بين الآمال والمخاوف.. دخول مدرسي بالغ الأهمية
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
نبدأ عاما دراسيا مفصليا ليس فقط بالنسبة للزمن الحكومي، ولكن أيضا وقبل كل شيء بالنسبة لزمن إصلاح التعليم. في منتصف الطريق لنهاية أجل كلا الزمنين، فإن اللحظة التي نعيشها مليئة بالآمال والمخاوف بشأن مستقبل نظامنا التعليمي. هذا الأخير، الذي يعاني من أزمة مزمنة وحادة لا يمكن لأحد أن ينكرها، بما في ذلك الوزارة الوصية، لم يعد يبدو قادرا على مقاومة الانهيار التام إذا لم يتم فعل أي شيء لتحريره من العلل التي لا تتوقف أبدا عن إنهاكه.
من خلال هذين الشعورين المتناقضين يمكننا تحليل العناصر المكونة للإصلاح الوزاري، لمعرفة لأي جانب قد تميل مشاعر مواطنينا، مع انتهاء الزمن الحكومي. أما بالنسبة لزمن الإصلاح الذي يحكمه القانون الإطار 51.17، فإن كل شيء يوحي بأنه لن يتم الوفاء بمتطلباته ضمن المهلة المحددة له أي سنة 2030، لسبب بسيط هو أن الحكومة رفضت حتى الآن الإفراج عن النصوص التشريعية والتنظيمية اللازمة لتطبيقه، تاركة بذلك القانون الإطار في قاعة الانتظار حتى إشعار آخر.
في سجل الأمل نسجل بعض مبادرات وزارة التربية الوطنية التي يمكن أن تعزز المشاعر الإيجابية لدى المغاربة. أولا، النظام الأساسي الموحد بالنسبة جميع الهيئات، الذي سيسهم إسهاما كبيرا، إذا وافقت عليه جميع الأطراف المعنية، في تحسين المناخ الذي ينفذ فيه الإصلاح من خلال إرساء السلم الاجتماعي الذي طال انتظاره. إن إنصاف عدة فئات من ضحايا النظام الحالي لموظفي التعليم، ومن أولئك الذين تم تدبير حياتهم المهنية خارج هذا النظام على أساس التعاقد أو كجزء من موظفي الأكاديميات، لن يؤدي إلا إلى زيادة احتمال انخراط الموارد البشرية التعليمية في تنفيذ الإصلاح.
ثانيا، تركيز الوزارة على المكون البيداغوجي، مع وضعه في خدمة تحسين التعلمات من خلال رافعتين: الدعم التربوي والطريقة البيداغوجية المسماة التدريس الصريح. شريطة أن يتم تبديد المخاوف التي نثيرها لاحقا، فإن التنفيذ السليم لهذين الإجراءين يمكن أن يؤسس للفعالية التربوية التي يدعو إليها بلوم، والتي تتميز بزيادة المتوسط العام لمستوى التحصيل الدراسي، وتقليل الفجوة بين المتعلمين، وتقليل درجة خضوع جودة التعلم للخصائص الاجتماعية والاقتصادية لأولياء أمور التلامذة.
ثالثا، الترسيخ التدريجي لثقافة الجودة في المدارس الابتدائية من خلال إرساء علامة الجودة التي ستخول لأولئك الذين ينجحون في تحسين التعلمات الأساس للتلامذة. يعتمد هذا المشروع على أربع مكونات: 1. تطبيق برنامج علاجي لتصحيح أوجه القصور لدى المتعلمين في القراءة والحساب، 2. استخدام طريقة التدريس الصريحة في جميع فصول المدارس المعنية، 3. الاستعانة بمعلمين متخصصين في المواد التي سيتم تدريسها، و4. علامة الجودة التي تعكس قدرة المؤسسة على تحسين أدائها من خلال إعادة تأهيلها، ومأسسة العمل الجماعي، وترشيد الزمن المدرسي، وتنفيذ مشروع المؤسسة. مبادرة واعدة لتحسين جودة نظامنا التعليمي شريطة وضع الإطار المرجعي للجودة المنصوص عليه في القانون الإطار، والذي يتمثل دوره في تحديد معايير الجودة لجميع مكونات المنظومة التربوية.
