بينما يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تعزيز العلاقات بين أنقرة وعواصم إقليمية ودولية، على هامش الدورة الـ78 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق غدا الثلاثاء، تحول عقبتان دون أي تقدم للعلاقات التركية الأمريكية، بحسب تقرير لسبنسر بلات في موقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor).

سبنسر اعتبرت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "المحادثات بين واشنطن وأنقرة وصلت إلى طريق مسدود بسبب نقطتين شائكتين رئيسيتين هما: اعتراضات الكونجرس على محاولة تركيا شراء طائرات مقاتلة جديدة من طراز F-16 (إف-16) ومعدات تحديث من الولايات المتحدة، وتأخُر أنقرة في التصديق (من جانب البرلمان التركي) على (طلب) انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى أكتوبر (تشرين الأول المقبل)".

وقال سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن العلاقات بين البلدين تعاني من "مشكلة ثقة متبادلة"؛ بسبب عرقلة تركيا انضمام السويد إلى "الناتو"، وفشل واشنطن في إتمام صفقة بيع "إف-16" لأنقرة.

وعلى هامش اجتماع "الناتو" بفيلنيوس في يوليو/تموز الماضي، وافق أردوغان على أن يصوّت البرلمان بعد عودته من العطلة الصيفية، في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، على طلب انضمام السويد لـ"الناتو"، وذلك بعد نحو عام من الجدل في ظل اتهامات تركية لستوكهولم بالتساهل مع أنشطة لحزب العمال الكردستاني في السويد تعتبرها تركيا، عضو الحلف، معادية لها.

وتابع كاجابتا: "في هذه المرحلة، يبدو أن الجانبين يفقدان الثقة ببطء في قدرة بعضهما البعض على تحقيق النتائج، ولا يقتصر الأمر على أردوغان فحسب، بل نخبة الأمن القومي الأوسع التي تعلق أهمية كبيرة على قضية طائرات  F-16، وأعتقد أنهم محبطون حقا لأن الولايات المتحدة ليست مستعدة بشأن هذه القضية".

اقرأ أيضاً

بايدن: بإمكان واشنطن بيع مقاتلات إف 16 لتركيا

تصويت البرلمان التركي

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، طلبت تركيا شراء طائرات "إف-16" ونحو 80 مجموعة تحديث بقيمة 20 مليار دولار، واعترض أعضاء رفيعو المستوى في الكونجرس على هذه الصفقة، لكنهم قد يخففون من موقفهم إذا صدَّقت أنقرة على طلب السويد، وحسّنت العلاقات مع اليونان، وابتعدت عن روسيا، كما أضافت سبنسر.

وقال كاجابتاي إن "تركيا وعدت ربما ست مرات بأن (التصديق على طلب السويد) يمضي قدما، ومع ذلك، لم نصل بعد إلى هذه المرحلة".

وبحسب سبنسر، "تفاقمت حالة عدم اليقين بشأن هذه القضية بسبب تصريحات أردوغان الأسبوع الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، على الرغم من أن ائتلافه الحاكم يتمتع بأغلبية برلمانية".

وقال أردوغان للصحفيين: "إذا قلت إن الكونجرس سيقرر (بيع طائرات إف-16 إلى تركيا)، فلدينا كونجرس في تركيا أيضا.. إنه البرلمان التركي.. ليس من الممكن بالنسبة لي أن أقول نعم (للسويد) وحدي ما لم تتم الموافقة على هذا القرار من البرلمان (الترك).

اقرأ أيضاً

"مرحلة جديدة".. أردوغان وبايدن يبحثان العلاقات السياسية والاقتصادية والتعاون الأمني

دعوة للبيت الأبيض

و"يسعى أردوغان أيضا إلى الحصول على دعوة من البيت الأبيض، وقد شجعه ذلك إعادة انتخابه في مايو (أيار الماضي)، وقد اختلف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أسلافه دونالد ترامب وباراك أوباما وجورج دبليو بوش، إذ لم يزر تركيا، ولم يدعو رئيسها إلى البيت الأبيض في السنوات الثلاث الأولى من منصبه"، كما تابعت سبنسر.

