ليبيا – واكب تقرير ميداني لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” الأميركية معاناة المصريين باحدى قرى محافظة بني سويف ممن فقدوا أحبائهم في درنة.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن المزارع المصري أشرف سعداوي عبد الفتاح البالغ من العمر 42 عاما ألمه الشديد وهو يسقي محاصيله على طول نهر النيل في جنوب العاصمة القاهرة ويتصفح هاتفه المحمول عندما علم بوفاة 2 من أبنائه.

ووفقا لعبد الفتاح اطلع على قائمة بوسائل التواصل الاجتماعي وفيها أسماء المصريين الذين قتلوا في الفيضانات المروعة وكان ابنه الثاني الأكبر محمد ذوالـ23 عاما وعبد الرحمن صاحب الـ19 على القائمة إلى جانب 6 أقارب وعشرات الرجال الآخرين من قريته.

وقال عبد الفتاح من قريته نزلة الشريف بمحافظة بني سويف:”إنها صدمة كبيرة للأسرة وللقرية بأكملها إذ قُتل ما لا يقل عن 74 رجلا منا بعضهم لا يتجاوز عمره الـ17 عاما في وقت روى فيه رشاد عزت عبد الحميد المصري الناجي من الكارثة قصته.

وأوضح عبد الحميد ذو الـ45 عاما قائلا:”كان الأمر أشبه بالجحيم وأنا و7 مصريين آخرين هرعنا لسطح مبنى المكون من 3 طوابق عندما اجتاحت المياه شارعنا بوسط المدينة وعدد لا يحصى منم جرفهم الماء في المنطقة الحضرية المكتظة بالسكان وعندما نزلنا كان مشهدا مرعبا”.

وقال عبد الحميد:”تناثرت الجثث والملابس والسيارات المحطمة والأثاث في كل مكان في الشوارع وقد غمرها الطين والحطام وانهارت المباني أو دمرت جزئيا وكان الناس حولي ينتحبون ويبكون ويبحثون عن أحبائهم ويحاولون انتشال من هم تحت الأنقاض”.

وأضاف عبد الحميد بالقول:”لقد غرقت أسر بأكملها داخل منازلها وآخرين جرفتهم الأمواج إلى البحر الأبيض المتوسط ولم يبق شيء سوى الأنقاض وآلاف المصريين يعيشون في درنة ومعظمهم يعملون بمشاريع البناء فيها ومحيطها ولقد ذهبت إلى هناك منذ 6 أشهر فقط وعدت الآن إلى مصر”.

وفي نزلة الشريف تم دفن 74 من رجال القرية في جنازة جماعية فيما قال مصطفى عويس مصطفى الموظف الحكومي المتقاعد:”فقدت بعض الأسر ابنا واحدا وبعضها 2 وفقد آخرون 3 لقد ذهب هؤلاء الشباب إلى هناك لمساعدة أسرهم”.

ووفقا للتقرير ذهب محمد عبد الفتاح إلى ليبيا قبل 3 سنوات لمحاولة تحسين حياته وأسرته حيث عمل بصفة عامل مياومة في درنة وأرسل كل ما يمكنه توفيره من المال إلى والده للحفاظ على استمرارية الأسرة في الوقت الذي تغرق فيه مصر في أزمة اقتصادية أعمق.

وبحسب التقرير انضم في وقت سابق من هذا العام عبد الرحمن إلى شقيقه في درنة بعد عامين من البحث عن عمل في مصر من دون جدوى على حد قول والدهما في وقت تحدث فيه الأب لآخر مرة معهما في الـ8 من سبتمبر الجاري عبر مكالمة فيديو مدتها نصف ساعة.

ووفقا للتقرير شارك بقية أفراد الأسرة في المكالمة وتحدث محمد مع والدته عن خططه للزواج واستمع بفارغ الصبر إلى الأخبار المتعلقة بشقته الجديدة التي كان والده يبنيها له ويضيف من خلالها طابقا ثالثا لمنزل الأسرة.

وتابع التقرير إن أبناء شقيق عبد الفتاح الـ3 ماتوا في درنة ووالدتهما زوجة أخيه في حالة صدمة إذ لم تعد قادرة على التحدث بعد 4 أيام بعد أن دُمرت الأسرة بأكملها في وقت لا يوجد فيه سوى القليل من العزاء في حقيقة أنه تمكن من دفن أبنائه.

