سودانايل:
2025-02-22@22:03:41 GMT

آخر محطات البرهان !!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

أطياف -
في سبتمبر (٢٠٢٢) منحت الولايات المتحدة الأمريكية بصعوبة تأشيرة دخول للفريق عبد الفتاح البرهان ليحل ضيفا على أراضيها، للمشاركة في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقيدت أمريكا تحركاته في منطقة جغرافية بعينها، ذهب البرهان الي هناك وعندما وقف مخاطبا لها كان يحمل كتابه الأسود، الصفحات الأولى فيه تحكي عن تعدي سياسي مارسه جنرال عسكري ديكتاتوري قام بإنقلاب على حكومة مدنية إستمدت شرعيتها من ثورة ديسمبر المجيدة، والصفحات الأخيرة منه تحكي عن تعدي إنساني ارتكب فيه البرهان وسلطته جرائم ضد الشعب بقتله لأكثر من مائة شاب وشابه امام القصر وفي شوارع الخرطوم من شباب الثورة، خرجوا ينددوا بالإنقلاب، لذلك ظهر البرهان بملامح فظة وقلب غليظ الأمر الذي جعل رؤساء الوفود والدول في القاعة ينفضوا من حوله، وتركوه واقفا، وانتشرت صورة المقاعد الخالية أكثر من كلمة البرهان أمام الجمعية
وبالرغم من أن الكلمة كانت (للكراسي) إلا أن البرهان كان حريصاً على أن لايتخلى عن عادته وتحدث عن كذبتين الأولى قال فيها: (إن المؤسسة العسكرية قررت الانسحاب من الحوار الوطني وعدم المشاركة في السلطة بغرض إفساح المجال أمام القوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة بقيادة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال متطلبات الفترة الانتقالية) والكذبة الثانية قال فيها: (نجدد الإلتزام بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان -يونيتامس- ) وخرج البرهان من هناك صفر اليدين
لذلك إن حاول البرهان هذه المرة المشاركة في إجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة
عليه النظر جيدا في مرآة الجلسة الماضية سيجد نفسه أنه يقف الآن بمظهر أكثر سوءً من قبل، قائدا عسكرياً حرق بلاده من خلفه دون أن يحقق نصراً للجيش في معارك إستمرت لنصف عام، يقف هذه المرة بنتائج الحرب العبثية التي قتلت أكثر من ٤ ألف سوداني، وتسببت في نزوح ٥ ملايين ودمرت آلاف المنازل وعشرات المقار الحكومية، سيقف البرهان مُثقل بالمسئولية عن عدد من الجرائم الإنسانية، وأكثر ما يسلب ماء وجهه إنه سيواجه كذباته عندما قال في المرة الماضية أنه فور عودته سينسحب من المشهد السياسي ويسلم الحكومة للمدنيين ويدعم عملية التحول الديمقراطي ولم يفعل وإنه سيتعاون مع البعثة الأممية ولم يفعل، وسيجد خطابه الذي طالب فيه بطرد فولكر أمام الأمين العام فماذا سيقول البرهان الذي منع البعثة من مواصلة عملها ومهامها !!
فإن كنت مستشارة للبرهان لمنعته من السفر هذه المرة للمشاركة في الجمعية لأن ذهابه لايعني سوى ظفر الأمم المتحدة ب( صيد سمين ) ستحاصره الدول بالمساءلة عن جرائمه وعن نكصه للعهود معها، ستعد له الأمم المتحده هذه المرة ( كرسي ساخن ) ليجلس عليه وستضع أمامه خيارين لامفر منهما أما الذهاب الي جدة مباشرة أو الموافقة على التدخل العسكري، لذلك أتوقع إن سافر البرهان الي أمريكا سيكون سبتمبر نهاية أحلام الفلول، وستكون نيويورك آخر محطات الجنرال لوأد أطماعه.


طيف أخير:
#لا_للحرب
في ٢٠١٦ رفضت واشنطن منح الرئيس البشير تأشيرة لدخول أراضيها للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لاتهامه بجرائم حرب في دارفور جعلته مطلوبا أمام المحكمة، ولاتعليق!!
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه المرة

إقرأ أيضاً:

كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟

كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟

تاج السر عثمان بابو

1

يواصل البرهان المزيد من التعقيد للمشهد السياسي والعسكري بمحاولة إحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم من خلال إدخال تعديلات غير دستورية على الوثيقة الدستورية “المعيبة” التي تم خرقها وشبعت موتا، وقضى عليها بانقلابه في 25 أكتوبر الذي قاد الحرب الراهنة.

