بغداد اليوم -  كربلاء 

لا تنفك كل انتخابات في العراق بشقيها البرلماني والمحلّي عن وجود استغلال للمال العام وصلت حد العلن، في ظاهرة أصبحت قريبة من "العادة السياسية" لجزء ليس بالقليل من المرشحين.

وفي تطور وصل إلى حد السباق بين المرشحين لمجلس النواب وصل إلى حد القيام بأعمال "البلدية" وتوزيع الهدايا السخيّة على الناخبين، دفع بعض الوجوه الجديدة منها والقديمة الى تكرار ظاهرة شراء الأصوات وتوزيع الهواتف النقالة والوعود بالتعيين على القطاع الحكومي.

وكربلاء التي يبلغ عدد السكان فيها، مليون و250 ألفاً و608 مواطنين، لديها 12 مقعداً ضمن مجلس المحافظة الذي سينتج عن انتخابات مجالس المحافظات المقررة في الثامن عشر من كانون الأوّل المقبل، يستبعد ناشطون فيها أن تحقق انتخابات مجالس المحافظات تغييراً ملموساً في واقع الإدارة وخدمات المواطنين.

لن تحدث تغييرًا

ووفقا للناشط المدني، أحمد البناء، فأن" انتخابات مجالس المحافظات المقبلة لن تحدث تغييراً بالإدارة وخدمات المواطنين، إن بقيت مقاطعتها من قبل الجماهير ونسبتهم تفوق الـ(65%) من عدد الذين يحق لهم الإنتخاب، كم حصل بأكثر من انتخابات سابقة.

ويقول البناء في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن الأحزاب المهيمنة ستتغلب من خلال جمهورها الذي يتوجه لها في كل انتخابات، وسيبقى دور المال السياسي وشراء الأصوات وتقديم المغريات والوعود من قبل الأحزاب، وسيتم إنتخاب الفاسدين ويسوء الحال أكثر، مؤكداً إن المالي السياسي والنفوذ بدى واضحاً منذ عملية إختيار المرشحين في كربلاء، إذ عُرضت مغريات على شخصيات مؤثرة بالمجتمع للترشح مع بعض القوائم، وإعطائهم وعوداً بمناصب معينة إن لم يفوزوا بالإنتخابات.  

وذكر البناء، إن المجتمع العشائري منقسم ما بين تأييد بعض الأحزاب بهدف المنافع والنفوذ، وآخر رافض للأحزاب ويتطلع للتغيير ويعمل بهذا الإتجاه، منوهاً إلى إن عدد من الشخصيات المستقلة على مستوى كربلاء ستشارك بالإنتخابات، لكن ليس سهلاً التكهن بحجم الذين سيصلون إلى مجالس المحافظات وإحداث التغيير من خلالهم. 

خيار المقاطعة

وأقر الناشط المدني بإن قانون (سنت ليغو) الخاص بالإنتخابات أصبح مفروضاً، وليس صحيحاً مقاطعة الانتخابات وإبقاء الساحة للأحزاب لتستمر معاناتنا، وعلينا المحاولة وهناك فرص متاحة للتغير، معربا عن أمله بأن تكون المشاركة كثيرة بالعملية الانتخابية المقبلة، وأن يتم إختيار الوجوه الجديدة والكفوءة، ليحدث التغيير النسبي وليس الجذري الذي يحتاج إلى مشاركة واسعة. 

من جانبه قال الناشط المدني، رائد العسلي، لـ"بغداد اليوم"، إن الرأي العام الواضح في الوقت الحالي يشير إلى وجود عزوف كبير عن المشاركة بالتصويت في انتخابات مجالس المحافظة المقبلة، وهذا مؤكداً ليس ثابتاً كون المتغيرات والقناعات قد تحصل سريعاً، وذلك مرهون بعمليات التثقيف والتوعية، مستدركاً لكن لا يمكن أن تستسلم للواقع وقد نُحدث التغيير ونقلل حجم تغلب الأحزاب بالإنتخابات.   

وأكد العسلي، إن عمليات شراء الأصوات تكرر بكل إنتخابات وبدأنا نشاهدها من الآن فضلاً عن إعطاء الوعود وخداع الجماهير واللعب على العواطف والتحشيد الحزبي والفئوي والعشائري دون النظر للكفاءة والخبرة بشخص المرشح، واصفاً الأحزاب الموجودة في السلطة بأنها كاذبة وفاسدة ولم تقدم خيرا للبلاد، وعادة ما تتوجه للمواطن بوقت الانتخابات، وينبغي إطلاق حملات توعية مجتمعية في هذا الجانب.  

