سها جندي: مصر أتاحت الكثير من المكتسبات للمصريين بالخارج وعلينا الحفاظ عليها وزيادتها
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
وزيرة الهجرة: نواصل لقاءاتنا مع المصريين بالخارج والتقينا مواطنينا من 59 دولة لحل مشكلاتهم
مركز لتطوير التعليم التقني وتعاون لتأهيل الشباب.. من أبرز مقترحات المصريين بالخارج في لقاء وزيرة الهجرة
التقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، جاليات المصريين بالخارج من دول: "النرويج وفنلندا وإستونيا وأيسلندا"، ضمن مبادرة "ساعة مع الوزيرة"، وذلك بحضور السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة للجاليات، والسفير عمرو رمضان، سفير مصر في النرويج، والسفير هيثم صلاح، سفير مصر في فنلندا، وعدد من مسئولي وزارات ومؤسسات الدولة المصرية.
ومن ناحيتها، رحبت السفيرة سها جندي، بالحضور من أبناء مصر في الدول الأربع، مشيرة إلى أننا حريصون على فتح آفاق التواصل مع المصريين حول العالم، ضمن استراتيجية وزارة الهجرة لربط المواطنين بالخارج بجذورهم في الجمهورية الجديدة.
وثمنت وزيرة الهجرة جهود سفراء مصر بالخارج في دعم المصريين حول العالم، والتعاون المثمر لتقديم أفضل خدمة ممكنة للمصريين في مختلف الدول، مؤكدة أن هدفنا جميعا تلبية مقترحاتهم وحل مشكلاتهم، إيمانا بدور المصريين بالخارج ودورهم في نقل الصورة الإيجابية عن مصر.
وتابعت وزيرة الهجرة أن المصريين بالخارج ثروة بشرية لا تقدر بثمن، ولهم أياد بيضاء في دعم جهود التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وهم جزء أصيل من بناء الوطن وقوته الضاربة، وهم سفراء للحديث عن كافة منجزاتنا ونقل صورة إيجابية عن كفاءة وتميز الشخصية المصرية، في أي مكان وأي مهمة تسند إليهم، ليؤدوها ببراعة واقتدار.
وأضافت وزيرة الهجرة أننا اليوم نصل إلى الدولة 59 في لقاءات "ساعة مع الوزيرة" لنستمع ونناقش مقترحات المصريين بالخارج وأفكارهم وأطروحاتهم، والتنسيق مع مختلف وزارات ومؤسسات الدولة المصرية لحل أي مشكلة تواجههم، وسبل تنفيذ مقترحاتهم.
وتناولت وزيرة الهجرة عددا من المحفزات التي قدمتها وزارة الهجرة، منذ تولي سيادتها حقيبة الوزارة في أغسطس 2022، مؤكدة أننا نتيح مختلف سبل التواصل مع المصريين بالخارج، سواء بالزيارات الحية، أو لقاءات "ساعة مع الوزيرة"، ومن بينها تخفيضات تذاكر الطيران على مدار 216 يومًا، على مدار العام، وكذلك تخصيص أراض ووحدات متميزة للمصريين بالخارج، وشهادات دولارية بعائد متميز، وغيرها في مجال التعليم والاستثمار وإتاحة خارطة الاستثمار الصناعي لمستثمرينا بالخارج، وكذلك البدء في إطلاق شركة المصريين للخارج للاستثمار، ومبادرة السيارات، وغيرهم من المحفزات.
وأشارت السفيرة سها جندي، إلى أنه استجابة لتوصيات النسخة الرابعة من مؤتمر المصريين بالخارج، وتلبية لرغبتهم في إعادة مزايا جلب سياراتهم من الخارج، فقد وافق دولة رئيس مجلس الوزراء على استمرار العمل بنفس المزايا التي كان يتيحها قانون سيارات المصريين بالخارج، وذلك بعد موافقة مجلس النواب على قرار يسري لمدة 3 أشهر، بنفس مزايا القانون، لتمكين الراغبين منهم في جلب سيارة، بنفس الضوابط السابقة، من التسجيل وقيمة الوديعة وآلية الاستراداد وغير ذلك، وذلك عبر تطبيق مخصص لذلك، عبر
رابط أندرويد من هنا أو رابط أيفون من هنا.
