من هم أتراك الأهسكا الذين التقاهم أردوغان بنيويورك؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البيت التركي بولاية نيويورك الأمريكية، وفداً من أتراك "الأهسكا".
وفي كلمة له خلال اللقاء أكد أردوغان أن السلطات المعنية في بلاده تعمل حالياً على تسريع عملية منح الجنسية التركية لأتراك "الأهسكا".
وخاطبهم قائلا: "لقد عانيتم كثيراً ونجوتم من مصاعب كثيرة بعد المنفى الذي تعرضتم له عام 1944، واليوم، وبهذه المناسبة، أتمنى الرحمة من الله للذين فقدوا حياتهم في المنفى".
ولفت إلى أن أتراك "الأهسكا" ورغم كل الصعوبات، تمكنوا من الحفاظ على هويتهم ونقل تراثهم الثقافي إلى الأجيال القادمة.
وأكد أن تركيا ستظل إلى جانب أتراك "الأهسكا" وستواصل الدفاع عن حقوقهم في كافة المحافل الدولية.
وتابع: "بعد بدء الحرب في أوكرانيا، تواصلنا مع سلطات هذا البلد على الفور وقمنا بنقل إخواننا الأهسكا الذين تأثروا من الحرب إلى بلدنا، والآن بلغ عدد أتراك الأهسكا القادمين إلى بلادنا إلى 4 آلاف".
ومنح أردوغان بطاقات هوية الجمهورية التركية إلى أكبر اثنين من الأهسكا الذين حصلوا على الجنسية التركية، مهرالي ماميت أوغلو البالغ من العمر 86 عامًا ويونس مرادوف البالغ من العمر 83 عاماً.
وفي كلمة الشكر، قال ماميت أوغلو: "كان عمري 8 سنوات عندما تعرضنا للنفي، وأتمنى ألّا يتعرض أحد للمعاناة التي تعرضت لها".
من هم أتراك "الأهسكا"؟
هم السكان الأصليون الذين عاشوا في منطقة المسخيت في جورجيا منذ مئات السنين كما تشير المصادر التاريخية، إلا أن البعض يعتبرهم مهاجرين وافدين قدموا مع الغزو العثماني للمنطقة، ما يحرمهم من حقهم في موطنهم التاريخي، إذ لم يرد ذكرهم في دراسات التاريخ والإثنوغرافيا التي نُشرت في جورجيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تتحدث إلا عن شعب المسخات الجورجيين الذين قيل إنهم أُجبروا على الاندماج في الثقافة التركية واعتناق الإسلام، بحسب تقرير لموقع "نون بوست".
تقع منطقة أهيسكا شمال شرق تركيا على حدود محافظة أرداهان، داخل الأراضي الجورجية، خضعت المنطقة للسيطرة العثمانية عام 1578 واعتنقت معظم القبائل التركية فيها الإسلام.
اشتهرت المنطقة بجمال طبيعتها وغناها، وكانت منازلها كالقلاع، حتى إنها كانت من أهم المدن في الشرق التركي بعد طرابزون وأرضروم، إلى أن جاءت الحرب التركية الروسية واضطرت الإمبراطورية العثمانية عام 1829 للتخلي عنهم للقيصرية الروسية عند توقيع اتفاقية أدرنة، كنوع من تعويضات الحرب.
عانى أتراك المسخيت من الاضطهاد تحت حكم زعيم الاتحاد السوفييتي آنذاك جوزيف ستالين، حيث رفض الاعتراف بهم كقومية مستقلة وأجبرهم على تسجيل أنفسهم كأذربيجانيين، ومنعهم من تعلم اللغة التركية في المدارس ضمن محاولات محو وتغيير هويتهم الوطنية.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية أُرسل نحو 40 ألف من رجال وشباب "الأهسكا" للقتال على الجبهة في صفوف الجيش الروسي، وعندما عاد من بقي منهم على قيد الحياة إلى قراهم، وجدوها خاوية على عروشها فلحقوا بعائلاتهم إلى آسيا الوسطى، فيما فقد الكثير منهم أحبتهم إلى الأبد. أما العجائز والنساء فقد جرى تشغيلهم في بناء خط سكة الحديد "Ahıska – Borcom" الذي سيكون خط تهجيرهم ونفيهم بعيدًا عن وطنهم قريبًا.
مأساتهم التاريخية
في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1944 وقبل 6 أشهر من انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، أصدر ستالين قرارًا بنفي أتراك "أهيسكا" وبعض المناطق القريبة منها مثل آسبينزا وآهيلكلك وباغدانوفكا، إضافة إلى سكان 220 قرية أخرى إلى قيرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا بعيدًا عن موطنهم الأصلي.
