تُعَد الجالية الموريتانية في مصر هي الأقل عددًا، حيث يتراوح عددها بين (ستة وسبعة آلاف) مواطن، منهم أعداد كبيرة كزائرين للعلاج يترددون سنويًا على معهد ناصر وقصر العيني ومستشفى جامعة عين شمس ومستشفى الحسين الجامعي (الذي يساهم في علاج أسر طلاب الأزهر في مصر بنسبة كبيرة) ويُعامَلون معاملة المصريين تمامًا.

أما عدد الطلاب الموريتانيين بمصر فهو غير معروف بدقة، نظرًا لوجود طلاب في جامعات أهلية وخاصة غير مسجلين رسميًا في برنامج (أدرس في مصر) وجاءوا من أوروبا، وهذا بخلاف طلاب المنح الأزهرية التي تُمنح لطلاب من نواكشوط.

يقول (مولاي أشريف) طالب موريتاني بجامعة القاهرة: نحن نعتبر مصر وطننا كلنا، ونشعر بالفخر في وجود سيرة بلادنا في رواية (الأيام) للدكتور طه حسين وهو يتحدث عن جدنا الشيخ الأزهري العظيم الشنقيطي، وكان الدكتور أحمد حسن الزيات يقول عنَّا في مجلة الرسالة: هم قلة لكنهم مؤثرون كشعراء بشكل مدهش، فلا يوجد مهرجان للشعر الفصيح بمصر دون مشاركة موريتاني.

أما (أسلم محمد محمود)، رئيس اتحاد طلاب موريتانيا بمصر وطالب بكلية هندسة الأزهر قسم مدني، فيقول: نحن في مصر سعداء بمنح التعليم، فلولا فضل مصر في المعارف لما كانتِ العروبة على حالها، أنا مثل كل موريتاني أتمنى زيادة عدد الطلاب في مصر خصوصًا لدراسة العلوم الهندسية والطبية، والشعب المصري كريم ومضياف، وأطلب من كل طالب وطالبة في مصر التفوق بشدة حتى يتخرج ويحضر بدلًا منه طالب جديد لنواصل مسيرة التعلم في مصر.

يضيف (محمود حدو)، طالب دراسات عليا بعين شمس: كل موريتاني يتمنى الدراسة في مصر خصوصًا فنون وعلوم الطب، ومن حسن الحظ وجود حوالي مائة طالب موريتاني يدرس طب وهندسة في الأزهر وجامعات الإسكندرية والقاهرة والمنصورة، وكما كتب شاعرنا يوسف مقلد الذي تعلَّم في مصر، لقد بدأت مدرسة الشعر في موريتانيا على يد العالِم الشاعر الشيخ مفكر موريتانيا الكبير محمد التلاميد الشنقيطي (زميل كفاح المفكر المجدد الإمام محمد عبده) الذي وصفه طه حسين في (الأيام) بقوله: كان أولئك الطلاب الكبار يتحدثون بأنهم لم يروا قط ضريبًا للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سندًا ومتنًا عن ظهر قلب.

يضيف الباحث (أحمد ولد حبيب الله): إن التواصل الموريتاني مع مصر متين فهو ضاربٌ في عمق التاريخ منذ زمن محمد حسين المجذوب الأطاري سنة 1820م، وهو من علماء الأزهر، وحين منعتِ السلطات الفرنسية الحاج محمود باه (صاحب مدارس الفلاح)، من إرسال الطلبة إلى الأزهر لتلقي العلوم الإسلامية والعربية هناك، احتال على ذلك بأن صار يأخذ لهم تصاريح السفر إلى الحج، حتى إذا بلغوا مصراستقروا بالأزهر للدراسة، وقد كان من بين أولئك رئيس الوزراء محمود جوب، الذي درس في الأزهر في الفترتين المَلَكية والناصرية، وقد تولى أربع وزارات في حكومة الاستقلال الموريتانية، وكان يتحدث كثيرًا عن دور الأزهر والعناية الكبيرة التي يُوليها للطلاب الموريتانيين، ويقول مَن لم يزُرِالأزهر لم يتم إسلامه، ونحن حتى الساعة نشارك في كل الفعاليات الثقافية بمصر، وقد شرَّفنا الطالب الأزهري محمد أحمد جوب وشرَّف بلاده بحصوله على المركز الرابع في مسابقة البحث العلمي في جامعة الأزهر.