وبين التقرير إن قلب عبد الفتاح مع القرويين الآخرين الذين دُفن أبنائهم على بعد مئات الأميال في مقابر جماعية في ليبيا فيما يواصل النظر لصور أبنائه على هاتفه وتخنقه الدموع مرارا وتكرارا وقال عن ولديه:”لقد أرادوا لنا أن نعيش حياة أفضل إنها كارثة القرية بأكملها”.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: عبد الفتاح عبد الحمید فی درنة فی وقت

إقرأ أيضاً:

لبنان غزة ثانية.. القصف الإسرائيلي يمحي عائلات بأكملها

"مأساة كبيرة وكابوس متواصل".. بهذه الكلمات وصفت الشابة اللبنانية عروبة كرّام حادثة استهداف غارة إسرائيلية لـ12 شخصاً من عائلتها في بلدة عرب الجل في عنقون بجنوب لبنان.

بدوره، خرج قاسم القاضي من بيته في بلدة زبود في قضاء بعلبك شرقي لبنان، ليشتري خبزاً لأفراد عائلته المكونة من 17 شخصا، وعندما عاد لم يجد أقربائه ولم يجد منزله الذي مُحي بالقصف الإسرائيلي.

هذه المآسي جزء صغير من مأساة كبيرة يعيشها المدنيون اللبنانيون العزّل، ضحايا قصف جوي تشنه إسرائيل منذ الاثنين 23 أيلول على مواقع متفرقة في لبنان، أسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتسبب في قتل عائلات بأكملها داخل منازلها.

تفاصيل هذه المآسي يخبّر عنها الناجون الذين اختبروا مرارة فقد أفراد من عائلتهم، وبعضهم عاش صدمة فقدان العائلة بأكملها.

غزة ثانية في لبنان ما حصل مع عائلة الشابة عروبة كان كفيلا باستحضار حرب غزة التي شهدت على استهداف عائلات بأكملها وحذفها من سجلات وقيود النفوس، وتقول عبر "بلينكس" إن ما حصل "كان مروعا وبشعا".    قصة عروبة تكررت أيضا في مدينة بنت جبيل، إذ قضى 8 أشخاص من آل دباجة والصغير وسعد وبرجي، جراء غارة جوية استهدفت المنطقة.

الشابة زينب، المقربة من العائلة المستهدفة في بنت جبيل، تحدثت لبلينكس شرط عدم كشف هويتها الكاملة قائلة "إحدى الضحايا وهي بتول برجي كانت معلمتي في المدرسة ولا أنساها أبدا. لقد نزل عليّ نبأ استهداف العائلة مثل الصاعقة.. ما جرى لا يمكن وصفه، فالاستهداف كان مباشرا والمشهد مأساوي لدرجة كبيرة".

ما سردته عروبة عن تكرر مشهدية حرب غزة في لبنان، تؤيده الشابة زينب التي قالت إنه "في القطاع الفلسطيني، أرادت إسرائيل أن تزيل عائلات بأكملها من الوجود، وهذا ما يحصل في لبنان الآن"، وتضيف "الاستهداف دموي جدا وحقا إنه أخطر حرب نعيشها.. خسرنا أحباءنا بلمح البصر".

مأساة قاسم.. خسرت 17 فردا من العائلة يقول قاسم في حديث لوكالة فرانس برس، إنه سمع دوي انفجار قوي حينما كان يشتري الخبز، ليهرع إلى منزله، وأثناء عودته كان يحاول الاتصال بأسرته لكنه لم يجد ردا، ليعود ويجد أن كل من كانوا ينتظرون الخبز تحولوا إلى أشلاء.

يضيف القاضي: "17 شخصا، بينهم خطيبة ابني وأمها وزوجتي، أولادي الشباب الثلاثة وابنتي، وسبعة أطفال، 17 شهيدا في بيتي".

فوق خسارته التي لا تعوّض، يجد الرجل المكلوم نفسه مشردا مع ابنه، بلا سقف يحميهما، موضحا: "لا مكان ننام فيه سوى الحقول والبساتين، لم يبق لنا بيت، أنا مشرد على الطريق، إلى أين نذهب؟".

أما ابنه حسين، فلا يعرف عمن يتحدث، ويقول إنه عاجز عن استيعاب الصدمة، وعدا عن خسارته عائلته، فقد أيضا خطيبته بينما كانا يستعدان منذ سنوات لزواج طال انتظاره.

ويروي الشاب البالغ 25 عاما قصته مع خطيبته: "كنا سنتزوج في 12 تشرين الأول، لكنها رحلت في مجزرة، لا أعرف ماذا أقول".