و"مع ذلك، في ظل الوضع الحالي، يبدو أن استضافة بايدن لأردوغان في المكتب البيضاوي أمر غير مرجح"، كما قال كاغابتاي، الذي اعتبر أن "عدم دعوة أردوغان لزيارة البيت الأبيض يغذي شعور عدم الثقة في أنقرة".

كما أنه من غير الواضح، وفقا لسبنسر، ما إذا كان بايدن سيعقد لقاءً ثنائيا مع أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومتفقا مع كاغابتاي، قال جونول تول، المدير المؤسس لبرنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن عقد اجتماع بين أردوغان وبايدن في البيت الأبيض "ليس أمرا مطروحا نظرا للوضع الحالي للعلاقات".

وزاد بأنه "بعد سلسلة من الالتزامات (بشأن التصديق على طلب السويد)، خرج أردوغان وقال إن ذلك لن يحدث قبل أكتوبر/ تشرين الأول المقبل؛ ما أثار غضب البيت الأبيض وبايدن؛ لأن الإدارة وبايدن نفسه اعتبرا ذلك إذلالا".

و"في هذه المرحلة، يقول البيت الأبيض إن مسألة طائرات F-16 لا يمكن معالجتها إلا بعد إبرام صفقة السويد، وحتى ذلك الحين، لن يكون من الممكن عقد اجتماع (بين بايدن وأردوغان) في البيت الأبيض"، كما أضاف تول.

اقرأ أيضاً

ضوء تركيا الأخضر لعضوية السويد بالناتو.. ماذا يعني؟

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا الولايات المتحدة إف 16 طائرة السويد الناتو البیت الأبیض تشرین الأول على هامش على طلب

إقرأ أيضاً:

خبير علاقات دولية: أمريكا تتعامل مع أفعال إسرائيل كـ«البطة العرجاء»

قال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن أمريكا لديها القدرة وليس الرغبة في الضغط على الجانب الإسرائيلي لأن هناك عوامل كثيرة تجعل الإدارة الأمريكية الحالية تبدو كالبطة العرجاء خاصة مع اقتراب الانتخابات ودائمًا كانت إدارة بايدن تتم خطابها تجاه إسرائيل في إطار المناشدة؛ ولكن عندما تتورط إسرائيل تقوم الإدارة الأمريكية بدور المطافئ للحرائق التي يشعلها الاحتلال ثم تقوم بدور التبرير أن إسرائيل تتدافع عن نفسها ثم دورها الطبيعي وهو الداعم عسكريًا وسياسًيا لإسرائيل.

الإدارة الأمريكية الحامي الأول لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي

وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الإدارة الأمريكية تكون الحامي الأول لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي وفي المحاكم الدولية ومحكمة العدل، مشيرًا إلى أن الخطاب الأمريكي لا يترجم على أرض الواقع إلى سياسات وضغوط حقيقية أو كبح حقيقي لاندفاع حكومة نتنياهو تجاه إشعال المنطقة.

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن نتنياهو أجهض كل المفاوضات والاتفاق إلى وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يصف الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل بـ"اليوم الأليم"
  • أكسيوس: البيت الأبيض يحاول الاستفادة من الضربة الإسرائيلية ضد حزب الله للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد في الأيام المقبلة
  • البيت الأبيض مطبخ القرار الأميركي
  • خبير علاقات دولية: أمريكا تتعامل مع أفعال إسرائيل كـ«البطة العرجاء»
  • البيت الأبيض يعزي أسرة مقيم قُتل في لبنان بغارة
  • البيت الأبيض: بايدن وزعماء مجموعة السبع ناقشوا فرض عقوبات جديدة على طهران
  • أردوغان يحذر الاحتلال من عواقب اجتياح لبنان.. "عينا إسرائيل على تركيا"
  • تركيا بعد فلسطين ولبنان.. «أردوغان» يحذر الكيان الصهيوني من عواقب التوغل البري (تفاصيل)
  • أردوغان يحذر الاحتلال من عواقب اجتياح لبنان.. عينا إسرائيل على تركيا
  • رويترز:البيت الأبيض يؤيد العاملين في الموانئ مع دخول إضرابهم يومه الثاني