سودانايل:
2025-04-07@13:17:01 GMT

موقف المثقفين من الحرب: بين التحشيد والترشيد

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

قد تعيننا زيارة الحِوارية - حِوارية لاهاي - وإعادة النظر في إشكالية الكتابة عند النخب السودانية على فك شفرة المثقف والتعرف على سيكولوجيته التي تجعله شحيحاً وضنيناً بالتوثيق، هذا لمن لديه أفكاراً أصلاً، وعاجزاً عن خوض المعترك السياسي بمعارف خالية من الغرض ومستوفية لشرط الموضوعية التي تتطلب التجرد والاحترافية التي تزهد في استخدام اللغة الأدبية كوسيلة للتعويض عن الإفلاس الفكري والأخلاقي.

مثلا لدينا أدباء يخِيْطون ملابساً سيئة الجودة ويزخرفونها بخيوطٍ زاهيةٍ فيعرضونها في سوق الملجة معتمدين على وضع لافتاتهم الأكاديمية كماركة لا يمكن تجاوزها إلى غيرها. كما لدينا مفكرون يخرجون بخلاصات ناجعة بناءاً على افتراضات خاطئة، حتى إذا ما ثبت خطلها أبدلوا الخلاصات ولم يكلفوا أنفسهم عنت المراجعة لتلكم الافتراضات. وهناك فصيل من الكُتاب يتخذ من الفضاء العمومي وسيلة لمعالجة إشكالياته النفسية وعقده الذاتية فيخلط بين الخاص والعام خلطاً يحار فيه المرء من طريقة تبدل المواقف إلى نقيضها دون أدنى مبرر فكري، فقط الانتصاف من العدو المزعوم، في هذه الحالة "الجنجويد"، بطريقة لا تفصله عن أي عنصري أو لاهوتي متعصب.

المثقف حسب تعريف زولا هو "حامل المعرفة النقدية المفضية إلى الاستقامة المؤسسة للحق والحقيقة"، هو ذاك "الشخص المستقل بالإبداع الفكري والتعبيري في صوره المختلفة". بيد أننا يجب أن نُقر بأن المثقف ليس "كينونة صمّاء أو نسيج من فضائل محضة"، إذ أن همته تعلو وتنخفض حسب الوقائع التاريخية المحفوفة دوماً بالمخاطر (بولا، ص: 113، 107, 131). لدينا مثقفون كثر كان لديهم مواقفاً ملتبسة من الأنظمة الاستبدادية لكن ذلك لم يُسْقِط عنهم شرط النزاهة الأخلاقية، أمثال الفيتوري، ومحمد عبدالحي وصلاح احمد إبراهيم وحتى الطيب صالح (رحمهم الله جميعاً). لا أفهم كيف لمثقف ديمقراطي تقدمي علماني مثل عبدالله على إبراهيم أن يحاول إرجاع "الغرابة" (إشارة إلى غرب السودان) إلى بيت الطاعة عوض عن أن يكتفي بالتحليل ويبين الإشكال البنيوي في هيكل الدولة السودانية الذي تسبب في كل هذه الإشكالات الواضحة والظلامات الماثلة، الأخطر أن يجعل من موقفه موقفاً وطنياً وليس فقط خطاً سياسياً ملتبساً بالحمولات الثقافية والفكرية الشائهة (راجع كتابات مارتن هايدغر وجورج أورويل للتعرف على علاقة السياسة بالأدب في دركها الأسفل).

أتفهم جيد جداً موقف عشاري فهذا موقف عنصري يتمخض عن كراهيته لأبناء الحزام الرعوي وللرزيقات والمسيرية خاصة (فقد أصابت أستاذنا الجليل عقدة من جراء الهجوم غير المبرر الذي تعرض له إثر نشره وبلدو لكتيب "مذبحة الضعين")، كما أتفهم موقف محمد جلال هاشم باعتباره موقفاً ايديولوجياً نمطياً ينطلق من فرضية أن هؤلاء "المتمردين" هم "عرب شتات"، وهو بذلك إنما يُسْقِط عن الإنقاذ جريرة التجييش لأبناء الحزام الرعوي، إفقارهم واستخدامهم كساعد عضلي كما يعفي الدولة السودانية (متمثلة في كافة مؤسساتها السيادية) من جرائمها التي تعدت فعل التهميش إلى فعل التدمير لمقومات التكامل الايكولوجي ودك مفاعيل الانصهار المجتمعي.