وشدد العسلي، إن عملية التغيير نحو الأفضل ترتبط بشكل كامل مع المواطن، وأن تكون نسبة المشاركة أعلى في انتخابات مجالس المحافظات وإختيار المرشح الكفوء والنزيه، محذراً من تكرار المقاطعة كما في الانتخابات السابقة، وتكون الغلبة للأحزاب كون لديها جمهور وتمتلك المال والنفوذ.

التيار الصدري 

من جهته قال المراقب الدولي لشؤون الانتخابات، حسين الإبراهيمي، لـ"بغداد اليوم"، إن العودة إلى قانون (سانت ليغو) وعدم مشاركة التيار الصدري بإنتخابات مجالس المحافظات المقبلة، ستقلل أكثر من نسبة المشاركة بالإقتراع عما كانت عليه في العمليات الانتخابية السابقة، وهذه المرة ستنحصر الغلبة بالأحزاب الموجودة، لافتا إلى إنه وفق تلك المعطيات سيكون من الصعب جداً على الشخصيات أو الكيانات الناشئة الوصول إلى مجالس المحافظات، ولن تحصل عملية التغيير التي يتطلع إليها الشعب. 

وأوضح الإبراهيمي، إن قانون (سانت ليغو) ونسبة الإحتساب فيه (1/7) وجدت لدعم الأحزاب الكبيرة وتقييد الكيانات الجديدة، إضافة إلى هيمنة المال السياسي ووجود الأحزاب بالسلطة، وهذا ما بات يدركه المواطن وهو سبب العزوف عن المشاركة بالإنتخاب، مرجحاً حصول (ولادة ميتة) لعملية انتخابات مجالس المحافظات، وأن عملية التغيير مرهونة بمشاركة واسعة من قبل المواطنين وتوجههم لصناديق الإقتراع.    

دور سلبي

بدوره قال عضو مجلس النواب عن محافظة كربلاء، جواد اليساري، إن أغلب الكتل السياسية مصرة على إجراء الانتخابات بموعدها لكنها تراقب الشارع وتخشى إعادة تجربة تشرين والإحتجاجات، مُذكراً إن الشارع هو الذي ضغط وتم تجميد عمل تلك المجالس المحافظات التي أصل وجودها دستوري، 

وأقر اليساري في حديث له مع "بغداد اليوم"، بإن دور مجالس المحافظات كان سلبياً وإيجابياً بذات الوقت، وفيها سوء أداء من بعض أعضائها الذين ظهر عليهم الفساد والثراء وإستغلوا المناصب في الكسب غير المشروع، مشدداً على الحاجة إلى جهة تراقب أداء إدارات المحافظات بشكل مباشر، وإن وصلوا النزيهين والحريصين إلى مجالس المحافظات ربما سيقدمون خدمة لمحافظاتهم وشعبهم، وهنا يلعب صوت المواطن دورا في إختيار الأصلح والأكفأ. 

وأكد النائب، إن مجالس المحافظات لها دور في مراقبة المحافظين وأدائهم، وبعد تجميدها بدأ بعضهم بالعمل وتقديم الخدمة، وبعضهم إستغل المنصب وصار أكثر فسادا نتيجة عدم وجود الرقابة عليه، مردفاً إن بعض المحافظين أصبحوا ينافسون الكتل الكبيرة وسيدخلون الانتخابات المقبلة نتيجة تنفذهم عن طريق عملهم وظهورهم بمستوى جيد أو تمكنهم من إقناع الناس وتشكيل قوائم إنتخابية ستنافس الأحزاب الكبيرة.

مقاعد المحافظات

وسيشارك في الانتخابات المقرر اجراؤها في 18 كانون الأول المقبل، 296 حزباً سياسياً انتظموا في 50 تحالفاً إلى جانب أكثر من 60 مرشحاً سيشاركون بقوائم منفردة.

ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات العراقية، وجرى تخصيص 75 منها، ضمن كوتا للنساء، و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية.

بحسب الدستور، تتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.

ومازالت التوقعات متضاربة وغير واضحة بشأن نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات القادمة، الا أن مراقبين يتوقعون مشاركة كبيرة هذه المرة، بسبب ان انتخابات مجالس المحافظات تختلف عن الانتخابات البرلمانية، لاسيما وان المرشحين في الانتخابات المحلية كثيرا ما يعتمدون على الجماهير المحيطة بهم الذين بدورهم يحرصون على خوض هذه التجربة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: انتخابات مجالس المحافظات فی الانتخابات بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

أبرزها الخماسي والسلاح والجمباز.. 10 اتحادات ترفض المشاركة في انتخابات اللجنة الأولمبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 كشف مصدر خاص عن رفض 10 اتحادات أولمبية، علي رأسهآ اتحاد الخماسي الحديث برئاسة المهندس شريف العريان، واتحاد السلاح برئاسة  طارق الحسيني، واتحاد الجماز برئاسة الدكتور إيهاب أمين خوض انتخابات اللجنة الأولمبية المصرية المزمع لها شهر ابريل المقبل.