وأكدت وزيرة الهجرة أننا نستمع لمقترحات المصريين بالخارج ونعمل على تحويل أحلامهم إلى واقع وتلبية المطالب الممكن تحقيقها، موضحة أن كل هذه المزايا والمحفزات سيتم تضمينها في تطبيق "المصريون بالخارج" ليضم كافة الخدمات التي يحتاجها أبناؤنا حول العالم.
واستعرضت وزيرة الهجرة آخر مستجدات شركة استثمارات المصريين بالخارج، والتنسيق لتخصيص صندوق لاستثماراتهم، وطرح الأسهم للاكتتاب، والتنسيق مع المؤسسات المالية المعنية لوضع الإطار القانوني للشركة، بجانب التعريف بوثيقة "معاش بكرة بالدولار"، وتمديد مبادرة تسوية الموقف التجنيدي، بحيث تنتهي في 14 2023، بعد مدها لمدة شهر.
وتناولت وزيرة الهجرة مبادرة "اقض الشتاء في مصر" والتي تهدف لجذب السياح من دول أوروبية لقضاء الشتاء في مصر، وسط أزمة الطاقة التي تعاني منها العديد من دول أوروبا، مؤكدة أن مصر تمتاز بمقاصد سياحية لا يوجد لها مثيل في العالم، بجانب الأسعار التنافسية، التي تمتاز بها السياحة في مصر.
وتناولت وزيرة الهجرة جهود ملتقيات أبناء الجيلين الثاني والثالث بالخارج لتعريفهم بتاريخ مصر وحضارته، وحرص وزارة الهجرة على تنظيم زيارات للمشروعات القومية، وكذلك تعريفهم بجهود المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ومن بينها زيارة مشروعات المبادرة في القليوبية ومشاركة الشباب في دعم المبادرة، وكذلك ملتقى لوجوس ودوره الرائد في تنظيم زيارات للشباب إلى مصر، وكذلك تنظيم الزيارات التالية لمؤتمر المصريين بالخارج للمشروعات القومية، لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر من إنجازات.
وأكدت وزيرة الهجرة: "في مصر مشروعات قومية كبرى في كل المجالات وليس في الطرق فقط، ولكننا نسابق الزمن في التعليم والصحة والسياحة والاستثمار وغيرهم، لتصبح مصر إحدى وجهات الجذب الرائدة عالميا، بما تمتلكه من موقع متميز، وسوق كبير، وفرص عظيمة للاستثمار"
واستعرضت وزيرة الهجرة طرح شهادات استثمارية بعائد متميز، يصل إلى نحو 7-9% للشهادات بالدولار، وعوائد تصل إلى 25% بالجنيه المصري، وإتاحة الفرصة للمصريين بالخارج للاستفادة من برنامج الطروحات الحكومية وسبل استفادة المصريين بالخارج منها، مؤكدة أن هدفنا استفادة المصريين بالخارج وأن يضعوا أموالهم في أوعية مضمونة، مؤكدة أن هناك ثقة كبيرة في قدرة الدولة المصرية على الوفاء بالتزاماتها، رغم أي تحديات عالمية على الساحة حاليا.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى إتاحة القيادة السياسية للرخصة الذهبية للمستثمرين في الكثير من المجالات، وتوفير الدعم للتصنيع المحلي، للحد من الاستيراد، بجانب ضمانات البنك المركزي المصري لربط شهادات استثمارية من المصريين بالخارج بالدولار، وإتاحة الحصول على أي مبالغ من رصيد أصحاب الشهادت بنفس العملة، سواء بالدولار أو اليورو، وغيرهم، كما أوضح السيد محمد عبد العزيز، ممثل البنك الأهلي المصري تفاصيل إطلاق وثيقة "معاش بكرة للدولار" والتي تتضمن مزايا استثنائية، حيث توفر حماية تأمينية، بالإضافة إلى مميزات استثمار ادخارية لتحقيق مستقبل آمن بعد بلوغ سن المعاش، بحد أدنى 500 دولار أمريكي، وحد أقصى 10 آلاف دولار/ وثيقة خلال العام، يمكن للعميل الحصول على وثيقة لكل سن استحقاق 50 أو 55 أو 60 أو 65 سنة، بحد أقصى وثيقتين، ويمكن الاشتراك عبر الرابط من هنا.
وردًا على استفسار عدد من المصريين بالخارج حول تحديث بيانات المصريين بالخارج، يتابع محمد عبد العزيز، ممثل البنك الأهلي المصري أن هناك إمكانية لعمل تنشيط أو استلام لبطاقةATM، بموجب توكيل خاص من السفارة، كما أوصى بأهمية إبلاغ البنك عند السفر للخارج لمراعاة ذلك عند تحديث البيانات.
