مطران إيبارشية شرق أفريقيا يزور الأديرة القبطية في مصر
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أجرى الأنبا ماتيوس، مطران إيبارشية شرق أفريقيا ومصر، ورئيس تلفزيون ورئيس هيئة إذاعة الخدمات الإعلامية «EOTC» بزيارة رسولية لمصر، لزيارة رعيته.
وأوضح الأنبا بيمن، أسقف نقادة وقوص، في تصريحات لـ«الوطن» أنَّ الأنبا ماتيوس يزور الأديرة القبطية ويتفقد أوضاع رعيته في مصر.
وعند وصول نيافة إلى مطار القاهرة الدولي كان في استقباله كهنة الرعية وأعضاء مجلس الرعية بقيادة ميلاك سلم كوموس أبا جبر سيلاسي رئيس كنيسة ميروس هيوت مدنيليم.
وزار مطران شرق أفريقيا كنيسة الملاك ميخائيل بكاتدرائية القديس مرقس بالإسكندرية، أمس، في الخدمة الرسولية التي يقوم بها في أبرشيته في مصر.بالإضافة إلى ذلك، زاروا دير القديس ميناس وتناقشوا مع مطران الدير، والأنبا كيرلس وعدد من أساقفة الكنيسة القبطية.
ومن المنتظر أن يجري نيافته محادثات مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
جدير بالذكر أن الكنيستين الإثيوبية والقبطية ترتبطان بعلاقات تاريخية، وقد بدأت العلاقات بينهما منذ عهد البابا أثناسيوس في القرن الرابع الميلادي عندما قام برسامة أول مطران على إثيوبيا باسم «الأنبا سلامة». وبحسب التاريخ الكنسي، في القرن الخامس قام عدد من الرهبان الأقباط بتأسيس أديرة قبطية هناك، في عهد البابا كيرلس الخامس توطدت العلاقات بين الكنيستين، إذ طالب الإمبراطور يوحنا الرابع، حاكم إثيوبيا في ذلك الوقت، بإعادة رسامة مطران قبطي لإثيوبيا.
وفي بداية 2015، زارالمطران الأنبا متياس بزيارة مصر لأول مرة في عهد البابا توارضروس بعد عودة العلاقات بين الكنيستين وقام بزيارة عدد الأديرة والكنائس خلال زيارته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكنيسة البابا تواضروس
إقرأ أيضاً:
من كرازة إلى كاتدرائية.. كيف صنع الأنبا باخوميوس مجد الإيبارشية من لا شيء؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد الأنبا باخوميوس قيمة وقامة كبيرة نفتقدها في هذا الزمان؛ فهو من أبرز الرجال الذين تدين لهم الكنيسة والمجتمع المصري بالكثير من الفضائل والخدمات الموجهة للناس في كل مكان؛ وكما قال الأب باخوم كاهن إحدى كنائس البحيرة لـ«البوابة نيوز»: الأنبا باخوميوس لم يكن مجرد أسقف، بل كان صانع هوية، وباني حضارة روحية في صحراء كانت تفتقر لكل شيء.
ويسترجع باخوم مشوار أكثر من خمسة عقود، صنعت فيها يد واحدة خريطة خدمة لرعية امتدت من ضفاف النيل إلى أطراف شمال أفريقيا، من البحيرة حتى الخمس مدن الغربية.
وترصد «البوابة نيوز» كيف بدأت إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية من العدم، وكيف تحولت على يد الأنبا باخوميوس إلى مؤسسة كنسية متكاملة.
إيبارشية البحيرة
تأسست إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية رسميًا يوم 12 ديسمبر 1971 برسامة الأنبا باخوميوس كأول أسقف لها.
كانت هذه الإيبارشية الجديدة خطوة تنظيمية مهمة للكنيسة القبطية، خاصة أنها ضمت مناطق مترامية الأطراف كانت سابقًا تابعة لإيبارشيات مختلفة، إذ كانت تضم البحيرة والغربية وكفر الشيخ، ثم اتسعت لتشمل مطروح والخمس مدن الغربية.
وقد اختار البابا شنودة الثالث الأنبا باخوميوس، الذي كان آنذاك أبونا أنطونيوس السرياني، ليقود هذه المنطقة التي كانت في أمس الحاجة إلى رعاية روحية وتنظيم كنسي شامل.