وعاد حسين مسرعا من خدمته العسكرية بعد علمه بنبأ قصف منزل أسرته، ويقول: "بعد ساعة من وصولي، تلقيت الخبر ورجعت، إنها صدمة لا تصدق، قبل ساعتين كنت معهم، وفجأة، لم يعد هناك أحد".

ويتمم شاردا حول الحال قبل القصف: "كنا نشعر بأمان" في المنطقة الواقعة على بعد أكثر من 125 كلم من الحدود مع إسرائيل، ولم تكن الغارة الإسرائيلية على القرية الصغيرة متوقعة.

إسرائيل تقتل "عروس الجنوب" في منطقة الحوش في صور، حصلت مأساة استهداف إسرائيل للشابة مايا غريب التي توفيت مع شقيقتيها ووالديها بقصف جوّي، بينما الناجي الوحيد من العائلة هو رضا، شقيق مايا، الذي يقطن خارج لبنان.

خلال أسبوعين، كانت مايا تتحضر للزواج من النقيب في الجيش اللبناني أحمد خضرة الذي ودّع الشابة بكلمات مؤثرة جدا.

مايا هي من بلدة شقرا، جنوب لبنان، وتقول إحدى صديقاتها وتدعى هبة لبلينكس إن مايا كانت "عزيزة النفس جميلة الخُلق"، وتضيف "خسرنا وجها بشوشا وإنسانة كانت طموحة. من كلية الهندسة بالجامعة اللبنانية، كانت مايا تستعد لتحقيق أحلامها، لكن إسرائيل سلبت كل شيء".

وتكمل: "خبر وفاة مايا وعائلتها كان مزلزلا، فالمجزرة التي تعرضوا لها مروعة ومأساوية".

وتختم: "كانت مايا تنوي الزواج قريبا خلال أيام، لكنها باتت في دنيا أخرى.. لقد زُفت كعروس الجنوب".

نجاح.. خسرت 10 أفراد من العائلة شهدت قرية الداوودية في جنوب لبنان، مأساة جديدة الناجية منها هي نجاح دياب التي خسرت عشرة أفراد من عائلتها الإثنين 23 أيلول، بعدما أغارت طائرات حربية إسرائيلية على منزلها ودمرته.

وتقول نجاح: "أهلي مدنيون، لا ناقة لهم ولا جمل، والدتي مسنة كانت تبلغ 75 عاما ولا تخرج من المنزل، أما أخي الكبير فعمره 54 عاما وهو عاطل عن العمل ومريض".

وفقدت نجاح جراء الغارة والدتها وشقيقتها مع ابنتها وأشقاءها الأربعة مع عائلة أحدهم وابن عمها، وتوضح: "لم يبق لي إلا ابن شقيقي الأكبر وهو طالب جامعي".

وتسبّبت الغارة بدمار مبنى من أربع طبقات، في حين تقول نجاح عن استشهاد أفراد عائلتها: "كانوا ينظرون من النافذة وسقط الصاروخ عليهم، غارة كبيرة، تكسر كل شيء حولهم، انهار المبنى تماما وتقطعت أجسادهم، جمعناهم أشلاء".

وتضيف نجاح التي قالت إنها عاجزة عن التعبير من هول الصدمة: "الأمر لا يصدق، كلهم مدنيون"، نافية أن عائلتها كانت تشكل أي تهديد من أي نوع أو تنخرط في عمل سياسي أو عسكري. (بلينكس - فرانس برس)

مقالات مشابهة

  • أبو النجا: تعاقدنا مع 669 معلما جديداً لتعويض النقص في درنة
  • لبنان غزة ثانية.. القصف الإسرائيلي يمحي عائلات بأكملها
  • المستشار الألماني شولتس: إيران تخاطر بإشعال المنطقة بأكملها
  • رئيس وزراء العراق: التصعيد الإسرائيلي يهدد باتساع الصراع في المنطقة بأكملها
  • الوحشية .. عائلات بأكملها قضت في غارات اسرائيلية على لبنان
  • عاجل.. وسام أبو علي: عائلتي بأكملها عالقة في لبنان تحت القصف
  • بدء تركيب الأجزاء المعدنية لمشروع كوبري شارع البحر في درنة
  • الفنانة فردوس عبد الحميد: أتمنى أن أجسد شخصية عالمة الذرة سميرة موسى
  • أعداد المفقودين في فاجعة حافلة طاطا تتضائل بعد تسريع عملية البحث (صور)
  • صندوق إعادة إعمار درنة ينفذ مشاريع إنشاء عبارات في عدة مناطق