ارتفاع ضغط العين… أعراضه وعلاجه والفئات الأكثر عرضة له
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
ارتفاع ضغط العين مرض ليس محدداً بفئة عمرية، ولكنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم قصة عائلية فهو مرض وراثي، ولدى مصابي ارتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري ومن تجاوزوا الأربعين من العمر ومرضى قصر النظر والذين تعرضوا لإصابات في العين وفق مديرة الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي بدمشق الدكتورة رنا عمران.
وبلغة الأرقام، أوضحت الدكتورة عمران أن المشفى قدمت خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري أكثر من 92 ألف خدمة مجانية وشبه مجانية، تشمل خدمات تشخيصية وعلاجية وجراحية.
وأشارت الدكتورة عمران إلى أنه راجع المشفى خلال الفترة نفسها 109766 شخصاً، منها نحو 6386 حالة، شُخصت الإصابة بزرق العين الناتج عن ارتفاع ضغط العين.
رئيسة قسم الزرق في المشفى الدكتورة شيرين خضر، أوضحت أن ارتفاع ضغط العين من أشهر الأمراض العضوية التي تصيب العين، والذي يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجه بالوقت والشكل المناسب، مبينة أن ضغط العين مصطلح يشير إلى معدل ضغط الخلط المائي داخل العين، وهو عبارة عن سائل موجود بين العدسة والقرنية يشبه البلازما إلى حد كبير.
ووفق الدكتورة خضر ارتفاع ضغط العين مشكلة تجعل مقدمة العين غير قادرة على تصريف الخلط المائي بشكل صحيح، ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط بداخلها ومن ثم زيادة خطر الإصابة بالغلوكوما “المياه الزرقاء” نتيجة لتلف العصب البصري.
ويعد ضغط العين حسب الدكتورة خضر طبيعياً إذا تراوحت نسبته ما بين 10- 21 مليمتراً زئبقياً، وتكون العين مصابة إذا تجاوزت هذه النسبة، مبينة أنه يتم قياسه باستخدام جهاز دقيق يدعى مقياس توتر العين الذي يقيس ضغط العين الواحدة أو كليهما.
وحول أعراض ارتفاع ضغط العين، بينت الدكتورة خضر أنه لا يمكن اكتشاف ارتفاع ضغط العين إلا عن طريق الفحص الطبي، لافتة إلى وجود عدة أعراض قد تنذر به، منها تشوش الرؤية وضعف النظر وكثرة إفراز الدموع وإحمرار شديد وألم حاد في العين، إضافة إلى الصداع وأحياناً غثيان وإقياء.
وأشارت الدكتورة خضر إلى أن علاج هذا المرض يكون حسب طبيعة الحالة، ففي الحالات التي تكتشف باكراً يمكن استخدام قطرات علاجية لحفظ ضغط العين تستخدم لمدة محددة مع مواصلة قياس ضغط العين بشكل دوري وفحص قعر العين لتقييم العصب البصري، إضافة إلى إجراء صورة ساحة بصرية وفي حال لم يتم ضبط ضغط العين بالقطرات الموصوفة يلجأ الطبيب إلى العلاج بالليزر أو الجراحة.
وأكدت الدكتورة خضر ضرورة إجراء الفحوصات الطبية للعين بشكل دوري خاصة مع تقدم العمر أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو وراثية لضمان الكشف المبكر عن أي مرض، ومنها ارتفاع ضغط العين للوقاية من مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة.
بشرى برهوم
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: ارتفاع ضغط العین
إقرأ أيضاً:
السودان… مفاوضات أو لا مفاوضات!
السودان… مفاوضات أو لا مفاوضات!
عثمان ميرغني
بعد القصص المروعة عن الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها «قوات الدعم السريع»، قبل إخراجها من ولاية الجزيرة، يعيش السودانيون هذه الأيام صدمة الانتهاكات التي حدثت في الخرطوم قبل تحريرها، وجرى توثيقها في مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع هذه الأيام.
بقايا جثث محترقة داخل حاويات ضخمة. أسرى ماتوا عطشاً بعد حجزهم في غرفة إحدى المدارس وإغلاقهم داخلها. آخرون عثر على جثثهم مقيدة داخل حمام منزل حُبِسوا داخله وتُركوا على ذلك الحال لزمن غير معروف. قبور داخل البيوت، وفي بعض الشوارع، لأن مجندي «الدعم السريع» منعوا الناس من الخروج لدفنها في المقابر.
أسرى حررهم الجيش من المنازل والمعسكرات التي حُوّلت إلى معتقلات عشوائية تحدثوا عن التعذيب والتنكيل والحرمان من الطعام؛ فمات بعضهم، ولم يُسمَح لأحد بدفنهم. ظهر الناجون في حال يُرثى لها، وبعضهم ليسوا أكثر من هياكل عظمية، فتعذر إسعافهم وإنقاذهم، وماتوا بعد أيام قليلة من إنهاء أَسْرهم.
