نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها روث مايكلسون، قالت فيه  إن أمير الحرب الليبي خليفة حفتر وأبناءه يستخدمون جهود الرد على الفيضان المدمر (إعصار دانيال)، كوسيلة لممارسة السلطة، وبسط النفوذ، بدلا من التأكد من وصول المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين المنكوبين.

 وفي وقت تستمر فيه عمليات البحث عن الناجين وجثث الضحايا ومنع انتشار الأمراض، بسبب الإعصار الذي قتل الآلاف، ودمر نحو 900 بناية في مدينة درنة، قالت "الغارديان" إن عمال الإنقاذ عملوا وسط وجود عناصر الميليشيا التابعة لحفتر.

وهو ما يصفه المراقبون محاولة من أمير الحرب السيطرة على المساعدة الحيوية التي تصل إلى المدينة المنكوبة.

وتم وصول الناس إلى مركز البلدة الذي تضرر بشكل كبير، ويحاول سكان البلدة النجاة بدون كهرباء أو مياه صالحة للشرب أو طعام. وقال رئيس البرلمان في شرق ليبيا أسامة حماد إن السلطات تفكر بإغلاق كامل المدينة والتي كان يعيش فيها مرة أكثر من 100.000 نسمة، ولمنع انتشار الأمراض والأوبئة.

وعلق عماد الدين بادي المحلل في الشؤون الليبية بالمجلس الأطلنطي "بالضرورة هناك حضور عسكري يخلق اختناقات بدلا من  أن يكون مساعدا لعمليات الإغاثة"، مضيفا "الجهود الرئيسية للإغاثة لم تسهلها القيادة العسكرية التي من مصلحتها الظهور وكأنها مسيطرة على الوضه وحرف المسؤولية على الضحايا، ولكن من المتطوعين والفرق الطبية والهلال الأحمر وشباب الكشافة وفرق الإنقاذ الأجنبية".

  وقام حفتر الذي قاد حملة عسكرية في 2014 للسيطرة على ليبيا بجولة في بلدة درنة يوم الجمعة. وأثنى على جهود فرق الإنقاذ الاولى ومقاتلي الجيش الوطني الليبي، وهو تحالف من الميليشيات يشرف عليه الرجل العجوز الذي كان مرة رصيدا مهما للمخابرات الأمريكية، والذي يصفه نقاده بأنه يدير المنطقة الخاضعة لسيطرة كديكتاتور.

وقال بادي "من جانب العلاقات العامة فإنهم يحاولون الإستفادة من قنوات الدعاية الموجودة للظهور بأنهم يتحكمون [بالوضع] وأنهم الوجه الرئيسي في إدارة الأزمة وحراس المدينة" و "لكن هذا يخلق، مرة أخرى نقاط اختناق في كل مكان. وكانت زيارة حفتر هي ميكرسوم لهذا الموضوع، حيث تم تجميد كل شيء لمدة ساعة من اجل خبطة علاقات عامة".

وأضافت الصحيفة أن أبناء حفتر الذين يسيطر كل واحد منهم على شبكة مالية وأحيانا عسكرية في الشرق الليبي، ردوا على الجهود الإنسانية في درنة من خلال توسيع  السيطرة  على عمليات الرد على الأزمة. وفي نفس اليوم الذي ضربت فيه الكارثة درنة، أعلن نجل حفتر، الصديق عن اهتمامه بالترشح في الإنتخابات التي طال انتظارها.

ويقول المراقبون إن صدام، 34 عاما الذي نظر إليه بأنه الخليفة المرشح لوالده رغم جهود أشقائه، استخدم دوره كرئيس للجنة الرد على الكوارث لتشريع موقفه الدولي وإحكام السيطرة على المساعدات الإنسانية.

ويقود صدام حفتر كتيبة طارق بن زيادة، وهي ميليشيا تابعة للجيش الوطني الليبي واتهمته منظمة أمنستي انترناشونال قبل فترة بـ "ارتكاب كاتالوج من الفظائع بما فيها القتل غير الشرعي والتعذيب وإساءة المعاملة والتغييب القسري والإغتصاب والعنف الجنسي والتهجير القسري بدون خوف من العواقب".

وقال جلال الحرشاوي، المختص بليبيا في المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن  إن جهود صدام حفتر تظهر السيطر على فرق المساعدة الدولية التي تصل إلى درنة وكيف أبطأ هذا وصول المساعدات الضرورية للرد على الكارثة وسط الأزمة: "كل شيء يتركز في يد عائلة حفتر، وأتمنى لو أخبرتك بوجود مراكز قوة أخرى في ليبيا ولكن لا يوجد شيء من هذا القبيل".

 وظلت ليبيا على مدى العقد الماضي منقسمة بين الشرق والغرب وكل طرف لديه شبكة من المصالح العسكرية والميليشيات التي ظهرت بعد التدخل العسكري لحلف الناتو دعما للإنتفاضة ضد معمر القذافي.

ويقول الحرشاوي إن سيطرة عائلة حفتر على جهود العمل بعد الكارثة، وبخاصة الدور البارز لصدام يقضي على أي أمل لتحقيقات محلية ودولية بما حدث في درنة وخسارة الأوراح ودورهم كمسؤولين وأي  شخص آخر مسؤول.

