المسلة:
2024-07-02@00:30:41 GMT

الحدود العراقية الإيرانية.. الخط الأحمر يفرض تفاهمات

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

الحدود العراقية الإيرانية.. الخط الأحمر يفرض تفاهمات

18 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

في نهاية المطاف وقّعت الحكومة الإيرانية مع نظيرتها العراقية علی إتفاق أمني لبسط الأمن علی طول الحدود العراقية الإيرانية، الأمر الذي كان يُشكّل الهاجس الأكبر لطهران علی مدی أكثر من أربعة عقود من الزمن بسبب نشاط أحزاب كردية إيرانية منشقة تستفيد من تواجدها علی طول هذه الحدود التي تُعتبر الأكثر وعورة؛ مما إستوجب مفاوضات ثنائية أثمرت اتفاقاً لنزع سلاح هذه الأحزاب ونقل مخيماتها إلی داخل إقليم كردستان العراقي.

هذه الأحزاب التي تتهمها طهران بتهريب السلاح علی طول الحدود المشتركة تستغل وجودها في إقليم كردستان العراقي الذي يضم ثلاث محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك. وعلی مدی السنوات التي أعقبت الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شهدت هذه الحدود التي تشكل رُبع الحدود الإيرانية العراقية المشتركة البالغة ألفاً وأربعمئة كلم إنفلاتاً أمنياً أستُغل لإدخال أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة إلی داخل المدن الإيرانية إضافة إلی عمليات تهريب للسلع والبضائع.

في منتصف يوليو/تموز 2022، أعلنت وزارة الداخلية العراقية نشر كتيبة علی طول هذه الحدود بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان؛ فيما تم نصب نحو 50 برج مراقبة و40 كاميرا للمراقبة خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين إستناداً إلى مباحثات وتفاهمات بين العراق وإيران انخرطت فيها سلطات الإقليم الكردي وقادها مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.

وكانت إيران قد شنّت سلسلة هجمات صاروخية ومدفعية وجوية استهدفت مقرات هذه الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة في الإقليم؛ ما إستوجب وضع هذا الملف على جدول أعمال القيادة الأمنية في كلا البلدين.

والجديد في هذا السياق، إعلان طهران وبغداد الأسبوع الماضي توقيعهما علی إتفاقية لتعزيز الترتيبات الأمنية علی الحدود المشتركة واتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الأمن علی طول هذه الحدود وغلق كل ما من شأنه خلق حالة من إنعدام الأمن بين جانبي الحدود. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إلى التزام بغداد بنزع السلاح من “الجماعات الكردية الإرهابية” ونقل المخيمات إلی نقاط أخری بعيداً عن الحدود المشتركة. وزاد أن الإتفاق وضع تاريخ 19 أيلول/سبتمبر الجاري موعداً لإتمام هذه الترتيبات؛ وإلا كما قال كنعاني “ستتصرف إيران وفق مسؤولياتها”، من دون أن يُحدّد ماهية هذه المسؤولية وكيفية التصرف بها؟ إلا أن هشام الركابي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رأی أن هذا الإتفاق هو رسالة إلی دول الجوار مفادها أن العراق سيمنع وجود أي جماعات مسلحة تُهدّد أمن وسلامة تلك الدول. يُذكر أن هذا الإتفاق وُضِعَ له وللمرة الأولى استحقاق زمني (19 الجاري)، وهو ينص علی البنود الآتية: منع تسلل المسلحين، تقديم المطلوبين وفق القانون، نزع السلاح ونقل المخيمات إلی نقاط تُحدّدها الحكومة العراقية.

وذكرت مصادر في إقليم كردستان العراقي أن حكومة الإقليم كانت منخرطة في هذا الإتفاق وأن التنسيق كان تاماً مع الحكومة العراقية لتعيين نقطتين غرب الإقليم تُنقل إليهما المخيمات خلال المهلة الزمنية المحددة. وبرغم أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد اللاجئين الأكراد المتواجدين في العراق، إلا أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ذكرت أن عددهم يصل إلى 16 ألف لاجىء يتمركز أغلبهم في مخيم الطاش في محافظة الأنبار غرب العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في العراق بعد العام 2003، أُخلي المخيم وتم نقل سكانه إلی إقليم كردستان؛ وثمة تقديرات غير رسمية تُشير إلی أن عدد الاكراد الإيرانيين في العراق يصل إلى 40 ألف لاجىء يستوطن معظمهم في الإقليم. أما الأحزاب الكردية الإيرانية التي تُعتبر في أغلبها مسلحة وتمارس نشاطها العسكري الذي تعتبره طهران “تخريبياً” و”إرهابياً” داخل المدن الإيرانية، فإنها تتمركز في محافظات الإقليم وبالقرب من الحدود المشتركة مع إيران وأبرزها “حزب حرية كردستان”، “الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني”، “حزب الكادحين الثوريين” (كوملة)، “حزب الحياة الكردي”، حزب “بيجاك” وعدد آخر من المجاميع المسلحة. هذه الأحزاب مُتهمة من قبل طهران بعسكرة الاحتجاجات التي نشبت في إيران العام الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022، وذلك بمساعدة جهات خارجية معادية، وهو الأمر الذي أكّده مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بقوله في مقابلة بثتها قناة “بي. بي. سي” البريطانية إن الأمريكيين أرسلوا أسلحة إلی إقليم كردستان في العراق “لتهريبها” إلی داخل المدن الإيرانية؛ إضافة إلی ذلك، فإن السلطات الأمنية الإيرانية قدّمت وثائق للقيادة العراقية في بغداد وأربيل بشأن تورط هذه الجماعات بأعمال تهريب الأسلحة إلی داخل إيران من أجل زعزعة الأمن في المحافظات الإيرانية.