لا يتوقع من الكاتب أن ينجر وراء رغباته الشخصية ونزواته الذاتية، إنما يرجى منه شرح الملابسات وتبيان التقاطعات للعامة كي تتخذ موقفاً مبدئياً يرفض اعتماد العنف وسيلة لتحقيق أهدافاً سياسية. يتطلب من الكاتب ترشيد الأفكار والعواطف في مثل هذه الظروف وليس تحشيد العامة فهذه حرب بين سودانيين، وليس بين سودانيين مستحقين وآخرين مُتَغولين على ساحة الوطنية. أحب أن اؤكد لكل المثقفين السودانيين - خاصة أبناء الوسط النيلي - أنّه لا يمكن - كما لا يحبذ - كسر شوكة العطاوة، لكن يمكن ترشيد عواطفهم كي لا يصطفوا خلف قيادة جاهلة، محتالة وماكرة توظفهم لمصالحها ولا تعبأ بمصيرهم أو تكترث لمستقبل تعايشهم مع الآخرين، وذلك بتبني خط قومي سديد واعتماد فكر تنموي رشيد يقفل الباب على كل المليشيات والاستقطابات ذات الطابع الجهوي والعقائدي.

إني أعتبر أن هذه لحظة من لحظات الإخفاق وإنغلاق الأفق الذي تُعَوّل فيه الانتلجنسيا على عاطفة القطيع. عوضاً عن التفكير في مستقبل البلاد وإمكانية نهضتها على أسس حديثة، تُعَوّل النخبة من الناحيتين (المؤيدين للجيش وأولئك المؤيدين للدعم السريع) على الدفع بالقطيع نحو حظيرة التعصب، الذي لن تجنى البلاد منه غير الخراب والدمار. هذا إن دل إنما يدل على أن حركتنا الثقافية والسياسية لم تبلغ بعد طور النضج الذي يمكن أن تحدث معه قطائع في طرائق تطورها وسبل نهضتها.

أوافق حيدر إبراهيم في مقالته التي تولدت عنها "حِوارية لاهاي" أنّه لم يكن لدينا يوماً نظريات كبرى (حِوارية لاهاي/مرافعة في حق المثقفين السودانيين بقلم عبدالله بولا، إعداد وتحرير نجاة محمد علي، مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، 2023)؛ كانت لدينا فقط مجرد هرطقات تأتي من ذات اليمين تارة وتأتي من ذات اليسار تارة أخرى، وصلت بنا إلى طرق مسدودة في جميع المستويات. لكننا لم نطور بعد نظرية معرفية نستطيع أن نحدث بها قفزة نوعية نتحرر بها منهجياً ومؤسسياً من الاستبداد. صحيح أن هناك هتافات، لكنه لا يوجد تراكم فكري واحتشاد معرفي يمكن أن نتبين به سمات العصر والمستقبل. فالذين يهتفون في الندوات "حرية .. سلام .. وعدالة، والثورة خيار الشعب" لا يعرضون تصوراً لتوطين هذه المفاهيم الثورية في تربتنا، إخصابها وتوسيع دلالات تأثيرها وفاعليتها قدر ما يطرحون إشكالية النهوض الثقافي في بلدٍ يعاني نصف سكانه من أمية أبجدية، كما يعاني النصف الآخر من أمية حضارية تجعلهم في مصاف الأغبياء الذي يتوجون غبائهم بشهادات ماجستير ودكتوراة، هم في عرف اليوم عبارة عن (Accredited Fools).

هل يجوز أن نتصور أن المثقف السوداني هو ذاك الثمر الأعجف كما يقول عبدالله بولا أو أن نَصِف الحركة الثقافية السودانية بالعُقم، أم أن هذا مجرد مخاض مٌرٍ وعسير تمر به البلاد التي توشك أن تنجب أفذاذاً مثل محمود محمد طه، الذي يعتبره عبدالله بولا صنواً لغاندي وليس شبيهاً له أو التجاني الماحي الذي لا يقل عن نهرو علماً وقدرة على تأسيس العلمانية والأخلاق الوطنية، أو عبدالخالق الذي يَرْجَح فكره بنكروما في توطين فكرة الاشتراكية (بولا، ص:91). إن هنالك علاقة بين المعرفة والوعي والبنى الاجتماعية التاريخية التي يتشكلان فيها، وإذ إن بنيتنا الاجتماعية والعقائدية هي بنية وثنية فإنها ما فتئت تقدس "الكبار" حتى جعلت منهم إلهة لا يمكن أن يجرؤ أحدٌ على نقدهم، دعك عن تخطيهم إلى ما هو أفضل. لقد تخطت البشرية الأداء الموسيقي لموزارت لكنّها أقرت بعبقريته التي لولاها ما تخطى البشر حاجز 113 إلى 550 concussions. كان لزاماً علينا أن نفرق بين النقد والانتقاد وأن نتجاوز إرث الأولين إلى مخاض الحاضرين. هذا جهدٌ مطلوب من كافة المجموعات السياسية، الدينية والفكرية.