ويؤكد (محمد سيدي شيبة)، طالب بهندسة بترول السويس، أن اتحاد الطلاب الموريتانيين في مصر، يُعتبر واحدًا من أقدم الاتحادات الطلابية في الخارج، وقد حصل خمسة طلاب على منح دراسات عليا بجامعة الإسكندرية، بخلاف 150 منحة دراسية بعدة جامعات، وقدمت مصر 6 منح تدريبية لتأهيل الكوادر الموريتانية، للتدريب بالمركز الدولي للزراعة في مجالات: المياه والأراضي، وإدارة المزارع السمكية، وإنتاج وصحة الحيوان. كما أن الطلاب الموريتانيين سيستفيدون من منح دراسية جديدة ومجانية في المؤسسات التعليمية المصرية في مجال علوم البحار والثروة السمكية، وذلك مساهمة من مصر في دعم الاستراتيچية الموريتانية لتوجيه مواطنيها نحو العمل والاستثمار في قطاع الصيد.

وتابع (شيبة): وبموجب هذه الاتفاقية، ستقدم جامعة الإسكندرية 10 منح دراسية مجانية للطلاب الموريتانيين في مرحلة الدراسات العليا، مقسمة إلى 5 منح دكتوراه، و5 منح للماجستير، وكذلك 10 منح دراسية مجانية لمرحلة الدراسات العليا من جامعة كفر الشيخ في تخصص الثروة السمكية وعلوم البحار، كما يقدم المعهد القومي لعلوم البحار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي 15 منحة للدراسات العليا للطلاب الموريتانيين في مختلف التخصصات البحرية.

وأضاف (شيبة): في مارس 2018 زار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر موريتانيا، ولايزال صدى الزيارة المباركة موجودًا، ووقتها حظيتْ باهتمام وحفاوة كبيرة من أبناء الشعب الموريتاني، حيث افتتح فضيلة الإمام الأكبر المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط، ثم تكرَّم وقدم ٢٥ منحة دراسية لأبناء موريتانيا للدراسة في جامعة الأزهر في مختلف التخصصات، وهي منح يتحمل الأزهر تكاليفها بشكل كامل.. مؤكدًا استعداد الأزهر لتخصيص غالبية هذه المنح لدراسة الطب والصيدلة والهندسة، تلبية لحاجة الشعب الموريتاني.. معربًا فضيلته عن ترحيبه بأئمة موريتانيا للالتحاق بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتخصيص منهج دراسي يناسب الداخل الموريتاني ويلائم التحديات الموريتانية المعاصرة.

ويشير (شيبة) إلى أن مصر حرصت على تدعيم علاقاتها الثقافية بموريتانيا منذ القرن الماضي من خلال إنشاء المركز الثقافى المصرى فى موريتانيا عام 1964، ليقوم بدوره الريادي في حمل لواء التعريب ونشر وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشقيقتين مصر وموريتانيا، كان الزعيم جمال عبد الناصر يحرص على منح طلابنا فرص التعلم المجانية في مصر، ولنا رواق بالأزهر من 1820م.

ويضيف (سيد ألمين)، طالب في كلية الدعوة بالأزهر: نحن نفتخر بأن مَن وضع النشيد الوطني لبلادي فنان مصري عظيم هو الموسيقار راجح داوود الذي يُكمل حلقات الإبداع المصري في تلحين الموسيقى الوطنية العربية التي تعبر عن هوية بلادنا، وفي فبراير 2018 كرّم الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز المويسقار المصرى راجح داوود ملحن النشيد الموريتانى ومنحه وسام الاستحقاق «وسام فارس» لتلحينه النشيد الوطني الموريتاني، وهو أول تكريم لفنان مصرى، مما يشكل رمزًا للتآخى بين الشعبين الشقيقين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجامعات المصرية فی مصر

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يتلقّى شكر من الرئيس الموريتاني

العُمانية: تلقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، برقية شكر جوابية من فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ردا على برقية جلالته المهنئة له بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لاستقلال بلاده.

عـبـّر فخامتُه من خلالها عن بالغ سروره لتلقّيه تهنئة جلالةِ السُّلطان المعظم، متمنّيًا لجلالتِه موفور الصحة والعافية ولسلطنة عُمان دوام التّقدم والازدهار، مؤكّدا على حرصه على تحقيق المزيد من تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • قرارات منتصف الليل تعيد هيكلة قيادات الجيش الموريتاني
  • رجال الأعمال: مساندة وتشجيع الاستثمارات المصرية القائمة وجذب الخليجية لمصر"أولوية"
  • استشهاد 5 صحفيين في قصف إسرائيلي وسط غزة
  • كبار علماء موريتانيا ورمز الطريقة القادرية يزور الجزائر
  • عام الأحداث السياسية الكبرى.. موريتانيا في قلب الاستقطاب الدولي
  • «أجيال» يؤهل 4 آلاف طالب وطالبة
  • وزير التعليم العالي: 124 ألف طالب وافد بالجامعات المصرية
  • «الدبيبة» يلتقي أحفاد أعضاء لجنة إعداد الدستور الليبي عام 1951
  • جلالة السلطان يتلقّى شكر من الرئيس الموريتاني
  • مجدي أبوزيد يكتب: التحول الرقمي بالجامعات المصرية والرؤية المستقبلية