قطع الإنترنت في الامتحانات.. دلالة على انتشار الغش في المجتمع وانهيار التعليم
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
18 سبتمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: يتحول قرار حجب خدمة الانترنت خلال امتحانات (البكالوريا)، الى دلالة واضحة على تخلف آليات ومناهج التربية، فضلا عن انتشار الفساد المجتمع وفقدان الثقة.
ويتكرر قرار حجب الانترنت في كل فترة امتحانات حيث يتضمن حظر مواقع التواصل الاجتماعي في عموم العراق، عدا اقليم كردستان، لمنع تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية.
و رغم إجراءات قطع خدمة الانترنت قبل أربع ساعات من موعد الامتحان، الا انها لم تكن كافية لمنع الصفحات الوهمية التي تبث الشائعات والمعلومات المظللة.
واثار قرار قطع الانترنت غضب العراقيين، حيث قال المدون يحيى، ان دولة غير قادرة على حماية الأسئلة من التسريب كيف تحمي المواطنين.
وتسال الكاتب ياسر الجبوري (باللغة الدراجة): الى متى يستمر قطع خدمة الإنترنت في العراق بسبب الامتحانات، ليش ما شافوا حلول من دول اخرى مثل امريكا وفرنسا والامارات يگطعون النت همين؟.
واعتبر المهتم بالشأن السياسي احمد الزيادي ان ما يحصل من قطع لخدمة الانترنت في ايام الامتحانات في العراق يمثل اعتراف من وزارة التربية بأنها غير قادرة على السيطرة على تسريب الاسئلة ويؤكد انها وزارة مخترقة.
ويرى الصحفي رسلي المالكي ، ان قمة الغباء واللاحيلة أن تلجأ الدولة لقطع الإنترنت من أجل امتحانات المدارس، هذا يعني الفشل في حماية الأسئلة، واللجوء للحلول الصفرية.
ويقول الباحث الاجتماعي ادهم الجنابي، ان فساد في النظام التعليمي يتيح لأشخاص تسريب الأسئلة من أجل مكاسب شخصية أو ربحية، كما ان هناك ضعفا في نظام الحماية والأمان الذي يتبعه النظام التعليمي، مما يسهل عملية تسريب الأسئلة.
وغرد المهتم بالشأن العراق علي محمد بالقول: يحدث فقط في العراق قطع خدمة الإنترنت خلال فترة الامتحانات، هل يعقل قطع مصلحة عامة بسبب عدم السيطرة على غش الطالب او تسريب اسئلة.
وخلال السنوات الأخيرة، تكرر تسريب الأسئلة في العراق خلال فترات امتحانات المراحل المنتهية، حيث يتم نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي الأمر الذي كانت له انعكاسات سلبية النتائج.
وفي العام الماضي شهدت امتحانات الثالث المتوسط، التي جرت في يونيو/ حزيران، تسريباً للأسئلة واعترفت وزارة التربية بذلك، وأقدمت على تأجيل الامتحانات.
و الغش في الامتحانات دلالة على انتشار الفساد والتحايل في المجتمع ونقص الأخلاق والقيم الاجتماعية حيث يتم التحايل على النظام والقوانين من أجل الحصول على مكاسب شخصية دون الالتزام بالقواعد والأخلاق.
كما أن الغش نتيجة لنظام تعليمي ضعيف يفتقر إلى المعايير العالية والتقييم العادل. وعندما يعتبر الطلاب أن الامتحانات ليست عادلة أو أن الفرص محدودة للنجاح بشكل شرعي، يمكن أن يلجأوا إلى الغش.
اعداد محمد الخفاجي
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
بغداد وواشنطن.. شراكة نفطية أم علاقة اضطرارية؟
16 مارس، 2025
بغداد/المسلة: كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقريرها الأخير، أن العراق صدر نحو 5 ملايين برميل من النفط إلى الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط الماضي، مسجلاً تراجعاً مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني، الذي تجاوزت فيه الصادرات 6 ملايين برميل. هذه الأرقام تسلط الضوء على التحولات التي تشهدها العلاقات الاقتصادية بين بغداد وواشنطن في ظل الضغوط المتزايدة على قطاع الطاقة العراقي.
تراجع الصادرات وتباين المعدلات اليومية
وأظهرت البيانات أن صادرات العراق إلى الولايات المتحدة شهدت تذبذباً في معدلاتها اليومية، حيث بدأت عند 257 ألف برميل يومياً في الأسبوع الأول، ثم تراجعت إلى 228 ألفاً في الأسبوع الثاني، لتصل إلى أدنى مستوياتها عند 46 ألف برميل فقط في الأسبوع الثالث، قبل أن ترتفع مجدداً إلى 170 ألف برميل يومياً في الأسبوع الأخير.
ورغم التراجع، احتل العراق المرتبة السادسة بين أكبر مصدري النفط إلى الولايات المتحدة، والثانية عربياً بعد السعودية، وهو ما يشير إلى استمرار الدور العراقي في تغذية السوق الأميركية رغم تقلبات الإنتاج والأسعار.
ويرى الدكتور طارق الزبيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بغداد، أن العراق يسعى إلى تعزيز التعاون مع واشنطن لتأمين استقرار إمداداته النفطية، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية والعقوبات المفروضة على إيران. ويربط الزبيدي التغير في حجم الصادرات بعوامل عدة، منها التقلبات الموسمية وقرارات منظمة أوبك، لكنه يشير إلى أن العراق يحاول المناورة لتفادي أزمات أكبر قد تهدد اقتصاده.
في هذا السياق، يؤكد المدير العام لشركة نفط البصرة، باسم عبد الكريم، أن العراق يتجاوب بسرعة مع المتغيرات في الأسواق الأميركية للحفاظ على حصته وضمان عدم تأثر إمدادات الغاز التي يعتمد عليها لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل المخاوف من إلغاء الإعفاءات الأميركية الخاصة بالعقوبات على إيران.
وتعاني المنظومة الكهربائية العراقية من أزمات مزمنة، حيث تعتمد بغداد بشكل كبير على الغاز الإيراني، الذي يزودها بحوالي 50 مليون متر مكعب يومياً، ما يغطي نحو ثلث احتياجاتها الكهربائية، أي ما يعادل 6 آلاف ميغاواط. إلا أن هذا الرقم يظل غير كافٍ خلال فترات الذروة، مما يدفع العراق إلى البحث عن بدائل وسط ضغوط واشنطن المتزايدة لتقليص الاعتماد على طهران.
يشدد الزبيدي على أن أي تعطيل للإعفاءات الأميركية سيؤدي إلى نقص حاد في الغاز، مما سيضاعف أزمة الكهرباء، ويضع الحكومة العراقية أمام خيارات صعبة، قد تشمل تقليص صادرات النفط لضمان تلبية الطلب المحلي على الطاقة.
ويبدو أن العراق مضطر إلى التعامل بواقعية مع الولايات المتحدة لضمان عدم تعريض اقتصاده لمزيد من الأزمات. فالنفط، الذي يمثل أكثر من 90% من إيرادات الدولة، يبقى الورقة الأهم في أي مفاوضات، سواء مع واشنطن أو مع أي طرف دولي آخر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts