل السياسي عادل دشيلة "إن الحوثيين يريدوا الحصول على الامتيازات المادية من السعودية باسم الأزمة الإنسانية، وتريد السعودية الحصول على احتياجاتها الأمنية".


 

 

وتابع "بعد أن تتحقق مطالب الحوثي سوف يدخل الحوثي الجميع في معمعة الحوار السياسي، نفس استراتيجية إيران في حوارها مع الغرب بشأن برنامجها النووي"، مضيفا "طريق السلام واضح".

 

الباحث سيف مثنى غرد بالقول "المفاوضات سوف تكون على مرحلتين: الأولى بين جماعة الحوثي والسعودية، حول وقف الحرب، وتوسيع وجهات الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى خمسة مطارات أخرى، وفتح الموانئ وإيرادات النفط والغاز.

 

وأردف "المرحلة الثانية بين جماعة الحوثي والمجلس الرئاسي، بخصوص صرف المرتّبات وفتح الطرقات بالإضافة إلى حلّ ملف الأسرى والمعتقلين المتعثّر وفق قاعدة الكل بالكل".

 

 

وأشار إلى أن مراسيم التوقيع ستكون بين الحكومة اليمنية "المجلس الرئاسي" وجماعة الحوثي عبر وفدها الموجود في الرياض حاليا بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و"مجلس التعاون الخليجي" والأمين العام لـ"الجامعة العربية".

 

ولفت الباحث مثنى إلى أن هناك أيضًا توجه سعودي أممي لترحيل عدد من الملفات المختلف على آلياتها إلى وقت لاحق يجري ترتيبها على يد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبيرج.

 

في حين دعا الباحث تركي القبلان رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث أطراف الصراع في اليمن إلى الاستماع لصوت العقل والاصغاء لدعوات السلام.

 

وقال "الشعب اليمني الشقيق بدلاً من "البكاء على اللبن المسكوب" بين صراع المصالح الشخصية والحزبية، أخذ العبرة من حالة شتات الأمر والتناحر والفُرقة ، والتوجه إلى بناء الدولة في ظل الدعم والعون المقدم من السعودية والأشقاء "المخلصين"، والاستفادة من اصغاء المجتمع الدولي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن وحتى لا يدير ظهره وتصبح اليمن قضية منسية".

 

 

وأكد أن اليمن يحتاج بناء رؤية وطنية  تقوم على سواعد ابناءه، وبناء استراتيجية تنموية ترتكز على كل امتياز استراتيجي لكل اقليم من الاقاليم ضمن الامتياز الجغرافي لليمن تقوم على الكفاءة وتحقق الكفاية، والعمل على اعادة النهوض لأحد مراكز حواضر العرب سعياً لاكتمال العِقد في جيد شبه جزيرة العرب.

 

وكتب الباحث السعودي المهتم بالشأن الإيراني د. زايد محمد العمري "سخرت المملكة جميع قدراتها للأشقاء اليمنيين للوصول إلى حلول ترضي جميع الاطراف وفق المرجعيات الثلاث".

 

 

وقال "من يحاول أن يغفل أي منها أو يتجاوز عليها، فلن يجد إلا رفض مشروعه مهما كانت دوافعه، ولدي أمل بتجاوز الاشقاء اليمنيين المشاريع الشخصية والوصول إلى حل توافقي يرضي كافة الأطراف".

 

وفي الشأن ذاته وصف الباحث والخبير العسكري علي الذهب، المفاوضات في الرياض، بين السعودية والحوثي وعمان بـ "المشفرة".

 

ورجح الذهب أن المفاوضات شبه جاهزة مسبقا، كمشاورات الرياض عام 2022، غير أن الحوثي لا يفرط بما في يده كما يفعل أطراف الشرعية.

 

 

وأضاف "ما يثير الانتباه أن الرئيس العليمي ونائبه الزبيدي رتبت لهما، مسبقا، زيارة إلى نيويورك في التوقيت نفسه".

