المسلة:
2025-01-27@19:22:32 GMT

الحدود العراقية الإيرانية.. الخط الأحمر يفرض تفاهمات

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

الحدود العراقية الإيرانية.. الخط الأحمر يفرض تفاهمات

18 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

في نهاية المطاف وقّعت الحكومة الإيرانية مع نظيرتها العراقية علی إتفاق أمني لبسط الأمن علی طول الحدود العراقية الإيرانية، الأمر الذي كان يُشكّل الهاجس الأكبر لطهران علی مدی أكثر من أربعة عقود من الزمن بسبب نشاط أحزاب كردية إيرانية منشقة تستفيد من تواجدها علی طول هذه الحدود التي تُعتبر الأكثر وعورة؛ مما إستوجب مفاوضات ثنائية أثمرت اتفاقاً لنزع سلاح هذه الأحزاب ونقل مخيماتها إلی داخل إقليم كردستان العراقي.

هذه الأحزاب التي تتهمها طهران بتهريب السلاح علی طول الحدود المشتركة تستغل وجودها في إقليم كردستان العراقي الذي يضم ثلاث محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك. وعلی مدی السنوات التي أعقبت الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شهدت هذه الحدود التي تشكل رُبع الحدود الإيرانية العراقية المشتركة البالغة ألفاً وأربعمئة كلم إنفلاتاً أمنياً أستُغل لإدخال أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة إلی داخل المدن الإيرانية إضافة إلی عمليات تهريب للسلع والبضائع.

في منتصف يوليو/تموز 2022، أعلنت وزارة الداخلية العراقية نشر كتيبة علی طول هذه الحدود بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان؛ فيما تم نصب نحو 50 برج مراقبة و40 كاميرا للمراقبة خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين إستناداً إلى مباحثات وتفاهمات بين العراق وإيران انخرطت فيها سلطات الإقليم الكردي وقادها مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي.

وكانت إيران قد شنّت سلسلة هجمات صاروخية ومدفعية وجوية استهدفت مقرات هذه الأحزاب الكردية الإيرانية المتواجدة في الإقليم؛ ما إستوجب وضع هذا الملف على جدول أعمال القيادة الأمنية في كلا البلدين.

والجديد في هذا السياق، إعلان طهران وبغداد الأسبوع الماضي توقيعهما علی إتفاقية لتعزيز الترتيبات الأمنية علی الحدود المشتركة واتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الأمن علی طول هذه الحدود وغلق كل ما من شأنه خلق حالة من إنعدام الأمن بين جانبي الحدود. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إلى التزام بغداد بنزع السلاح من “الجماعات الكردية الإرهابية” ونقل المخيمات إلی نقاط أخری بعيداً عن الحدود المشتركة. وزاد أن الإتفاق وضع تاريخ 19 أيلول/سبتمبر الجاري موعداً لإتمام هذه الترتيبات؛ وإلا كما قال كنعاني “ستتصرف إيران وفق مسؤولياتها”، من دون أن يُحدّد ماهية هذه المسؤولية وكيفية التصرف بها؟ إلا أن هشام الركابي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رأی أن هذا الإتفاق هو رسالة إلی دول الجوار مفادها أن العراق سيمنع وجود أي جماعات مسلحة تُهدّد أمن وسلامة تلك الدول. يُذكر أن هذا الإتفاق وُضِعَ له وللمرة الأولى استحقاق زمني (19 الجاري)، وهو ينص علی البنود الآتية: منع تسلل المسلحين، تقديم المطلوبين وفق القانون، نزع السلاح ونقل المخيمات إلی نقاط تُحدّدها الحكومة العراقية.