 
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة، أن هذه الاتحادات رفضت ضغوطا كبيرة من أجل  خوض انتخابات اللجنة الأولمبية. 
وأشار المصدر، إلى أن تكتل هذه الاتحادات سيعلن في الفترة المقبلة الأسباب الحقيقية وراء رفض خوض انتخابات اللجنة الأولمبية.

وقدمت قائمة ياسر إدريس، أوراق اعتماد ترشحها، لانتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية للدورة الانتخابية 2024-2028، المقرر لها 25 أبريل المقبل.

يخوض المهندس ياسر إدريس الانتخابات بقائمة كاملة تقدمت جميعها في أولى أيام فتح باب الترشح لخوض الانتخابات، حيث ترشح ياسر إدريس على منصب رئاسة اللجنة الأولمبية المصرية، والمستشار محمد مصطفى في منصب النائب الأول والدكتور إسماعيل شاكر بمنصب النائب الثاني.


في منصب السكرتير العام ترشح اللواء حازم حسني، وفي منصب السكرتير العام المساعد تقدم محمد مطيع، وشريف القماطي على منصب أمين صندوق اللجنة الأولمبية المصرية.

وفي العضوية ترشح كل من محمد عبد المقصود، ومجدي اللوزي، وأحمد كامل، وأشرف حلمي، وأشرف فرحات، وآمنة الطرابلسي، واللواء محمد محمود، وطارق السعيد، وأيمن علي.

ونجح ياسر إدريس في إحداث توافق بين الاتحادات وتجهيز فرق عمل من معظم الاتحادات الرياضية استعدادا لانتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية بفكر متطور قادر على العطاء لما فيه للصالح العام للرياضة المصرية.


وحضر للتأييد خلال تقديم قائمة المهندس ياسر إدريس بأوراق ترشحهم كل من الدكتور علاء جبر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للقوس والسهم، وياسر قمر، رئيس الاتحاد المصري للكرة الطائرة، وخالد فتحي، رئيس اتحاد اليد، وأحمد حبش، رئيس اتحاد الشراع والإنزلاق، وحاتم فودة، رئيس اتحاد ألعاب القوى، حيث أعلنوا دعمهم الكامل للقائمة خلال الانتخابات.

وقرر مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية فتح باب الترشح لانتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية بداية من اليوم السبت حتى الجمعة المقبلة الموافق 7 مارس الجاري على أن يعقب ذلك فحص أوراق المرشحين ثم إعلان القائمة النهائية لقائمة المرشحين ثم يعقب ذلك إقامة الجمعية العمومية للجنة الأولمبية المصرية يوم 25 أبريل المقبل التي يضم أحد بنودها انتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية مع مناقشة جدول الأعمال.

ويحق للتصويت في انتخابات مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية للدورة الانتخابية 2024-2028، 31 صوتا بواقع 30 اتحاد أولمبي وصوت للبرلمانية آية مدني العضو الدائم للجنة الأولمبية الدولية، وضمت قائمة الاتحادات الأولمبية الرماية، ألعاب القوى، كرة اليد، السباحة، التجديف، تنس الطاولة، الكرة الطائرة، الهوكي، الإسكواش، التايكوندو، رفع الأثقال، كرة السلة، السلاح، الجودو، الخماسي الحديث، الفروسية، كرة القدم، المصارعة، الشراع والإنزلاق، الجمباز، التنس، الدراجات، الريشة الطائرة، القوس والسهم، الثلاثي، الكانوي والكياك، الجولف، الرجبي، الإسكواش، التزحلق الفني على الجليد.

مقالات مشابهة

  • حكومة السوداني.. معركة بقاء معقدة سلاحها الضغوط المركبة والتنافس في الانتخابات- عاجل
  • المانيا.. حزب المستشار شولتس يتصدر انتخابات هامبورج رغم تراجع الأصوات
  • العراق.. انتخابات على وقع قلق العقوبات والتدخلات الخارجية
  • ائتلاف المالكي: مجالس المحافظات حلقة زائدة فاسدة في هيكل الدولة
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟ - عاجل
  • أبرزها الخماسي والسلاح والجمباز.. 10 اتحادات ترفض المشاركة في انتخابات اللجنة الأولمبية
  • الوطنية للانتخابات تستعرض اختصاصاتها في ندوة الأحزاب السياسية
  • سياسي يعلق على رسالة أوجلان: تُجهض حلم الدولة الكردية - عاجل
  • فنربخشة يقرر تفعيل خيار شراء عقد سفيان أمرابط
  • النويري والدعوة لإجراء انتخابات برلمانية في ليبيا