تُوفي حسين منذر، قائد فرقة "العاشقين" الثورية الفلسطينية، ابن مدينة بعلبك اللبنانية الذي صدحت حنجرته منذ سبعينيات القرن الماضي بعشرات الأغاني، التي تركت أثرها في نفوس العرب ومناصري القضية الفلسطينية بوجه الاحتلال الإسرائيلي.

وتلقى محبو حسين نبأ وفاته بسبب وعكة صحية أثناء تلقيه العلاج في دمشق مساء أمس الأحد في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، ونعاه كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة استرجعوا فيها تراثه الغنائي الفلسطيني، وعده بعض محبيه أنه من أواخر الأعمدة الفنية، التي كرست مسيرته الفنية في سبيل القضية الفلسطينية.

وكان حسين يعتلي المسرح واضعا الكوفية الفلسطينية على كتفيه، ويغني بحماسة استثنائية، تمزج بين الأسى والألم، والخيبة والأمل بالعودة لأرض فلسطين المحررة، ويواظب على رفع يديه، وكأنه يريد نقل عدوى الحماسة إلى الجمهور والناس، حتى لا يملوا من الغناء لأجل فلسطين والدفاع عنها بوجه الظلم التاريخي الذي تعيشه.

ويحمل رصيد الراحل حسين منذر أكثر من 300 أغنية وطنية، وكان أشهرها "من سجن عكا وطلعت جنازة"، و"هبت النار" و"اشهد يا عالم علينا وعبيروت"، وغيرها كثير من الأغاني الوطنية، التي عكس فيها -أيضا- تماهي وطنه لبنان مع القضية الفلسطينية، ومشاركته فلسطين العداء مع إسرائيل.

ومن كلمات أغنيته الشهيرة:

من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما

محمد جمجوم ومع عطا الزير فؤاد الحجازي عز الدخيرة

أنظر المقدم والتقاديري بحْكام الظالم تيعدمونا

ويقول محمد أن أولكم خوفي يا عطا أشرب حصرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم ما نهاب الردى ولا المنونا

أمي الحنونة بالصوت تنادي ضاقت عليها كل البلادي

نادوا فؤاد مهجة فؤادِ قبل نتفرق تيودعونا

بنده ع عطا من وراء البابِ أختو تستنظر منو الجوابِ

عطا يا عطا زين الشبابِ تهجم عالعسكر ولا يهابونَ

وينحدر الفنان الراحل من القرى السبع اللبنانية-الفلسطينية التي حصل لاجئوها على الجنسية اللبنانية، في القرن الماضي. وعاش في دمشق التي شهدت انطلاقته مع فرقة "العاشقين"، خاصة في مخيم اليرموك الذي تركه بعد الحرب السورية. وسبق أن قال في تصريح صحفي لجريدة "الأخبار" اللبنانية في أبريل/نيسان الفائت، "أنا عربي وأعشق فلسطين. أعشقها عشقا لا يوصف. دمي واسمي وعنواني عربي فلسطيني أحمل بداخلي كل المكوّنات العربية". وقال حينها -كذلك- أنه ورث عن والده الصوت الجبلي القوي، "الذي يحمل بين طبقاته مشاعر الثائر الفلسطيني من حب وغضب وأسى وحنين".

كما ورد في سيرته أنه تمكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 من زيارة رام الله، في حدث كان استثنائيا بمسيرته وعلى المستوى الشخصي له، حيث غنى في قصر رام الله الثقافي، برفقة عدد من فناني فرقة العاشقين. ووصفها حسين منذر بالحفلة "الحلم".

أما فرقة "العاشقين"، فقد أسسها حسين بجهد شخصي سنة 1978، خاصة أن لبنان كان في تلك الفترة يمر بأصعب مراحل اشتعال الحرب الأهلية، التي انخرطت فيها منظمة التحرير الفلسطينية.

ومما قاله عن تأسيس الفرقة، "جاءت فكرة تأسيس فرقة العاشقين مع الأغاني التي كتبها الشاعر أحمد دحبور وقُدمت خلال مسرحية المؤسسة الوطنية للجنون، التي ألّفها الكبير سميح القاسم وأخرجها المبدع السوري فواز الساجر، وقُدمت على صالة تشرين وسط دمشق عام 1977".

وواكبت فرقته الغنائية العمل الثوري الفلسطيني، وأحيت حفلات في عدد من الدول العربية، لكنها انكفأت عن العمل منذ بداية التسعينيات لأسباب لم تعرف كامل تفاصيلها، لكنه سبق أن عللها حسين في أحد تصريحاته قائلا، "الأحداث السياسية في لبنان وخروج منظمة التحرير.. أثرت في مسيرة الفرقة، وأدّت إلى توقفها عن العمل".