وذكرت مصادر في إقليم كردستان العراقي أن حكومة الإقليم كانت منخرطة في هذا الإتفاق وأن التنسيق كان تاماً مع الحكومة العراقية لتعيين نقطتين غرب الإقليم تُنقل إليهما المخيمات خلال المهلة الزمنية المحددة. وبرغم أنه لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد اللاجئين الأكراد المتواجدين في العراق، إلا أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ذكرت أن عددهم يصل إلى 16 ألف لاجىء يتمركز أغلبهم في مخيم الطاش في محافظة الأنبار غرب العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ وبعد تدهور الأوضاع الأمنية في العراق بعد العام 2003، أُخلي المخيم وتم نقل سكانه إلی إقليم كردستان؛ وثمة تقديرات غير رسمية تُشير إلی أن عدد الاكراد الإيرانيين في العراق يصل إلى 40 ألف لاجىء يستوطن معظمهم في الإقليم. أما الأحزاب الكردية الإيرانية التي تُعتبر في أغلبها مسلحة وتمارس نشاطها العسكري الذي تعتبره طهران “تخريبياً” و”إرهابياً” داخل المدن الإيرانية، فإنها تتمركز في محافظات الإقليم وبالقرب من الحدود المشتركة مع إيران وأبرزها “حزب حرية كردستان”، “الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني”، “حزب الكادحين الثوريين” (كوملة)، “حزب الحياة الكردي”، حزب “بيجاك” وعدد آخر من المجاميع المسلحة. هذه الأحزاب مُتهمة من قبل طهران بعسكرة الاحتجاجات التي نشبت في إيران العام الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022، وذلك بمساعدة جهات خارجية معادية، وهو الأمر الذي أكّده مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بقوله في مقابلة بثتها قناة “بي. بي. سي” البريطانية إن الأمريكيين أرسلوا أسلحة إلی إقليم كردستان في العراق “لتهريبها” إلی داخل المدن الإيرانية؛ إضافة إلی ذلك، فإن السلطات الأمنية الإيرانية قدّمت وثائق للقيادة العراقية في بغداد وأربيل بشأن تورط هذه الجماعات بأعمال تهريب الأسلحة إلی داخل إيران من أجل زعزعة الأمن في المحافظات الإيرانية.

وتعتبر طهران أن الأمن داخل أراضيها “خط أحمر”، وهي تريد إغلاق هذا الملف مع الجانب العراقي حفاظاً علی العلاقات الجيّدة التي تربطها بإقليم كرستان العراقي والحكومة المركزية في بغداد.

ويتفق خبراء عراقيون وإيرانيون على أن نزع سلاح تلك المخيمات ونقلها بعيداً عن الحدود الإيرانية خطوةٌ تساهم في تعزيز السيادة الوطنية العراقية وتسحب كل الذرائع التي تؤدي إلی نقض هذه السيادة، حيث تشير المعلومات إلی أن الإتفاق الأخير الذي انخرطت فيه الأطراف الثلاثة طهران وبغداد وأربيل حدّد سقفاً زمنياً هو 19 أيلول/سبتمبر الجاري، ويحق لإيران بعد هذا التاريخ القيام بعملية عسكرية برية محدودة داخل حدود الإقليم من أجل إنهاء الوضع الشاذ المتمثل في وجود هذه المجموعات المسلحة.

وبعيداً عن التفسيرات والأهداف، فإن وجود مجموعات مسلحة غير عراقية تستهدف دول الجوار لا يُمكن أن يخدم الأمن القومي لإقليم كردستان العراقي ولا يخدم العراق ومصالحه الجيوسياسية والجيواستراتيجية خصوصاً في المرحلة التي تفكر فيها الحكومة العراقية بإعادة تثبيت حكم دولة القانون وإطلاق ورشة تنموية بعد حقبة صعبة ومكلفة من الحرب مع تنظيم “داعش” وباقي المجموعات الإرهابية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إقلیم کردستان العراقی الحدود المشترکة هذه الأحزاب هذه الحدود فی العراق إلی داخل التی ت

إقرأ أيضاً:

تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية

26 يناير، 2025

بغداد/المسلة:  في إطار تعزيز العلاقات المصرفية والاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة، عقد محافظ البنك المركزي العراقي، علي محسن العلاق، اجتماعاً مع وفد أميركي برئاسة ستيف لوتس، نائب رئيس غرفة التجارة الأميركية ورئيس مجلس الأعمال الأميركي – العراقي.

