«السيتي».. الحملة تبدأ من «النجم الأحمر»
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
مانشستر (أ ف ب)
يبدأ مانشستر سيتي الإنجليزي حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه، باختبار في متناوله على أرضه ضد النجم الأحمر الصربي، فيما تكون المواجهة بين باريس سان جيرمان الفرنسي، وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني الأبرز في اليوم الأول، من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وسيكون الثلاثاء بداية تدشين الرحلة الأخيرة للمسابقة القارية العريقة بنظامها الحالي، أي نظام المجموعات الثماني الموزّعة عليها الأندية الـ32، لأن البطولة تنتقل اعتباراً من الموسم المقبل إلى نظام المجموعة الواحدة، بمشاركة 36 فريقاً يخوض كل منها 8 مباريات عوضاً عن الست الحالية.
وسيكون «السيتي» بالتالي البطل الأخير الذي يدافع عن لقبه بحسب الصيغة الحالية التي بدأت قبل عقدين من الزمن، ويبدو مرشّحاً فوق العادة للحصول على إحدى بطاقتي المجموعة السابعة إلى ثمن النهائي، في ظل وجود يونج بويز السويسري ولايبزج الألماني اللذين يتواجهان على أرض الأول.
ويبدأ «السيتي» مشواره القاري، بعدما حقق انطلاقة مثالية لحملة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث فاز رجال المدرب الإسباني جوارديولا بجميع مبارياتهم الخمس حتى الآن، آخرها على أرض وستهام 3-1.
وستكون مواجهة الثلاثاء هي الأولى بين «السيتي» والنجم الأحمر، المتوّج بلقب المسابقة موسم 1990-1991 على حساب مرسيليا الفرنسي بركلات الترجيح، حين كان يدافع عن ألوان يوغوسلافيا.
ويبدو لايبزج الذي خسر هذا الصيف جهود مدافعه الكرواتي يوشكو جفارديول لمصلحة «السيتي»، مرشحاً لنيل البطاقة الثانية، استناداً إلى ما أظهره أخيراً، حيث استعاد توازنه محلياً بعد الخسارة الافتتاحية للدوري أمام باير ليفركوزن، وذلك بخروجه منتصراً من المراحل الثلاث التالية، مسجلاً خلالها 9 أهداف، فيما اهتزت شباكه مرة واحدة فقط.
وفي المجموعة السادسة التي صُنّفت نارية، سيكون سان جيرمان في مواجهة ضيفه دورتموند باحثاً عن بداية مثالية، ولكن هذه المرة من دون العديد من نجوم المواسم الماضية، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والإيطالي ماركو فيراتي والإسباني سيرجيو راموس.
وما زال نادي العاصمة يلهث خلف لقبه الأول في المسابقة، معولاً هذه المرة على ثنائية كيليان مبابي وعثمان ديمبلي الذي سيكون في مواجهة فريق تألق في صفوفه موسم 2016-2017، ما فتح الباب أمامه للانتقال إلى برشلونة الإسباني، ثم هذا الصيف إلى سان جيرمان.
ويدخل سان جيرمان مواجهته الثانية مع دورتموند على صعيد دوري الأبطال، بعد أولى عام 2020، حين خرج منتصراً في ثمن النهائي «1-2 ذهاباً و2-0 إياباً»، بمعنويات مهزوزة نتيجة سقوطه على أرضه أمام نيس 2-3 في المرحلة الخامسة من الدوري المحلي، ويدرك إنريكي مدرب سان جيرمان أن هامش الخطأ ضيّق جداً في مجموعة تضم العريق ميلان الإيطالي الذي يبدأ مشواره على أرضه ضد نيوكاسل الإنجليزي العائد للمشاركة في المسابقة الأوروبية المرموقة بعد غياب 20 عاماً.
وفي المجموعة السابعة التي تضم شاختار دانييتسك وبورتو البرتغالي، يبدو برشلونة بطل إسبانيا مرشحاً لبدء مشواره بانتصار، لأنه يستضيف أنتويرب البلجيكي بمعنويات مرتفعة بعد الفوز الذي حققه رجال المدرب تشافي هرنانديز على ريال بيتيس 5-0 في الدوري المحلي.