وفي غضون ساعات قليلة، هُجِر نحو 100 ألف شخص من الأتراك والمسلمين خارج ديارهم، وفقد ما يقارب 17 ألف شخص حياتهم بسبب المرض والجوع والبرد خلال الرحلة التي استمرت نحو شهر، كما توفي 30 ألف آخرين في البلاد التي وصلوا إليها نتيجة الأوبئة والجوع والظروف القاسية التي عانوا منها.
كما فُرضت الأحكام العرفية على "الأهسكا" على مدار 12 عامًا ومنعوا من الإقامة في المدن وأجبروا على البقاء في الأماكن التي نقلوا إليها، وعُوقب الأشخاص الذين أخلّوا بهذه القوانين بالنفي مع أقاربهم إلى سيبيريا مدة 25 عامًا.
بررت إدارة ستالين نفي أتراك أهيسكا بخيانتهم للسوفييت وتعاونهم مع النازيين في الحرب، لكن فيما بعد ومع تفكك الاتحاد السوفييتي كشفت الوثائق أن الهدف الرئيسي من نفي سكان القرم وأتراك أهيسكا هو تطهير منطقة البحر الأسود من الأتراك وتوطين الأرمن في ديارهم.
جهود إعادة "الأهسكا" إلى ديارهم
لم يكن أتراك أهيسكا محظوظين في مأساتهم بقدر سكان القرم، إذ لم تحظ قضيتهم بالاهتمام والتعاطف العالمي، ففي حين سمحت أوكرانيا بعودة المنفيين إلى شبه جزيرة القرم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ما زالت جورجيا تعرقل الجهود الرامية لإعادة "الأهسكا" إلى وطنهم، ففي عام 1999 حصلت جورجيا على عضوية مجلس أوروبا، مقابل عدة شروط من بينها السماح للأتراك المسخاتيين بالعودة إلى ديارهم وتنظيم عملية العودة، وكان من المفترض أن تستكمل إجراءات العودة وفق القانون الأوروبي خلال 12 عامًا، إلا أن آمال المسخيت ظلت معلقة.
والمشكلة الرئيسية تكمن في طرح مشروع القانون المعد عام 2000 شروطًا يرفضها شعب أهيسكا، مثل تخليهم عن هويتهم التركية والاعتراف أنهم جورجيون فقط، إضافة للكثير من المعوقات البيروقراطية التي تشمل حرمانهم من اختيار القرية أو المدينة التي سيعودون إليها، ومع ذلك، يكافح الاتحاد العالمي للأتراك المسخاتيين (DATÜB) – الذي يمثل مظلة جامعة لأتراك المسخيت حول العالم حيث يعمل على تعزيز التضامن فيما بينهم وتقوية روابطهم مع الوطن الأم -، من أجل عودة "الأهسكا" لوطنهم في جورجيا، رغم تلك العقبات القانونية.
أماكن توزعهم وظروف حياتهم
يعيش اليوم نحو 20 ألف نسمة في منطقة أهيسكا التاريخية، إلا أن نسبة الأتراك بينهم ضئيلة، بينما يعيش ما يقارب 600 ألف نسمة من شعب أهيسكا بعيدًا عن ديارهم في تركيا وكازاخستان وأذربيجان وروسيا وأوزبكستان وقيرغيزستان وأوكرانيا والولايات المتحدة حسب تقارير المنظمات الدولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية أردوغان تركيا تركيا أردوغان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
دقت ساعة الصفر.. معلومات تكشف الخطة الأمريكية السعودية للتصعيد ضد اليمن وتاريخ بداية الهجوم والقوات التي أستلمت خطة الحرب
مقالات مشابهة تابع الآن.. مباراة مانشستر يونايتد وباوك اليوناني في الدوري الأوروبي 2024-2025 والقنوات الناقلة تعليق حفيظ دراجي
دقيقتين مضت
ur.gov.iq رابط التسجيل في استمارة المعين المتفرغ العراق 2024 عبر منصة اور والشروط والاوراق المطلوبة للتسجيل5 دقائق مضت
لهذا السبب .. إغلاق طريق الملك فهد بن عبد العزيز الرئيسي بالاتجاهين في هذا اليوم9 دقائق مضت
سعر ومواصفات كيا سبورتاج 2025 الجديدة في مصر12 دقيقة مضت
تردد قناة الفجر الجزائرية 2024 لمتابعة مسلسل قيامة عثمان وكيفية تنزيل القناة16 دقيقة مضت
بعد تسريب غرفة الفار قرار صارم من اتحاد الكرة المصري ضد لجنة الحكام24 دقيقة مضت
كشفت معلومات جديدة عن تاريخ بداية الهجوم ضد اليمن، وتفاصيل الخطة العسكرية، والقوات التي تم تكليفها بالتنفيذ وشروطها التي وضعتها قبل البدء في خوض المعركة.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية والأطراف والمكونات اليمنية الموالية للتحالف، بوتيرة متصاعدة على تحشيد قواتها، تمهيداً لتصعيد عسكري ضد قوات صنعاء .
