من جورج إبراهيم
دبي في 18سبتمبر /وام/ قدرت جمعية السياحة العلاجية وهي جمعية عالمية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، أن حجم سوق السياحة العلاجية عالمياً يزيد عن 100 مليار دولار أمريكي وينمو بنسبة 15 إلى 25% سنوياً بحسب الوجهات اعتماداً على استثمارات وأنشطة كل من الحكومة ومقدمي الرعاية الصحية.
وقال جوناثان إديلهايت، الرئيس والشريك المؤسس لجمعية السياحة العلاجية في حديثه لوكالة أنباء الإمارات "وام"‘ إن منطقة الشرق الأوسط ودولة الإمارات العربية المتحدة تعدّان وجهة فريدة للغاية عندما يتعلق الأمر بالسياحة العلاجية، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط ينفق أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي على السفر إلى الخارج (داخل دول مجلس التعاون الخليجي أو إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أوروبا)، إضافة إلى كونه وجهة داخلية للسياحة العلاجية.


وأكد إديلهايت أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ودولة الإمارات على وجه الخصوص تمتلك فرصة كبيرة للاستحواذ على جزء كبير من سوق السياحة العلاجية، إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية على وشك إطلاق مبادرة كبيرة جداً في هذا المجال.
وأضاف: "يمكن أن يصبح الشرق الأوسط سوقاً للسياحة الطبية الوافدة بقيمة 20 مليار دولار في المستقبل بفضل الاستثمار الذي يعزز من جودة الرعاية".
وبحسب الجمعية، فإن السياحة الطبية هي تلك السياحة التي تنطوي على سفر المستهلكين إلى وجهات أخرى للحصول على الرعاية الصحية بمختلف أشكالها ولأسباب مختلفة.
ويسافر السائحون الطبيون لأربعة أسباب محتملة تشمل: الجودة، القدرة على تحمل التكاليف، والقدرة على الوصول إلى الخدمة الطبية ضمن الإطار الزمني الذي يحتاجه العميل أو المريض، وأخيراً الوصول إلى علاج غير متوفر في البلد الأصلي.
ويقول إديلهايت: "يسافر الأشخاص إلى وجهات ذات جودة أعلى من المكان الذي يعيشون فيه، حتى لو كان الحصول على نتائج أفضل أكثر تكلفة، كما يقصدون المستشفيات أو العيادات أو الأطباء الذين يتمتعون بجودة عالية، ولكن بأسعار معقولة أكثر، أضافة إلى كونهم يسافرون إلى وجهات تمكنهم من الوصول إلى الخدمة في الوقت الذي يحتاجونه، لافتاً إلى أن المرضى في المملكة المتحدة أو كندا قد يضطرون للانتظار لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنتين لإجراء عملية جراحية".
وأوضح أن أثر السائحين العلاجيين الاقتصادي على الدول أكبر من السائحين العاديين، كونهم يقضون في المتوسط من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في بلد ما ويصطحبون أسرهم معهم وينفقون في المتوسط 5 إلى 10 مرات أكثر من السائح العادي، وبالتالي فالفائدة الحقيقية للسياحة العلاجية هي أنها تدعم الاقتصاد ككل وتعزز قطاع الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن مختلف القطاعات الاقتصادية كالفنادق، والمطاعم، والمحلات التجارية وغيرها من مجالات الاقتصاد تستفيد من السياحة العلاجية.
وحول العوامل الأساسية التي تساهم في نمو السياحة العلاجية، قال: "أحد العوامل الرئيسية لنمو السياحة الطبية هو وعي المستهلكين في جميع أنحاء العالم بإمكانية الوصول إلى الأسعار الشفافة وجودة الرعاية، وحاليا أصبح مستهلكو الرعاية الصحية أكثر معرفة من أي وقت مضى وهم على استعداد للسفر إلى بلدان أخرى للحصول على أفضل رعاية يمكنهم تحمل تكاليفها".