رابعا، الاستمرار المضطرد في تعميم التعليم الأولي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، والذي يمكن أن يكون تاما قبل الموعد النهائي لعام 2030، إذا واصلنا على نفس الوتيرة المسجلة خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع زيادة خجولة في معدل التعليم العمومي الذي لا يتجاوز بعد 15٪ من عدد أطفالنا الصغار، يظل دمج التعليم الأولي في السلك الابتدائي هدفا بعيد المنال. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال تحديات تكوين المربيات والمربين وتحسين ظروف عملهم قائمة. ويظل تكوينهم الأساس غير نظامي لأنه لا يشكل جزءا من التكوين العادي للمدرسين الآخرين، ونادرا ما تصل أجورهم إلى الحد الأدنى للأجور بينما يجب معاملتهم على قدم المساواة مع هيئات التعليم الأخرى، وبالتالي يكونون جزءا من النظام الأساسي الموحد الذي يتم إعداده.
خامسا، التعميم التدريجي لتدريس اللغة الإنجليزية والأمازيغية. في 2025-2026، سيتم تعميم اللغة الإنجليزية بنسبة 100٪ في التعليم الثانوي الإعدادي، بواقع ساعتين من التدريس في الأسبوع لكل مستوى، وهو ما سيمكن تلامذتنا من تعلم المبادئ الأساسية لهذه اللغة الأجنبية التي أصبحت لغة العصر. لكن عدد الساعات التي سيتم تخصيصها لتدريسها لن يكون كافيا حتى للوصول إلى مستوى A2 من الإتقان، مما لن يسمح لطلابنا باختيار اللغة الإنجليزية كلغة التدريس في التعليم الثانوي التأهيلي. بالنسبة للغة الأمازيغية، سيتم تدريسها تدريجيا لأطفال المدارس الابتدائية المغربية بهدف تحقيق معدل تغطية 100٪ خلال العام 2029-2030. وتيرة بطيئة بالتأكيد، ولكن بالنظر إلى أن 9٪ فقط من أطفالنا لديهم حاليا فرصة لتلقي دروس بلغتنا الرسمية الثانية، فإن الوصول إلى 100٪ في عام 2030 لن يكون بالأمر السهل.
هذه المبادرات لها ميزة إنعاش الأمل، الذي لا زالت تضايقه خمسة انزياحات منهجية في مقاربة الوزارة، وهي مصادر مخاوف حقيقية. الانزياح الأول يتعلق بالمرجعيات العلمية للحلول المعتمدة، والتي وإن كانت وفية لفلسفة الأثر المعلنة كخلفية لرؤية الوزير، إلا أنها مع ذلك تظل موضع تساؤل من قبل العديد من الباحثين. كمثال على ذلك “التعلم المرئي” لجون هاتي، الذي هو بلا شك المرجع الرئيسي لخارطة طريق الوزارة، يصفه بيرجيرون بأنه “علم زائف”، وبيرك بأنه “سوء التصرف الإحصائي المقنع في شكل وهج إحصائي”، وإيكوت بأنه “مأساة لإدارة المدارس الأسترالية”. علاوة على ذلك، غالبا ما يتم انتقاد ممارسة التحليلات الضخمة، التي يعد عمل هاتي جزءا منها، في الأوساط العلمية بسبب ميلها المبالغ فيه إلى التلاعب بالأرقام بشكل مفرط، مما يؤدي إلى استنتاجات سخيفة في بعض الأحيان، ناتجة عن أخطاء حسابية، وأسس غير مناسبة للمقارنة (أليسون، براون، جورج وكايزر، 2016). بالإضافة إلى هذا التيار الارتباطي الذي يحاول تقدير تأثير كل عامل على التعلم، يسعى التيار التجريبي من خلال التجارب إلى تحديد الأساليب التربوية الأكثر فعالية. على الرغم من أن العديد من الدراسات البحثية، منذ دراسة المتابعة التي أجريت في الولايات المتحدة في أوائل السبعينات من القرن الماضي، أظهرت تفوق الأساليب البيداغوجية المباشرة، إلا أنه ينبغي التأكيد على أن معظم النتائج الموثوقة تتعلق بالمهارات الأساسية والتلامذة المتعثرين دراسيا. لهذا السبب، لم ترغب البلدان المتقدمة أبدا في اعتماد هذه الأساليب رسميا، والتي يعد التدريس الصريح جزءا منها، بالإضافة إلى المبدأ المقبول عموما للحرية التربوية للمدرسين والذي يسير جنبا إلى جنب مع مبدأ آخر معتمد على نطاق واسع مفاده أنه لا توجد “وصفة تربوية” جاهزة يمكن فرضها على جميع حالات التعلم.
