(عدن الغد) العربي:

يُجري وفد من جماعة الحوثي مفاوضات في العاصمة السعودية الرياض، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في اليمن.

 

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أنّ الدعوة تأتي في سياق استمرار جهود المملكة وسلطنة عمان للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وبلورة حل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف، وامتدادًا للمبادرة السعودية واستكمالًا للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي في صنعاء بمشاركة الوفد العماني في أبريل/ نيسان الماضي.

 

حل سياسي شامل

من جهته، قال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي محمد عبد السلام إنّ الملف الإنساني سيكون على رأس أولويات المحادثات التي ستتناول القضايا المتعلّقة بصرف رواتب الموظفين وفتح المطار والمواني والإفراج عن الأسرى والمعتقلين.

 

وأضاف أنّ من القضايا التي يعمل عليها الحوثيون حاليًا خروج القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار وصولًا إلى الحل السياسي الشامل.

 

وتقاطعت تصريحات عبد السلام مع تصريحات مسؤول في الحكومة اليمنية قال فيها إنّ المفاوضات ستُركّز على التوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الاقتصادي والإنساني.

 

وقال سياسيون: إنّ هناك عوامل عدة ناضجة من شأنها إنجاح محادثات الرياض ووضع اللبنة الأولى على طريق الحل السياسي، أبرزها النتائج الإيجابية للمحادثات التي جرت في صنعاء قبل 5 أشهر بين وفد سعودي والحوثيين، فضلًا عن الهدنة وما تبعها من وقف لإطلاق النار وحلحلة لبعض القضايا الاقتصادية والإنسانية بينها تبادل الأسرى؛ وهو ما من شأنه تيسير التفاوض على صيغة نهائية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار قبل الانخراط في مفاوضات سياسية برعاية دولية.

 

"التحديات تستوجب التنازل من الطرفين"

في هذا السياق، أوضح الدكتور اللواء محمد القبيبان الباحث في العلاقات الدولية والإستراتيجية، أنّ هذه الزيارة هي فرصة كبيرة ومؤشر على أنّ جميع الأطراف تأمل بإيجاد حل سلمي ومراعاة الملفين الإنساني والاقتصادي للوصول إلى طاولة المفاوضات.

 

ولكنّه في الوقت نفسه، أشار القبيبان في حديث إلى "العربي" من الرياض، إلى أنّ الوفد الحوثي متشبّث برأيه وهو ما يشكّل عقبة ومعضلة كبيرة أمام إنجاح المفاوضات.

 

وأضاف أنّ هناك تحديات كبيرة أمام الطرفين، ما يستوجب التنازل من الوفدين للمضي قدمًا وتحديدًا في الملفين الإنساني والاقتصادي.

 

"التحديات تكمن في اللاءات الأميركية"

من جهته، أكد عبد المجيد الحنش عضو الوفد المفاوض لجماعة الحوثي، أنّ التحديات تكمن في اللاءات الأميركية أحيانًا والغياب السعودي في أحيان أخرى عند تنفيذ ما يتمّ الاتفاق عليه في أي محادثات.

 

وحول مسألة وقف إطلاق النار، قال الحنش في حديث إلى "العربي" من صنعاء: إنّ الحوثيين لم يبدأوا بإطلاق النار وبالتالي مَن بدأها يجب أن يوقفها.

 

وأشار إلى أنّ الملف الإنساني لا يحتاج كل هذه البروباغندا والحشد، كونه حق من حقوق اليمنيين.

 

أما بالنسبة إلى تبادل الأسرى، فأوضح أنّها عملية آلية تجري في أي حرب ولا حاجة للتفاوض بشأنها.

 

وفي ملف فتح المطارات والمواني، استشهد الحنش بالحرب الأوكرانية الروسية لتأكيد وجوب رفع الحصار عن اليمن ومد جسور الثقة والنوايا الحسنة، لأن السلام في اليمن من مصلحة السعودية.

 

"فرصة ضئيلة جدًا بتحقيق السلام"

بدوره، أشار الدكتور موسى العفري أستاذ التنمية وبناء السلام ودراسة الصراعات في معهد الدوحة للدراسات، إلى أنّ فرصة ضئيلة جدًا في تحقيق السلام نظرًا لغياب الجدية لدى أي من الأطراف بذلك.