مع الصدمة من هذه الممارسات وقصص الانتهاكات التي تتردد من دارفور إلى الجزيرة والخرطوم ومناطق أخرى، أصبحت هناك هوة شاسعة بين «قوات الدعم السريع» وغالبية الشعب السوداني. هوة يصعب ردمها. والنتيجة هي أن هناك واقعاً جديداً تشكل في المشهد السوداني باتت معه غالبية مقدَّرة من الناس تقف في ناحية لا ترى في «الدعم السريع» سوى ممارساته التي تستهدف المواطن في دياره وممتلكاته وأعراضه. وبالتالي لا ترى إمكانية للتعايش معه.
الانتهاكات الواسعة كانت أيضاً سبباً في انضمام عدد كبير من الرجال والشباب لصفوف المقاومة الشعبية والمستنفرين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش؛ ما أسهم أيضاً في تغيير المعادلات في المعركة التي يراها كثيرون دفاعية لحماية الممتلكات والأعراض، ووجودية لحماية السودان من مؤامرة داخلية وخارجية كبيرة.
ضمن هذا المشهد فإن الجيش السوداني، بعدما كان أكثر انفتاحاً على مسألة المفاوضات لنحو 18 شهراً من الحرب، أصبح موقفه اليوم متشدداً ورافضاً لها؛ ففي كل الخطابات التي سمعها الناس، منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم من الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق شمس الدين كباشي، ومساعده الفريق ياسر العطا، ومعهم قيادات أخرى في الجيش ومجلس السيادة، كان الموقف هو أن لا مفاوضات ولا هدنة، وأن «قوات الدعم السريع» إذا أرادت الحل فإن عليها تسليم سلاحها والتوجُّه إلى معسكرات محددة. التقدم الميداني الكبير والمتسارع الذي حققه الجيش وحلفاؤه منذ انتقالهم من الدفاع إلى الهجوم في سبتمبر (أيلول) الماضي، كان سبباً في هذا التحول، مثلما كانت انتهاكات «الدعم السريع» ضد المواطنين، والتدمير الواسع والممنهج الذي أحدثته في الممتلكات والمؤسسات والبنى التحتية عاملاً آخر في تغير المزاج العام وتبني خطاب متشدد إزاء «قوات الدعم السريع».
هناك بالطبع من يحاولون، لحساباتهم الخاصة، إنقاذ ما يمكن إنقاذه لـ«الدعم السريع» وتبرير هزائمها الأخيرة؛ بالحديث تارة عن أن هذه القوات انسحبت تكتيكياً من الخرطوم، وتارة عن وجود مفاوضات سرية بينها وبين الجيش للتوصُّل إلى صفقة تنهي الحرب. هؤلاء لا يقدمون حججاً منطقية تدعم أقوالهم، ولا يفصحون بأي تفصيل عن رؤيتهم لمستقبل ودور «قوات الدعم السريع»؛ فهل بعد كل ما ارتكبته هذه القوات يمكن إعطاؤها دوراً في أي مشهد قادم؟ وهل يمكن استيعابها في الجيش الوطني «المهني» الواحد الذي يُفترض أن يكون من بين أهداف وخطط مرحلة ما بعد الحرب؟ وهل أن منحها أي دور مستقبلي سيعني نهاية الحروب في السودان، أم أنه سيشجع آخرين على تكرار تجربتها بكل مآسيها؟
الخطابان الأخيران للبرهان وحميدتي، مطلع هذا الأسبوع، كانا بمثابة التأكيد على عدم وجود مفاوضات، ومؤشراً على أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً في وتيرة العمليات العسكرية وانتقال المعارك من الخرطوم إلى دارفور وكردفان، آخر معاقل انتشار «قوات الدعم السريع» وحلفائها.
هناك الكثير من المؤشرات أيضاً على أن أطرافاً عديدة في الداخل وصلت إلى قناعة بأنه لم يعد وارداً الآن العودة إلى أي مفاوضات تعطي «الدعم السريع» دوراً عسكرياً أو سياسياً في المشهد السوداني بالمرحلة المقبلة. وأي مفاوضات إن حدثت في هذه الظروف، فإنها ستكون على شروط تسليم العتاد، وتسريح هذه القوات. وحتى في صيغة كهذه، فقد أوضح الفريق البرهان في خطاباته الأخيرة أنه لا يمكن إسقاط الحق العام في المحاسبة عن الدمار والقتل والاغتصاب وكافة الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حق المواطن والبلد ومنشآته الحيوية. هذا الموقف لا يعبر عن رأي قيادات الجيش فحسب، بل عن المزاج السائد وسط قطاعات كبيرة من الشعب السوداني الذي عانى معاناة غير مسبوقة في هذه الحرب، وسيخرج منها بكثير من الدروس، والعِبر، والوعي لأهمية عدم تكرار الحلول المجتزأة التي تراعي حسابات السياسة، وتعيد إنتاج الأزمات والحروب مستقبلاً.
الوسومالجيش السودان عصمان ميرغني مفاوضات