وتفتتح المجموعة الخامسة بمواجهة القمة بين لاتسيو الإيطالي، وضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني، فيما تقام المباراة الثانية في هولندا بين فينورد روتردام وسلتيك الأسكتلندي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا مانشستر سيتي برشلونة باريس سان جيرمان ميلان دورتموند
إقرأ أيضاً:
نجم الجوزاء
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ «قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الجوزاء، والذي يحمل أيضا اسم منكب الجوزاء، هذا النجم العملاق الأحمر الذي يمكنك مشاهدته فـي ليالي الشتاء الصافـية، حيث يظهر كنجم أحمر لامع فـي كوكبة النجوم التي تسمى بكوكبة الجبار. يمكن تحديده بسهولة كواحد من ألمع نجوم السماء، ويمثل الكتف الأيسر فـي الكوكبة الشهيرة التي تسمى «الصياد».
وقد عرف العرب هذه الكوكبة النجمية منذ القدم وأطلقوا عليها أسماء ما زالت مستخدمة إلى اليوم، بل وتجاوز علم الفلك العربي القديم كونه يقوم بتحديد النجوم وأسمائها ومواقعها إلى معرفة الطور الذي تمر به هذه النجوم حتى إنهم استطاعوا وصف هذا النجم أنه فـي مراحله الأخيرة وذلك من خلال رصد لونه وتلألؤه فـي السماء، كما فعلوا ذلك فـي حديثهم عن منكب الجوزاء.
هذا النجم العملاق الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه أكبر من قطر شمسنا بحوالي 764 مرة، ولو وضع مكان الشمس لامتد إلى مدار كوكب المشتري أو حتى زحل، وسطوعه يفوق سطوع شمسنا بـمائة ألف مرة، ويبعد عن الأرض بحوالي 640 سنة ضوئية، ولأنه نجم فـي مراحله الأخيرة فإن حرارته أقل من حرارة شمسنا، حيث تتراوح درجة حرارته السطحية تتراوح بين 3.200 إلى 3.600 كلفن أبرد من شمسنا التي تبلغ حرارتها حوالي 5.778 كلفن.
وحدثت فـي عام 2019 ظاهرة فلكية حيرت العلماء، فقد بدأ هذا النجم بالخفوت بشكل ملحوظ، وظنوا أن هذا النجم وصل إلى نهايته، ولكن الغريب أنه بدأ فـي عام 2020 بالسطوع والتلألؤ مرة أخرى، مما جعل العلماء يطرحون مجموعة من الفرضيات المختلفة. بعضها يشير إلى خروج سحابة الغازات من باطن هذا النجم التي حجبت سطوعه، وهنالك نظرية أخرى تشير إلى أن هنالك نجمًا صغيرًا مرافقًا لهذا النجم، وعندما يعبر بين الأرض ومنكب الجوزاء، يبدد الغبار النجمي فـيبدو النجم العملاق أكثر سطوعًا.
ولأن هذا النجم يمكن اعتباره من أشهر النجوم فـي السماء، فقد تغنى به الشعراء، وذكروه فـي قصائدهم، ودللوا به على القوم والرفعة والمكانة، فلك أن تتخير أن الزير سالم ذكره فـي شعره، حيث يقول فـي إحدى قصائده:
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
ولعل أشهر من تغنى بهذا النجم ووصفه ووصف به محبوبته الشاعر الفارس عنترة بن شداد، فهو يصف حبيبته عبلة وكأنها البدر الذي تلوح حول عنقه النجوم وكأنها قلادة فقال:
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ
فـي حين يذكر علو همته بحث تجاوزت فـي الرفعة نجوم الجوزاء، فقال فـي مطلع إحدى قصائده:
ما زِلتُ مُرتَقِيا إِلى العَلياءِ
حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُناكَ لا أَلوي عَلى مَن لامَني
خَوفَ المَماتِ وَفُرقَةِ الأَحياءِ
وإذا أتينا إلى شاعر العربية الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهو المتنبي فإنه يصف نفسه فـي الثبات بصخرة الوادي وفـي رفعة شعره ومنطقه بمنزلة الجوزاء فـيقول:
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت
وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ
ووفقا لبعض الروايات الأسطورية الشعبية، فإن العرب القدماء اعتقدوا أن الجَوْزَاء هي امرأة عظيمة أو مجموعة نجوم تتبعها الثريا وهي كوكبة نجمية أخرى، وتُصور القصص صراعًا أو سباقًا بينهما فـي السماء. وكان منكب الجوزاء يُعد جزءًا من جسد هذه الشخصية الأسطورية فـي روايات أخرى، ارتبطت كوكبة الجبار بالصياد «الجَبَّار»، واعتُبر منكب الجوزاء كتفه الأيمن، بينما النجم «رِجْل الجَبَّار» هو قدمه.