الولايات المتحدة – تحدث الزلازل، الكبيرة منها والصغيرة، كل يوم، وعلى الرغم من أن معظمها غير مؤثر، إلا أنه بين الحين والآخر يضرب زلزال كارثي في مكان ما من العالم ويتسبب في دمار ومعاناة هائلة.

وفي 8 سبتمبر 2023، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة جبال الأطلس بالمغرب، ما أسفر عن مقتل الآلاف.

وفي فبراير 2023، تعرضت منطقة كبيرة من تركيا وسوريا للدمار بسبب زلزالين كبيرين وقعا على التوالي.

ويشرح فريق من علماء الجيولوجيا السبب وراء كون بعض المناطق الزلزالية نشطة للغاية بينما قد تظل مناطق أخرى ساكنة لقرون قبل أن يتحول الضغط إلى حدث كارثي.

“تصادم قشرة الأرض وتفككها”

الزلازل جزء من السلوك الطبيعي للأرض. وتحدث مع حركة الصفائح التكتونية التي تشكل الطبقة الخارجية للكوكب. فهذه الصفائح تحمل القارات والمحيطات، وهي في حالة تصادم مستمر مع بعضها البعض بالحركة البطيئة. و تنزل الصفائح المحيطية الباردة والكثيفة تحت الصفائح القارية وتعود إلى عباءة الأرض في عملية تعرف باسم “الاندساس”.

وعندما تغرق الصفيحة المحيطية، فإنها تسحب كل شيء خلفها، وتُحدث صدعا في مكان آخر يمتلئ بالمواد الساخنة الصاعدة من الوشاح التي تبرد بعد ذلك.

وهذه الصدوع عبارة عن سلاسل طويلة من البراكين تحت الماء، والمعروفة باسم “حيود (تلال) وسط المحيط”. وتصاحب الزلازل عمليات الاندساس والتصدع. وفي الواقع، هذه هي الطريقة التي تم بها اكتشاف حدود الصفائح لأول مرة.

كيف يعمل الزلزال؟

يشرح العلماء آلية حدوث الزلازل باستخدام ما يعرف “بنظرية الارتداد المرن”.

وبحسب هذه النظرية، فإن الصفائح تتحرك بسرعة تصل إلى 20 سم سنويا، مدفوعة في الغالب بالصفائح المحيطية التي تغرق في مناطق الاندساس. وبمرور الوقت، تصبح ملتصقة بعضها ببعض بسبب الاحتكاك عند حدود الصفيحة. وتؤدي محاولة الحركة إلى تشويه المنطقة الحدودية للصفيحة بشكل مرن. وفي مرحلة ما، تتغلب الطاقة المرنة المتراكمة على الاحتكاك وتهتز الصفيحة للأمام، مسببة زلزالا. لكن القوى التي تحرك الصفائح لا تتوقف، لذا تبدأ حدود الصفائح في تجميع الطاقة المرنة مرة أخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث زلزال آخر، قريبا أو ربما في المستقبل البعيد.

وفي المحيطات، تكون حدود الصفائح ضيقة ومحددة لأن الصخور الموجودة تحتها شديدة الصلابة. ولكن في القارات، غالبا ما تكون حدود الصفائح عبارة عن مناطق واسعة من التضاريس الجبلية المشوهة التي تتقاطع مع العديد من الصدوع. وقد تستمر هذه العيوب لدهور، حتى لو أصبحت حدود الصفائح غير نشطة. ولهذا السبب تحدث الزلازل أحيانا بعيدا عن حدود الصفائح.

ويسمح السلوك الدوري للصدوع لعلماء الزلازل بتقدير مخاطر الزلازل إحصائيا. إن حدود الصفائح ذات الحركات السريعة، مثل تلك الموجودة على طول حافة المحيط الهادئ، تشهد تراكم الطاقة المرنة بسرعة ولديها القدرة على إحداث زلازل متكررة كبيرة الحجم.

وتستغرق صدوع حدود الصفائح البطيئة الحركة وقتا أطول للوصول إلى الحالة الحرجة. وعلى طول بعض الصدوع، يمكن أن تمر مئات أو حتى آلاف السنين بين الزلازل الكبيرة.

وزلزال المغرب مثال على ذلك، حيث يقع البلد على الحدود بين الصفيحتين الإفريقية والأوراسية، اللتين يصطدم بعضها ببعض ببطء.

ويشار إلى أن حزام الجبال الضخم الذي يمتد من الأطلس في شمال إفريقيا إلى جبال البيرينيه وجبال الألب ومعظم الجبال عبر جنوب أوروبا والشرق الأوسط هو نتاج تصادم الصفائح هذا. ومع ذلك، ونظرا لأن حركات الصفائح هذه بطيئة بالقرب من المغرب، فإن الزلازل الكبيرة لا تتكرر كثيرا.

ومن الحقائق المهمة حول الزلازل الكارثية أنها في معظم الحالات، لا تقتل الناس، بل المباني المنهارة هي التي تفعل ذلك.

ولسوء الحظ، لا يستطيع علماء الزلازل التنبؤ بدقة بموعد حدوث الزلزال، ولكن يمكنهم فقط تقدير الخطر.

المصدر: phys.org

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

خبراء الأمن الإلكتروني من تايوان يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

أُقيمت أمس وضمن أعمال مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني، 3 ورش تدريبية مُصاحبة لتعزيز الجاهزية في مواجهة الأخطار السيبرانية والارتقاء بالخبرات الوطنية في هذا المجال الحيوي والبالغ الأهمية.