فقد تم في تسريبات التعديلات حذف أي إشارة إلى المكون المدني أو قوات الدعم السريع، وتم تعزيز صلاحيات المؤسسة العسكرية والموالين لها، مما ينسف مطلب ثورة ديسمبر في الحكم المدني الديمقراطي، فضلا عن رفض المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي اللذان دعيا إلى انتقال ديمقراطي مدني في السودان كشرط لإعادة السودان لحضنه.

جاء ذلك في الوجهة التي قدمها البرهان لتشكيل حكومة في ظل استمرار الحرب.

كما تأتي هذه التعديلات أيضا في ظروف تطرح فيها قوات الدعم السريع قيام حكومة موازية أخرى غير شرعية كما حكومة الأمر الواقع غير الشرعية في بورتسودان، تهدد وحدة الوطن في محادثات العاصمة الكينية نيروبي قبل التوقيع على ميثاق سياسي من شأنه أن يمهد الطريق أمام تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مما يؤدي للمزيد من تصعيد الصراع والحرب، وتعطيل جهود وقف الحرب والحل التفاوضي  السلمي.

2

مضت حوالي ست سنوات على توقيع الوثيقة الدستورية في 17 أغسطس 2019 بين اللجنة الأمنية وقوى “الهبوط الناعم” في (قحت) التي كرّست هيمنة المكون العسكري في الشراكة، كما هو الحال في اتفاق تقاسم السلطة الذي أعطى العسكر:

– 21 شهرا الأولى.

– تعيين وزيري الداخلية والدفاع.

– الإبقاء على الدعم السريع والقوات المسلحة والشرطة في يد المجلس السيادي.

– الإبقاء على الدعم السريع وغض الطرف عن مليشيات النظام البائد (كتائب الظل، الدفاع الشعبي، الوحدات الجهادية الطلابية. الخ).

– تعيين المجلس السيادي لمفوضيات مهمة مثل: الانتخابات- الدستور- المؤتمر الدستوري.

– الإبقاء على المراسيم الدستورية من 11 أبريل 2019 إلى بداية سريان الاتفاق.

3

الاتفاق لم يأت نتاجا لتطور باطني سوداني، بل تمّ تجاوز ميثاق قوى الحرية والتغيير، وتدخل خارجي إقليمي وعالمي بات معلوما تفاصيله للجميع بهدف فرض “الهبوط الناعم” الذي يعيد سياسات النظام السابق الاقتصادية والقمعية وتحالفاته العسكرية التي تفرط في سيادة البلاد ونهب ثرواتها الزراعية والمعدنية والحيوانية وأراضيها الخصبة ومياهها الجوفية، والاستمرار في الاتفاقات الجزئية التي تعمق الصراعات القبلية والإثنية وتهدد وحدة البلاد، وضمان الحفاظ على مصالح تلك القوى (قواعد عسكرية، موانئ، الخ).

كما أبقى الاتفاق على المصالح الطبقية للرأسمالية الطفيلية المدنية والعسكرية ومصادر التراكم الرأسمالي الطفيلي (العائد من حرب اليمن، نهب وتهريب الذهب، وعدم ضم شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والمحاصيل النقدية، والماشية والاتصالات. الخ للدولة).

كان الهدف من الاتفاق كما هو جار الآن  إجهاض الثورة وأهدافها وقيام شراكة بين العسكر والمدنيين يكون المهيمن فيها المكون العسكري، بدلا من قيام الدولة المدنية الديمقراطية، إضافة لقطع الطريق أمام قيام نظام ديمقراطي يكون منارة في المنطقة.

4

ومنذ التوقيع على الوثيقة الدستورية كان الحصاد هشيما، كما أكدت تجربة العامين الماضيين صحة التوقعات بإجهاض الثورة والسير في “الهبوط الناعم” تحت هيمنة المكون العسكري كما في حالة:

– عدم الرضا والخرق المستمر للوثيقة الدستورية، وعدم تنفيذ جداولها الزمنية مثل مضي أكثر من ثلاثة أشهر على لجنة التقصي في مجزرة فض الاعتصام ولم يحدث شئ.

– عدم تكوين المجلس التشريعي.

– تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بدلا من تحسينها ودعم الدولة للتعليم والصحة، وتمكين الشباب والمرأة. الخ، كما جاء في الوثيقة.

-البطء في تفكيك النظام البائد واسترداد الأموال المنهوبة.

– عدم إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإصدار قوانين ديمقراطية للنقابات والاتحادات. الخ.

– لا عودة لجميع المفصولين العسكريين والمدنيين.

– لم يتم تكوين المحكمة الدستورية وإصلاح النظام العدلي والقانوني.

– خرق المكون العسكري للوثيقة الدستورية بهمينته على ملف السلام والسياسة الخارجية من مجلس الوزراء، والالتفاف علي “الوثيقة الدستورية”، وإفراغها من مضمونها، وتوقيع اتفاق جوبا الذي كان انقلابا “على الوثيقة الدستورية”، تعلو بنوده عليها، والتطبيع مع إسرائيل بلقاء البرهان- نتنياهو، والسماح بالقواعد العسكرية لأمريكا على البحر الأحمر. الخ.

– مصادرة حق الحياة الذي كفلته الوثيقة الدستورية، بالقمع وإطلاق النار على المواكب والتجمعات السلمية مما أدى إلى استشهاد البعض وجرحى، والاعتداء على الصحفيين والنساء من بعض المتفلتين من القوات النظامية، وقيام بيوت أشباح للدعم السريع، والتهاون مع مواكب الفلول، واستمرار الصراعات القبلية والإثنية في دارفور والشرق وجنوب وغرب كردفان. الخ.

– وصل الانحراف عن الوثيقة وأهداف الثورة بالدعوات للمصالحة مع الإسلاميين.

– الدعوات للانتخابات المبكرة بدون تحقيق أهداف الفترة الانتقالية واستحقاقاتها التي تؤدي لانتخابات حرة نزيهة بعد المؤتمر الدستوري ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يتوافق عليه الجميع.

كل ذلك، يؤكد ما ظللنا نشير إليه منذ التوقيع على الوثيقة الدستورية (المعيبة) أنها أصبحت حبرا على ورق، ومعبرا لإجهاض الثورة، وامتدادا لسياسات النظام البائد في خرق العهود والمواثيق.

5

استمر خرق الوثيقة الدستورية حتى تم القضاء عليها بانقلاب 25 أكتوبر الذي قاد الحرب اللعينة الجارية حاليا، فضلا عن انه لا يحق للبرهان تعديل الوثيقة الدستورية.

عليه يصبح، لا بديل غير مواصلة التحالف القاعدي الجماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، والدفاع عن وحدة الوطن ووقف مهازل البرهان في تعديلات الوثيقة الدستورية لفرض حكم عسكري ديكتاتوري، ونقض العهود والمواثيق كما في عدم تسليم السلطة للمدنيين بنهاية فترة العسكر، مما يودي للمزيد من التصعيد للحرب بتكوين الحكومة الموازية، ومقاومة إعادة إنتاج الأزمة والحرب مرة بالشراكة مع العسكر والدعم السريع، والعودة لأوضاع ما قبل الحرب، وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يحقق أهداف الثورة ومهام الفترة الانتقالية.

الوسومالبرهان الدعم السريع السودان الشرطة النظام البائد الوثيقة الدستورية تاج السر عثمان بابو تفكيك التمكين جهاز الأمن

مقالات مشابهة

  • كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
  • نيويورك تايمز: مسودة اتفاق المعادن الجديدة أكثر إزعاجا لأوكرانيا
  • كاميرون هديسون: من المثير للاهتمام رؤية البيان الفاتر من الأمم المتحدة الذي يحذر من إنشاء الدعم السريع لحكومة موازية ولكن دون إدانته
  • في ذكرى رحيله.. محطات في حياة المخرج حسام الدين مصطفى
  • محمود ميسرة السراج: المرة دي حبيبنا المخرج الكبير رؤوف عبد العزيز قال ياخدها من قصيرها وجابني في دور الشيطان شخصيا
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • اليوم العالمي للغة الأم.. ما أكثر اللغات المهددة بالانقراض؟
  • عبر 7 محطات.. هكذا تدحرجت مواقف ترامب بشأن غزة
  • نھج أمریكي أكثر جرأة لإنھاء الحرب في السودان: معالجة التھدیدات الرئیسیة وتحدید المصالح
  • في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة جمال إسماعيل