وحول ما قدمته الوزارة في ملف التعليم لأبناء المصريين بالخارج، أوضحت وزيرة الهجرة أننا نجحنا في إجلاء أكثر من 10 آلاف طالب من السودان، مشيدة بجهود طلابنا الدارسين بالخارج من أبناء "ميدسي"، وكذلك إدماج الطلاب العائدين من الخارج من روسيا وأوكرانيا والسودان في الجامعات المصرية، بجانب التنسيق مع التعليم العالي لإتاحة سنة لتوفيق الأوضاع للأساتذة المصريين بالخارج ممن تجاوزت مدة إجازاتهم السنوات العشر بالخارج، وكذلك استجابة السيد وزير التربية والتعليم لمقترح تنفيذ نظام امتحان فصلين دراسيين لطلاب "أبناؤنا في الخارج"، تلبية لمقترحات أُسرهم.
وحول تأهيل وتدريب الشباب للسفر للخارج، أوضحت وزيرة الهجرة تناولت وزيرة الهجرة جهود تدريب وتأهيل الشباب في المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وتدريب الشباب على جوانب اللغة والثقافة للمجتمع المضيف، وضمان عقود عادلة لشبابنا قبل السفر للعمل بالخارج، بجانب التنسيق لإطلاق مراكز مماثلة مع دول عدة، من بينها: إيطاليا، المجر، هولندا، وغيرهم.
وأكدت وزيرة الهجرة أهمية الحفاظ على المكتسبات السياسية للمصريين بالخارج، مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، والتنسيق المصرية للانتهاء من الأوراق الثبوتية للمصريين بالخارج، سواء الجوازات أو بطاقات الرقم القومي وشهادات الميلاد، وغيرها، مشيرة كذلك إلى جهود توعية سيدات مصر بالخارج، بالتعاون مع الأكاديمية للتدريب NTA، وتخريج أول دفعة من برنامج تدريبي للمصريات حول العالم وتعريفهم بمحددات الأمن القومي، وما يحدث في مصر من تطور في مختلف المجالات.
وبدوره، تابع السفير عمرو رمضان، سفير مصر في النرويج، أن هناك تعاون كبير بين أبناء الجالية المصرية في النرويج، ويقدمون صورة مشرفة، مضيفا أن المصريين هناك من المتميزين في الخبرات الطبية والتكنولوجية، بجانب بعض المتخصصين في الشحن واللوجيستيات والتصدير والاستيراد وغيرها من المجالات.
وتابع سفير مصر في النرويج أن هناك فرص واعدة للمصريين بالخارج، سواء في الاستثمارات أو نقل الخبرة في مجالات التقنية والبحث العلمي في المجالات النادرة وشديدة التخصص وغير ذلك.
وفي السياق ذاته، أوضح السفير هيثم صلاح أن الجالية المصرية في فنلندا متميزة للغاية، سواء من يدرسون أو يعملون هنا، مضيفا أن الجالية المصرية هناك حريصة على الاندماج الإيجابي في المجتمع وإظهار صورة إيجابية عن المصريين، بجانب دورهم البارز في نقل الخبرات إلى أرض الوطن في المجالات التقنية وتقنيات التعليم والذكاء الاصطناعي.
وأشار سفير مصر في فنلندا إلى بعض المطالب من جانب المصريين المتزوجين من فنلنديات، وتيسير دخول زوجاتهم إلى مصر، حيث أوضح العقيد د. محمد شرشر، أنه يمكن اعتبارها زوجة مصري، والدخول بموجب تصديق السفارة على عقد الزواج الأجنبي، وفي التأشيرة يكتب "زوجة مصري"، ويتم توثيق الزواج في الأحوال المدنية، بعد الوصول إلى مصر، مشيرا إلى أن الرسوم القنصلية تعنى وزارة الخارجية بتحديدها، وردا على سؤال حول حصول الأبناء من أم أجنبية على استخراج شهادة ميلاد مصرية، أوضح اللواء إيهاب الحيني، والعقيد د. محمد شرشر، أن حصول الابن على شهادة ميلاد مصرية تتم بموجب إثبات الزواج.