حدود الإيبارشية الجغرافية
بدأت الإيبارشية في شكلها الحالي تقريبًا، لكنها كانت بلا ملامح واضحة أو بنية أساسية، كانت الكنائس محدودة للغاية، والخدمة شبه منعدمة، والمجتمع متنوع ما بين ريفي وصحراوي وبدوي. ومع ازدياد عدد السكان وتطور الخدمة، أعيد تقسيم مناطق الخدمة داخليًا إلى ستة قطاعات رعوية، لكل قطاع وكيل مسئول، بالإضافة إلى المثلث الكهنوتي في القمة بقيادة المطران.
ولم تكن مطروح أو الخمس مدن الغربية ضمن الكيان الكنسي بشكل منظم قبل ذلك، بل جاءت لاحقًا كامتداد طبيعي لرؤية الأسقف التي لم تكن تعرف حدودًا للجغرافيا طالما أن هناك نفوسًا تحتاج إلى الخدمة.
محطات تاريخية
12 ديسمبر 1971: رسامة الأنبا باخوميوس كأسقف للإيبارشية.
2 سبتمبر 1990: ترقية الأنبا باخوميوس إلى رتبة مطران، وتدشين الكاتدرائية، وإهداء رفات القديس أثناسيوس الرسول للإيبارشية.
إنشاء كلية القديس أثناسيوس اللاهوتية، ومعاهد الإلحان والرعاية والكتاب المقدس.
تأسيس فروع متعددة للإكليريكية في السادات، مطروح، وكينج مريوط.
إطلاق أيام رعوية ثابتة مثل 23 يوليو ليوم الخدام، و6 أكتوبر ليوم الشباب.
إقامة لقاءات مجمعية خلال صوم الميلاد، والصوم الكبير، وصوم الرسل.
عدد الكهنة والخدام
عندما تسلم الأنبا باخوميوس مسئولية الإيبارشية، كان عدد الكهنة 18 فقط، ووصف الموقف ساخرًا بقوله: كان عندي 18 كاهن ونص، لأن نص الكاهن كان يخدم نص الأسبوع في القاهرة.
أما اليوم، فقد بلغ عدد الكهنة الذين رسموا في عهده 227 كاهنًا، بخلاف 40 مكرسًا، وجيش من الخدام والخادمات على مستوى القطاعات.
عدد الكنائس
حين بدأ الأنبا باخوميوس خدمته، كان عدد الكنائس 25 كنيسة فقط، واليوم ارتفع العدد إلى 164 كنيسة، بخلاف أكثر من 215 مبنى خدمي تابع لها، تتنوع بين دور الضيافة والملاجئ وبيوت الإعاقة والتعليم والخدمة الاجتماعية.
تطوير الإيبارشية
ربما لا تكفي الكلمات لوصف الدور الكرازي والتأسيسي للأنبا باخوميوس. فقبل أن يرسم أسقفًا، أرسله البابا كيرلس السادس في يناير 1966 للإشراف على معهد الكرازة في المعادي، ثم خدم في السودان والقبائل الوثنية، مما صقل فيه شخصية خادم لا يخاف الصعاب. وحين جاء إلى البحيرة، لم يكن هناك شيء، ولكنه بدأ بما يمكن تسميته “كرازة داخل الوطن”، وبنى الإيبارشية حجرًا فوق حجر، إنسانيًا قبل أن يكون إنشائيًا.
وكانت “المبادئ العشرة” التي وضعها شعارًا لخدمته عنوانًا لرؤية اجتماعية متكاملة تربط بين الروح والجسد، بين الخدمة والتعليم، بين الفقير والكنيسة.
ومن أشهر هذه المبادئ:
• لا يُحرم جائع من طعام
• لا يُحرم مريض من علاج
• لا تُحرم فتاة من زواج
• لا يُحرم طالب من تعليم
• لا يُحرم إنسان من مأوى
• لا تُحرم خدمة روحية من أن تُقام…
وكل مبدأ من هذه المبادئ كان وراءه قصة، واحتياج حقيقي، واستجابة صادقة من راعي فهم معنى أن يكون “أبًا” لا “إداريًا”.
تاريخ مجيد
الأنبا باخوميوس، الذي عاش 90 عامًا، منهم 62 عامًا راهبًا بدير السريان، لم يكن مجرد اسم في سجل الأساقفة، بل كان صفحة من صفحات الكنيسة المعاصرة.
وحين نودعه، لا نقف أمام نهاية، بل أمام تراث حي، وإيبارشية تتكلم عنه في كل بيت وكل كنيسة وكل خادم وخادمة نشأوا في مدرسته.