الانزياح المنهجي الثاني هو هذا الاستعداد المفرط لتجربة كل شيء لدرجة أن مدرستنا ستصبح مختبرا كبيرا في الهواء الطلق. ينطبق مبدأ التجريب في حالات الشك فيما يتعلق باختيار تربوي جديد يحتاج إلى إثبات نفسه. ومع ذلك، لدينا انطباع بأن الوزارة تدعو بشكل منهجي إلى التجريب حتى بالنسبة للتدابير المألوفة والتي لا يعترض عليها لا الباحثون ولا الممارسون. هذه الطريقة في العمل، والتي تخفي وراء مظهر التجريب الطموح لتحقيق مكاسب سريعة، لا تؤدي إلا إلى إبطاء وتيرة تنفيذ الإصلاح مع تقليل مجال المستفيدين إلى نسبة لا تتجاوز 7٪ من تلامذتنا، وهي النسبة المعنية بمشروع المدارس الرائدة.
ويتعلق الثالث بالاستعانة بمصادر خارجية مثل الجمعيات أو مقدمي الخدمات الدوليين لتنفيذ عدة تدابير تربوية. وإذا كان هذا النهج قد يكون مقبولا بالنسبة لخدمات الدعم، فإنه يظل غير مفهوم عندما يشمل أيضا خدمات الأعمال المرتبطة بمهام الوزارة، التي يجب أن تظل حكرا عليها، مع استثناءات قليلة. الجمعيات، وخاصة في التعليم الأولي، تدير الفصول وتوظف المربيات للتدريس وفقا لنظام مرجعي أنشأته الوزارة، وهي مهام يجب أن تقوم بها الوزارة. أما المنظمات الدولية فتقدم الخبرة خاصة في الدعم التربوي من طرف مؤسسة بارتام الهندية، وفي الطرائق البيداغوجية من طرف خبراء كنديين مثل بيسونيت، وهي مهام لا ينبغي من حيث المبدأ أن تكون عصية على كفاءة مفتشينا ومدرسينا. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها الهيئة الوطنية للتقييم والتي وعد البرنامج الحكومي بتكليفها بتقييم التعلمات، فإن هذه المهمة أصبحت الآن من مسؤولية مختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، وهو المركز المتخصص، كما يوحي اسمه، في القضاء على الفقر، والذي لم يعد موجودا في المغرب وفقا للأرقام الرسمية.
أما الانزياح الرابع فيتعلق بتطبيق أساليب، مثل TARL (التدريس على المستوى الصحيح)، المطبقة بشكل رئيسي في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وهي دول يختلف سياقها اختلافا كبيرا عن السياق المغربي، وتعتبر أنظمتها التعليمية أدنى بكثير من نظامنا من حيث نتائج التعلم، على الرغم من تطبيق هذه الأساليب التي أثبتت فعاليتها فقط من قبل معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، وهي هيئة التقييم المشتغلة مع بارتام، المؤسسة الراعية لهذه المبادرات.
ويتعلق الخامس بمقاربة الوزارة نفسها، التي تشكل قطيعة تامة مع المرجعية القانونية للإصلاح، أي القانون الإطار في هذه الحالة. ويثير هذا الموقف قلقا بالغا، ليس فقط لأنه يتجاهل مرجعية تشريعية، وهو سلوك غير مقبول بالفعل في حد ذاته، ولكن قبل كل شيء لأنه يعرض للخطر استمرارية الإصلاح بعد وصول حكومة أخرى. إلا إذا كانت السلطة التنفيذية الحالية متأكدة من تجديد ولايتها.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: القانون الإطار بالإضافة إلى فی التعلیم من خلال جزءا من کل شیء
إقرأ أيضاً:
بوتين يدعو القوات الأوكرانية إلى الاستسلام وزيلينسكي يقر بوضع بالغ الصعوبة
لندن"وكالات":
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوّات الأوكرانية المحاصرة في منطقة كورسك الروسية إلى "الاستسلام"، بعدما طالبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الحفاظ على حياة" الجنود الأوكرانيين.
وخلال الأسبوع الماضي، شنّت روسيا هجوما مضادا سريعا في هذه المنطقة الحدودية الواقعة في غرب البلد، مستعيدة أجزاء كبيرة من كورسك التي استولت عليها أوكرانيا في أغسطس الماضي.
وقد تشكّل هزيمة القوّات الأوكرانية في كورسك ضربة قاصمة لكييف في مساعيها إلى الاستفادة من سيطرتها على المنطقة للتفاوض في محادثات السلام مع موسكو.وقال بوتين "نحن متعاطفون مع نداء الرئيس ترامب".
وغداة إجراء محادثات حول هدنة في أوكرانيا مع المبعوث الأميركي، قال بوتين في تصريحات متلفزة "إذا ألقوا أسلحتهم واستسلموا، سيضمن لهم ذلك الحياة والمعاملة الكريمة".وكان ترامب قد قال إن "آلافا" من الجنود الأوكرانيين "مطوقون بالكامل من جانب الجيش الروسي. إنهم في وضع هش وبالغ السوء".