ووعد النائب العام الليبي الصديق الصور في التحقيق بانهيار سد درنة، وتخصيص الملايين لتمويل خصص للبنى التحتية للسدين اللذين بنيا في السبعينات تحت إدارة شركة يوغسلافية.

ورغم تعهده بالتحقيق في السلطات المحلية بدرنة ودورها إلا أنه التقى صدام حفتر. وذكرت الصحافة المحلية أن عمدة درنة  أوقف عن عمله يوم السبت بانتظار التحقيقات.

ويعلق الحرشاوي "وضع صدام نفسه نفسه كرئيس، والاتصال مع الضحايا والمدينة يعتمد على حسن نيته" و "تسير الأمور ببطء نحو نتيجة واحدة وهي أن المسؤولين في صف الوسط هم المسؤولون، وتم استبعاد نتيجة كبيرة منذ البداية، فلن يكون هناك تحقيق مفتوح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة درنة ليبيا ليبيا درنة اعصار دانيال صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قرقاش: نأمل أن تسهم جهود السعودية في إنهاء الحرب بأوكرانيا

عواصم (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة سارة الأميري توقع مذكرتي تفاهم مع «التربية» الروسية ترامب يشيد بإيلون ماسك الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إن استضافة الرياض المباحثات الأميركية الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية، إنجاز كبير للدبلوماسية السعودية ولدول الخليج والعرب، وتعكس الدور الفاعل للسعودية في تعزيز الأمن والسلام الدولي، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في إنهاء الحرب.
جاء ذلك فيما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن محادثات الرياض كانت «جيدة جداً»، متوقعاً عقد قمة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قبل نهاية فبراير الجاري.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أمس: «استضافة الرياض للمباحثات الأميركية الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية إنجاز كبير للدبلوماسية السعودية ولدول الخليج والعرب، وخطوة تعكس الدور الفاعل للسعودية الشقيقة في تعزيز الأمن والسلام الدولي».
وأضاف: «نأمل أن تسهم هذه الجهود في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وترسيخ الاستقرار في النظام الدولي».
وكانت العاصمة السعودية الرياض قد استضافت، أمس الأول، المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.
وجاءت المحادثات في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم، وإيماناً منها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، للوصول إلى نتائج مثمرة تنعكس على جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين.
واتفقت الولايات المتحدة وروسيا في ختام محادثات الرياض، على تشكيل آلية تشاور لمعالجة الخلافات التي تشهدها العلاقات الثنائية، بهدف اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، وأشادا بـ«محادثات مفيدة».
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن المحادثات التي جرت مع روسيا، في الرياض، كانت «جيدة جداً»، متوقعاً عقد قمة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قبل نهاية فبراير الجاري.
بدوره، أشاد الرئيس الروسي، أمس، بما خرجت به المحادثات الروسية الأميركية في السعودية، وقال إن أوكرانيا لن تُستبعد من مفاوضات تستهدف إنهاء الحرب.
وقال في أول تصريحات يدلي بها بشأن اجتماع الرياض: «دون زيادة معدل الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، من المستحيل حل العديد من المشكلات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية».
وتابع قائلاً «هدف هذا الاجتماع هو بالتحديد زيادة الثقة بين روسيا والولايات المتحدة». وقال بوتين إن روسيا لم ترفض قط إجراء محادثات مع أوروبيين أو مع كييف، بل هم من رفضوا الحديث إلى موسكو.
وتابع قائلاً «لا نفرض أي شيء على أي طرف. مستعدون، كما قلت من قبل مئات المرات، إذا أرادوا، من فضلكم فلتدعوا تلك المفاوضات تجرى، وسنكون مستعدين للعودة للطاولة من أجل المفاوضات».
وأضاف «لا يستبعد أحد أوكرانيا»، قائلاً إنه «لهذا السبب ليس هناك ما يستدعي رد الفعل الهستيري على المحادثات الأميركية الروسية».

مقالات مشابهة

  • ديكارلو: الجمود السياسي يهدد الاستقرار في ليبيا والحاجة ملحة لحل الأزمة
  • ليس فيلم هندي.. صحفي يكشف عن أسباب مرعبة لأزمة الغاز في التي تحدث في العاصمة
  • «محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار» تمنح الأولوية للمشروعات الموجهة نحو الداخل الليبي
  • قرقاش: نأمل أن تسهم جهود السعودية في إنهاء الحرب بأوكرانيا
  • الفريق أول صدام حفتر يبحث التعاون الثنائي مع وزير الدفاع البيلاروسي
  • نشاط عسكري روسي متزايد في ليبيا والسودان بعد سقوط الأسد في سوريا
  • «الكوني» يلتقي الوفد المشارك باجتماع «اللجنة الاستشارية للتنمية الصناعية» الذي تستضيفه ليبيا
  • تصريحات جديدة للمبعوث الأممي حول السلام في اليمن ومعالجة الأزمة الإقتصادية
  • نجاح جهود مصر وقطر للإفراج عن باقي المحتجزين الإسرائيليين والأسري الفلسطينيين
  • الأوجلي: دعم جهود التقارب بين مجلسي النواب والدولة خطوة نحو وحدة ليبيا