وحسب الكثير من المؤشرات والمعطيات، تهدف هذه التحشيدات إلى الهجوم على الحديدة، وهي ضغوط عسكرية واقتصادية نظراً لعجز الولايات المتحدة تماماً عن وقف عمليات قوات صنعاء البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية، رغم الغارات التي يشنها الطيران الأمريكي والبريطاني على مناطق حكومة صنعاء، وهو ما وضع أمريكا في موقف محرج أمام العالم، ولأجل ذلك لجأت إلى تحريك المكونات اليمنية وفي مُقَدَّمِها حكومة عدن والتشكيلات العسكرية التي تتبعها.
وفي هذا السياق كشفت وسائل إعلام، نقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة تتبع ألوية العمالقة، أن قائد هذه القوات أبو زرعة المحرمي، وهو أيضاً عضو المجلس الرئاسي، التقى خلال الأيام الماضية، في الرياض، ضباطاً في الاستخبارات السعودية، وكان هدف اللقاء تسليمه خطة الهجوم المزمع على الحديدة، كما أطلعوه أيضاً على موعد بدء الهجوم.
يعزز ذلك ما قاله أحد قيادات صنعاء، في منشور على مواقع التواصل، بأن عدداً كبيراً من الآليات العسكرية شوهدت قبل أيام قليلة وهي تعبر منفذ الوديعة الحدودي قادمةً من السعودية باتجاه اليمن.
المصادر ذكرت أن موعد الهجوم سيكون في 25 من شهر نوفمبر الجاري، موضحةً أن الخطة تتضمن تحرُّك قوات العمالقة بقيادة حمدي شكري- الذي يعد أحد القيادات السلفية التي تدعمها وتمولها الرياض- باتجاه مواقع قوات صنعاء في الحديدة، على أن تؤَمِّن السعودية غطاء جوياً كثيفاً.
وأضافت المصادر أن شكري اشترط مقابل موافقته على قيادة الهجوم أن يتم استبعاد قوات طارق صالح، التي تمولها الإمارات، من المشاركة، مؤكدةً أن هذا الشرط قوبل بموافقة السعودية، مرجحةً أن يكون الحادث الذي تعرض له طارق صالح- المتواجد حالياً في الإمارات- جزءاً من مسرحية الإبعاد عن المشاركة، نزولاً عند شرط المحرمي.
وخلال الأيام الماضية، أبلغت قيادة العمالقة أفرادها الغائبين في إجازات رسمية بأنها ألغت كل الإجازات واستدعت الجميع، كما أصدرت تعليمات ببقاء الأفراد والضباط داخل معسكراتهم وحظرت عليهم المغادرة، ضمن الاستعدادات للهجوم على الحديدة، وفقاً للمصادر العسكرية.
يؤكد ما سبق، التحذير الذي وجهه أحد أبرز قيادات المقاومة الجنوبية، الثلاثاء الماضي، لمشائخ وأعيان المحافظات الجنوبية، من الزج بأبنائهم إلى محارق الموت التي تشعلها دول التحالف، حيث دعا الشيخ سالم الخليفي، في منشور على صفحته بمنصة إكس، جميع مشائخ شبوة وبقية المحافظات إلى الحفاظ على أبنائهم والامتناع عن الزج بهم إلى معارك عبثية في الشمال، معتبراً هذه النصيحة إبراءً للذمة، حسب وصفه.
الشيخ الخليفي أكد أن المعركة عبثية لا ناقة لأبناء المحافظات الجنوبية فيها ولا جمل، مضيفاً: “يكفي ما قدمه أبناء الجنوب من تضحيات مع التحالف في الساحل الغربي وغيره، ثم استلمها طارق عفاش ليتم التنكيل بأبناء الجنوب في الوازعية والصبيحة ولا يزال ينكل بهم”، في إشارة إلى المواجهات التي حدثت خلال الشهر الماضي بين قوات طارق صالح وبعض التشكيلات الجنوبية في المناطق المذكورة، وأكد الخليفي تحذيره بالقول: “حافظوا على أبنائكم، دماء أبناء الجنوب غالية علينا”.
وكان المعهد الديمقراطي الأمريكي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أشرفا على إشهار ما أطلق عليه “التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية”، الثلاثاء الماضي في عدن، بهدف التصعيد ضد قوات صنعاء، وتم الإشهار بعد اجتماعات عدة عقدت خلال الفترة السابقة، في إطار المساعي الأمريكية التي بدأت منذ أواخر العام الماضي، لحشد الأطراف المحلية من أجل التصعيد العسكري ضد قوات صنعاء، لإجبارها على وقف عملياتها العسكرية ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية.
ذات صلة