لكن الفرقة، عادت بخطوات مليئة بالتحديات إلى العمل في 2009، وكان لها الحظ بالغناء على عدد من المسارح العربية.

وآخر أغاني "العاشقين"، حملت اسم "رصاص العز"، وغناها حسين منذر المعروف بـ "أبي علي" قبل أشهر من هذا العام، وتوجه فيها إلى عرين الأسود وكتيبة جنين.

وفي 2018، نال "أبو علي" وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى الابتكار"، تقديرا لمسيرته الفنية النضالية، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقد نعاه محمود عباس اليوم الاثنين. وحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، قال محمود عباس، إن "فلسطين فقدت ابنا من أبنائها المناضلين الأوفياء، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الثورة الفلسطينية، عبر مسيرة فنية ونضالية شكّل خلالها نموذجا فنيا سيظل خالدا في الوجدان الوطني الجمعي لشعبنا".

وأضاف محمود عباس أن "الفنان الراحل حوّل بأغانيه وأناشيده الوطنية تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومعاركها وبطولاتها إلى صورة حية؛ من خلال فرقة العاشقين التي اقترن اسم الفنان الراحل بها".

كذلك نعته حركة "فتح" وقالت في بيان، إن "الفنان الراحل التحق منذ باكورة حياته بالثورة الفلسطينية، ونظرا لموهبته الفنية المتفردة، فقد عبّر عن هموم شعبنا ومعاناته ونضاله وبطولاته، عبر ما تشدوه حنجرته من أناشيد وطنية، ترعرعت عليها أجيال متلاحقة من جماهير شعبنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الفنان الراحل فرقة العاشقین محمود عباس حسین منذر

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن

يمانيون/ خاص

أكد السيد القائد أن الأمريكي شريك أساسي مع المجرم الصهيوني الإسرائيلي اليهودي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن بريطانيا وفرنسا شاركت الأمريكي في استقدام العصابات الصهيونية اليهودية إلى فلسطين وتجنيدها وتسليحها وتمكينها.

وأضاف السيد أن الرئيس الفرنسي الحالي ومن قبله جعلوا من أنفسهم الفداء للصهاينة اليهود، وأن ألمانيا تقدم الكثير من قذائف السلاح والدعم السياسي والإعلامي.. مؤكداً أن قوى الشر المنضوية تحت لواء الصهيونية اتجاهها الإجرامي الوحشي ضد أمتنا الإسلامية من منطلق عقائدي ورؤية وتوجه

ولفت قائد الثورة إلى أنه من المدهش أن بعض السياسيين والإعلاميين العرب ممن يتحدثون عن المجاهدين في فلسطين ولبنان يتحدثون عنهم وكأنهم هم من استفز العدو الإسرائيلي والأمريكي.

وأوضح السيد أن الأمريكي والبريطاني والأوروبي اتجهوا لدعم الصهيونية كمشروع يؤمنون به لتدمير أمتنا الإسلامية.. لافتاً إلى أن الحديث الصهيوني المتكرر عن فلسطين وبقية الشام ومصر وأجزاء من السعودية والعراق بهدف السيطرة والاحتلال المباشر.

وأشار السيد القائد إلى أن ما يعبّر عنه الأمريكي والإسرائيلي بتغيير وجه الشرق الأوسط يعني التحكم بالجميع بما يخدم المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.. مضيفاً أن عدوانية أمريكا و”إسرائيل” ليست ردة فعل من استفزاز بل هم من ابتدأ العدوان على امتنا باحتلال الأوطان واستهداف الشعوب.

ونوه السيد إلى أن العدو لديه توجه إجرامي مفسد، يستهدف الناس لإفساد حياتهم على المستوى الأخلاقي، ولإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن توجه العدو ظلامي بكل ما تعنيه الكلمة في رؤيته وتوجهه وفكره.

مقالات مشابهة

  • حسين فهمي: مصر حاضرة بفنها في كل بيت عربي وواجبنا الحديث عن فلسطين ولبنان
  • خالد الصاوي: قلوبنا مع فلسطين ولبنان وأشكر حسين فهمي على تشريف مصر
  • أخبار الفن.. موعد عزاء الراحل عادل الفار ..وأحمد عز يكشف تفاصيل فيلم فرقة موت ومها أحمد تثير الجدل بهذا المنشور
  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
  • درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية
  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • درة: لم أضع أي اعتبارات تخص مسيرتي الفنية أثناء تقديمي عملا عن القضية الفلسطينية
  • عاجل - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد العلاقات الأخوية ودورها الريادي
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الريادي بالمنطقة
  • مدرب فرقة "وطن الفنون الفلسطينية" في حوار لـ "الفجر الفني": واجهنا صعوبات في الحصول على أزياء الحفل.. وحملنا مشاعر مختلطة من الحزن والألم