جاء اللقاء الذي جرى في بغداد لمناقشة آليات التبادل التجاري والتحويلات المالية الخارجية، في وقت حساس يتسم بتحديات كبيرة في القطاع المصرفي العراقي.

الحديث كان منصباً على عملية تحويل الأموال عبر البنوك المراسلة، حيث بحث الجانبان استراتيجيات تنظيم التحويلات المالية بين العراق والدول الأخرى. هذه المناقشات تأتي في أعقاب القرارات الأميركية الأخيرة التي تسببت في وضع 14 مصرفاً عراقياً ضمن القائمة السوداء بسبب الاشتباه في تورطها في غسل الأموال وتحويل الأموال الخارج، مما أعاق قدرتها على إجراء معاملات بالدولار.

كما تم التطرق إلى زيارة مرتقبة لوفد من البنك المركزي العراقي إلى واشنطن في أبريل المقبل، حيث سيلتقي ممثلو البنك مع غرفة التجارة الأميركية والشركات الأميركية في مسعى لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقد شدد العلاق على أهمية تعزيز الاستثمارات الأميركية في العراق، خاصة في مجالات الطاقة والبنى التحتية والتكنولوجيا الحديثة، مستفيدين من الاستقرار الأمني الذي يشهده البلد في الآونة الأخيرة.

اللقاء  يعكس تحولاً مهماً في العلاقة بين البلدين في المجال الاقتصادي، خاصة في ظل تطورات حاسمة في النظام المصرفي العراقي. الأزمة التي نشأت إثر فرض العقوبات الأميركية على المصارف العراقية لا تقتصر على التعقيدات القانونية فقط، بل تمتد لتأثيرات اقتصادية عميقة، لاسيما فيما يتعلق بالثقة في النظام المالي العراقي.

و إغلاق البنك المركزي العراقي لمنصة التحويلات المالية بالدولار، التي تم تشغيلها في عام 2023، قد أدى إلى تداعيات سلبية تمثلت في سحب الودائع المالية من البنوك التجارية، ما أثار مخاوف واسعة من إمكانية تعثر المصارف المحلية أمام متطلبات البنك المركزي العراقي ووزارة الخزانة الأميركية. هذه الخطوة تشير إلى أزمة ثقة في قدرة البنوك العراقية على الامتثال للمعايير الدولية الخاصة بالتحويلات المالية، ما يعكس تحديات كبيرة قد تواجهها العراق في جذب الاستثمارات الأجنبية.

مؤشرات تراجع حجم الودائع في البنوك التجارية، التي وصلت إلى أدنى مستوى لها في 22 شهراً، تكشف عن تراجع مستمر في معدلات الادخار داخل النظام المصرفي.

و الانخفاض المستمر في حجم الودائع خلال الأشهر الأخيرة يمكن أن يكون دليلاً على التوجس لدى المستثمرين المحليين والأجانب من التعامل مع البنوك العراقية في ظل عدم وضوح السياسات المالية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • وزير العدل: الحكومة العراقية تسير بخطى ثابتة لتعزيز حقوق الإنسان، وضمان العدالة والمساواة لجميع أفراد الشعب العراقي
  • ترامب يبدأ بشل الاقتصاد العراقي !
  • هزة أرضية بقوة 4.8 تضرب ديالى قرب الحدود العراقية-الإيرانية
  • تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية
  • السوداني يحيط قائد التحالف الدولي بتطورات مسك الحدود العراقية
  • رسميًّا.. هارون الزبيدي في الزوراء العراقي
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد - عاجل
  • رفضوا الاستسلام.. تفاصيل جديدة عن اشتباك حرس الحدود العراقي مع العمّالي في زاخو
  • مصادر سياسية:الحكومة الحشدوية تتوسط بين إيران وسوريا وتركيا لحماية المصالح الإيرانية