وبدورهم، قدم المصريون بالخارج عددا من المقترحات حول تيسير المعاملات المختلفة، وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، والاستفادة من خبرات العلماء المصريين حول العالم، وإشراكهم في المشروعات القومية، وكذلك التنسيق لبحث مقترح إطلاق المركز المصري الفنلندي للتدريب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من آليات التحول الرقمي، وكذلك دراسة مقترحة رقمنة "بطاقة الزيارة"، وربط أبناء المصريين بالخارج بهويتهم وثقافتهم.
وتابع المصريون من المشاركين في اللقاء حول أهمية ربط أولادنا بجذورهم وحضارتهم ومعرفة تاريخنا المصري عبر التاريخ، وإمكانية نقل الخبرات من جيل الشباب إلى أرض الوطن، مع وجود جيل متميز من الباحثين بالخارج والخبراء في مجالات تقنية وعلمية شديدة التخصص، حيث أشارت وزيرة الهجرة إلى مبادرة "اتكلم عربي" ومركز شباب المصريين بالخارج، وما تتضمنه هذه المبادرات من ربط للشباب بجذورهم.
وأشارت وزيرة الهجرة كذلك إلى مركز "YEPA"، والذي يعد ضمن إحدى مبادرات مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين بالخارج "MEDCE"، ويركز على الشباب المصريين المهنيين في الخارج سواء كانوا باحثين أو عاملين وخبراء في مجالاتهم. الهدف من ذلك هو إنشاء لجان لمجالات محددة حيث يمكنهم التواصل مع الخبراء في مجالهم مع إفادة الدولة بخبراتهم.
وفي سياق متصل، رحبت وزيرة الهجرة بمقترح السيد عازر ساويرس لنقل الخبرات في مجال التعليم وربطه بتقنيات الذكاء الاصطناعي، للاستفادة من التجربة الفنلدية والتي تحتل مركزًا متقدمًا عالميًا، كما أشادت بجهود د. رمزي عبد العزيز وتجربته في تحفيز ملايين الشباب في مصر، والمحاضرات التي يقدمها في عدد من الجامعات المصرية حول المنح الدراسية ونصائح التطوير المهني، والتي تسهم في تشجيع الشباب على اختيار البرامج والمنح المختلفة، ما يسهم في نقل الخبرات العلمية المتميزة من الخارج، للإسهام في دعم المشروعات القومية والتنمية المستدامة.
وفي ختام اللقاء، وعدت السفيرة سها جندي، بدراسة كافة المقترحات المقدمة من المصريين بالخارج، والتواصل الدائم والمستمر مع المصريين بالخارج عبر كل القنوات المتاحة، لتذليل ما يواجههم من مصاعب وتحديات، مؤكدة أننا حريصون على خدمة كل مصري، في أي مكان حول العالم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المصریین بالخارج للمصریین بالخارج السفیرة سها جندی وزارة الهجرة مع المصریین نقل الخبرات سفیر مصر فی حول العالم فی النرویج الخارج من أن هناک فی دعم فی مصر
إقرأ أيضاً:
ربط ملايين المصريين في الخارج بالوطن.. 10 سنوات من الدبلوماسية الناجحة
جسر راسخ حرصت الدولة المصرية - ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم قبل أكثر من 10 سنوات - على تعزيز أساساته وتوسيع محاوره بالتوازي مع تشييدها صروحاً للتنمية وجسوراً من التواصل بين مؤسسات الدولة ومواطنيها .
جسر راسخ قررت القيادة السياسية حتمية تفعيله وتوفير كل الدعم لتنشيط آلياته لربط ملايين المصريين في الخارج بالوطن إيمانا بدورهم الأساسي كجزء أصيل من هذه الحقبة التاريخية في مسيرة جمهوريتنا الجديدة صوب مصر التي ننشدها ومجدها الذي نستعيده .
وفي هذا الإطار..حرصت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج خلال العام 2024 الذي أوشك على الرحيل، وفي ضوء ما توليه الدولة المصرية من اهتمام بالغ بالمواطن المصري أينما كان، وتنفيذاً لتكليفات وتوجيهات القيادة السياسية بخصوص رعاية مصالح كافة المواطنين داخل البلاد وخارجها، على تنفيذها بكفاءة وبروح الانتماء لدى كوادرها لتعزيز الاضطلاع بدورها القنصلي تجاه المواطنين المصريين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم والحفاظ على مصالحهم .