وأكّد الرئيس الأميركي "طلبت من فلاديمير بوتين بإلحاح الحفاظ على حياتهم، وإلا ستحصل مجزرة مروّعة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".
ونفت القيادة العسكرية الأوكرانية ما اعلنه ترامب، غير أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أقرّ بأن قوّاته تواجه ضغوطا متزايدة.
وجاء في بيان لهيئة الأركان العامة على شبكة للتواصل الاجتماعي "حاليا لا تهديد بمحاصرة وحداتنا في منطقة كورسك".
لكن زيلينسكي أكّد في تصريح لصحافيين أن وضع جنوده في كورسك "بالغ الصعوبة".
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن قوات كييف لا تزال تتصدى لقوات روسيا وكوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية، لكنه حذر من أن القوات الأوكرانية تواجه هجوما جديدا محتملا على منطقة سومي في شمال شرق البلاد.
ويقول محللون عسكريون إن روسيا تقترب من إخراج القوات الأوكرانية من كورسك، وهي موطئ قدم ظلت فيه لشهور وتقع في غرب روسيا، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة إن الآلاف "محاصرون بالكامل" هناك.
وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إحاطة من قائد الجيش، قال زيلينسكي إن قوات كييف ليست محاصرة في كورسك لكن موسكو تحشد قواتها في مكان قريب لشن هجوم منفصل.
وأضاف "يشير هذا إلى نية لمهاجمة منطقة سومي. نحن على دراية بذلك، وسنتصدى له.. أود أن يفهم جميع الشركاء بالضبط ما يخطط له بوتين، وما يستعد له، وما الذي سيتجاهله".
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اجتماع عبر الاتصال المرئي ضم نحو 25 من الزعماء الأوروبيين وحلفاء أخرين اليوم إنهم بحاجة إلى تقديم التزامات ملموسة لدعم أوكرانيا وزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول مقترح وقف إطلاق النار.
ويأمل ستارمر أن يشهد الاتصال المرئي اليوم السبت تقديم تحالف الراغبين التزامات راسخة بمساعدة أوكرانيا قبل أي اتفاق سلام، وبعد ذلك لضمان أمنها. وتحالف الراغبين هو مجموعة من الدول الغربية تضم أوروبا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا، وليس الولايات المتحدة.
وفي مستهل المناقشات، اتهم ستارمر بوتين بمحاولة تأخير محادثات السلام، قائلا إنه إذا كان جادا بشأن السلام، فعليه وقف الهجمات على أوكرانيا والموافقة على وقف إطلاق النار.وقال ستارمر "أعتقد أنه عاجلا أو آجلا، سيضطر للجلوس إلى طاولة المفاوضات والدخول في نقاش جاد".
وأضاف "لكن، وهذا أمر بالغ الأهمية في اجتماعنا هذا الصباح، لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي وننتظر حدوث ذلك. علينا مواصلة المضي قدما، والدفع للأمام وأن نستعد للسلام، سلام آمن ودائم".
ويأتي الاجتماع لإظهار دعم واسع لأوكرانيا من الدول الغربية. وسيسعى ستارمر للحصول على عروض دعم لوجستي أو مالي أو عسكري لكييف لتعزيز موقفها في المحادثات.
وجاء الاتصال استكمالا لجهود دبلوماسية مكثفة بين الدول الأوروبية ودول غربية أخرى لإيجاد سبل لمساعدة أوكرانيا بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نهج واشنطن الداعم لأوكرانيا وأطلق محادثات سلام مع روسيا.
وقال ترامب إن هناك "فرصة كبيرة" لإنهاء الحرب بعد أن عقد مبعوثه ستيف ويتكوف اجتماعا مطولا مع بوتين مساء الخميس في موسكو، وصفه الرئيس الأمريكي بأنه كان "جيدا ومثمرا للغاية".
كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انضم إلى الاجتماع الذي يعقد عن بعد، إنه يرى "فرصة جيدة" لإنهاء الحرب، نظرا لوجود "تفاهمات أمنية متينة" مع الشركاء الأوروبيين.
وأضاف أنه يناقش مع حلفاء كييف ضمانات أمنية مستقبلية ودعما اقتصاديا، مضيفا أنه سيكون من الضروري توفير غطاء دفاعي جوي كامل كرادع في أي اتفاق سلام.
وأبلغ زيلينسكي حلفاء كييف الغربيين اليوم بضرورة "تحديد موقف واضح بشأن الضمانات الأمنية"، بما يشمل تمركز قوة عسكرية على الأراضي الأوكرانية.
