في حرب أوكرانيا.. أي مرحلة هي الأصعب؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
رأى الكاتب السياسي في مجلة "واشنطن إكزامينر" دانيال ديبتريس أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا، والذي سيدخل قريباً شهره الرابع، يحقق في أحسن الأحوال مكاسب هامشية على طول خط المواجهة.
إذا علّمت حرب أوكرانيا المراقبين شيئاً، فهو أن التنبؤ بالنتائج من شأنه أن يضع صاحبه في موقف لا يحسد عليه.
لقد أثبتت شبكة الدفاعات الروسية التي تتألف من حقول الألغام، ومخابئ المدافع الرشاشة، والفخاخ المضادة للدبابات والخنادق، أنها تشكل عائقاً هائلاً أمام القوات الأوكرانية المكلفة بدفع مئات آلاف الجنود الروس إلى الشرق.وتبين أن تقييم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي في يوليو (تموز) كان حصيفاً "ستكون الحرب طويلة جداً، وستكون دموية جداً، جداً". وأضاف الكاتب أن كل من تصور أن القوات الأوكرانية ستكون قادرة على محاكاة انتصارها المعجزة في خاركيف، قبل 12 شهراً، عرض نفسه لخيبة أمل.
لماذا؟
على عكس ما حصل في الشمال الشرقي في ذلك الوقت ، عند مهاجمة القوات الروسية التي كانت غافلة تماماً، كان لدى الجيش الروسي أشهر لبناء التحصينات على طول الجبهة في زبروجيا، وخيرسون، الإقليمان اللذان سيطرت عليهما موسكو جزئياً منذ الأسابيع الأولى للحرب. تكبد الأوكرانيون خسائر فادحة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، عند تعطل بعض الدبابات التي تبرع بها الغرب بسرعة بعد دخولها محيطاً من الألغام.
In Ukraine, going on offensive is the hardest part https://t.co/bL5qxGHA7z
— Washington Examiner (@dcexaminer) September 17, 2023عند الأوكرانيين، فإن معدلاً مرتفعاً من الضحايا ليس خياراً، بسبب محدودية القوة البشرية المتاحة أمامهم، ربما كشف الروس عن أنفسهم مقاتلين غير أكفاء، ومفتقرين للمعنويات، لكن لديهم ميزة في مقاييس القوة الخام مثل عدد الرجال، والذخيرة، والتي غالباً ما تحدد الفائزين والخاسرين.
واشنطن تعارض
عدل الجيش الأوكراني تكتيكاته معتمداً على مجموعات هجومية أصغر. ولّد هذا بعض المعارضة في واشنطن التي نصحت كييف بالتركيز على محور واحد لتسريع أي اختراق. رفض الأوكرانيون النصيحة واختاروا نشر الوحدات عبر نقاط متعددة على طول الجبهة، بالقرب من باخموت، في دونيتسك، وروبوتين في زبرويجيا، وخيرسون. كان الهدف دفع الروس إلى الانتشار على مسافة أوسع وزيادة الضغط على نظامهم اللوجستي.
وبالحديث عن النظام اللوجستي الروسي، استخدم الأوكرانيون بشكل متزايد أسطولهم من الطائرات دون طيار لضرب مراكز القيادة والسيطرة الروسية، ومستودعات الذخيرة، ومنشآت الوقود بعيداً من الجبهة. وهذا بالطبع ليس أمرا جديداً، لقد دأب الأوكرانيون على ضرب خطوط إمداد الجيش الروسي منذ بداية الحرب بما في ذلك داخل روسيا نفسها. لكن تلك الهجمات أصبحت شبه روتينية.
رأس قائمة الأهداف الأوكرانية
لا تزال شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014 على رأس قائمة الأهداف الأوكرانية. خلال الأسبوع الماضي، ضرب صاروخ أوكراني حوض بناء سفن مستخدم لإصلاح سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود. كما دمر الأوكرانيون منظومة دفاع جوي روسية من طراز أس-400 في شبه الجزيرة. من جانبهم، يسعى الروس إلى زيادة الضغط في الشمال الشرقي.
كيف؟
ووفق مسؤولين أوكرانيين، نشر الروس ما يقرب من 100 ألف جندي و900 دبابة و555 نظام مدفعية قرب منطقة خاركيف آملين الاستيلاء على بلدة كوبيانسك التي سيطر عليها الروس قبل دحرهم منها في سبتمبر (أيلول) 2022. قصفت المدفعية والصواريخ الروسية المواقع الأوكرانية لأسابيع متتالية دون هوادة. ولكن حتى الآن، لم تحقق القوات البرية الروسية نجاحاً كبيراً في اختراق دفاعات أوكرانيا هناك.
