داء الليشمانيات يُقلق العراقيين.. ناجيان يشاركان قصصهما عن الصمود والتعافي
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – محليات
اجتاح داء الليشمانيات الجلدي والمعروف محليًا باسم "دملة بغداد"، أجزاء كثيرة من العراق لعقود من الزمن مما شكل تهديدًا مستمرًا لسكانها، ويترك هذا المرض الذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل ندوبًا دائمة على أجساد المصابين به مدى الحياة، بحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية. وذكر التقرير انه "بحلول عام 2022 كان هناك 8000 شخص في العراق، معظمهم من المناطق الريفية النائية، قد أصيبوا بهذا المرض، وفي عام 2023 وفي تحول غير متوقع للأحداث ظهرت الحالة الأولى في محافظة دهوك الخالية تقليديًا من ذبابة الرمل في إقليم كردستان شمال العراق، وقد يكون هذا التطور المفاجئ مرتبطا بآثار تغير المناخ والتصحر ويسلط الضوء على إمكانية توسع انتشار هذا المرض".
وأضاف، أن "عوامل كثيرة بما في ذلك عدم كفاية فرص الحصول على العلاج الطبي في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها أدت إلى تفاقم انتشار داء الليشمانيات الجلدي في العراق".
ومع ذلك، كانت الجهود التعاونية التي بذلتها وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية في العراق متميزة في الحد من العدوى فقد تم تنظيم حملات رش موسمية في المناطق الموبوءة وتقديم الدعم لعلاج المرضى في الوقت المناسب، وفق التقرير.
وأوضح، أن "عباس، البالغ من العمر 5 سنوات، فتى مفعم بالحيوية من محافظة الديوانية، الواقعة على بعد 130 كم جنوب بغداد، أصيب عباس بداء الليشمانيات الجلدي الذي ترك ندبة ملحوظة على وجهه الصغير، كان والده، الذي كان في حاجة ماسة إلى العلاج لابنه، يقود سيارته مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً للوصول إلى أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية، لكن هذه الرحلة كانت تستحق العناء لشفاء الجرح الذي في وجه عباس والذي استغرق علاجه 4 أشهر طويلة ومؤلمة تاركا وراءه بصمة دائمة".
وتابع التقرير، في هذه الأثناء أصيبت أفين، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عاماً من محافظة السليمانية في إقليم كردستان، بالصدمة عندما وجدت آفة صغيرة يبلغ حجمها حوالي 1.5 سم في قدمها – وهي علامة واضحة على وجود دملة بغداد، وبما أنها كانت حاملاً في ذلك الوقت فقد اعتقدت أنها لن تكون قادرة على تناول أي دواء.
لم يمضِ شهر على الولادة حتى قامت أفين أخيرًا بزيارة مستشفى المدينة لطلب المساعدة، ومع ذلك، لم تكن العلاجات الموصوفة متاحة دائمًا، وكان عليها في بعض الأحيان الاعتماد على الرعاية الذاتية حتى تشفى آفتها.
وأكد القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق وائل حتاحت، أن "داء الليشمانيات في العراق يتطلب اهتماماً كبيراً ويتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة وضمان الوصول إلى الخدمات الطبية الجيدة في البلدان الموبوءة في إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط، من خلال توحيد الجهود، يمكننا أن نحدث فرقًا ونضمن العلاج والدعم للمحتاجين في الوقت المناسب."
واستطرد التقرير، إن "قصص عباس وأفين ليست سوى اثنتين من روايات عديدة عن المرض، لقد سلطوا الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة هذا الوباء الصامت وتلبية احتياجات جميع أولئك الذين يعانون من الندبات التي خلفتها دملة بغداد، إذ تشكل قصصهم دعوة للرعاية والتعاون والعمل الجماعي لخلق مستقبل أكثر صحة للعراق وشعبه وهو ما يتجلى من خلال التعاون الإيجابي بين وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية اذ يعمل الطرفان معًا بلا كلل لمكافحة داء الليشمانيات الجلدي وتوفير الأمل والشفاء للمتضررين".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الصحة العالمیة فی العراق
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تدعو إلى تمويل عاجل للاستجابة الطبية العاجلة في غزة
دعت منظمة الصحة العالمية، الخميس، الدول الأعضاء إلى توفير التمويل اللازم للاستجابة الطبية العاجلة في قطاع غزة، وذلك في أعقاب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس، والذي يهدف إلى إنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرا في القطاع.
وأكد مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن اتفاق وقف إطلاق النار يوفر فرصة لإجلاء المرضى والجرحى من غزة بشكل سريع.
Twelve patients from #Gaza reached Albania, France, Norway and Romania overnight to receive specialised medical care there. They were accompanied by 35 family members and caregivers.
We thank all the countries and @eu_echo for their cooperation and support.
The ceasefire deal… pic.twitter.com/0IL7wsHsZR — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) January 16, 2025
جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، مساء الأربعاء، نجاح الوساطة في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة إلى هدنة مستدامة تمهد لوقف دائم لإطلاق النار، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
وأفاد غيبريسوس، في منشور على منصة "إكس"، بأنه تم إجلاء 12 مريضا من غزة إلى ألبانيا وفرنسا والنرويج ورومانيا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، معربا عن امتنانه لهذه الدول وآلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن "اتفاق وقف إطلاق النار يوفر فرصة للإجلاء الطبي السريع لأكثر من 12 ألف شخص، بما في ذلك العديد من الأطفال، الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى رعاية منقذة للحياة".
وتابع: "نأمل أن يستمر الاتفاق، لأن حياة الناس تعتمد عليه"، مؤكداً أن "السلام هو أفضل علاج".
يُذكر أن قطاع غزة يضم عشرات الآلاف من المصابين الذين تعرضوا للقصف الإسرائيلي، ويعانون من نقص حاد في العلاج والرعاية الطبية بسبب تدمير البنية التحتية الصحية.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي، على مدار 15 شهراً، المنظومة الصحية في غزة، حيث دمرت المستشفيات والمراكز الطبية، واعتقلت أو قتلت الكوادر الطبية.
كما تواجه المستشفيات في القطاع نقصاً حاداً في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية بسبب انقطاع التيار، بالإضافة إلى شح الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة عدم وصول المساعدات الكافية.