 

وقال العفري في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إنّه بوجود دولة داخل ميليشيا من الصعب وجود بصيص أمل بتحقيق سلام شامل.

 

وأضاف أنّ الحوثيين يستمدّون شرعيتهم من الحرب، وبالتالي لا يُمكن فصل الملفين الإنساني والاقتصادي عن الملف السياسي والأمني والعسكري.

 

وأكد رفض أي تدخل إقليمي في اليمن وكذلك أي انقضاض على السلطة وتهديم الدولة من دون أي مسوّغ قانوني.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رفع شعار رفض التهجير.. تفاصيل البيان العربي المشترك لوزراء الخارجية

بإجماع الآراء برفض التهجير، أصدرت 5 وزارات خارجية عربية برعاية مصر، البيان العربي المشترك، بحضور ممثلين عن مصر، الأردن، الإمارات، السعودية، وقطر، إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا عن دولة فلسطين، وأمين عام جامعة الدول العربية.

رفض التهجير أبرز بنود البيان العربي المشترك

وأشار البيان العربي المشترك الذي أصدره الوزراء الذين اجتمعوا في القاهرة اليوم السبت، إلى رفض التهجير للفلسطينيين سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، وأعرب الوزراء عن أمهلم في التعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط؛ استنادًا إلى حل الدولتين، والعمل على إنهاء النزاعات في المنطقة.

وأعرب المشاركون عن ترحيبهم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مشيدين بالدور المحوري الذي لعبته مصر وقطر في تحقيق هذا الاتفاق، بالإضافة إلى الجهود الأمريكية في إنجازه.

استدامة وقف إطلاق النار في غزة

وأكد المجتمعون دعمهم لتنفيذ الاتفاق بجميع مراحله وبنوده، مشددين بضرورة استدامة وقف إطلاق النار وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع أنحاء غزة دون عوائق، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من القطاع، ورفض أي محاولات لفصله عن الضفة الغربية، وتمكين السلطة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في غزة باعتبارها جزءًا من الأرض الفلسطينية المحتلة.

وشدد الحاضرون على الدور الأساسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ورفض أي محاولات لتحجيمها أو تقليص مهامها؛ لما لها من أهمية في تقديم الدعم الإنساني والخدمات الأساسية للفلسطينيين.

البيان العربي المشترك يرفض التهجير الفلسطيني

وأكد البيان العربي المشترك، أهمية تنفيذ عملية شاملة وسريعة لإعادة إعمار قطاع غزة، مع رفض التهجير القسري، وتقديم ضمانات لبقاء الفلسطينيين على أرضهم، ومنع أي محاولات لتهجيرهم أو إجبارهم على مغادرة أراضيهم.

كما شددوا على رفض أي إجراءات تهدد حقوقهم مثل الاستيطان والتوسع الاستيطاني، وهدم المنازل والتهجير القسري، ومحاولات ضم الأراضي أو تغيير التركيبة الديموغرافية.

وطالب البيان، القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ببدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة وفق حدود الرابع من يونيو 1967، بما يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • وصول الرئيس الشرع ووزير الخارجية إلى العاصمة السعودية الرياض
  • عاجل. الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية السعودية
  • رفع شعار رفض التهجير.. تفاصيل البيان العربي المشترك لوزراء الخارجية
  • أستاذ علوم سياسية: اجتماع القاهرة خطوة جيدة لتعزيز الدور العربي في دعم القضية الفلسطينية
  • وكيل «عربية النواب»: البيان العربي المشترك خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام الإقليمي
  • "حماس" تدعو إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني
  • تعرف على حجم المساعدات التي وصلت لغزة بعد وقف إطلاق النار
  • “التقاء” تنطلق بنسختها الثانية للفنون السعودية البرازيلية في الرياض
  • السلطات السعودية تقبض على أثيوبيين لتهريبهما 140 كيلو جرام من نبات القات من اليمن
  • الرئيس العليمي يتحدث عن الخيار الأكثر ضمانًا لتحقيق السلام في اليمن وأهمية القرار الأمريكي الأخير ضد الحوثيين