خرج البرهان من مخبئه مزهواً بفعل الخطابات الشعبوية أعلاها التي تجعله يتصور أنّه قد بات منتصراً، وهو في الواقع قد أصبح منهزماً حتى لو قضى على كل قوات الدعم السريع فقد بات شعبه منقسماً وسلطته متنازعة وعاصمته مستباحة، وكلما استمر في الحكم كلما أصبح عبئاً على الدولة والشعب. توقعت من السيد الفريق مجرد ما تنفس الصعداء أن يختار قيادة عسكرية جديدة تخضع لإرادة مدنية وازنة بين الحزام الرعوي والوسط النيلي ومحترمة لكل مقومات ومقدرات الشعب السوداني وأن يحدد موعداً لتنحيه في مدة لا تتجاوز الستة أشهر. لكنه آثر التمادي في موقفه الملتبس بين التسوية والحسم دون أن يدرك أن المجتمعين -الإقليمي والدولي - قد نفد صبرهما وأنه لم يعد بإمكانه الاستمرار في المخاتلة والخداع خاصة بعد أن آل الملف في الولايات الامريكية للمخابرات المركزية إذ لبث فترة في أيدي دبلوماسيين مغرضين في الخارجية الأمريكية (لقد نوّه الصحفي المخضرم محمد محمد خير إلى دينامية هذا الانتقال وآثاره المتوقعة في إحدى تسجيلاته الصوتية الجاذبة). ما زال لدى سيادة الفريق فرصة لاتخاذ القرار المناسب لعقد التسوية، تكوين حكومة وطنية والانسحاب من المشهد بالكلية، فمن كان سبباً في المأساة لا يمكن أن يكون سبباً في النجاة!

ختاماً، تتنازع المبدع (في هذه الحالة المثقف) رغائب تعبيرية عديدة مثل النثر والشعر والفنون التشكيلية والتمثيل وقد يكون مسائلاً حال الجرح والتعديل، النقد والتحليل، لا سيما أن من واجبه (أو واجبها) تبيان الحقائق فقط، إذ لا يليق بالمثقف (أو المفكر) أن يحاول تجيير مشاعر الجمهور ودفعه للاصطفاف خلف موقفه الشخصي فتلك تعتبر وسيلة من وسائل الشعبوية التي تخون ضمير الكاتب قبل أن تُضل قطيعه الذي يتصوره من القراء، خاصة إذا كان مولعاً بوسائل التواصل الاجتماعي مثل كتابنا الكبار السالف ذكرهم. لا توجد كارثة كما تقول لودميلا بافلتشنكو في كتابها الرائع "سيدة الموت/مذكرات قنّاصة ستالين" (دار الساقي، 2020) يمكن أن تتبين بها خصائص الرجال والنساء مثل الحرب، فهي تفضح سرائرهم وتمحص أفكارهم وتجعلهم في مصاف العظماء الذي يضيئون الطريق للعامة، أو تنحدر بهم إلى خانة البلهاء فيهتفون كما تهتف الغوغاء فيَضِلون ويُضِلون.

auwaab@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یمکن أن لا یمکن الذی ی

إقرأ أيضاً:

جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أن هناك حديثاً في الآونة الأخيرة "عن إصلاحات في المجالات كافة: إصلاحات في المجال القضائي، إصلاحات في المجال الاقتصادي، إصلاحات في قطاع المصارف، إصلاحات في ما يتعلّق بمحاربة الفساد، وغير ذلك، لكن هذه الإصلاحات كلها لا يمكن أن تنجح، ولا يمكن أن تُعطي أي نتيجة قبل حصول الإصلاح الأوّل، ألا وهو استعادة الدولة سلطتها وسيادتها، باعتبار أنه ما لم تكن هناك دولة فعليّة، فلا إصلاح يمكن أن يُعطي أيّ نتيجة".