وتعتبر طهران أن الأمن داخل أراضيها “خط أحمر”، وهي تريد إغلاق هذا الملف مع الجانب العراقي حفاظاً علی العلاقات الجيّدة التي تربطها بإقليم كرستان العراقي والحكومة المركزية في بغداد.

ويتفق خبراء عراقيون وإيرانيون على أن نزع سلاح تلك المخيمات ونقلها بعيداً عن الحدود الإيرانية خطوةٌ تساهم في تعزيز السيادة الوطنية العراقية وتسحب كل الذرائع التي تؤدي إلی نقض هذه السيادة، حيث تشير المعلومات إلی أن الإتفاق الأخير الذي انخرطت فيه الأطراف الثلاثة طهران وبغداد وأربيل حدّد سقفاً زمنياً هو 19 أيلول/سبتمبر الجاري، ويحق لإيران بعد هذا التاريخ القيام بعملية عسكرية برية محدودة داخل حدود الإقليم من أجل إنهاء الوضع الشاذ المتمثل في وجود هذه المجموعات المسلحة.

وبعيداً عن التفسيرات والأهداف، فإن وجود مجموعات مسلحة غير عراقية تستهدف دول الجوار لا يُمكن أن يخدم الأمن القومي لإقليم كردستان العراقي ولا يخدم العراق ومصالحه الجيوسياسية والجيواستراتيجية خصوصاً في المرحلة التي تفكر فيها الحكومة العراقية بإعادة تثبيت حكم دولة القانون وإطلاق ورشة تنموية بعد حقبة صعبة ومكلفة من الحرب مع تنظيم “داعش” وباقي المجموعات الإرهابية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إقلیم کردستان العراقی الحدود المشترکة هذه الأحزاب هذه الحدود فی العراق إلی داخل التی ت

إقرأ أيضاً:

كيف نواجه سيوف التشكيك الأمريكي بالقضاء العراقي؟

29 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:  لم تتجاوز ردود الفعل العراقية، نبرة التنديد بالتصريح الأمريكي الذي استهدف رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، فيما غاب الرد الرسمي، لا سيما من وزارة الخارجية العراقية، في مشهد يكاد يكون أشبه بصمت النهر الكبير إزاء الحجارة التي تُرمى فيه.

المؤكد أن هناك قراءات متحيزة ومشبعة بالضبابية حول المشهد العراقي داخل الولايات المتحدة، تدفع باتجاه قرارات معادية لمؤسسة القضاء العراقي، وتصفها بأنها غير مستقلة، تابعة، متحيزة، ومسيّسة، وتحرك بأدوات خارجية.

لكن، هذا الموقف الخطير لا يعالج بالاستنكار والعبارات الإنشائية الجوفاء التي لا تتعدى كونها صرخات في وادٍ سحيق، لا يسمعها أحد، ولن تصل إلى مسامع الأمريكيين، بل هناك حاجة ملحة إلى مفاعيل وتحركات قانونية، سياسية، ودبلوماسية محنكة.

على العراق أن يتحرك بسرعة البرق، لإثبات البراهين القاطعة بأن القضاء العراقي مستقل، وأنه الركيزة الأساسية للعدالة في الدولة.

بهذه الطريقة ندعم القضاء العراقي، وليس بالشتائم والهتافات الغاضبة التي لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور وزيادة الهوة بيننا وبين الآخرين.

في الداخل، على القوى السياسية العراقية أن تتجنب النزول إلى مستنقع الاتهامات للقضاء حين تتنازع بين بعضها البعض، فقد شهدنا هذا السيناريو في أكثر من معركة سياسية وقانونية سواء في بغداد أو أربيل، أساء الى القضاء.

إن الاعتماد على الآليات الدبلوماسية وتقديم الشكاوى القانونية في المحافل الدولية سيكون السبيل الأمثل للدفاع عن سمعة القضاء العراقي. ويجب أن تترافق هذه الجهود مع حملة إعلامية مضيئة، تهدف إلى تصحيح الصورة المشوهة التي تروجها بعض الجهات داخل الولايات المتحدة.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • رشيد:القاضي زيدان ليس جندياً إيرانياً بل درع المنظومة السياسية العراقية
  • لوبي الكونغرس الأمريكي: تحالفات كردية ومعارضة عراقية ضد بغداد
  • أسعار الذهب في الأسواق العراقية لليوم الاثنين
  • وماذا بعد تلك التصريحات؟
  • مطالبات بسرعة تحرك الحكومة.. الأمن النيابية تكشف عن احتلال أجزاء من العراق
  • بغداد ترد على تصريحات نائب أميركي بشأن رئيس مجلس القضاء العراقي
  • كيف نواجه سيوف التشكيك الأمريكي بالقضاء العراقي؟
  • زيدان خط احمر.. غضب سياسي وشعبي تجاه تصريحات والتز: تدخل سافر بالقضاء العراقي
  • لأول مرة.. المصرف الأهلي العراقي يجري نقطة تحول استثمارية بقيمة 25 مليار دينار 
  • إليكم أسعار الذهب في الأسواق العراقية