جبل عمر تطرح أندر الفرص الاستثمارية وتكشف عن المزاد العقاري القادم من خلال جوهرة جبل عمر
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
في واحدة من أندر وأهم الفرص الاستثمارية في العالم وعلى بعد خطوات من الحرم المكي الشريف شهدت مدينة جدة حفل توقيع شراكة استراتيجية بين شركة جبل عمر للتطوير وشركة إسناد العقارية لإطلاق (جوهرة جبل عمر) والتي تعد من أهم الفرص الاستثمارية القادمة التي تطرحها شركة جبل عمر من خلال البيع بالمزاد العلني، وتتكون الفرصة من قطعتي أرض تقدر مساحة الجوهرة الأولى كما تم تسميتها قرابة 5,649.
وقد أوضح الأستاذ خالد العمودي الرئيس التنفيذي لشركة جبل عمر للتطوير، أن جوهرة جبل عمر تقع ضمن المرحلة السادسة من مشروع جبل عمر ضمن المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف والتي يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام عبر ممرات المشاة التي تربط مشروع جبل عمر بساحات المسجد الحرام، كما أن المشروع تتوافر فيه كافة خدمات البنية التحتية والمرافق العامة وغيرها.
وأضاف العمودي تسعى الشركة إلى فتح آفاق جديدة أمام المطورين العقاريين لتطوير مشاريع نوعية وتمكينهم على اقتناص الفرص الاستثمارية وتعزيز التعاون المشترك، حيث تستند استراتيجيتنا الحالية على تعزيز القيمة وتبني نموذج تشغيلي جديد لاستكمال مسيرة النمو بكل ثبات وعزيمة نحو تنفيذ خططنا ومشاريعنا الطموحة التي من شأنها تعزيز أداء الشركة، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030 في زيادة الطاقة الاستيعابية من الحجاج والمعتمرين لتصل إلى 30 مليون زائر وتطوير المناطق المطلة على الحرم المكي الشريف، مع تقديم أفضل الخدمات التي ترتقي بقدسية المكان والمكانة وفق أعلى المعايير العالمية لخدمة ضيوف الرحمن وأداء فرائضهم بكل يسر وسهولة وإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية، مع تطوير مختلف المرافق والخدمات التي تلبي احتياج الزوار والمقيمين وترتقي بالخدمات المُقدمة في المنطقة المركزية.
اقرأ أيضاًالمجتمعلجنة الأصول والمرافق” بوزارة الداخلية تعقد اجتماعها الأول
ومن جهة أخرى أكد المهندس محمد بابحر الرئيس التنفيذي لشركة إسناد العقارية أن جوهرة جبل عمر تعتبر واحدة من أندر الفرص الاستثمارية الواعدة نظراً لأهمية موقعها الحيوي، وتعد فرصة ذات قيمة مستديمة ومتنامية العوائد الاستثمارية ولندرة الأراضي في المنطقة المركزية، حيث يمكن الاستثمار فيها ببناء برجين شاهقين في كل أرض تصل ارتفاعاتهم إلى 35 و40 دورا على التوالي مما يمكن كبار المستثمرين ورجال الأعمال من الاستثمار في تشييد الفنادق العالمية والأبراج السكنية والفندقية والمجمعات التجارية في أطهر بقاع الأرض.
وأضاف بابحر أن قطع الأرض مطورة بالكامل وفقاً لأعلى معايير الجودة الفنية والهندسية للبنية التحتية، من شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والمياه والكهرباء والهاتف، كل ذلك جعل منها فرصة استثمارية فريدة من نوعها لكل من يطمح للاستثمار العقاري في العاصمة المقدسة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الفرص الاستثماریة
إقرأ أيضاً:
قناة بنما جوهرة تحت جمر الأطماع الأمريكية.. الموقعُ والأهميّةُ الاستراتيجية
ظهرت إلى الواجهة من جديد الأطماعُ الأمريكية في قناة بنما، بعد تصريحاتِ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب بشأن السيطرة على القناة بذرائعِ ضمان الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة، وخضوع هذا الممر البحري للنفوذ الصيني، ملوِّحًا باستخدامِ القوة العسكرية لتحقيقِ غايته.
وهذه الأطماعُ الأمريكيةُ ليست جديدةً فقد خضعت منطقةُ القناة التي كانت جزءًا من أراضي الدولة الكولومبية للاحتلال العسكري الأمريكي المباشر منذ بدايات القرن العشرين؛ نظرًا للأهميّة الاستراتيجية هذا الممر المائي اقتصاديًّا وعسكريًّا على المستوى الدولي، ولم يخرج الاحتلال الأمريكي إلا بعد نضالات شعبيّة استمرت لعقود حتى بداية القرن الحادي والعشرين.