وتابع: "كان أحد أكبر التحديات في هذه الصناعة هو الوصول إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم وتوعيتهم بعروض السياحة الطبية في البلدان الأخرى، لكن جمعية السياحة العلاجية قامت بالفعل بحل هذه المشكلة و"فكت الشيفرة" فيما يتعلق بالوصول إلى المستهلكين بلغاتهم الأصلية في بلدانهم على نطاق لم يكن من الممكن تصوره من قبل".
وأطلقت الجمعية مؤخراً حملة التسويق الاستهلاكي الأكثر شمولاً على الإطلاق في العالم العربي، باللغتين العربية والإنجليزية، لتثقيف المستهلكين حول المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه للحصول على أفضل رعاية وما الذي يجب البحث عن توفره في الأطباء والمستشفيات في الخارج.
وقال إديلهايت: "لدينا هدف في السنوات الخمس المقبلة لإضافة 5 ملايين سائح طبي يسافرون للحصول على الرعاية، ومع بعض التقنيات الجديدة التي استثمرناها وطرحناها بالإضافة إلى الشراكات الإستراتيجية الكبيرة التي عقدناها، نشعر أننا بتنا قادرين على تحقيق هذا الهدف".
وردا على سؤال حول كيفية جعل السياحة العلاجية أكثر سهولة وبأسعار معقولة للمرضى، أكد إديلهايت، أن المزيد من المنافسة، سيؤدي إلى المزيد من إمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف، لافتاً إلى أنه عند إطلاق الجمعية في 2007 لم تكن هناك شفافية في الصناعة، لكن السياحة الطبية والمنافسة أجبرت المستشفيات على إنشاء قاعدة أسعار شفافة، بحيث يمكن الآن للأشخاص في جميع أنحاء العالم مقارنة تكاليف الجراحة محلياً وفي جميع أنحاء العالم، الأمر الذي غير المشهد العالمي للوصول إلى الرعاية الصحية.
وفيما يخص التوجهات المستقبلية في قطاع السياحة العلاجية، قال إديلهايت: "أحد أكبر الاتجاهات المستقبلية في السياحة الطبية هو التركيز على "خلق الثقة" ومحاولة تسهيل الأمر على المستهلكين للقيام بأعمال تجارية في السياحة الطبية، والمدفوعات الموثوقة، إذ سيكون للمدفوعات الموثوقة في المستقبل تأثير كبير على نمو السياحة العلاجية، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي سيسهل على مستهلكي الرعاية الصحية أن يصبحوا على دراية بالسياحة الطبية ويتمكنوا من الوصول إليها، وسيسمح كذلك للحكومات والمستشفيات والأطباء بالتوسع والنمو بشكل أسرع من أي وقت مضى".
وحول تطور السياحة العلاجية في دولة الإمارات أكد إديلهايت أنه كان مذهلاً، قائلاً "القيادة ورؤيتهم واستراتيجيتهم فريدة من نوعها، وقد شهدنا تحول دولة الإمارات من دولة ذات رؤية إلى واحدة من أفضل الوجهات في مجال السياحة العلاجية في العالم والوجهة المفضلة في العديد من المناطق والبلدان".
وأوضح أن الإمارات ركزت على الجودة والشفافية والسلامة وتنظيم السوق واللاعبين، حيث قامت ببناء أساس قوي وتنافسي للغاية يقدم منتجاً عالي الجودة، وقال: "يأتي الناس من جميع أنحاء العالم للحصول على أي إجراء طبي، لأن دولة الإمارات تتمتع بجودة أعلى من بلدانهم الأصلية".
وأضاف "نفذت الحكومة المعايير واللوائح والقوانين التي تحمي حقًا جودة العلاج الطبي وسلامته، وتنشط الحكومة بشكل كبير في هذا المجال، وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الوجهات القليلة التي تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن الجودة والسلامة هي الأولوية القصوى".
