رئيس "دينية الشيوخ" يطالب بخطة مكثفة بالمساجد والمؤسسات العلمية لتوضيح طبيعة فَهم الكون
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أكد الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن علاقة المسلم بالكون من حوله لها أبعاد مهمة لا بد من حضورها في ذهن كل مسلم حتى يعلم حقيقة رسالته ومسئوليته التي سيسأل عنها أمام الله تعالى، فكل مكلف منا مسئول كما بين هذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
وأضاف عامر خلال كلمته في مؤتمر "قضايا المناخ والبيئة في ضوء الفقه الإسلامي والقانون" بكلية الشريعة والقانون بدمنهور، الاثنين، أن من أول هذه الملامح التي ينبغي أن يعيها المسلم أن الإنسان خليفة لله تعالى في أرضه، فهو مسئول عن صلاحها ورعايتها، يسير فيها وفق مراد الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، والله سبحانه وتعالى قد سخر له الكون {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (12) وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
وأكد رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشيوخ، أن إحياء هذه الأمور في نفوس المسلمين ونشر هذه الثقافة الأصيلة في الناس، هو ضمانة كبرى لعدم الإفساد في البيئة والكون، وهو واجب العلماء والدعاة، وهو التوصية الأولى لهذا المؤتمر الكريم.
ولفت إلى أن إذا نظرنا إلى التاريخ البشري سنجد أن حضارة المسلمين التي امتدت قرونا متطاولة عبر الزمان، وترامت أرجاؤها عبر المكان، لم يلق الكون منها أذى حسيا أو معنويا، ولا تلوثا في الخلق أو في الخلق، ونجد حضارة أخرى أمدها أقصر، ورقعتها أصغر، لاقى الكون منها ويلات وبوائق! والسبب في هذا يكمن في النموذج المعرفي لكل منهما.
وأشار إلى أنه ينبغي على العلماء المتخصصين أن يبينوا للناس كيف تحدث الشرع الشريف عن القضايا العصرية كالحفاظ على البيئة والمناخ، والتنمية المستدامة وغيرها...، حتى لا يترسخ في نفوس الناس وعقولهم بطريقة غير مباشرة انبتات الصلة بين الدين والدنيا.
وطالب رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، العلماء المتخصصون في التفسير وعلوم السنة النبوية ببناء كشافات ومسارد علمية تكشف كنوز القرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا يحتاج بالطبع إلى إدراك عميق لقضايا الواقع بصورة علمية دقيقة، ونظر عميق يستنبط ما في الوحيين الشريفين من علوم، وهذا واجب أهل كل عصر، وتوجيه الدراسات العليا والأبحاث المتخصصة إلى تناول مثل هذه القضايا تناولا علميا عميقا، بالتنسيق مع العلماء المتخصصين في المجالات العلمية الأخرى، حتى تكون الرسائل العلمية عندنا مساهمة حقيقية في التقدم والازدهار وبناء الحضارة.
ودعا إلى ضرورة وضع خطة دعوية مكثفة من خلال المساجد والمؤسسات العلمية المختلفة، وبين الفئات الاجتماعية المختلفة تبين طبيعة فهم المسلم للكون، وما يترتب على هذا الفهم العميق من إصلاح وعدم إفساد، ونشر ثقافة التربية على فقه النظر في مآلات [عواقب] الأمور، حتى يخرج جيل يراعي أبعاد ما وراء حاضره، وما بعد حياته الدنيا، بهذا نسهم في بناء حضارة نافعة للعالم كله، وبهذا يستعيد المسلمون ريادتهم.
ونوه إلى أنه ينبغي أن يراعي العلماء والدعاة بيان أن هذه القضايا المعاصرة كلها أمور أصيلة في هذا الدين وليست دخيلة عليه، وأن المسلم معني بها مسئول عنها محاسب عليها، وهذا وجه من وجوه فهم الدين وتجديد خطابه.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
رابطة علماء اليمن تؤكد: مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني واجب شرعي وفريضة دينية
يمانيون/ صنعاء أكدت رابطة علماء اليمن أن مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني والجهاد ضده واجب شرعي وفريضة دينية لا تبرأ الذمة إلا بأدائها.
وأشارت الرابطة في بيان لها، أنها تابعت العدوان الأمريكي البريطاني الغادر على الشعب اليمني وفي أكثر من محافظة بالقصف الهمجي للأحياء السكنية والأعيان المدنية ومقدرات الشعب اليمني والذي أدى إلى استشهاد وجرح العديد من المواطنين وما زال العدوان مستمرا.
وقالت” وأمام هذا العدوان واستمراره وتهديد ووعيد المجرم الكافر ترامب ووزير دفاعه وما رافق ذلك من تحريض إعلامي لأبواق النفاق وألسنة الارتداد من تبرير للعدوان، فإن الرابطة تؤكد على أن مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني والجهاد ضده واجب شرعي وفريضة دينية لا تبرأ الذمة إلا بأدائها والقيام بها على كل يمني ومسلم حر غيور قادر كل من موقعه تحت توجيهات القيادة”.
كما أكدت أن نصرة غزة ومساندتها مبدأ إسلامي إنساني وقضية إيمانية لا تقبل المساومة ولا المقايضة ولا يجدي معها الضغوط ولا تنفع معها التهديدات ولا الضربات الجوية ولا التهويل والحرب النفسية.
وجددت التأكيد على أن الرد والردع على هذا العدوان من قبل القوات المسلحة حسب ما تراه القيادة وتقدره حق مشروع ومكفول بل واجب وجهاد في سبيل الله وقربة إلى الله وطاعة له واستجابة لأوامره الصريحة في كتابه وخصوصا في شهر الجهاد والصبر والنصر والفتح.
وأعلنت الرابطة تأييدها المطلق لقرارات وخيارات القيادة الحكيمة الشجاعة والمظفرة في الرد على هذا العدوان وتداعياته وخوض هذه الجولة من المواجهة التي بإذن الله ستكون عاقبتها النصر للمؤمنين المستضعفين، ونتائجها عكسية بالنسبة للعدو وأهدافه المعلنة على لسان المجرم والكافر ترامب.
وأشارت إلى أن أي تصعيد داخلي أو إرجاف وتبرير إعلامي للعدوان والمجازر يمثل خدمة للأمريكي واصطفافا معه ومسارعة فيه وعاقبة ذلك سيكون الخسران والخزي في الدنيا والآخرة.
ودعت الرابطة إلى “توسيع التحرك التعبوي والتحريض القتالي ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وتحمل العلماء والدعاة والخطباء قاطبة مسؤولية الاستنفار وحث المجتمع اليمني وشعوب الأمة وجيوشها على الجهاد وتوجيه بوصلة العداء والسخط ضد قتلة الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني، والوعي بأن النصر الإلهي من نصيب المجاهدين في سبيل الله الواثقين بنصره فالله وحده هو مالك الملك والمهيمن على الكون والمذل للجبابرة والمستكبرين”.