وفي ظل الجمهورية الجديدة يتمتع كافة المواطنين بكل الحقوق بما في ذلك المصريون المغتربون حيث خصص دستور 2014 وتعديلاته مادة كاملة لهم (88) والتي تنص على أن الدولة "تلتزم برعاية مصالح المصريين المقيمين بالخارج، وحمايتهم وكفالة حقوقهم وحرياتهم، وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة نحو الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن، وينظم القانون مشاركتهم في الانتخابات والاستفتاءات، بما يتفق والأوضاع الخاصة بهم، دون التقيد في ذلك بأحكام الاقتراع والفرز وإعلان النتائج المقررة بهذا الدستور، وذلك كله مع توفير الضمانات التي تكفل نزاهة عملية الانتخاب أو الاستفتاء وحيادها".
ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد قبل أكثر من 10 سنوات، تولي الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالمواطنين المصريين في الخارج من خلال توفير الخدمات أو من خلال توفير الرعاية لهم والتسهيلات المقدمة لهم من خلال إطلاق العديد من المبادرات لربطهم بالوطن ودمجهم في خطط التنمية التي تشهدها مصر والتواصل معهم والاستفادة من خبراتهم في مسيرة التنمية.
وتعزيزاً لجهود الدولة لدعم المواطنين المصريين بالخارج شهد العام الجاري قرار ضم اختصاصات وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج (سابقاً) إلى وزارة الخارجية وتكليف الدكتور بدر عبد العاطي بحقيبة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج وهو ما يعكس التوجه الاستراتيجي لتعزيز التنسيق بين الوزارات والجهات الوطنية الأخرى المعنية لتلبية احتياجات الجاليات المصرية بالخارج بصورة أفضل، وتعزيز الروابط القائمة مع أبناء الوطن بالخارج والحفاظ على حقوقهم ومصالحهم في المجتمعات المضيفة لهم، بالإضافة إلى إحداث تطوير منظومة وآليات التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج بسرعة وكفاءة والاستفادة القصوى من البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية بالخارج في تنفيذ سياسة الدولة في التفاعل مع الجاليات ورعاية مصالحها وربطها بالوطن الأم.
وخلال أكثر من عشرة أعوام نجحت الدولة بقيادة السيسي في تحقيق آمال المصريين بالخارج وترسيخ انتمائهم للوطن الأم، وجاء عام 2024 بقرار جديد يخص أبناء الوطن المغتربين بضم ملفات الهجرة وشئون المصريين بالخارج إلى وزارة الخارجية لتؤكد الدولة من جديد الاهتمام الكبير بأن ملف المصريين بالخارج يأتي على رأس الأولويات.
وفي هذا الصدد..أكد الدكتور بدر عبد العاطي - في كلمته خلال افتتاح النسخة الخامسة من «مؤتمر المصريين في الخارج»، الذي عقد في أغسطس الماضي، تحت شعار «من أم الدنيا.. إلى كل الدنيا» - أن قرار ضم اختصاصات وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج (سابقًا) إلى وزارة الخارجية، يستهدف إحداث تطوير منظومة وآليات التواصل مع الجاليات المصرية في الخارج، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج بسرعة وكفاءة، والاستفادة القصوى من دور بعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية في تنفيذ سياسة الدولة في التفاعل مع الجاليات ورعاية مصالحها وربطها بالوطن الأم.
وأبرز الدكتور بدر عبد العاطي الجهود المبذولة للعمل على تحسين الأداء وتطويره لخدمة أبناء الوطن في الخارج من خلال توفير كافة التسهيلات الممكنة لأبناء المصريين في الخارج في كافة المجالات وهذا هو ما يرتكز عليه برنامج الحكومة لتعزيز أواصر التعاون والترابط وتعزيز مصالح المصريين بالخارج، مضيفا أن "أبناء المصريين بالخارج جزء عزيز من الشعب المصري لهم كل الحقوق وعليهم الواجبات فهم جزء من قوة مصر الشامخة"، وأوضح حينها أن المصريين بالخارج شركاء في أهم ملفات برنامج الحكومة الجديدة وهو ملف التنمية المستدامة.
