تقرير ميداني يواكب فاجعة قرية مصرية بأبنائها في فيضانات درنة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
ليبيا – واكب تقرير ميداني لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأميركية معاناة المصريين باحدى قرى محافظة بني سويف ممن فقدوا أحبائهم في درنة.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن المزارع المصري أشرف سعداوي عبد الفتاح البالغ من العمر 42 عاما ألمه الشديد وهو يسقي محاصيله على طول نهر النيل في جنوب العاصمة القاهرة ويتصفح هاتفه المحمول عندما علم بوفاة 2 من أبنائه.
ووفقا لعبد الفتاح اطلع على قائمة بوسائل التواصل الاجتماعي وفيها أسماء المصريين الذين قتلوا في الفيضانات المروعة وكان ابنه الثاني الأكبر محمد ذوالـ23 عاما وعبد الرحمن صاحب الـ19 على القائمة إلى جانب 6 أقارب وعشرات الرجال الآخرين من قريته.
وقال عبد الفتاح من قريته نزلة الشريف بمحافظة بني سويف:”إنها صدمة كبيرة للأسرة وللقرية بأكملها إذ قُتل ما لا يقل عن 74 رجلا منا بعضهم لا يتجاوز عمره الـ17 عاما في وقت روى فيه رشاد عزت عبد الحميد المصري الناجي من الكارثة قصته.
وأوضح عبد الحميد ذو الـ45 عاما قائلا:”كان الأمر أشبه بالجحيم وأنا و7 مصريين آخرين هرعنا لسطح مبنى المكون من 3 طوابق عندما اجتاحت المياه شارعنا بوسط المدينة وعدد لا يحصى منم جرفهم الماء في المنطقة الحضرية المكتظة بالسكان وعندما نزلنا كان مشهدا مرعبا”.
وقال عبد الحميد:”تناثرت الجثث والملابس والسيارات المحطمة والأثاث في كل مكان في الشوارع وقد غمرها الطين والحطام وانهارت المباني أو دمرت جزئيا وكان الناس حولي ينتحبون ويبكون ويبحثون عن أحبائهم ويحاولون انتشال من هم تحت الأنقاض”.
وأضاف عبد الحميد بالقول:”لقد غرقت أسر بأكملها داخل منازلها وآخرين جرفتهم الأمواج إلى البحر الأبيض المتوسط ولم يبق شيء سوى الأنقاض وآلاف المصريين يعيشون في درنة ومعظمهم يعملون بمشاريع البناء فيها ومحيطها ولقد ذهبت إلى هناك منذ 6 أشهر فقط وعدت الآن إلى مصر”.
وفي نزلة الشريف تم دفن 74 من رجال القرية في جنازة جماعية فيما قال مصطفى عويس مصطفى الموظف الحكومي المتقاعد:”فقدت بعض الأسر ابنا واحدا وبعضها 2 وفقد آخرون 3 لقد ذهب هؤلاء الشباب إلى هناك لمساعدة أسرهم”.
ووفقا للتقرير ذهب محمد عبد الفتاح إلى ليبيا قبل 3 سنوات لمحاولة تحسين حياته وأسرته حيث عمل بصفة عامل مياومة في درنة وأرسل كل ما يمكنه توفيره من المال إلى والده للحفاظ على استمرارية الأسرة في الوقت الذي تغرق فيه مصر في أزمة اقتصادية أعمق.
وبحسب التقرير انضم في وقت سابق من هذا العام عبد الرحمن إلى شقيقه في درنة بعد عامين من البحث عن عمل في مصر من دون جدوى على حد قول والدهما في وقت تحدث فيه الأب لآخر مرة معهما في الـ8 من سبتمبر الجاري عبر مكالمة فيديو مدتها نصف ساعة.
ووفقا للتقرير شارك بقية أفراد الأسرة في المكالمة وتحدث محمد مع والدته عن خططه للزواج واستمع بفارغ الصبر إلى الأخبار المتعلقة بشقته الجديدة التي كان والده يبنيها له ويضيف من خلالها طابقا ثالثا لمنزل الأسرة.
وتابع التقرير إن أبناء شقيق عبد الفتاح الـ3 ماتوا في درنة ووالدتهما زوجة أخيه في حالة صدمة إذ لم تعد قادرة على التحدث بعد 4 أيام بعد أن دُمرت الأسرة بأكملها في وقت لا يوجد فيه سوى القليل من العزاء في حقيقة أنه تمكن من دفن أبنائه.
وبين التقرير إن قلب عبد الفتاح مع القرويين الآخرين الذين دُفن أبنائهم على بعد مئات الأميال في مقابر جماعية في ليبيا فيما يواصل النظر لصور أبنائه على هاتفه وتخنقه الدموع مرارا وتكرارا وقال عن ولديه:”لقد أرادوا لنا أن نعيش حياة أفضل إنها كارثة القرية بأكملها”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: عبد الفتاح عبد الحمید فی درنة فی وقت
إقرأ أيضاً:
القبض على شبكة لتجارة المخدرات في درنة
تمكن عناصر جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع درنة، من تفكيك شبكة تعمل في تجارة المخدرات، حيث اعترف الموقوفان «س.ر.ف.غ» و«ع.ص.ع.ش» أثناء التحقيق بشرائهم 12 قطعة من مادة يشتبه بأنها مخدر الحشيش من «ع.ع.ع.ج».
وبناءً على اعترافاتهما، أصدرت النيابة العامة إذنًا بضبط «ع.ع.ع.ج» وتفتيش منزله.
وخلال تنفيذ العملية، تم العثور بحوزته على سلاح صيد نوع خرطوش، وشريط يحتوي على 9 أقراص مخدرة من نوع ترامادول «فراولة»، بالإضافة إلى قطعة متوسطة الحجم يشتبه بأنها مخدر الحشيش.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين، وإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
الوسوممدينة درنة