لا يعتبر الأوكرانيون نجاحهم محسوماً. إذا تمكنت روسيا من استعادة كوبيانسك، مع التشديد على كلمة إذا، لأن خاركيف ستصبح أكثر عرضة للخطر وسيضطر القادة الأوكرانيون إلى اتخاذ قرار صعب. هل ينقلون الرجال والعتاد إلى تلك المنطقة، فيقوضون جهودهم في الجنوب الشرقي؟ أم يسعون إلى تسريع هجومهم المضاد في محاولة لإبعاد القوات الروسية؟
الأوكرانيون بطيئون... وكذلك الروس
وفي الوقت الحالي، كل هذه الأسئلة افتراضية وفق الكاتب. والجانبان منشغلان في الوقت الحاضر، حيث تجعل المعركة العنيفة التي شهدتها الأشهر الثلاثة الماضية المكاسب الإقليمية التي تحققت في 2022، مثل حرب خاطفة في العصر الحديث. ورغم أن الأوكرانيين استعادوا نحو 50% من الأراضي التي احتلتها القوات الروسيةفي السابق، لكنهم اصطدموا منذ فترة طويلة بجدار روسي، حيث أن استعادة ميل أو ميلين فقط من الأراضي، تكون بثمن باهظ. بالنسبة إلى كييف، لا يقتصر الأمر على الاستيلاء على الأرض فحسب، بل وأيضاً بامتلاك القوة للاحتفاظ بها.
وحقق الجيش الروسي نجاحاً أقل في الهجوم. كان آخر مكسب ملحوظ لموسكو مدينة باخموت متوسطة الحجم في مايو (أيار)، بعد حملة استغرقت 10 أشهر وأسفرت عن مقتل 20 ألف شخص على طريق تحقيقها. وكان آخر هجوم ناجح قبل باخموت، في ليسيتشانسك قبل ذلك بـ 10 أشهر أيضاً.
دروس الحرب
إذا علّمت حرب أوكرانيا المراقبين شيئاً، فهو أن التنبؤ بالنتائج من شأنه أن يضع صاحبه في موقف لا يحسد عليه. لكن ما يمكن قوله بثقة هو أن ميلي كان على حق. هذه الحرب دموية وطويلة، وستستمر كذلك حتى أحد الأمرين حسب ديبتريس، إما أن يهزم أحد الطرفين الآخر، أو يبدأ الإرهاق المتبادل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
دعا اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشروط متساوية وتنفيذ الاتفاق بالكامل.
تطورات الحرب الروسية الأوكرانيةوجاء في مسودة البيان التي تمت نشر مقتطفات منها: "دعت أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى المقابلة بالموافقة على وقف إطلاق النار بشروط متساوية وتنفيذه بالكامل"، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.
وأضافت: "أكد الأعضاء أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم احترامه، وشددوا على الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان أن تتمكن أوكرانيا من ردع أي أعمال عدوانية جديدة والدفاع ضدها".
ووفقًا لثلاثة مسؤولين من مجموعة دول السبع فإن الدبلوماسيين توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن تغييره للسياسات الغربية في التجارة والأمن والملف الأوكراني.
وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.
واجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، في بلدة لا مالباي السياحية النائية، الواقعة على تلال كيبيك، يومي الخميس والجمعة، في اجتماعات كانت تحظى في السابق بإجماع واسع.
ولكن في الفترة التي سبقت أول اجتماع لمجموعة السبع برئاسة كندا، واجه صياغة بيان ختامي متفق عليه صعوبة بسبب الخلافات حول الصياغة المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط، ورغبة واشنطن في صياغة أكثر صرامة تجاه الصين.
وأمس، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، مبينا أن هذا الموافقة تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة.
وفي في 11 مارس الحالي، جرت مفاوضات بين وفدين أمريكي وأوكراني في مدينة جدة السعودية، وأعربت أوكرانيا في بيان مشترك صدر من قبل الأطراف، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وأن واشنطن سترفع على الفور التوقف عن تقديم المعلومات الاستخباراتية وتستأنف تقديم المساعدة إلى كييف.
الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتملفي هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل في ظل ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أنه تبنى إنهاء هذه الحرب قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لعلاقاته مع الرئيس الروسى بوتين، لكن الأهم في اعتقادى أن روسيا أيضا رغم تحقيقها انتصارات في أرض الميدان وتتفاوض من واقع القوة إلا أنها ترغب في إنهاء هذه الحرب، بما يحقق شروطها، والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب تريد أن تنهى الحرب لكن بمقابل، والمقابل هو صفقة المعادن النادرة التي يحص الرئيس ترامب على عقدها مع أوكرانيا، لكن في الوقت ذاته، هناك اعتبارات سياسية للولايات المتحدة أخرى خاصة أنها ترى ضرورة مواجهة التحالف الاستراتيجيى الكبير الذى عظم بعد هذه الحرب بين الصين وروسيا.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلى له خصوصية خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل وارتباطه باللوبى الصهيونية وبمعتقدات دينية واستعمارية تتجلى منذ بدء هذا الصراع، لكن تسوية في أوكرونيا ستكون بمثابة بادرة لأمل على الأقل لإنهاء الحرب على غزة، من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية.
مصر وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانيةوأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية، أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
وقالت وزارة الخارجية: "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية".
وأضافت الخارجية في بيانها: "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".
وتابعت: "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".
وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
واختتمت الخارجية بيانها بالقول: "لقد عانت الإنسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".