واستهل الورش الخبير الدولي محمد المحاسنة المدير الإقليمي لشركة (Immersive) بمحاضرة مفتوحة حول "تعزيز إستراتيجيات الدفاع في سلالسل الإمداد" بطرح معمق يسلط الضوء على أحدث الآليات الدفاعية الكفيلة بتحصين سلاسل الإمداد والتوريد ضد التهديدات الإلكترونية.

ثم قدم البروفيسور "يومين هو" مدير مركز الأبحاث والاستحواذ في المعهد الوطني للأمن السيبراني (تايوان) ورشة تدريبية حول "الاتجاهات الحديثة في تهديدات الأمن السيبراني بالقطاع اللوجستي"، وتضمنت نظرة عامة على التهديدات السيبرانية الحالية ودور الابتكار والتطوير في تعزيز أمن المعلومات في المؤسسات اللوجستية، والإستراتيجيات الفعّالة لتطبيق أنظمة إدارة أمن المعلومات (ISMS) في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكيفية استخدام تحليلات البيانات الضخمة للكشف عن التهديدات الأمنية والسلوكيات غير الطبيعية، وأفضل الممارسات والمعايير الوطنية والدولية في الأمن السيبراني.

فيما قدم البروفيسور "كوبر تشينغ يوان كو" الأستاذ في معهد إدارة المعلومات بجامعة يانغ مينغ شياو تونع (تايوان)، الورشة التدريبية المعنونة "نظام كشف التسلل المعتمد على الذكاء الاصطناعي وأمن سلاسل الإمداد والتوريد"؛ حيث تعرَّف من خلالها المشاركون على دور أنظمة كشف التسلل (IDS) في تعزيز أمن الشبكات الخارجية (Extranet) في سلاسل التوريد، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية، وتطبيقات تقنيات البلوك تشين في تحسين أمان البيانات والاتصالات، ودراسة حالات عملية لاستخدام الأنظمة الذكية في تعزيز الأمان السيبراني، وعرض أحدث الأبحاث والممارسات المبتكرة في مجال أمن المعلومات والشبكات.

واختُتِمت الورش التدريبية بورشة قدمها البروفيسور "شيا مو يو" الأستاذ المشارك بمعهد الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب بجامعة يانغ مينغ شياو تونع الوطنية (تايوان)، بورشة بعنوان "من التزييف العميق إلى الذكاء الاصطناعي الموثوق: التحديات والحلول"؛ حيث سلط الضوء على مفهوم التزييف العميق وكيفية الكشف عنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية أمان الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات والشبكات، وإستراتيجيات حماية الخصوصية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحديات الأمنية في الشبكات الحديثة ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان، والحلول المبتكرة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة وشفافة.

هذا وتنطلق صباح اليوم الخميس بفندق موفنبيك مسقط أعمال الدورة الخامسة من مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني 2025 تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.

وتحمل دورة هذا العام عنوان "تمكين الأمن الإلكتروني في قطاع اللوجستي"، وذلك بتنظيم من جريدة "الرؤية" بتنسيق مباشر مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم.

وتأتي أعمال المؤتمر هذا العام في توقيتٍ دقيق يعدُّ فيه قطاع الخدمات اللوجستية أحد أعمدة التنويع الاقتصادي وتعزيز مؤشرات التنمية؛ إذ إنه وباعتباره القطاعَ المعنيَّ بإدارة وتنظيم عمليات نقل وتوزيع السلع والخدمات من نقطة الإنتاج إلى المستهلك النهائي؛ فإنَّ مجموعة الأنشطة التي يشملها هذا القطاع؛ سواءً على مستوى: الشحن، والتوزيع، والتسليم، والتخزين، والنقل، والإدارة، إضافة لإدارة سلاسل التوريد بشكل عام، قد أكسبتْه القدرة على التحفيز والابتكار، إضافة لتبنِّي التكنولوجيا الحديثة في تعزيز السرعة والكفاءة في عمليات التشغيل المختلفة؛ والتي جعلته بالمقابل في مرمى الهجمات الإلكترونية والاختراقات؛ مما يستدعي تعزيز أنظمة الأمان لحماية البيانات وعمليات التشغيل في القطاع من مختلف المخاطر والتهديدات المرتبطة بالأمن الإلكتروني، ومن ثم القدرة على الاستجابة واستعادة السيطرة حال حدوث أي هجوم.

مقالات مشابهة

  • خبراء الأمن الإلكتروني يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية
  • خبراء الأمن الإلكتروني من تايوان يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية
  • هزة إسطنبول.. لم تختبر تركيا الزلازل بمعدلات كبيرة؟
  • صدع كومبورجاز في إسطنبول.. لماذا يحذر من خبراء الزلازل؟
  • ما حدث يُعد إنذار للفوضى التي قد تحدث عند وقوع الزلزال الكبير المتوقع في إسطنبول
  • الوسطاء يقدمون مقترحاً جديداً لوقف الحرب
  • 22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
  • لماذا يحتفل العالم بيوم الأرض في 22 أبريل؟
  • رائد فضاء يعود إلى الأرض بعد 7 أشهر بحفنة ساحرة من الصور التي وثقها للكون
  • المسند: أشعة الشمس التي تصل إلى كوكب الأرض لا تقوم بتسخين الغلاف الجوي