وبعد أيام قليلة من توليه حقيبة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أكد الدكتور بدر عبد العاطي - خلال أول لقاء جامع له منذ توليه منصبه مع قيادات الوزارة من السفراء مساعدي الوزير ونوابهم ومديري الإدارات - على أولوية تكثيف الجهد والاهتمام بملف شئون المواطنين في الخارج والقضايا والموضوعات ذات الصلة بملف الهجرة..كما ألقى الضوء على فلسفة ضم اختصاصات وزارة الدولة لشئون الهجرة والمصريين بالخارج إلى وزارة الخارجية لضمان وجود أدوات تنفيذية على الأرض تضمن تنسيق وسلاسة واتساق الجهود والسياسات الهادفة لخدمة المواطنين المصريين، وتعزيز قنوات التواصل مع الجاليات، ومتابعة تنفيذ المبادرات الرئاسية الخاصة بالجاليات المصرية، بالإضافة إلى متابعة أفضل الممارسات الدولية في هذا الشأن.
وفي ذات الإطار..أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، خلال اجتماعه مع قيادات وأعضاء قطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج بالوزارة في أول اجتماع عقب الإعلان عن ضم اختصاصات وزارة الدولة لشئون الهجرة والمصريين بالخارج إلى وزارة الخارجية، على أهمية مواصلة مسيرة العمل والإنجاز لتعزيز التواصل مع المصريين بالخارج والعمل على إيجاد آليات جديدة لتحسين قنوات التواصل مع المواطن، أخذاً في الاعتبار حجم الجاليات المصرية في الخارج وكثافتها وتوزيعها الجغرافي.
وأشار في هذا الصدد إلى الدور الذي تقوم به بعثات جمهورية مصر العربية الدبلوماسية والقنصلية باعتبارها متواجدة على الأرض ولها اتصال مباشر مع الجاليات المصرية، وأصدر التوجيهات للبعثات القنصلية بتقديم كافة أشكال الدعم والعون للمواطنين المصريين بالخارج، ومتابعة التواصل مع الجاليات لرعاية مصالحهم .
وتناول هذا الاجتماع تطوير المنصة الإلكترونية وإجراءات رقمنة الخدمات القنصلية وإطلاق منظومة متكاملة تشمل مواقع وتطبيقات إلكترونية تسهل تقديم الخدمات القنصلية لتسريع وتيرتها والارتقاء بجودتها، مع التأكيد على تعزيز آليات التواصل والتنسيق بين الجهات الوطنية المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين وبحث سبل تسهيل وتوفير أفضل الخدمات مع مراعاة جميع الاعتبارات والقواعد المعمول بها.
كما تناول وزير الخارجية والهجرة تنفيذ المبادرات الرئاسية التي تستهدف تعزيز صلات المواطنين المصريين في الخارج مع الوطن، وتعزيز الهوية المصرية لدى أبناء الجيل الثاني والثالث في الجاليات المصرية، فضلا عن المبادرات التي تستهدف التصدي للهجرة غير الشرعية ورفع الوعي عند الشباب، والعمل على تدريبهم ورفع قدراتهم لتتناسب مع متطلبات سوق العمل وتوفير فرص الهجرة الآمنة لهم حال رغبتهم .
تيسير وتطوير إجراءات وخدمات المعاملات القنصلية للمصريين بالخارج يحتل مرتبة عالية ضمن أهم أولويات وزارة الخارجية والهجرة..وفي هذا السياق يحرص الوزير بدر عبد العاطي، على عقد اجتماعات ولقاءات دورية مع القطاعات المعنية بالوزارة لمتابعة الخدمات المقدمة لأبناء الوطن بالخارج وكان آخرها الاجتماع الذي عقده أمس الثلاثاء الوزير مع القطاع القنصلي للوقوف على آخر التطورات بالنسبة لجهود تطوير الخدمات القنصلية والخطوات الجارية لتنفيذ خطة شاملة لرقمنة الخدمات القنصلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة لتنفيذها، والتي تهدف إلى تسهيل المعاملات وتوفير الوقت والجهد على المواطنين المصريين في الخارج، بما في ذلك إنشاء منصات إلكترونية تفاعلية تتيح للمواطنين الحصول على الخدمات القنصلية عن بُعد، مثل استخراج الوثائق الرسمية وتجديد جواز السفر، بالإضافة إلى تقديم طلبات الخدمات بشكل إلكتروني..مؤكداً على أهمية تعزيز التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج لتلبية احتياجاتهم القنصلية بشكل سريع وفعال.
وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى أن التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة لتحقيق الشفافية، وتعزيز كفاءة الخدمات، وتيسير المعاملات القنصلية المقدمة للمواطنين المصريين.. مشدداً على أن الخدمات القنصلية الرقمية تعد جزءًا من استراتيجية شاملة تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات القنصلية.