الموقعُ والأهميّة الاستراتيجية:
تقع قناة بنما في دولة بنما، وتمتدُّ بطول 82 كيلومترًا، تربط ما بين المحيطَينِ الأطلسي والهادي، وتقسم بين قارتَي أمريكا الشمالية والجنوبية، وهي ثاني أهم القنوات المائية الاصطناعية في العالم، بعد قناة السويس.
وتمتدُّ من خليجِ ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادي، ويبلغ أضيقُ جزء من القناة عند معبر جيلارد بعرض 150 مترًا، وأوسع جزء منها عند بحيرة جاتن بمساحة إجمالية تبلغ 422 كيلومترًا مربعًا.
وتأتي أهميّة القناة من كونها تربط بين اثنين من أكبر المحيطات، وتعد بوابةً ومركزًا رئيسيًّا للنقل التجاري والعسكري في العالم، تصل بين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وبين أُورُوبا وغرب أمريكا، وكذلك توصل الصين مع شرق أمريكا، وتسهل عبور التجارة البحرية بين دول العالم.
وتقلِّصُ القناةُ رحلةَ السفن حول الأمريكيتين من 21 ألف كيلومتر إلى 8 آلاف، بفارق 13 ألف كيلومتر، وأتاحت الربط بين 160 دولة و1700 ميناء حول العالم، ويمُرُّ عبرها حوالي 5 % من حجم التجارة العالمية.
ويصل عددُ السفن التي تمر بها سنويًّا إلى 14 ألف سفينة، في مقدمتها الأمريكية والصينية واليابانية، إلى جانب نقل 70 ألف حاوية أسبوعيًّا، ومن السلع الاستراتيجية التي تنقلها السفن عبر القناة هي منتجات النفط والسيارات والحبوب والفحم، وبعد توسيع القناة عام 2016، استوعبت سفنًا أضخمَ؛ مِن أجلِ زيادة كمية البضائع المنقولة ما بين المحيطَينِ الأطلسي والهادي.
وتمر عبر القناة الطرق الرئيسة البحرية التي تربط بين الساحل الشرقي للولايات المتحدة وآسيا الشرقية، وكذلك الساحل الشرقي للولايات المتحدة والساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، كما تربط أُورُوبا مع الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، والساحلان الشرقي والغربي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى ربط أُورُوبا وأستراليا.
تاريخُ تأسيس القناة:
ظهرت أولُ المقترحات؛ مِن أجلِ إنشاءِ قناة تعبُرُ برزخ بنما سنة 1543م عندما أمرَ كُـلٌّ من ملك إسبانيا، وكارلوس الخامس بدراسة مسار بنما؛ مِن أجلِ تسهيل عملية التجارة البحرية من إسبانيا إلى البيرو وبالعكس، ولتوفير ناحية عسكرية تكتيكية للإسبان ضد البرتغال.
وفي القرن الـ18، طرح فكرة إنشاء القناة الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون، إذ اعتبرها طريقةً أفضلَ وأكثر أمانًا لسفنهم مقارنة بالإبحار حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، لكنها لم تطبق.
وحاول كثيرٌ من المكتشفين والدول، مثل أسكتلندا وبريطانيا، وضع خطط وتنفيذ مشاريعَ لبناء القناة، لكنها لم تنجح، وفي النهاية، تبنَّى الفرنسيون المشروع مستفيدين من خبرتهم السابقة في بناء قناة السويس في مصر.
وبدأ الفرنسيون أولى محاولات بناء القناة، في عام 1878 بتوقيعهم معاهدة مع الحكومة الكولومبية لبناء قناة عبر بنما التي كانت آنذاك (بنما) مقاطعة تابعة كولومبيا، وانطلقت أعمال حفر القناة عام 1881م.
واجه الفرنسيون صعوبات مادية وتقنية، وعانوا من التضاريس شديدة الصعوبة في المنطقة بما في ذلك ارتفاع منسوب الأنهار وما تبعه من ظهور الثعابين والحشرات والأمراض الاستوائية كالملاريا والحمى الصفراء التي زادت الأمر تعقيدًا وأودت بحياة آلاف العمال.
قرّرت فرنسا التخلِّي عن المشروع بعد أن خسرت مبلغ 287 مليون دولار في ذلك الحين، وخسارة أكثر من 22 ألف شخص كانوا يعملون في حفر القناة؛ بسَببِ الأمراضِ والانهيارات الصخرية، لتنتهي أحلام فرنسا في بناء القناة بإعلان الشركة المكلفة ببناء القناة إفلاسها في15 عام 1889م، لتخيِّمَ بعد عقد من الزمن الأطماعُ الأمريكية على المشروع.