وقال زيلينسكي في منشور على إكس "يجب أن تتمركز القوة العسكرية على الأراضي الأوكرانية". وأضاف زيلينسكي "هذا ضمان أمني لأوكرانيا ولأوروبا"
وقال ستارمر إن بريطانيا قد ترسل قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه دعا واشنطن إلى توفير دعم أمني لتلك القوات، وهو إجراء يعتقد أنه ضروري لردع بوتين عن شن هجوم جديد.
وأكد للمشاركين في اجتماع اليوم أن عليهم أيضا الاستعداد للدفاع عن أي اتفاق.
وأوضح" هذا يعني تدعيم أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها... من حيث القدرة العسكرية والتمويل وتقديم المزيد من الدعم منا جميعا لأوكرانيا، وثانيا، الاستعداد للدفاع عن أي اتفاق بأنفسنا من خلال تحالف الراغبين".
وقال بوتين يوم الخميس إن روسيا تدعم مبدئيا الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار، لكن لا يمكن وقف القتال إلا بعد استيفاء عدد من الشروط.
وأوضح أنه يريد من أوكرانيا التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي واستمرار سيطرة روسيا على كامل المناطق الأوكرانية الأربع التي تقول إنها جزء منها وتقليص عدد الجيش الأوكراني، وهي مطالب رفضتها كييف.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم بعد الاجتماع افتراضي روسيا إلى قبول مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي من شأنه أن يؤدي إلى سلام دائم.
وقالت في منشور على منصة إكس "نؤكد دعمنا لموافقة أوكرانيا على وقف إطلاق النار. والآن، يتعين على روسيا أن تُظهر استعدادها لدعم وقف لإطلاق النار يؤدي إلى سلام عادل ودائم".
واستضاف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جتماع افتراضي مع قادة نحو 25 دول حليفة لكييف تسعى لمواصلة الضغط على روسيا وحماية أي وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.
وأكدت إيطاليا أنه "في غضون ذلك، سندعم تعزيز أوكرانيا وقواتها المسلحة وأخيرا، سنعزز جهود أوروبا الدفاعية من خلال مبادرة إعادة تسليح أوروبا".
وأكد رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف اليوم على ضرورة مواصلة الضغط على روسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وكتب في منشور على موقع اكس بعد مشاركته في اجتماع افتراضي مع قادة آخرين حول أوكرانيا استضافته بريطانيا، "من المهم الآن مواصلة الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات".وأضاف شوف أن هناك "اتفاقا واسعا" بين القادة على مواصلة الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.وفيما شدد رئيس الوزراء الهولندي أن مقترحات الولايات المتحدة وأوكرانيا لوقف إطلاق النار "تبعث الأمل أيضا"، حذّر من أن أوروبا ستواصل العمل الجاد لفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وتدعو الولايات المتحدة التي تبدّل موقفها جذريا من الحرب في أوكرانيا منذ عودة ترامب الى البيت الأبيض، إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وقد مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وافق على وقف للأعمال العدائية لمدة 30 يوما شريطة أن تلتزم روسيا بذلك أيضا. لكن بوتين أعرب عن تحفظات وأشار إلى تبقي مسائلة عالقة تحتاج الى معالجة.
ويقود ستارمر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهودا من أجل تشكيل تحالف للدول التي تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا منذ أن باشر ترامب مفاوضات مباشرة مع موسكو في فبراير.
ويؤكد الزعيمان أن تحالفا كهذا، اضافة الى الدعم الأميركي، ضروري لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا تحول دون تجدّد الهجوم الروسي عليها.وقال الرئيس الفرنسي سنواصل العمل على تعزيز الدعم لأوكرانيا ومن أجل سلام متين ودائم"، حاضا روسيا على "وقف انتهاكاتها".
وانتقدت ألمانيا الجمعة رد بوتين على المقترح الأميركي، واصفة إياه بأنه "تكتيك للمماطلة في أحسن الأحوال". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية كاثرين ديشاور إن "أحد الأسئلة الأكثر جدية هي إن كان هناك اهتمام صادق في العمل باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار وحل".
وسبق لستامر وماكرون أن أبديا استعدادهما لنشر قوات بريطانية وفرنسية ضمن جهود حفظ السلام في أوكرانيا. كما ألمحت تركيا الى أنها قد تساهم في ذلك، لكن دولا عدة استبعدت هذا الاحتمال، بينما لا تزال مواقف أطراف أخرى غير محسومة.
وأكد ستارمر ترحيبه بأي نوع من الدعم، ما يؤشر الى إمكان أن توفر دول دعما لوجستيا أو عبر المراقبة.