وتيسيراً على أبناء الوطن بالخارج، أطلقت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج آلية جديدة لإصدار جواز السفر للمصريين في الخارج والتي من المقرر البدء في تطبيقها مع عدد من البعثات المصرية، بما يسمح بتقليل الفترة الزمنية لاستخراج جواز السفر لأيام معدودة بعد أن كانت تستغرق عدة شهور.
وانطلاقاً من كون العمل القنصلي لوزارة الخارجية وخدمة المصريين في الخارج إحدى الركائز الأساسية للعمل الدبلوماسي، واصلت وزارة الخارجية خلال العام 2024 جهودها في هذا الصدد من خلال إيفاد مهام ومأموريات قنصلية لمساعدة المواطنين على إنجاز مختلف معاملاتهم القنصلية واستخراج الوثائق وشهادات الميلاد والرقم القومي سواء تجديد أو بدل فاقد، والتصديق على المستندات، بجانب معاملات كثيرة أخرى، فضلًا عن نقل الجثامين لغير المقتدرين إلى أرض الوطن على نفقة الدولة.
الدولة المصرية تولي اهتمامًا غير مسبوق لمواطنيها المقيمين بالخارج لاسيما عبر تقديم مزايا ومبادرات وتسهيلات لهم، ومن بينها مبادرة السيارات، وتخفيض تذاكر الطيران، وطرح أراض ووحدات سكنية، ومبادرة تسوية الأوضاع التجنيدية، بجانب المبادرات التعليمية، والحماية الاجتماعية والتأمينية بهدف توفير حياة كريمة لهم ورعايتهم بأي مكان بالعالم في أوقات الطوارئ.
ويحرص الوزير عبد العاطي على التواصل المباشر مع الجاليات المصرية بالخارج حيث يعقد خلال جميع زياراته الخارجية لقاءات مع ابناء الوطن، وبادر بترسيخ آلية لعقد لقاءات افتراضية مع الجاليات في العديد من البلدان ويؤكد في جميع اللقاءات أن الدولة المصرية تولي أقصى درجات الاهتمام والعناية بالجاليات في الخارج وتعمل على تيسير كافة الخدمات للمواطنين وفي أقل فترة زمنية ممكنة..كما يبرز حرص الوزارة على الارتقاء بالخدمات القنصلية المقدمة من خلال بعثات مصر بالخارج والتحول نحو رقمنة الخدمات القنصلية تيسيرا على المواطنين، كما يحرص وزير الخارجية على الاستماع إلى ملاحظات ومقترحات المواطنين بالخارج لتيسير الخدمات المقدمة لهم.
ولم تتوقف الدولة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج على مدار العام عند حدود تقديم الخدمات القنصلية ورعاية أبنائها في الخارج فقط، بل عملت وفقا لتوجيهات القيادة السياسية على أن تكون لمصر ذراع طولي تُجلي بها مواطنيها من مناطق الاضطرابات وتعيدهم إلى ديارهم سالمين وكان آخرها إجلاء مواطنين مصريين من لبنان في ضوء التطورات التي شهدها البلد الشقيق، حيث قامت وزارة الخارجية بتنسيق كامل مع أجهزة الدولة - بناء على توجيهات رئيس الجمهورية - بإعادة المواطنين المصريين العالقين في لبنان إلى أرض الوطن .
وفي ظل إيلاء أجهزة الدولة المصرية لأقصى درجات الاهتمام والرعاية للجاليات المصرية بالخارج، قام وزير الخارجية - وفي ختام زيارته للعاصمة اللبنانية في نوفمبر الماضي - باصطحاب 294 من المصريين العالقين في لبنان وذويهم لإعادتهم إلى أرض الوطن، وذلك على متن طائرة مصر للطيران التي أقلت الوزير في طريق عودته إلى أرض الوطن، ليصل إجمالي من تم إعادتهم حتى الآن إلى 1177 مواطنًا عبر رحلات استثنائية لشركة مصر للطيران.
إنجازات كبيرة على كافة المستويات حققتها الدولة خلال السنوات الماضية في ملف المصريين بالخارج من خلال المبادرات والإستراتيجيات الفعالة التي تكفل لهم الحق في حياة كريمة..وتعزز حقيقة كونهم سفراء لمصر بالخارج وترسخ في الوقت نفسه أن الدولة لا تغفل عن رعاية مواطنيها ولو بعدت المسافات.