"دانيال" نجح في توحيد صفوف فنانين الشرق والغرب الليبي
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
رغم الآثار الكارثية التي خلفها الإعصار دانيال المدمر في عدة مدن ليبية وعلى رأسها مدينة درنة، إلا أنه نجح في توحيد صفوف فنانين الشرق والغرب الليبي تحت راية الدولة لأول مرة منذ 12 سنة كاملة.
واستقبل المركز الطبي لبنغازي أمس الأول لفيف من الفنانين القادمين من عدة مدن من غرب البلاد، لزيارة والإطمئان على حال المودعين بالمستشفى رافعين شعار "على قلب رجل واحد".
وعبر الفنان عبدالباسط بوقندة وكيل وزارة الثقافة ورئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون في طرابلس، عن سعادته لتحركه إلى بنغازي على رأس وفد من فنانين الغرب للتضامن مع منكوبي الشرق.
"بوقندة" قال في - تصريحات صحفية- إن وفدا كبيرا من مدينة طرابلس غرب البلاد، أصروا على المجئ إلى الشرق الليبي في بنغازي للاصطفاف والتأكيد على الروابط التي تجمع أهل الشرق بالغرب، وأن المصاب واحد في كل أقطار ليبيا.
وأشاد "بوقندة" بالمجهودات التي قام بها الفنانون في بنغازي، عقب الكارثة حيث حولوا الفرق والمسارح إلى غرفة طوارئ ومراكز إغاثة.
واعتبر "بوقندة" أن ما حدث في درنة يعد درسا لجميع أبناء الوطن، مفاده أنه لا فرق بين أبناء الشرق أو الغرب فالجميع في الكرب متحدون، ولهذا لا بد لهم أن يتحدوا على الدوام.
وتمنى "بوقندة" أن تستمر أعمال الإغاثة إلى أهالي درنة والبلدان المنكوبة وألا تتوقف الأعمال الخيرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دانيال المدمر الاعصار عدة مدن ليبية درنة
إقرأ أيضاً:
محمد العزيزي:العرب فرحون أن اليهود يقتلونهم!
ظل العرب طوال سبعين عاما وهم ينسجون حكايات وبطولات نضالهم ومعارك حروبهم في الليل الحالك السواد وانتصارات لا وجود لها، حاولوا ويحاولون استعادة الأرض المغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي في فلسطين وسوريا (الجولان)ولبنان (مزارع شبعا) في 1948 وما بعدها، كان العرب والعالم الإسلامي يضج ويتظاهر ويعقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية تنديدا بالاحتلال الغاصب الصهيوني لأراضي العرب في الستينيات و السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ولكن كل تلك المحاولات الخجولة وعنفوان المظاهرات الشعبية، لم تعد لهم ما وقع تحت يد العدو الإسرائيلي، رغم المقاومة والانتفاضات الفلسطينية المدعومة عربيا بالخطابات منذ منتصف القرن العشرين الماضي وحتى نهايته والصراع العربي الإسرائيلي على أشده ولم ينته، تعالت الأصوات حينا والحمية عند الشعوب العربية حينا آخر ، دفاعا عن فلسطين والقدس.
منذ أن دنس الصهاينة الأرض العربية بدعم أوروبي وأمريكي والأنظمة والحكام العرب في مقامرة وتخاذل مستمر وكل يزايد على الآخر بالقضية الفلسطينية والذي وصل حد تقديم المبادرات والتنازلات للتخلص من قضية قضّت مضاجع الحكام العرب وسط حماسة الشارع العربي التواق للانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وتحرير الأراضي العربية المحتلة والمغتصبة من قبل الكيان المحتل.
طوال ثلاثة أرباع القرن الماضي والعرب شعوبا وحكاما لم يغيروا من الأمر شيئا رغم القرارات الدولية والأممية والمبادرات وهدير وهيجان الشعوب العربية، وبالمقابل زاد العداء والفرقة والخيانات بين العرب وصولا إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والاعتراف بحق إسرائيل الوجودي والتعايش معه خوفا من تآمر “علي عربي من علي عربي” والمتاجرة والبيع والشراء للمواقف وخيانة القضية.
ذلك الوضع الذي ظهر عليه العرب والمسلمون مكن الاحتلال من تحقيق أطماعه التوسعية وفق طموحه بأن دولته من المحيط إلى الخليج في ظل حالة التخبط وضعف الموقف العربي، بدأ النزيف العربي للأرض والدم والمال والكرامة والشرف والمقدسات يزداد من مطلع القرن الحالي وحتى يومنا هذا، وتزداد معه توسع الفجوة والهوة والصراع البيني العربي وتراخي الحماسة عند المواطن العربي للدفاع عن الأرض والمقدسات والذي انزلق في أتون الصراع العربي العربي وارتفاع نسبة الكراهية والبغضاء بين المسلمين وفرقهم المذهبية التي زرعها الغرب في المجتمعات العربية.
والمثير للدهشة والتندر أن العرب والمسلمين يفرحون عندما يقتل الصهاينة والعالم الغربي المجرم أخاهم العربي والمسلم وكأن العدو الغربي المتحالف يقدم خدمة الخلاص من غريمه المسلم المخالف له بالنهج أو المذهب أو لحالة العداء والحقد الذي يتغلغل بين الحكام والمجتمع، ومن خلالهم تأثرت وجرحت حماسة وعنفوان الشعوب العربية المتحررة والمناصرة للقضية الفلسطينية و المناهضة للاحتلال.
الوهن الذي أصاب العرب شجع الغرب المتحالف مع الكيان الصهيوني التمادي أكثر في اقتحام حاجز النخوة العربية في تغذية الصراع العربي العربي وحالة الانقسام والاختلاف والمماحكات البينية، وإذكاء الصراع الديني والتيارات المذهبية والآيدلوجيات لتفريق الجمع والإجماع للشعوب العربية حول القضايا المصيرية ومقاومة الاحتلال لتتحقق خطط وبرامج الغرب في قضم وضم الأرض ونهب المال وتدمير مقدرات الشعوب العربية وقتل وذبح العرب والمسلمين بدم بارد بل قتل عشرات الآلاف من الغزاويين واللبنانيين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون أن يحرك العرب والمسلمين وحكامهم ساكنا وسط صمت العالم مدعي الإنسانية.
ومن سخرية التاريخ والقدر أن العرب والمسلمين ليس بمقدورهم ولم يعد لديهم القدرة على المطالبة أو يطالبون باستعادة الجولان السوري ومزارع شبعا بل أصبحنا اليوم نطالب باستعادة الأرض المغتصبة مؤخرا كجبل الشيخ والقنيطرة ومدينة البعث وغيرها من المناطق على الحدود السورية وأصبح اللبنانيون يطالبون اليوم بخروج المحتل من مزارع شبعا ومن جنوب نهر الليطاني وغيرها من المناطق على الحدود التي احتلها وسيطر عليها خلال العدوان الأخير ، وكما هو الحال في الضفة الغربية ورام الله التي لا تزال ترزح تحت سطوة الإحتلال الإسرائيلي ، وهذا نتيجة طبيعية لخذلان العرب لبعضهم البعض وتنامي حالة الحقد والعداء البيني وارتفاع حالة الخصومة الدينية والمذهبية التي يرعاها ويغذيها الغرب والصهاينة لتحقيق أهدافهم وقبول العرب وحكامهم الذل والمهانة ونزيف الأرض والمال والدماء واتساع دائرة الفرقة في ما بينهم.