 

الأكاديمي والمحلل السياسي عادل الشجاع، تساءل: هل السلام يحتاج إلى تجزئة، لماذا التفاوض على فتح بعض الطرقات وليس كلها ولماذا فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وليس كل المطارات والموانئ اليمنية ولماذا نقل البنك المركزي إلى دولة محايدة وليس محافظة يمنية ولماذا وقف إطلاق النار وليس السلام الدائم والعادل؟

 

 

وأضاف: "لأنهم لا يريدون سلام حقيقي".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية الحوثي الحكومة اليمنية مفاوضات جماعة الحوثی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

قطر: "زخم إيجابي" يحيط باتفاق غزة ومفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ بعد

أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، بأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "لم تبدأ بشكل حقيقي"، مشيرًا إلى "أجواء إيجابية" قد تقود لبدئها "قريبا".

وقال الأنصاري، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي: "ملتزمون بدعم البدء في جهود عقد المفاوضات وبالتالي صمود اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف، "هناك وفود تذهب وتأتي ونقاشات تحدث لكن لم تبدأ المفاوضات بعد رسميا ونأمل أن تبدأ قريبا".

وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية، إلى أن هناك ما يمكن اعتباره "أجواء إيجابية قد تقود لعقد المفاوضات قريبا غير أنها لم تبدأ بشكل حقيقي بعد".

ورحّب في الوقت ذاته بتصريحات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تحفز الأطراف المعنية على الانخراط بشكل إيجابي في مفاوضات المرحلة الثانية.

زخم إيجابي يحيط بتنفيذ بنود اتفاق غزة

وأوضح المتحدث القطري أن بنود المرحلة الأولى من الاتفاق ستُطبق، مع وجود زخم إيجابي يحيط بتنفيذ بنود الاتفاق. كما أشار إلى أن قطر تسعى لتثبيت الهدنة الحالية، وقال: "هناك دفع دولي كبير لاستمرار المفاوضات وبدء المرحلة الثانية".

اقرأ أيضا/ وزير إسرائيلي: سنبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غـزة

وفي سياق متصل، أكد الأنصاري، في الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية القطرية، أن هناك الكثير من المساعدات الإنسانية تنتظر الترخيص لدخول قطاع غزة، مشيرًا إلى أهمية إدخال هذه المساعدات بأسرع وقت ممكن دون استخدام الملف كأداة للتفاوض.

وأضاف أنه تم التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي بشأن دخول المساعدات، مؤكدًا أن التنفيذ بيد الأطراف المعنية.

"مفاوضات المرحلة الثانية تبدأ هذا الأسبوع"

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ستبدأ الأسبوع الجاري، في حين وافق الكابينت الإسرائيلي على إدخال الكرفانات والآليات الثقيلة إلى غزة مقابل الإفراج عن مزيد من المحتجزين.

وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس : "عقدنا مساء أمس (الإثنين) اجتماعًا للمجلس الوزاري الأمني. قررنا بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. هذا سيحصل هذا الأسبوع".

وبموجب اتفاق الهدنة مع حركة حماس ، كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن هذه المرحلة في الثالث من فبراير/ شباط.

المصدر : الأناضول - التلفزيون العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصر تعلن رسميا موعد استضافة القمة العربية الطارئة بشأن غزة الرئيس عباس يُحيل قدورة فارس للتقاعد ويعين رئيسا جديدا لهيئة الأسرى محدث: البدء رسميا في إدخال منازل متنقلة ومعدات ثقيلة إلى غزة الأكثر قراءة شرطة غزة: أوقفنا 5 مشبوهين اعتدوا على شاحنات المساعدات "باديكو" تصادق على إصدار سندات قرض بقيمة 120 مليون دولار بالصور: إصابة 5 مواطنين إثر انهيار سور بشكل جزئي غرب خانيونس مجلس الوزراء يستعرض أبرز تدخلات الحكومة الطارئة في قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأخطبوط الإسرائيلي!
  • إسرائيل توافق على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • قطر: "زخم إيجابي" يحيط باتفاق غزة ومفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ بعد
  • لعودة مفاوضات الإندماج.. هوندا تضع نيسان في مأزق بشرط غريب
  • وفد الحوثي يلتقي وزير الخارجية الإيراني.. والأخير يؤكد أن استقرار اليمن له دور مهم في أمن المنطقة
  • مصادر أمريكية تكشف عن الهدف من المفاوضات بين واشنطن وموسكو في السعودية
  • زيلينسكي: أوكرانيا لن تشارك في قمة السعودية.. وسأسأل ولي العهد عنها
  • بدء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا الثلاثاء في السعودية
  • باحث إسرائيلي: السعودية مهمة لكن قطاع غزة أهم لهذا السبب