كلام جعجع، جاء في كلمة له عقب قداس شهداء زحلة، الذي أحيته منسقيّة "القوّات اللبنانيّة" في زحلة في مقام سيدة زحلة والبقاع تحت عنوان "زحلة بعيونكُن"، وترأسه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران ابراهيم ابراهيم. وشارك في القداس الذي خدمته "كشافة الحرية، فوج زحلة"، راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، راعي أبرشية زحلة والبقاع للسريان الأرثوذكس المطران مار يويستينوس بولس سفر ممثلًا بالأب جورج بحي، راعي أبرشية زحلة بعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري ممثلًا بالأب أفرام حبتوت، لفيف من الكهنة، النائبان جورج عقيص والياس اسطفان، الوزير السابق سليم وردة، النائب السابق طوني أبو خاطر، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، الأمين العام لحزب "الاتحاد السرياني" ميشال ملو، رئيس التجمع الزحلي العام جوزيف مسعد، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في زحلة نبيل التيني، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، عضو الهيئة التنفيذيّة في حزب "القوّات اللبنانيّة" ميشال التنوري، الأمين العام لحزب "القوّات اللبنانيّة" اميل مكرزل، منسق منطقة زحلة في حزب "القوات اللبنانية" آلان منيّر، المنسقون السابقون ميشال فتوش، طوني القاصوف وشارل سعد، رئيس جهاز "الشهداء والأسرى والمصابين" في حزب "القوّات اللبنانيّة" شربل ابي عقل، المرشح لرئاسة بلدية زحلة المعلّقة في انتخابات 2025 سليم غزالة، عدد من أعضاء المجلس المركزي في حزب "القوات"، رؤساء أجهزة ومراكز "القوّات"، حشد من ممثلي الأحزاب والفاعليات النقابية، البلدية، الاختيارية، السياسيّة، الإعلامية، الإقتصادية والإجتماعية.


وقال جعجع متوجهاً إلى أهالي زحلة: "أعتقد أنّكم من ناحيتكم، ومن موقعكم، رأيتم كيف أنّه بعد عقودٍ من التأخير، انتشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الشرقيّة مع سوريا. ولكن ينبغي ألّا يكتفي بالانتشار، بل أن يبسط سلطته بالكامل، ويطبّق القانون بالكامل على الجميع، إذ "لا فضل لِلبنانيٍّ على آخر إلا بقدر التزامه القانون"، مشدداً على أن "هذه المسيرة مسيرة طويلة حتمًا، ولكن على الأقلّ، بدأت الآن".
وأوضح جعجع أنه لم "يصحّ الصحيح" فحسب ورحل الأسد، بل رحل الأسد، ومن بعده بقليل أو قبله بقليل، رحل معظم ودائعه، والقسم المتبقّي من ودائعه يستعدّ للرحيل، وبدأت مسيرة بناء الدولة الفعليّة في لبنان، هذه الدولة الفعليّة التي نناضل منذ عقودٍ للوصول إليها. هذه الدولة التي لا حياة لنا من دونها. هذه الدولة التي نحلم بها منذ زمنٍ طويل. والآن بدأت مسيرة الوصول إلى هذه الدولة الفعلية، اللهمّ أن يبذل المسؤولون، وخصوصًا الكبار منهم، جهدهم لتسريع هذه المسيرة، كي نصل في أقرب وقت ممكن إلى الدولة الفعلية".


وأوضح جعجع أن "شعب لبنان نشيط ومنتج، ولم يكن يومًا شعبًا متسوّلًا أو خاملًا أو عاطلًا عن العمل، ولكن إلى جانب ذلك، لبنان بحاجة إلى أصدقاء خارجيين، كما هو حال دول العالم كلها، حيث لا توجد دولة في زمننا هذا قادرة بمفردها على فعل شيء". وقال: "رأيتم كيف أنّ الولايات المتحدة نفسها، بسبب مجموعة من الرسوم، وهي الدولة العظمى ذات الاقتصاد الأكبر في العالم، واجهت ردّات فعل من الجهات كلها، ووجدت نفسها في حالة من الحصار، وإنْ كان حصارًا معنويًا في الوقت الراهن". وتابع: "لا أحد منّا قادر على الاستمرار أو على إنجاز شيء في هذه الأيام من دون أصدقائه. ونحن لحسن الحظ لدينا أصدقاء، لدينا أصدقاء عرب، ولدينا أصدقاء في الغرب، لا ينقصنا الأصدقاء أبدًا، وهؤلاء الأصدقاء أكّدوا مرارًا وتكرارًا نيّتهم في مساعدة لبنان، لكنّ مساعداتهم كلها مشروطة بقيام الدولة الفعلية. فإذا لم تكن أنت جادًا، فلا تتوقّع من أحد أن يساعدك. إذا لم تساعد نفسك، فلا تتوقّع من أحد أن يساعدك. وبالتالي، فإنّ كلّ النهضة الجديدة التي ننتظرها، والتي ينتظرها الشعب، رهنٌ بإثبات الدولة وجودها، وأن تكون دولة فعلية، وبالتالي أن تبسط سلطتها وسلطانها على الأراضي اللبنانية كلها". وشدد على أن "هذا ليس مطلبًا أجنبيًا، أو مطلب احد معيّن في الخارج يريده، أو أنه ناجم عن ضغط الإسرائيليين كما يحاول البعض تصويره، بل هو مطلب لبناني بحت يخصّنا نحن، وكان ينبغي أن يتحقّق منذ ثلاثين عامًا، منذ إقرار "اتفاق الطائف". فقد كان من المفترض أن تُبسط سيادة الدولة بعد ستة أشهر من إقرار الطائف، وهذه الأشهر الستة انتهت ثلاثين مرة، وما زلنا ننتظر أن تبسط الدولة سيادتها، بقواها الذاتية، على أراضيها كلّها وعلى قراراتها كلّها". وقال: "أتمنّى على المسؤولين، وخصوصًا المسؤولين الكبار، أن يأخذوا هذا الأمر في الحسبان، وإلّا، وللأسف، سنبقى في الوضعية التي نحن فيها. فالمستقبل كلّه مفتوح أمامنا، والطرقات كلّها أصبحت مفتوحة أمامنا، والمهم أن نسلكها".


