أطياف -
في سبتمبر (٢٠٢٢) منحت الولايات المتحدة الأمريكية بصعوبة تأشيرة دخول للفريق عبد الفتاح البرهان ليحل ضيفا على أراضيها، للمشاركة في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقيدت أمريكا تحركاته في منطقة جغرافية بعينها، ذهب البرهان الي هناك وعندما وقف مخاطبا لها كان يحمل كتابه الأسود، الصفحات الأولى فيه تحكي عن تعدي سياسي مارسه جنرال عسكري ديكتاتوري قام بإنقلاب على حكومة مدنية إستمدت شرعيتها من ثورة ديسمبر المجيدة، والصفحات الأخيرة منه تحكي عن تعدي إنساني ارتكب فيه البرهان وسلطته جرائم ضد الشعب بقتله لأكثر من مائة شاب وشابه امام القصر وفي شوارع الخرطوم من شباب الثورة، خرجوا ينددوا بالإنقلاب، لذلك ظهر البرهان بملامح فظة وقلب غليظ الأمر الذي جعل رؤساء الوفود والدول في القاعة ينفضوا من حوله، وتركوه واقفا، وانتشرت صورة المقاعد الخالية أكثر من كلمة البرهان أمام الجمعية
وبالرغم من أن الكلمة كانت (للكراسي) إلا أن البرهان كان حريصاً على أن لايتخلى عن عادته وتحدث عن كذبتين الأولى قال فيها: (إن المؤسسة العسكرية قررت الانسحاب من الحوار الوطني وعدم المشاركة في السلطة بغرض إفساح المجال أمام القوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة بقيادة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال متطلبات الفترة الانتقالية) والكذبة الثانية قال فيها: (نجدد الإلتزام بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان -يونيتامس- ) وخرج البرهان من هناك صفر اليدين
لذلك إن حاول البرهان هذه المرة المشاركة في إجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة
عليه النظر جيدا في مرآة الجلسة الماضية سيجد نفسه أنه يقف الآن بمظهر أكثر سوءً من قبل، قائدا عسكرياً حرق بلاده من خلفه دون أن يحقق نصراً للجيش في معارك إستمرت لنصف عام، يقف هذه المرة بنتائج الحرب العبثية التي قتلت أكثر من ٤ ألف سوداني، وتسببت في نزوح ٥ ملايين ودمرت آلاف المنازل وعشرات المقار الحكومية، سيقف البرهان مُثقل بالمسئولية عن عدد من الجرائم الإنسانية، وأكثر ما يسلب ماء وجهه إنه سيواجه كذباته عندما قال في المرة الماضية أنه فور عودته سينسحب من المشهد السياسي ويسلم الحكومة للمدنيين ويدعم عملية التحول الديمقراطي ولم يفعل وإنه سيتعاون مع البعثة الأممية ولم يفعل، وسيجد خطابه الذي طالب فيه بطرد فولكر أمام الأمين العام فماذا سيقول البرهان الذي منع البعثة من مواصلة عملها ومهامها !!
فإن كنت مستشارة للبرهان لمنعته من السفر هذه المرة للمشاركة في الجمعية لأن ذهابه لايعني سوى ظفر الأمم المتحدة ب( صيد سمين ) ستحاصره الدول بالمساءلة عن جرائمه وعن نكصه للعهود معها، ستعد له الأمم المتحده هذه المرة ( كرسي ساخن ) ليجلس عليه وستضع أمامه خيارين لامفر منهما أما الذهاب الي جدة مباشرة أو الموافقة على التدخل العسكري، لذلك أتوقع إن سافر البرهان الي أمريكا سيكون سبتمبر نهاية أحلام الفلول، وستكون نيويورك آخر محطات الجنرال لوأد أطماعه.
طيف أخير:
#لا_للحرب
في ٢٠١٦ رفضت واشنطن منح الرئيس البشير تأشيرة لدخول أراضيها للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لاتهامه بجرائم حرب في دارفور جعلته مطلوبا أمام المحكمة، ولاتعليق!!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه المرة
إقرأ أيضاً:
رد اعتبار فى لبنان
أشياء كثيرة يمكن أن نقرأها فى التاسع من يناير الذى جرى فيه انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيسًا للبنان.
من بين الأشياء مثلًا أن هذه هى المرة الأولى التى يضىء فيها قصر بعبدا الرئاسى أنواره منذ أكثر من عامين، وبالتحديد منذ الحادى والثلاثين من أكتوبر ٢٠٢٢. ففى ذلك اليوم غادر الرئيس السابق ميشيل عون بعبدا، ومن بعدها بقى القصر على مدى عامين وشهرين وتسعة أيام بغير ساكن يقيم فيه.
وعلى طول الطريق من هناك إلى هنا كان البرلمان اللبنانى ينعقد المرة بعد المرة لانتخاب الرئيس الجديد، وكان يفشل فى كل مرة، إلا هذه المرة الأخيرة!
كان البرلمان ينعقد ليختار لأن الرئيس فى لبنان يختاره نواب البرلمان لا الناخبون بالاقتراع المباشر، وكان الاختيار لا يتم لأن البرلمان عبارة عن كُتل برلمانية، ولأن كل مرشح جرى طرح اسمه على مدى العامين والشهرين والتسعة أيام، لم يكن يحظى بإجماع الكتل كلها ولا حتى بتوافقها، وكانت كل جلسة جديدة لانتخاب الرئيس تنتهى بالعودة للمربع الأول.
وبهذه الطريقة انعقدت ١٢ جلسة، ولم تكن النتيجة فى كل جلسة منها تختلف عنها فى الجلسة الأخرى، إلا جلسة التاسع من يناير الذى كانت رقم ١٣.
وقد عشنا نعرف أن العرب تتشاءم من هذا الرقم، ولذلك كان القلق سيد الموقف عندما قيل قبلها أن الجلسة المقبلة تحمل رقم ١٣، وأن هناك أملًا كبيرًا فى ألا تنتهى كسابقاتها، وأن تحمل الخير لأهل لبنان.
كان الذين يأملون خيرًا يغالبون الظن القديم فى رقم ١٣، وكانوا يقولون أن الأجواء من حولنا تجعل الرقم عنوانًا للتفاؤل هذه المرة لا للتشاؤم.. ولو كان الاستاذ العقاد حيًا لكان قد انتصر للرقم فى مواجهة كل الذين لا يجدون فيه ما يدعو إلى التفاؤل، فالعقاد كان يحرص على إظهار تفاؤله به، وكان لهذا السبب فيما يبدو قد اختار أن يقيم فى ١٣ شارع سليم الأول فى مصر الجديدة.
غير أن الشىء الأهم التى نستطيع أن نقرأه فى التاسع من يناير اللبنانى، أنه اليوم الذى أعاد الاعتبار للرقم الشهير .. فلا داعى للتشاؤم منه كما جرى العُرف والعادة، ولا دليل على ذلك إلا أن أنوار بعبدا قد أضاءت فى المرة ١٣ بالذات، وبكل ما يمكن أن يحمله النور عمومًا، ونور القصر خصوصًا، من الخير إلى لبنان وأهل لبنان.