يمن مونيتور:
2025-02-08@16:00:41 GMT

عن اليمني الذي يقتل تاريخه ورفيقه

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

عن اليمني الذي يقتل تاريخه ورفيقه

صقر الصنيدي

من بين أزيد من مائة طالب يجلسون في غرفة واحدة، اخترت جوار صدام عبده محمد.. وتجاهل المعلم وجود تلميذًا جاء من مدرسة الميثاق إلى حطين.

قلت همسًا لصدام: عرفتني؟! قال: نعم أبوك صاحب أبي.

فوضعت حقيبتي جواره وقلت له من اليوم هذا مكاني، وسط المائة هناك دائمًا مساحة ضيقة ومحفوفة بالكلمات الساخرة التي عليك الإغماض دونها.

شرحت له بطريقة طفولية، أن أبي صديق أباه وأن علينا أن نكمل العقود التى بدأها الآباء وهم يقاتلون معًا في جبال بعيده ويقتسمون الأحلام والوهم.

اتخذ اليمني من الوعل رمزًا دينيًا لكنه وفي منتصف الطريق غدر به

ومنذ ذلك اليوم كنا نتبادل الحكايات وكنت أتردد على زيارة منزلهم وكأنه جزء من بيتنا الكبير، كنت أشعر أننا نكمل مشوارًا قديمًا بدأه الآباء، كنت أحس أنهم بيننا ويباركون وجودنا معًا وقد كان ذلك فعلًا.

بدأت أشعر أن علاقتنا عمرها أكثر من أربعة عقود، بدأت يوم التقى الآباء على رأس جبل ممتلئ بالألغام والمخاوف، يوم كنا صغارًا قدرنا تاريخنا المشترك لكن هذا لا ينطبق في حالات أخرى.

يمكن أن يقتل الإنسان رفيق أباه يمكنه أن يشوه رفيق جده ويشويه على النار الحامية.

منذ ثلاثة ألف عام كان لليمني صديق يسير معه يشترك معه في جباله وسهوله ويدافعا معًا عن الحياة، اتخذ اليمني منه رمزًا دينيًا، لكنه وفي منتصف الطريق غدر به.

وأصبح قتل الصديق القديم مدعاةً للبطولة وللاحتفال، قتل اليمني صديق أباه وجده.. قتل حامي الديار ورمز العبادة وشعار المعابد.

كل عام ومثل هذه الأيام تقام الاحتفالات في حضرموت وفي أجزاء من البيضاء وشبوة تشعل النار وتضرب الدفوف ويوحد الراقصون خطواتهم لأن أحدًا ما قتل صديق جده وأباه.

قال تقرير لموقع أنسُم ومعناه انسان باللغة الحميرية القديمة أن اليمنيين يخرجون في الجبال يحاصرون رفيق تاريخهم قبل أن ينظر نحوهم النظرة الأخيرة ويقتلونه ليجري دمه على أحجار ليس فيها ثغرًا ليستقر.

إن لم يكن لديكم معرفة بمن يقتل ماضيه ويدمر أمسه وحاضره، فهو هذا الذي يطالع الآن تاريخه ويتساءل عن مذاق لحم حيوان الوعل

يقول الموقع أنسُم الذي يرأسه Moheeb Zawa أن اليمني يحمل بندقيته ويخرج بحثًا عن صديق تاريخه لقتله وليس لإكرامه.

إن لم يكن لديكم معرفة بمن يقتل ماضيه ويدمر أمسه وحاضره، فهو هذا الذي يطالع الآن تاريخه ويتساءل عن مذاق لحم حيوان الوعل.. الوعل منحناه أماننا وجلس جوارنا وأعطيناه واجهة عملتنا الفضية القديمة والتقطنا معه سلفي قبل ثلاثة ألف سنة.. ثم فجأة التفتنا نحوه وبأيدينا الرماح وبسهولة تذوقنا طعمه بعد إنضاجه.

أكلنا ثلاثة ألف سنة في وجبة واحدة كان يمكن أن يكون الضحية فيها غير ما اتخذناه رمزًا لعبادتنا واعترافنا بالإله المقه.

لا معبد إلا وكان للوعل فيه حضور والآن حين يشعر الوعل بالجوع مع حلول فصل الشتاء ويترك مخبأه بالجبل حتى نكون بانتظاره وفي أيدينا الرمح وفي الخاصرة خنجر نقطع به تاريخنا القديم.