وتابع جعجع: "في نهاية المطاف، وبعد هذا المسار كلّه، أعود إلى شهدائنا. المسار برمّته أثبت، وخصوصًا في وجه المتردّدين والمشكّكين، أنّه مهما طال الزمن "لن يصحّ إلّا الصحيح". أثبت هذا المسار أنّه في لحظات الحسم، في الأوقات الحرجة، للحفاظ على كرامتك، على حريّتك، على أرضك، لا بدّ من المواجهة. وعندما يُضطرّ الإنسان إلى المواجهة، عليه أن يواجه. الانسحاب من المواجهة أو محاولة تجنّبها تعني الاستسلام الكامل، وهذا الاستسلام، لم يعرفه أهالي زحلة يومًا، بل كانوا دومًا، عند الخطر، "قوّات".

وكان جعجع استهلّ كلمته بالقول: "سيّدنا المطران ابراهيم ابراهيم، إنّي أعتبر حضوري بينكم نعمة وبركة وشرفًا، أن أستطيع كلّ عام أن أشارك في القدّاس الذي يُقام لراحة أنفس شهداء زحلة. وفي الوقت نفسه، أودّ أن أقول لك يا سيّدنا، وأقول لجميع الحضور، إنّني دائمًا أتعلّم من زحلة، أتعلّم من زحلة ومن "الزحالنة"، وخصوصًا أتعلّم منهم وعيهم التاريخي، أتعلّم منهم تمسّكهم بالإيمان، وأتعلّم منهم استعدادهم الدائم للدفاع عن حريّتهم، للدفاع عن كرامتهم، للدفاع عن أرضهم مهما كان الثمن. لقد دفعت زحلة و"الزحالنة" ثمنًا كبيرًا، لكن من خلال هذا الثمن الذي دفعوه، ظلّوا متمسّكين بتاريخهم، حافظوا عليه، وظلّوا في أرضهم، وحافظوا عليها، كما حافظوا على زحلة في التاريخ والجغرافيا، وحفظوا لها مكانة في وجدان كلّ لبناني، سواء كان في أرض لبنان أو في بلاد الانتشار".


وتابع جعجع: "في جبل لبنان، من يريد أن يصبح مقاومًا أو ينتمي إلى "القوّات"، يفكّر ويتّخذ القرار ثم يتعلّم كيف يكون "قوّاتيًا". أمّا في زحلة، فالأمر لا يحتاج إلى كلّ هذه المراحل، فالشخص يولد من رحم أمّه مقاومًا و"قوّاتيًا". كلّ إنسان من بيننا هو ابن تاريخه، ابن الجغرافيا التي يعيش فيها، وابن معاناته. ومن هذا المنطلق، في زحلة ليس على الشخص أن ينضمّ إلى "القوّات"، بل يولد فيها "قوّاتيًا".
واعتبر جعجع أن "احتفالنا هذا العام ليس كسائر الأعوام، بصراحة، احتفالنا هذا العام له طعم خاص، له معنى خاص، لأنّه بالدليل المباشر، وإنْ بعد حين، "لم يصحّ إلا الصحيح". فبعد خمس وأربعين سنة، رحل الأسد وبقيت زحلة". وقال: "زحلة، في نظر الأسد الأب أو الأسد الابن، كانت دائمًا "شوكة في أعينهم"، لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا بها إخضاع زحلة. حاصروها، مارسوا عليها الضغوط بمختلف الأساليب ومن الجهات كلّها، اعتقلوا أبناءها، جرّوا رجالها بل وحتّى نساءها إلى أقبية التحقيق والتعذيب، لكن كما قلتُ، إنّ ذلك كلّه لم يُجدِ نفعًا. ظلّت زحلة هي زحلة، وفي نهاية المطاف رحلوا هم، وبقيت زحلة"، مشدداً على أن "أرض المقاومة لا يمكن في يوم من الأيّام أن تتحوّل إلى أرض استسلام، وهكذا بقيت زحلة أرض مقاومة بلا أي استسلام".