وأكد أن الإمارات تمتلك ميزة تنافسية للغاية، من خلال الجمع بين الجودة العالية والتكلفة المعقولة وثقة السياح الطبيين في الحكومة، الأمر الذي يجعلها وجهة جذابة، مشيرا إلى أن البنية التحتية في دولة الإمارات مثل وسائل النقل والإقامة والترفيه، تجعل الدولة واحدة من أفضل المناطق في العالم، وكل عام تشهد تطوراً وتحسناً، وبالتالي فإن كل جانب من جوانب السياحة العلاجية غير الطبية في الإمارات يجعلها موقعاً يحلم به السياح العلاجيون.
وقال "أزور الإمارات منذ أكثر من 13 عاماً ولا أعرف ما إذا كانت هناك وجهة أخرى تركز كما الإمارات على العملاء عندما يتعلق الأمر بجانب السياحة والضيافة".
وأكد أن الإمارات تواصل الاستثمار في البنية التحتية، وفي العلامات التجارية، والتسويق، والاستفادة من مستهلكي الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

إبراهيم نصيرات/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: فی جمیع أنحاء العالم الرعایة الصحیة السیاحة الطبیة دولة الإمارات الشرق الأوسط للحصول على الوصول إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

الربيعة لمجلس اللوردات البريطاني: مساعدات المملكة تخطت 134 مليار دولار لـ 172 دولة حول العالم

أكد معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المملكة العربية السعودية قدمت أكثر من 134 مليار دولار أمريكي كمساعدات لـ 172 دولة حول العالم، وذلك خلال الفترة بين 1996 - 2025م. جاء ذلك خلال لقاء معاليه أمس مع أعضاء مجلس اللوردات بالبرلمان المملكة المتحدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الربيعة لمجلس اللوردات البريطاني: مساعدات المملكة تخطت 134 مليار دولار لـ 172 دولة حول العالم - إكسمساهمات مركز الملك سلمان للإغاثةوبيَّن الدكتور الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة تأسس في 13 مايو من عام 2015م، بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة، وفقًا للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة.
أخبار متعلقة 2000 حاج يصلون اليوم.. بدء استقبال حجاج بنغلاديش عبر 5 رحلات"فلكية جدة": رصد هلال ذو القعدة في سماء الوطن العربي بعد الغروب اليوميغطي 14 ألف أسرة.. إطلاق مسح صحي لرصد سلوك المجتمع والكشف عن الأمراضوقال معاليه: "إن المركز نفَّذ حتى الآن 3.400 مشروع في 107 دول بقيمة إجمالية تقارب 8 مليارات دولار أمريكي، شملت مختلف القطاعات الحيوية كالأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، والحماية، والتغذية، والمياه والإصحاح البيئي، وغيرها من المجالات الحيوية؛ وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية حول العالم في جميع مسارات العمل الإنساني والإغاثي والخيري والتطوعي، كما يعمل المركز على دعم وبناء القدرات ونقل المعرفة وتأهيل منظمات المجتمع المدني في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض بمشاركة خبراء وكوادر سعودية مختصة لتنفيذ المشاريع والعمل جنبًا إلى جنب مع المختصين المحليين".دعم المرأة والطفلوأشار الدكتور الربيعة إلى أن المركز نفذ 1.089 مشروعًا مخصصًا للمرأة حول العالم بقيمة تجاوزت 868 مليون دولار أمريكي، استفادت منها أكثر من 186 مليون امرأة، مضيفًا أن فئة الأطفال أيضًا يشكلون أولوية ضمن مشاريع المركز الإنسانية، إذْ نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة 1.029 مشروعًا تُعنى بالطفل بقيمة تجاوزت المليار دولار أمريكي، استفاد منها أكثر من 219 مليون طفل.أهم المشاريع النوعيةوعرج معاليه إلى المشاريع النوعية للمركز مثل مشروع "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، حيث تمكن المشروع منذ إنشائه في عام 2018م من نزع أكثر من 487 ألف لغم زُرعت بعشوائية، إضافة إلى مشروع مراكز الأطراف الصناعية الذي قدم خدماته لأكثر من 115 ألف مستفيد، ومشروع إعادة إدماج الأطفال المرتبطين سابقًا بالنزاع المسلح.
ونوّه بالبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة الفريد من نوعه على مستوى العالم، إذ يستقبل التوائم الملتصقة والطفيلية من شتى أنحاء المعمورة، ويتكفل بجميع نفقات عملية فصلهم وعلاجهم وتأهيلهم لما بعد العملية، إلى جانب تكاليف النقل واستضافة التوائم وذويهم طوال فترة الرعاية الطبية، موضحًا أن البرنامج تمكن منذ عام 1990م حتى الآن من دراسة 149 حالة من 27 دولة، وأجرى 62 عملية فصل توأم ملتصق وطفيلي تكللت جميعها بالنجاح -ولله الحمد-، متطرقًا إلى بعض المبادرات المنفّذة، كالمنصات الإغاثية والتطوعية والتوثيق والتسجيل الدولي، مثل: منصة المساعدات السعودية، ومنصة المساعدات المقدمة للاجئين في المملكة، ومنصة التطوع الخارجي، ومنصة التبرع الإلكترونية "ساهم".التطوع الخارجي ومشاريع اللاجئينواستذكر معاليه "البوابة السعودية للتطوع الخارجي"؛ التي تهدف إلى استقبال الراغبين بالتطوع للمشاركة ضمن أعمال المركز في الخارج بعد تأهيلهم وتدريبهم، وقد بلغ عدد المسجلين في البوابة حتى الآن أكثر من 78 ألف متطوع، إضافة إلى جهود المركز في استقطاب المتطوعين من مختلف الجهات والتخصصات للمشاركة ضمن برامجه التطوعية، التي بلغت حتى الآن أكثر من 894 برنامجًا تطوعيًا في مجالات متعددة نُفذت في 52 دولة حول العالم، منها برامج تعليمية وتدريبية، وأخرى طبية، استفاد منها أكثر من مليونين و 128 ألف فرد.
وحول اللاجئين في المملكة، أوضح معالي المشرف العام على المركز أن المملكة تعد من أكثر الدول استقبالًا للاجئين (الزائرين) حيث يقدر عددهم الإجمالي داخل المملكة بـ 1,095,029 لاجئًا، من اليمن وسوريا وميانمار، إذ تتيح المملكة لهم فرصة العمل، إلى جانب تقديم العلاج والتعليم مجانًا في المدارس العامة، وتحرص على اندماجهم في المجتمع، وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة.
من جهتهم، أشاد المسؤولون في مجلس اللوردات بالجهود الإنسانية والإغاثية التي تقدمها المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة في خدمة العمل الإنساني، وتخفيف معاناة الفئات المحتاجة والمتضررة أينما كانوا.

مقالات مشابهة

  • خسر 113 مليار دولار.. وما زال الأغنى في العالم
  • «رئيس الرؤى السلوكية»: الإمارات رائدة عالمياً في التفكير السلوكي
  • مصر والإمارات تستعدان لإنشاء المصنع الأكبر من نوعه
  • ذياب بن محمد: الإمارات تولي أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة
  • الربيعة لمجلس اللوردات البريطاني: مساعدات المملكة تخطت 134 مليار دولار لـ 172 دولة حول العالم
  • الربيعة: المملكة قدمت أكثر من 134 مليار دولار كمساعدات لـ 172 دولة حول العالم
  • ذياب بن محمد: الإمارات أَوْلَت أهمية كبرى لتوفير الرعاية الصحية العالية الجودة
  • د. الربيعة: المملكة قدمت أكثر من 134 مليار دولار مساعدات لـ172 دولة حول العالم
  • اتحاد الغرف العربية: 400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي - الصيني في 2024
  • “هيلث تريب” و”ساتجورو” تسهلان السياحة العلاجية بين الإمارات وأفريقيا