الاستحواذُ الأمريكي وانفصالُ بنما:
قوبلت الأطماعُ الأمريكية في السيطرة على المنطقة وإنشاء قناة تربط بين المحيطَينِ الهادي والأطلسي برفض من الحكومة الكولومبية والتي كانت بنما جُزءًا لا يتجزأ منها.
ففي عام 1902م قام مجلس الشيوخ الأمريكي بمناقشة رغبة الولايات المتحدة في بناء قناة تخترقُ الجنوبَ الأمريكي؛ لتسهيل نقل البضائع التجارية، فأبدى البعضُ منهم رأيًا ببناءِ قناة جديدة تَمُرُّ عبر قناة نيكاراغوا، وأبدى البعضُ الآخر رأيًا بالاستحواذ على مشروع قناة بنما.
وفي 19 يونيو 1902م صَوَّتَ مجلسُ الشيوخ الأمريكي على الخيار البنمي، وخلالَ الستة الأشهر التالية تحديدًا في 22 يناير 1903م قام وزيرُ الخارجية الأمريكية جون هاي، ووزير الخارجية الكولومبي توماس هيران بتوقيع اتّفاقية أولية عُرفت “هاي هيران”، مكَّنت الولاياتُ المتحدة من استئجار القناة بعقدٍ قابلٍ للتجديد للأبد، لكن الشروط الأمريكية كان مجحفًا لأصحاب الأرض الذين رفضوا العرض.
بعدَ الرفض الكولومبي استخدمت واشنطن الخِيارَ العسكري واحتلال البلاد، فقد قام الرئيسُ روزفلت بإرسال سفن حربية إلى مدينة بنما على المحيط الهادي ومدينة كولون على المحيط الأطلسي بذريعةِ دعم الأصوات المطالبة بالانفصال عن كولومبيا، لتعلنَ بنما انفصالَها عن الوطن الأُمِّ في الثالث من نوفمبر 1903، بمساحه بنما تبلغ حوالي 87.200 كلم مربع.
وفي غضون أسبوعين فقط من إعلان الانفصال وقّعت “بنما” الدولة الوليدة اتّفاقًا يمنحُ الولايات المتحدة شريطًا من الأرض بعرض 10 أميال إلى أجل غير مسمى مقابل 10 ملايين دولار تُدفَعُ دفعة واحدة.
أضف إلى ذلك استحوذت واشنطن على الآلاتِ والحفريات الفرنسية بما في ذلك سكة حديد بنما عام 1904، وفي العام نفسه بسطت يدها على مشروع القناة بالكامل.
وبعدها بدأت واشنطن على الفور العمل في استكمال بناء القناة وفي 15 أغسطُس 1914 تم الانتهاء من بناء القناة وعبرت أولى السفن القناة التي انقلبت إلى مصدر للتوتر بين الدولتين؛ بسَببِ الشروط المجحفة للاتّفاقية ولاسيما بعد إقامة واشنطن قواعد عسكرية لحماية القناة ومنعها رفع العلم البنمي.
عودةُ القناة إلى بنما:
الشروطُ الظالمة التي فرضتها واشنطن دفعت أصحاب الأرض للثورة ضد السيطرة الأمريكية، وبعد سنوات من الاحتجاجات الشعبيّة أبرمت بنما والولايات المتحدة اتّفاقا جديدًا عام 1977 اعترفت بموجبه واشنطن بسيادة بنما على القناة ونقلت إدارتها إلى لجنة مشتركة مقابل امتيَازات وتعهدات أمنية تخوّلها استخدام القوة العسكرية لإبقاء القناة مفتوحةً ومواجهة أي تهديد لحيادها.
وفي نهاية عام 1999 سلمت واشنطن القناة بالكامل للسلطات البنمية التي عمدت إلى توسيع القناة لتسهيل عبور سفن الشحن الكبيرة وزيادة إيراداتها المالية التي ناهزت 5 مليارات دولار في عام 2023.
وفي يناير من العام 2025 عادت الأطماع الأمريكية في القناة إلى الواجهة، حَيثُ أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن تستعيدَ الولايات المتحدة قناة بنما، وهي الأطماعُ التي رفضتها على الفور بنما، بشكل قاطع، مؤكّـدةً أن القناةَ “كانت وستظلُّ تابعة لبنما، وستظل إدارتها تحت السيطرة البنمية مع احترام حيادها الدائم”.
وترسُمُ تصريحاتُ ترامب بدايةً لحلقة جديدة من محاولات السيطرة على مقدرات الشعوب وفرض هيمنة الولايات المتحدة على البحار والمضائق المائية، وفي المقابل ستفتحُ صفحةً جديدةً من نضالات الشعوب في القارة اللاتينية ضد الأطماع الأمريكية.
المسيرة – محمد الحاضري