واستطرد جعجع: "شهداؤنا هذا العام سيكونون مسرورين جدًا، لماذا؟ لأنّهم، من جهة، ليسوا متفاجئين باللحظة التي نعيشها الآن. شهداؤنا، منذ اللحظة التي استُشهدوا فيها، كانوا يعلمون لماذا استُشهدوا، وإلّا لما منحهم الله القوّة على الشهادة، كانوا يعلمون ما الذي سيحدث، ويعلمون الأسباب. اليوم، سيكونون من جهة ثانية مسرورين لأنّ جميع المشكّكين والمتردّدين، وجميع ذوي "الوجوه الصفر" الذين كانوا يلومونهم، كيف يواجهون وكيف يقاومون، أصبح واضحًا لديهم الآن لماذا استُشهد من استُشهد، وأصبح واضحًا للجميع أنّه، مهما طال الزمن، "لن يصحّ إلا الصحيح". ولكن، وإنْ أدرك الكثيرون اليوم هذه الحقيقة، فلن يكون لهم أيّ طوبى، لأنّه "طوبى للذين آمنوا ولم يروا". شهداؤنا و"قوّاتُنا" آمنوا منذ الأيام الأولى من دون أن يروا، وظلّوا مؤمنين، والآن بعدما رأوا، سيظلون مؤمنين إلى أبد الآبدين، آمين".
ولفت جعجع إلى أن "شهداءنا سيكونون سعداء اليوم أيضا لأنّهم يعلمون كم تألّم آباؤهم وأبناؤهم وأقاربهم وأحبّاؤهم لفراقهم. وبعد الأحداث كلّها التي وقعت، فقد ساهمت هذه الأحداث، في مكان ما، في مداواة جزءٍ ولو صغير من جراح الفَقد، ألم الفَقد، الذي أصاب هذه العائلات إثر استشهاد أبنائها. ولهذا السبب، سيكون شهداؤنا اليوم مسرورين".
وتوجّه جعجع إلى القواتيين في زحلة بالقول: "أودّ أن أقول لكم في هذه المناسبة: يعطيكم ألف عافية. إنّني أعتبر أنّ مرور خمس وأربعين سنة على غياب شهدائنا هو محطة أساسية لا بدّ من التوقّف عندها. أقول لكم: يعطيكم ألف عافية على كلّ شيء، يعطيكم ألف عافية على السنوات الخمس والأربعين التي مرّت. سيّدنا، في هذه السنوات الخمس والأربعين استُشهد شباب، ولكن هناك شبابًا وصبايا أكثر منهم، واصلوا، وواصلوا، وواصلوا، وظلّوا مؤمنين في وقتٍ عزّ فيه الإيمان، وقلّ فيه الإيمان. ظلّوا مؤمنين طوال الوقت، قبل أن يروا شيئًا، وقبل أن يتأكّدوا من أيّ شيء. ظلّوا يناضلون على الدوام، رغم الاضطهادات والظروف الصعبة كلّها التي مررنا بها، سواء في زحلة أو في لبنان عمومًا، سواء تمثّلت هذه الاضطهادات في اعتقالات أو في سجون، أو احيانا في اغتيالات، كما حصل معنا أخيراَ، منذ نحو سنة، مع استشهاد رفيقنا باسكال سليمان".


وختم: "أودّ أن أقول لكم إنّ ما تقومون به الآن وتواصلونه، هو عمل بالغ الأهمية. في الوقت الذي يرتاح فيه الجميع ربّما في بيوتهم، تكونون أنتم مجتمعين، تتناقشون، تتداولون الرأي، لتروا ما هو الأصلح لقراكم، لأحيائكم، لمدينتكم، ولوطنكم. لكنّ ما أودّ أن أشكركم عليه بشكل خاص، هو أنّكم آمنتم طوال الوقت من دون أن تروا. المجد والخلود لشهداء زحلة الأبرار، عاشت زحلة، عاشت القوّات اللبنانية، ليحيَ لبنان".