ويومًا ما يقول تقرير أنسم أنه لن يكون بإمكاننا رؤية رمز إلهنا القديم لن يكون ممكنًا مشاهدة حامي الديار ومصدر الحماية الذي يزين رقاب الصغار منذ ما قبل الميلاد.

أعتذر عن نشر الصور فلم أقدر على تحميل صورة ثلاثة ألف سنة من تاريخنا وهو ملطخ بالدماء وفي عينيه سحاب دموع تجري الآن في محاجري.

وعن صدام فقد افترقنا بمجرد رؤية أسمائنا معلقة على جدار المدرسة ولم نعد نتذكر تاريخنا المشترك وقد يحترب أطفالنا يومًا ويجرح أحدهم الآخر معلنا انتصاره.

المصدر: الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة

 

 

 

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الثقافة ثلاثة ألف

إقرأ أيضاً:

«القاهرة للكتاب» يختتم الدورة الأكثر جماهيرية في تاريخه (ملف خاص)

أسدل اليوم، الستار على فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى نسخته الـ56، التى نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهى الدين، والتى أُقيمت برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت شعار: «اقرأ.. فى البدء كان الكلمة»، وتم تسليم جوائز مسابقات الدورة الحالية، ومراسم تسليم وتسلم راية «ضيف الشرف» للدورة القادمة.

ووجّه الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لرعايته الكريمة للمعرض، وإيمانه الكبير بأهمية الثقافة والفن فى تعميق الوعى المجتمعى بقضايا الوطن، وأيضاً للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لمتابعته المستمرة للفعاليات.

وأعرب «هنو» عن سعادته بالنجاح الذى شهدته فعاليات المعرض، والتى جسدت قدرة المصريين على تنظيم أكبر وأهم الأحداث الدولية، وكذلك إيمانهم بأهمية الثقافة فى بناء الشخصية المصرية، مشيداً بالمستوى التنظيمى الذى شهدته أروقة المعرض، مؤكداً أن المعرض جسّد حرص الدولة على أداء رسالة التنوير وتحقيق العدالة الثقافية ودعم صناعة الكتاب. وأشار الوزير إلى أن المعرض كان بمثابة بوتقة حضارية انصهرت خلالها ثقافات العالم بشتى تنويعاتها، لنشر مفاهيم السلام، وتأصيل أهمية إعلاء القيم الإنسانية بين الجميع، كما كان منصة فاعلة وملهمة للنقاش حول أهم القضايا المحلية والإقليمية والدولية الراهنة، والتى كانت محلاً لاهتمام الرأى العام الإقليمى والعالمى على حد سواء، وهو ما يؤكد إدراك الدولة المصرية لترسيخ الوعى المجتمعى، والحرص على تبيان المحاور المتعلقة بقضايانا المصيرية أمام الشعبين المصرى والعربى على حد سواء، وهو ما تجلى بعمق بعدد هائل من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التى أقيمت بالمعرض، بمشاركة كبار الشخصيات والمسئولين والأكاديميين بالمجالات المتعددة، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وغيرها، مؤكداً مواصلة الجهود إزاء تحقيق المزيد من النجاح بالدورات القادمة.

ووجّه وزير الثقافة التهنئة للفائزين بجوائز مسابقات المعرض، وحثهم على المزيد من الإبداع، وقدم الشكر لمختلف الجهات المشاركة والداعمة للمعرض، وللقائمين على تنظيمه والإعداد لفعالياته المتعددة. من جانبه، قال الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: «إن ما حققه المعرض من حضور جماهيرى كبير، يُعد رقماً غير مسبوق، قياساً على الدورات السابقة للمعرض، وهو شىء يدعو للفخر والسعادة، حيث أشارت هذه المعدلات الجماهيرية المكثفة إلى أن هذه الدورة تحتل المرتبة الأولى جماهيرياً، على صعيد تاريخ الدورات السابقة، فضلاً عن تميز ما تشمله هذه الدورة من الفعاليات المتنوعة، ويأتى ذلك تتويجاً لتضافر جهود جميع القائمين على المعرض، وتعاون العديد من قطاعات الوزارة المختلفة، وهيئات ومؤسسات الدولة، وهو ما يجسد حالة التفاعلية الكبيرة التى تحققها فعاليات وخدمات المعرض المتنوعة على الصعيد الجماهيرى، الذى يؤكد شغف المصريين لتلقى المعرفة، والتعرف على مفردات الهوية المصرية الأصيلة، من خلال المعرض، وهو ما يدفعنا نحو مواصلة جهودنا الرامية لتفعيل استراتيجية الدولة المصرية فى بناء الإنسان».

