سيكولوجية الفرد العراقي بين الرمز والجلاد
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
عجيب غريب نحن العراقيين لم يظلمنا العلامة علي الوردي حين وصفنا بالإزدواجية لأننا وبعد التجربة المريرة التي خرجنا بها من القائد الضرورة وما زلنا نبحث عن رمز جديد يقودنا ونقتدي به ولا يهمنا حجم علمه وآفاق قدراته .
هذا الشعب عبر هذا التاريخ الطويل كان يعشق جلاديه ويتوجهم رموزاً لمسيرته المليئة بالعذاب والآلام ، ثم تأتي الأجيال اللاحقة لتطالع كتب التاريخ والوطنية وهي تصف الجلادين بالمناضلين والمحررين والفاتحين للسند والهند وأبطال للتحرير القومي ومنتصرين للعقيدة والمذهب ومقتدرين في تأكيد نظرية توازن الرعب بين المذاهب .
والعجيب إن العراقيين ما زالوا منذ عشرات القرون مستنفرين بعواطفهم ولم يسمحوا لنفسهم بالعودة إلى العقل ليتساءلوا عن جدوى هذه الرموز وقيمتها وكفاءتها وهل تصلح لان تكون قدوة أو على الأقل أنها تكون صالحة للأكل مثل ما كانت تفعل القبائل في الجاهلية حين تختار بطل تصنعه من التمر ولكنها حين تجوع تأكله وتجد فيه القائد المنقذ .
أما رموز اليوم فهم جميعاً لا يصلحون للأكل أو حتى إختيارهم رمزاً أو تعويذة لا تقينا من لدغات البعوض فهم مجرد آلة بلا قدرة ولا إقتدار جاءوا متعكزين على قوى خارجية أو شهرة العائلة أو قوة السلطة التي إغتصبوها أو الأموال التي جمعوها فهذه الآلة لا تطعمنا من جوع ولا تقينا من برد ولا تستطيع أن تعيد لنا تيار الكهرباء أو توفر لنا الماء الصالح أو تعيد لنا الخدمات ومفردات البطاقة التموينية فهي دمى تحركها خيوط خارجية وأجندات إقليمية همها الأول والأخير تدمير العراق .
مرة أخرى نرثي أنفسنا لأن إختيارنا للرموز معناه إعترافاً منا بأننا إتكاليين وعاطلين عن أداء أي فعل حقيقي ينقذنا من أزماتنا الراهنة الناتجة عن غياب وعينا وسيرنا وكما يقول الشاعر نزار قباني ( مثل الخرفان وراء كل اللافتات والرموز ) والخروف أيها السادة الكرام بمعطيات حضارتنا ليس رمزاً لدفع البلاء بل هو يصلح وجبة غذاء دسمة لغذاء لسادتنا الرموز .
وفي الختام صلوا على محمد في هذا العراق الجميل الذي تزدهر فيه الرموز وتتطوع جموع الشعب بملايينه لأن يكونوا وبسعادة خرافاً تحت أقدام أصحاب المعالي .
Fialhmdany19572021@gmail.com
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب العراقي يعقد جلسة طارئة غدا لمناقشة التهديدات الإسرائيلية للبلاد
الثورة نت/
أعلن رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، أن “مجلس النواب حدد موعد جلسة طارئة لمناقشة التهديدات الإسرائيلية للعراق”.
وقال المشهداني، إن المجلس حدد يوم غد الاثنين موعداً للجلسة، مؤكدا أن جزءا منها يكون علنياً والآخر سرياً.
وصرح وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الجمعة الماضي، بوجود تهديدات واضحة من الكيان الصهيوني ضد العراق، مشددا على أن الحكومة العراقية لا تسعى إلى الحرب وتعمل على تجنبها عبر سياسات مدروسة.
وأوضح حسين خلال كلمته في المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط (ميبس 2024)، الذي استضافته الجامعة الأمريكية في دهوك، أن “العراق قلق من الأوضاع في المنطقة”، مشيرا إلى أن “الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية”.
وأضاف أن “رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي جهات تستخدم الأراضي العراقية لشن هجمات، فيما تواصل الحكومة جهودها الدبلوماسية مع عواصم غربية مؤثرة لوقف التصعيد على العراق”، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
يأتي هذا بعد أن رفض رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الشكوى التي تقدم بها الكيان الصهيوني لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن الضربات التي شنتها “المقاومة الإسلامية” في العراق على الكيان الغاصب.
وأكد السوداني خلال ترؤسه الجلسة الاعتيادية الـ47 لمجلس الوزراءالعراقي، أن “الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقا لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة”، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
وشدد على أن “العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق، لافتا إلى رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
كما وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي، وفق البيان، “بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لمتابعة التطوّرات وتأكيد الموقف العراقي”.
وذكرت “المقاومة الإسلامية” في العراق، أنها أطلقت عشرات الطائرات المسيرة على الكيان الصهيوني، منذ اندلاع الحرب العام الماضي في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023.
وبدعم أمريكي، تتواصل الحرب الصهيونية العدوانية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023 ما أسفر عن استشهاد 44,176 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,473 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.