عن اليمني الذي يقتل تاريخه ورفيقه
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
صقر الصنيدي
من بين أزيد من مائة طالب يجلسون في غرفة واحدة، اخترت جوار صدام عبده محمد.. وتجاهل المعلم وجود تلميذًا جاء من مدرسة الميثاق إلى حطين.
قلت همسًا لصدام: عرفتني؟! قال: نعم أبوك صاحب أبي.
فوضعت حقيبتي جواره وقلت له من اليوم هذا مكاني، وسط المائة هناك دائمًا مساحة ضيقة ومحفوفة بالكلمات الساخرة التي عليك الإغماض دونها.
شرحت له بطريقة طفولية، أن أبي صديق أباه وأن علينا أن نكمل العقود التى بدأها الآباء وهم يقاتلون معًا في جبال بعيده ويقتسمون الأحلام والوهم.
اتخذ اليمني من الوعل رمزًا دينيًا لكنه وفي منتصف الطريق غدر به
ومنذ ذلك اليوم كنا نتبادل الحكايات وكنت أتردد على زيارة منزلهم وكأنه جزء من بيتنا الكبير، كنت أشعر أننا نكمل مشوارًا قديمًا بدأه الآباء، كنت أحس أنهم بيننا ويباركون وجودنا معًا وقد كان ذلك فعلًا.
بدأت أشعر أن علاقتنا عمرها أكثر من أربعة عقود، بدأت يوم التقى الآباء على رأس جبل ممتلئ بالألغام والمخاوف، يوم كنا صغارًا قدرنا تاريخنا المشترك لكن هذا لا ينطبق في حالات أخرى.
يمكن أن يقتل الإنسان رفيق أباه يمكنه أن يشوه رفيق جده ويشويه على النار الحامية.
منذ ثلاثة ألف عام كان لليمني صديق يسير معه يشترك معه في جباله وسهوله ويدافعا معًا عن الحياة، اتخذ اليمني منه رمزًا دينيًا، لكنه وفي منتصف الطريق غدر به.
وأصبح قتل الصديق القديم مدعاةً للبطولة وللاحتفال، قتل اليمني صديق أباه وجده.. قتل حامي الديار ورمز العبادة وشعار المعابد.
كل عام ومثل هذه الأيام تقام الاحتفالات في حضرموت وفي أجزاء من البيضاء وشبوة تشعل النار وتضرب الدفوف ويوحد الراقصون خطواتهم لأن أحدًا ما قتل صديق جده وأباه.
قال تقرير لموقع أنسُم ومعناه انسان باللغة الحميرية القديمة أن اليمنيين يخرجون في الجبال يحاصرون رفيق تاريخهم قبل أن ينظر نحوهم النظرة الأخيرة ويقتلونه ليجري دمه على أحجار ليس فيها ثغرًا ليستقر.
إن لم يكن لديكم معرفة بمن يقتل ماضيه ويدمر أمسه وحاضره، فهو هذا الذي يطالع الآن تاريخه ويتساءل عن مذاق لحم حيوان الوعل
يقول الموقع أنسُم الذي يرأسه Moheeb Zawa أن اليمني يحمل بندقيته ويخرج بحثًا عن صديق تاريخه لقتله وليس لإكرامه.
إن لم يكن لديكم معرفة بمن يقتل ماضيه ويدمر أمسه وحاضره، فهو هذا الذي يطالع الآن تاريخه ويتساءل عن مذاق لحم حيوان الوعل.. الوعل منحناه أماننا وجلس جوارنا وأعطيناه واجهة عملتنا الفضية القديمة والتقطنا معه سلفي قبل ثلاثة ألف سنة.. ثم فجأة التفتنا نحوه وبأيدينا الرماح وبسهولة تذوقنا طعمه بعد إنضاجه.
أكلنا ثلاثة ألف سنة في وجبة واحدة كان يمكن أن يكون الضحية فيها غير ما اتخذناه رمزًا لعبادتنا واعترافنا بالإله المقه.
لا معبد إلا وكان للوعل فيه حضور والآن حين يشعر الوعل بالجوع مع حلول فصل الشتاء ويترك مخبأه بالجبل حتى نكون بانتظاره وفي أيدينا الرمح وفي الخاصرة خنجر نقطع به تاريخنا القديم.
ويومًا ما يقول تقرير أنسم أنه لن يكون بإمكاننا رؤية رمز إلهنا القديم لن يكون ممكنًا مشاهدة حامي الديار ومصدر الحماية الذي يزين رقاب الصغار منذ ما قبل الميلاد.
أعتذر عن نشر الصور فلم أقدر على تحميل صورة ثلاثة ألف سنة من تاريخنا وهو ملطخ بالدماء وفي عينيه سحاب دموع تجري الآن في محاجري.
وعن صدام فقد افترقنا بمجرد رؤية أسمائنا معلقة على جدار المدرسة ولم نعد نتذكر تاريخنا المشترك وقد يحترب أطفالنا يومًا ويجرح أحدهم الآخر معلنا انتصاره.
المصدر: الشبكة اليمنية للعلوم والبيئة
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الثقافة ثلاثة ألف
إقرأ أيضاً:
نهضة بركان يقترب من حسم لقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخه
شارك الناقد الرياضي خالد طلعت منشوراً بشأن فريق نهضة البركان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب خالد طلعت:"فريق نهضة بركان يتوج "اكلينيكيا" بطلا للدوري المغربي للمرة الأولى في تاريخه
نهضة بركان يتصدر الدوري بفارق 17 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه قبل 6 مراحل فقط على نهاية البطولة
نهضة بركان يحتاج الى نقطتين فقط من 6 مباريات لاعلان تتويجه رسميا باللقب".
وفي اطار اخر، قبلت محكمة التحكيم الرياضي استئناف الاتحاد الجزائري لكرة القدم ونادي اتحاد العاصمة ضد قرار الاتحاد الأفريقي بشأن قميص نهضة بركان المغربي.
وقالت المحكمة إنها ترى أنه لا يجوز للكاف اعتماد قميص نهضة بركان لاحتوائه على رموز سياسية.
ولكن كانت الصدمة عندما أكدت المحكمة نتائج الموسم الماضي في كأس الاتحاد الإفريقي وعدم تأثير النتيجة باعتبار الفريق منسحبا واعتماد تأهل نهضة البركان لنهائي الكونفدرالية.
وفاز نهضة بركان اعتباريا فى مباراة الذهاب التي لم تلعب بنتيجة 3-0، حيث لم تقم مباراة الذهاب بملعب "05 جويليه"، بسبب ما عرف إعلاميا بـ"أزمة القمصان"، وأقرت لجنة الأندية التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم باعتبار الفريق المغربي فائزا بنتيجة (3 – 0) بعدما رفضت لجنة الاستئناف مسبقا قرار الطعن الذي تقدم به الاتحاد الجزائري.