وأعلنت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بدورته الـ56، أسماء الفائزين بجائزة المعرض لعام 2025، فى 16 فرعاً فى فروع المعرفة كافة، حيث جاءت قائمة الفائزين بجوائز مسابقات المعرض. وذهبت «جائزة المعرض» لهذا العام فى فرع الرواية مناصفة بين كل من: «جزيرة هرموش»، للكاتب محمد يونس حسانين، و«شبح عبدالله بن المبارك»، لماجد طه على شيحة، وفاز فى «فرع القصة القصيرة»: المجموعة القصصية «تيريز لا أحد» للكاتب كريم سعيد. وفى فرع «شعر العامية» فاز ديوان «مناب الغايب»، للشاعر إبراهيم عبدالفتاح، وفى «شعر الفصحى» فاز ديوان «مزرعة السلاحف»، للشاعر عيد عبدالحليم، وفى «مجال كتاب الطفل» فاز كتاب «ماما وجدتى»، للكاتبة نور الهدى عبدالحافظ، وفى «مجال العلوم الإنسانية والدراسات الأفريقية»، فاز كتاب «المجتمع المدنى وبناء السلم الأفريقى.. حالتا أنجولا والكونغو الديمقراطية»، للكاتب محمد عبدالستار سليمان.

وفى «مجال الكتاب العلمى» فاز كتاب: «جينات المصريين»، للكاتب أحمد حسن بلح، وفى «المجال النقدى الأدبى» فاز كتاب «شغف الترحال: علم السرد المعرفى مدخلاً إلى أدب الرحلة»، للكاتبة دعاء حسن البلكى. وفى «مجال الفنون فرع الموسيقى» -بالتعاون بين هيئة الكتاب وأكاديمية الفنون- فاز كتاب «العزف على آلة الناى»، للكاتب عاطف إمام فهمى، وفى «مجال تحقيق التراث» -التى تمنحها هيئة الكتاب ودار الكتب والوثائق القومية- فاز: كتاب «نزهة النفوس والأفكار فى خواص الحيوان والنبات والأحجار - الجزء الثالث»، تحقيق الدكتور إكرامى عشرى، والدكتور أشرف غنام.

وفى «مجال أفضل كتاب مترجم فرع الكتاب العام» فاز كتاب «اسمها فلسطين: المذكرات الممنوعة لرحالة إنجليزية فى الأرض المقدسة»، تأليف آدا جودريتش، وترجمة خميلة عبدالحميد، وفى «مجال أفضل كتاب مترجم فرع مجال الطفل» فاز كتاب «المحقق باور: لغز الكلمات النائمة»، تأليف سن روى، وترجمة هاجر محمد فوزى.

وفى «مجال أفضل ناشر مصرى» فازت دار منشورات الربيع، و«أفضل ناشر عربى» جاءت مناصفة بين: «دار نماء للبحوث والدراسات» من مصر، و«دار منشورات تكوين» من الكويت.

مقالات مشابهة

  • تطوير نوع جديد من البلاستيك صديق للبيئة
  • عبير غادرت منزل ذويها ولم تَعُد لغاية تاريخه.. هل شاهدتموها؟
  • صلاح يسجل .. ليفربول يقتل أحلام توتنهام ويصعد إلى نهائي كأس الرابطة
  • مركز صحي العمران بالأحساء يحصل على اعتماد "صديق الطفل"
  • شخص يقتل اثنين من أبناء عمه بسبب خصومة ثارية بمركز أبوتيج فى أسيوط
  • وصفه بـ«أعظم صديق إلى إسرائيل».. «نتنياهو» يهدي «ترامب» جهاز «بيجر» من الذهب
  • جيش الاحتلال يقتل 3 أشخاص بينهم طفل في رفح جنوبي قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقتل 3 أشخاص بينهم طفل في رفح جنوبي قطاع غزة
  • «القاهرة للكتاب» يختتم الدورة الأكثر جماهيرية في تاريخه (ملف خاص)
  • شركة ألمانية تنتج «كيروسين تجاري» صديقًا للبيئة