وخلال القداس تلا الرسالة النائب جورج عقيص، وبعدما تلا المطران معوّض الإنجيل المقدس، ألقى المطران إبراهيم العظة، وقال: "إخوتي أصحاب السيادة السامي احترامُهم، المطران جوزيف معوّض، والمتروبوليت أنطونيوس الصوري، والمطران بولس سفر، أصحاب السعادة النواب، منسقيّة منطقة زحلة في القوات اللبنانية، وجميع الفعاليات الحاضرة، إخوتي الكهنة والرهبان والراهبات، أيّها الأحبّة، إخوتي وأخواتي في المسيح، في حضرة السيّدة العذراء، سيّدة زحلة والبقاع، وفي مدينة الدم الطاهر، دم الشهداء الذي سقى ترابها، نقف اليوم لنفتخر، لننحني إجلالا، لنصمت احتراما. نقف اليوم حيث الحجارة تهمس بأسماء الشهداء، وحيث النسيم يحمل حَكاياهم، وحيث السماء نفسها تفتح أبوابها لأرواح من اختاروا الحياة عبر الموت، والقيامة عبر الصليب".
وتابع: "الشهادة ليست موتًا عابرًا، بل موقفٌ سماوي، هي فعل حبٍّ مطلق، وفعل حرّية مطلقة. هي فلسفة الجسد الذي يقول «لا» للموت، وبأن يصير الموت طريقًا إلى الخلود. الشهادة في الفكر المسيحي ليست انتحارًا من أجل قضيّة، بل اتّحادًا بالصليب، حيث يصبح الدم كلامًا، والصمت صراخًا، والتراب إنجيلاً يُكتَب بالدم. في قلب الشهيد يسكن المسيح، وفي نظراته قبسٌ من نور القيامة، وفي جراحه تتفتّح معاني الفداء".

