زيادة ساعات العمل «وسوء بيئته» وضعف الأجور أسباب رئيسية

ما علاقة ما يتم بـ«الاحتراق النفسي»؟ ولماذا فشل قرار وزير سابق؟

أثارت وفاة الطبيبة المقيمة بمستشفى الزهراء الجامعي، الدكتورة نورا نجيب الجدل مجددًا، حول معدل الوفيات بين شباب الأطباء، بعد إحصائيات للنقابة العامة للأطباء، كشفت عن وفاة طبيبين، شهريًا، عام ٢٠٢٢، مقابل 10 وفيات 2021، و7 عام 2020، و11 عام 2019، و3 وفيات عام 2018، وأكدت النقابة أن زيادة معدل الوفيات بين شباب الأطباء يدق ناقوس الخطر.

وقال عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور خالد أمين: إن «الدكتورة نورا نجيب، طبيب مقيم تخدير بمستشفى الزهراء الجامعي ومن محافظة الشرقية، توفيت أثناء نومها، وعلى سريرها أثناء راحتها ما بين النوبتجيات بالمستشفى»، وأن «ظاهرة وفيات شباب الأطباء ظاهرة مفزعة أنه سبق وأن قام مجلس النقابة في أكثر من مناسبة بفتح هذا الملف والسعي في كل خطوة لوضع الحلول السريعة».

تحركات نقابية

وكانت هيئة مكتب النقابة العامة للأطباء قد بادرت بمناقشة الملف، والتوصية بتنظيم ورشة عمل لبحث ساعات العمل المناسبة للأطباء، منعًا للتأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية للأطباء، وضمان تقديم خدمات طبية جيدة للمواطنين.

وناقشت النقابة العوامل التي تجبر الطبيب على العمل ساعات متواصلة (قد تصل لأيام عدة) خاصة ضغوط العمل، وعجز الأطباء في بعض الجهات كالمستشفيات الجامعية، وتدني الرواتب، مقارنة بالنوبتجيات، مما يضطر الطبيب للعمل في أكثر من جهة لمواجهة أعباء الحياة، مما يعود بالضرر البالغ على الطبيب والمريض على حد سواء.

وقررت هيئة مكتب نقابة الأطباء تنظيم ورشة عمل موسعة تضم الجهات المعنية (المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ووزارات الصحة والمالية والقوى العاملة واللجان المعنية بمجلس النواب) للخروج بتوصيات محددة لعرضها على الحكومة.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور خالد أمين، أنه «من بين الحلول المطروحة إقامة مرصد خاص لعمل إحصائيات وتحليل أسباب حالات الوفاة بين الأطباء وارتباطها بالتخصصات وساعات العمل والمستشفيات والظروف وغيرها، على أن يتم الخروج بتوصيات بناءً على هذه الدراسة».

وأشار عضو مجلس النقابة أن «هناك حراك نقابي من الأطباء لإلزام جهات العمل بالأخذ بتلك التوصيات، خاصة تحديد ساعات العمل الخاصة بالأطباء المقيمين وتحسين بيئة وظروف العمل الخاصة بهم، والتي قد تشارك في زيادة الضغط العصبي الخاصة بهم، مع السعي لتحسين أجور الأطباء، التي قد تدفعهم لمواصلة أيام العمل الحكومي والخاص وتزيد من الضغط العصبي عليهم».

ضرورة طبية

يقول أمين عام نقابة الأطباء الأسبق، الدكتور أسامة عبد الحى: «تكرار حالات الوفاة بين شباب الأطباء ظاهرة سيئة، يجب الوقوف أمامها، وهي ليست ظاهرة مصرية، بل تحدث في دول العالم، لكن هناك من بادر بتطبيق شروط للعمل في دول أوروبا، لاسيما بريطانيا لعمل الأطباء، بحيث لا تزيد فترة عمل الطبيب عن 12 ساعة يوميًا، بعدما ربطوا بين حدوث مضاعفات لحالات المرضى وزيادة الخطأ الطبي، عندما يعمل الطبيب أكثر من المدة المحددة».

أوضح أمين عام النقابة الأسبق أن «وزير الصحة المصري، أصدر عام 2009 قرارًا بعدم عمل الأطباء أكثر من 12 ساعة، تطبيقًا للشروط العالمية، إلا أن هذا القرار فشل لأنه تم اتخاذه بدون دراسة أعداد الأطباء والمستشفيات والمرضى في مصر، خاصة أن الواقع على الأرض يقول إن الأطباء- خاصة النواب- يعملون لمدة 36 ساعة متواصلة، بسبب المسافة بين العمل ومحل إقامتهم، مع ضعف الأجور، الذي يجعلهم يعملون فترات أطول وفي أكثر من مكان».

وطالب أمين عام النقابة الأسبق بـ«وضع حل فوري للمشكلة، من خلال قرار يمنع عمل الطبيب لأكثر من 24 ساعة أيام النوبتجيات، على أن يحصل على اليوم التالي على إجازة، وألا تزيد عدد ساعات العمل في الأيام العادية عن 12 ساعة، هذا مع عمل دراسة لعدد الأطباء المناوبين، وعدد ساعات العمل الخاصة بهم والمقابل المادي الذي يحصلون عليه».

توصيات وحلول

وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور إيهاب الطاهر، أن «هناك حلولاً للتغلب على هذه المشكلة، تتمثل في زيادة الرواتب بشكل حقيقي وعادل، حتى لا يضطر للعمل في أكثر من مكان، ووضع محفزات مالية وإدارية للتخصصات النادرة، مع تحسين بيئة العمل، ووضع حد أقصى- آدمى، لعدد ساعات العمل المتواصل، مع توفير الحماية للفرق الطبية، زيادة موازنة الصحة لتوفير الأدوية والمستلزمات، التقييم والمتابعة طبقًا للأصول العلمية والمهنية وليس طبقًا للأهواء الشخصية».

وفي ظل قلة عدد الأطباء، وضعف الرواتب (متوسط راتب الطبيب المقيم في مصر 3700 جنيه، ومتوسط معاش الطبيب بعد 35 سنة عمل 2300 جنيه مصري) فقد حذر عضو مجلس النقابة من «استمرار عمل الأطباء لفترات طويلة، وبصورة متصلة، مما يؤثر على الطبيب والمريض، فالطبيب معرض لانتكاسة صحية بسبب هذا الجهد الكبير، كما أن المريض معرض للخطر بسبب عدم تركيز الطبيب مما يؤدي للإضرار بالمريض بالإضافة للضرر الواقع على الطبيب».

ونبه عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور مايكل يوسف، إلى أنه «خلال انعقاد مؤتمر النقابات الفرعية تم طرح توصيات وحلول من بينها: تحديد ساعات العمل، بحيث تكون إلزامية طبقا للقانون، تحسين أجور الأطباء، عمل نظام لاكتشاف أي أمراض مزمنة أو إجهاد مزمن، التنبيه على إدارة جهات العمل لمراجعة سكن الأطباء لضمان ملاءمتها لاستخدام الأطباء، ومطالبة رؤساء الجامعات بضرورة مراعاة ظروف شباب الأطباء، وعدم استغلال حاجاتهم العلمية أو المادية وحسن المعاملة معهم».

وقال عضو مجلس النقابة إنه «من بين الحلول عمل استطلاع رأي شباب الأطباء بواسطة موقع النقابة العامة أو الجامعات عن أعباء العمل ومعوقاته، مخاطبة جهات التكليف بوزارة الصحة لتقليل الاغتراب بين المحافظات، وفي حالة ضرورة الاغتراب يكون في النطاق الجغرافي نفسه، وحق الطبيب في اعتبار الوفاة أثناء وبسبب الإجهاد في العمل، وفاة إصابية».

الاحتراق النفسي

وتستهدف هذه التحركات قطع الطريق على ظاهرة «الاحتراق النفسي المهني» التي تعرفها منظمة الصحة العالمية باعتبارها «إجهادًا مزمنًا في مكان العمل لم تتم إدارته بنجاح، ويتبدى ذلك من خلال 3 أعراض محددة: مشاعر استنزاف الطاقة أو الإرهاق، الضغط الذهني وزيادة المشاعر السلبية، انخفاض الكفاءة المهنية»، وقد يؤدى هذا الاحتراق إلى الوفاة عن طريق توقف عضلة القلب.

وخلال الفترة الماضية عملت منظمة الصحة العالمية على الربط بين الاحتراق، وبين عمل الأطباء والعاملين بالمجال الصحي، وأعلنت عن دراسة أن أكثر من ٥٠٪ من الأعراض المرضية التي يستشعرها الأطباء والعاملين في تقديم الخدمة الطبية تعود إلى الاحتراق النفسي المهني، ودعت المنظمة الدول أن تراعى هذه المشكلة مع مقدمي الخدمة الصحية لديها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأطباء نقابة الأطباء مجلس النقابة ساعات العمل عمل الأطباء فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

مفاجأة مبهجة من العاملين بالسياحة لـ 55 عاملا بأحد فنادق العلمين‎

أبرمت النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق، اتفاقية مع إدارة أحد الفنادق بمدينة العلمين، تنص على صرف مستحقات 55 عاملاً، والمنصوص عليها بقانون العمل والقرارات السيادية بالدولة.

وأوضح محسن آش الله رئيس النقابة العامة والمشرف على سكرتارية الهجرة والأستخدام باتحاد العمال، أن الأتفاق جاء بموجب جلسات التفاوض، التي شارك فيها ياسر أبو رواش مدير الموارد البشرية، بإدارة الفندق وفتحي رمضان، مدير مكتب العمل بالعلمين، وهيئة مكتب النقابة العامة.

ونص الاتفاق الثلاثي بأن تتحمل الإدارة، صرف أجور 3 أشهر عن كل سنة قضاها العمال في الخدمة منهم شهران عن الأجر الشامل، وشهر عن الأجر الأساسي للعامل، وصرف تعويض، عن ترك الخدمة بقيمة 6 أشهر، بالإضافة إلى 3 أشهر عن الأجر الشامل لعدم الأخطار بالوقف.

وأضاف أشرف عكاشة أمين صندوق النقابة العامة، أن الإدارة وافقت على احتساب الفروق المالية، لمقابل عمولة الخدمة للعمال، وحافز التقييم عن العام الحالي حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل.

مقالات مشابهة

  • المركزي الأميركي يخفض الفائدة غداة فوز ترامب
  • قضايا المرأة تدعم المحاميات في مجالس النقابات العامة والفرعية
  • معلمو موريتانيا يضربون عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم
  • زيادة أسعار السجائر.. ماذا ينتظر المخالفين؟
  • وفاء حامد تتوقع زيادة حالات الوفيات والأوبئة في نوفمبر 2024
  • النقابة الفرعية للأطباء البيطريين بأسوان تكرم المتفوقين في كافة مراحل التعليم المختلفة
  • “النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام ” تخوض إضرابا وطنيا الخميس والجمعة
  • «جوليا» فوجئت بحملها في الخمسين من عمرها.. ماذا اكتشف الأطباء بعد الفحص؟
  • مفاجأة مبهجة من العاملين بالسياحة لـ 55 عاملا بأحد فنادق العلمين‎
  • وفد من التأمين الصحي الشامل يزور الأطباء لهذا السبب