واستطرد: "شهداء زحلة لم يكونوا عشّاق موت، بل عشّاق وطن. لم يطلبوا المجد، بل استجابوا للنداء، حين صمت الجميع. اختاروا أن يبقوا على خطوط النار، ليبقى لبنان على خارطة الزمن. أولئك الذين ماتوا، لم يموتوا... فمن يسقط دفاعًا عن زحلة، ينهض مع كل فجرٍ فيها. من يُقتل على أبوابها، يسكن في أجراس كنائسها، وفي قمح واديها، وفي ضوء سهرات أهلها".
ولفت إلى أن "شهداء زحلة ليسوا ذكرى تُحيى، بل هويّة تُحمل، ومسؤوليّة تُحفظ، ووصيّة تُترجم إلى مواقف. زحلة ليست مدينة وحسب، زحلة نشيدٌ يُرتّل في وجه الخوف، هي قصيدة تُكتَب بالنار أحيانًا، وبالكرامة دائمًا. هي قلب لبنان النابض، لا لأنّ جغرافيّتها في الوسط، بل لأنّ تاريخها صليب، وناسها شهود، وإيمانها لا يُقهر".
وقال: "زحلة كانت ولا تزال، خطّ الدفاع عن البقاع، عن الحرّيّة، عن المسيحيّة المشرقيّة، عن لبنان الذي يشبه البشارة أكثر ممّا يشبه المزرعة. ومن هنا، من هذا المقام المقدس، حيث العذراء تنظر إلينا بعينين من حنانٍ وسيف، نفهم كيف يصبح الإيمان مقاومة، وكيف تصبح الأمّ مدرسة أبطال. من هذا التلّ، لا يُرفع تمثال فحسب، بل يُرفع شعبٌ بأكمله. من هنا، يبدأ الرجاء، حين يظنّ الآخرون أنّ الظلام قد انتصر".
وتابع: "زحلة يا عروس الدم والنور، يا من ارتفعَ المجد من ترابكِ، لا من قصور. فيكِ كلّ شهيدٍ صار نبيًّا، فشهداؤكِ لم يُقتلوا، بل أُقيموا، لم يندحروا، بل انتصروا. كتبوا بالدم ما لم تكتبه آلاف الخُطب".
وأشار إلى أننا "نرفع صلاتنا اليوم، لأمّ الشهداء، سيّدة زحلة، أن تحفظ هذه المدينة من كلّ شر، أن تعانق أمهات الشهداء بيدها الحنون، وأن تزرع في قلوب أولادنا الشجاعة نفسها التي حملها آباؤهم. في هذا النهار، نكتب بدمع العزّة على ضريح كلّ شهيد: "لم تَمُتْ… بل قمتَ!" ونهمس في أذن زحلة: "أنتِ لستِ وحدكِ… فشهداؤك معكِ، يسيرون في طرقاتك، يصلّون في كنائسِك، ويغنّون لكِ مرنمين من عليائهم".
وختم: "فلنحمل مشعلهم، ولنصنْ تضحيتهم، ولنعلِن للعالم: زحلة لم تُهزَم… ولن تُهزَم. لأنّ فيها من كتبوا بالدمّ نشيد الحياة. آمين". مواضيع ذات صلة جعجع بعد قداس لشهداء زحلة: مسيرة الدولة الفعلية بدأت والاصلاح الأول استعادة الدولة سلطتها وسيادتها وكل المساعدات مرتبطة بقيام الدولة Lebanon 24 جعجع بعد قداس لشهداء زحلة: مسيرة الدولة الفعلية بدأت والاصلاح الأول استعادة الدولة سلطتها وسيادتها وكل المساعدات مرتبطة بقيام الدولة 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح Lebanon 24 سلام في افطار السرايا: لا مشروع يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الخارجية الإسباني: نحتاج إلى سلام عادل للجميع وحرب العدوان لا يمكن أن تنجح Lebanon 24 وزير الخارجية الإسباني: نحتاج إلى سلام عادل للجميع وحرب العدوان لا يمكن أن تنجح 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح الذي يسمح بقيام الدولة وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي Lebanon 24 سلام: لا مشروع لدينا يعلو على استعادة الدولة لقرار الحرب والسلم وعلى الاصلاح الذي يسمح بقيام الدولة وهو الممر الإلزامي لاستعادة ثقة المواطن بالدولة وللتعافي المالي والنهوض الاقتصادي 07/04/2025 09:27:41 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً وزيرة "تثير تساؤلات" Lebanon 24 وزيرة "تثير تساؤلات" 02:15 | 2025-04-07 07/04/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع Lebanon 24 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع 02:00 | 2025-04-07 07/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" Lebanon 24 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" 01:45 | 2025-04-07 07/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" Lebanon 24 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" 01:30 | 2025-04-07 07/04/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية 01:22 | 2025-04-07 07/04/2025 01:22:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة اشكال وتضارب في مطار بيروت.. اليكم ما جرى (فيديو) Lebanon 24 اشكال وتضارب في مطار بيروت.. اليكم ما جرى (فيديو) 13:11 | 2025-04-06 06/04/2025 01:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قصة جديدة مروّعة عن "حادثة البيجر".. وكالة بريطانية تنشرها Lebanon 24 قصة جديدة مروّعة عن "حادثة البيجر".. وكالة بريطانية تنشرها 15:00 | 2025-04-06 06/04/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تعرّض زوجها لوعكة صحية مفاجئة.. فنانة معروفة تُثير قلق جمهورها (صورة) Lebanon 24 تعرّض زوجها لوعكة صحية مفاجئة.. فنانة معروفة تُثير قلق جمهورها (صورة) 07:21 | 2025-04-06 06/04/2025 07:21:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الماركات العالمية ترفض مغادرة بيروت.. أموال ومشاريع ستشعل الأسواق قريباً Lebanon 24 الماركات العالمية ترفض مغادرة بيروت.. أموال ومشاريع ستشعل الأسواق قريباً 10:27 | 2025-04-06 06/04/2025 10:27:01 Lebanon 24 Lebanon 24 فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب Lebanon 24 فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب 12:29 | 2025-04-06 06/04/2025 12:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 02:15 | 2025-04-07 وزيرة "تثير تساؤلات" 02:00 | 2025-04-07 هذا هو الفرق بين خطاب القسم والواقع 01:45 | 2025-04-07 تحالف ثابت مع "ضم مَنْ يرغب" 01:30 | 2025-04-07 تحالف بين "حزب الله" و"التيار" 01:22 | 2025-04-07 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية 01:15 | 2025-04-07 تحالف عريض في دائرة بيروت الاولى فيديو "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) Lebanon 24 "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) 02:07 | 2025-04-05 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) 23:15 | 2025-04-04 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) 23:31 | 2025-04-01 07/04/2025 09:27:41 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • المثقف الإسلامي بين اللحظة واستشراف المستقبل.. معادلة الوعي والبناء الحضاري
  • المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو غير صالح لقيادة تل أبيب فى الحرب ولا يمكن الوثوق به
  • جعجع: الإصلاحات لا يمكن أن تنجح قبل استعادة الدولة سلطتها
  • ما جدوى التحشيد الكبير الذي تقوم به واشنطن لقواعدها العسكرية في المنطقة ..!
  • كيف يمكن للمثالية المفرطة أن تفسد إجازتك؟
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • مازق المثقف في المنفى: بين التماهي والهويات المنقسمة
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن