شبكة انباء العراق:
2025-03-15@03:56:09 GMT

الكبار لا يلتفتون الى الوراء

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

بقلم : جعفر العلوجي ..

يقول شاعر العرب الأكبر العراقي أبو الطيب المتنبي في مطلع واحدة من أروع قصائده
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ.- وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ.
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها.- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ.

لقد لخص المتنبي في بيتين من الشعر مكانة القائد الناجح وعظم شخصيته وقدرته على العمل والإبداع من دون أن يكترث لصغائر الأمور او من يكيل العداء وهو ليس بحجمه، وحقيقة القول إن المثال الذي نتحدث عنه ومن دون مقدمات هو لبعض القيادات الأولمبية العراقية بشكل عام وما تنجزه من عمل لمكتبها التنفيذي يحسب لتطور الرياضة العراقية، او ما نشاهده ونسجله يوميا للدكتور عقيل مفتن بوصفه إضافة نوعية وحركة لا تعرف الفتور ولا الأعذار حتى أصبح هدفا لضعاف النفوس وأصواتهم وأبواقهم النشاز الذين أغاظهم نجاح مفتن وخطواته الشاسعة الملموسة في ميادين الرياضة العراقية على الرغم من قصر فترة وصوله الى مكتب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية.


والمتابع لتحركاته فإنه لن يجد يوما واحدا وربما ساعة له بلا عمل وحركة لتكريم أصحاب الإنجاز في كل الألعاب الرياضية هنا، ولدعم الاتحادات الرياضية وموازناتها هناك والتواصل المستمر بما يترك أفضل الأثر الطيب في النفوس مع فرقنا الموفدة والسؤال عنهم، أما عند دعم المحتاجين منهم في أصعب الظروف فإن القائمة تطول جدا ويقوم هو شخصيا بمتابعة أحوال المرضى وتفقدهم، كحالة إنسانية يأنس لها كثيراً وربما كانت مصدر سعادة له.
ولو تابعنا السير في الحديث والبحث وصولا الى النقلة التي أحدثها في اتحاد الفروسية الذي أعاد إليه الروح فإن الفترة القياسية التي تتحدث عن نفسها ترغمك على أن تسجل عنوان الرجل المناسب في المكان المناسب، ونشدد على أن تحرك مفتن بكل ما طرح من مواضيع في العلن يقابله في الجانب الآخر تفاعل وتعامل مع السادة في لجنة الرياضة والشباب البرلمانية والوزراء والمسؤولين في الحكومة لحسم قضايا مهمة جدا، كان من بينها رفع سقف الرصيد المخصص الى الاتحادات الرياضية واسنادهم مركزيا، الأمر الذي أسهم بحلحلة كثير من الاشكالات التي كانت تواجه إعداد منتخباتنا الوطنية الى البطولات الخارجية.
نعم لقد انعكس فوز الدكتور عقيل مفتن رئيس الاتحاد العراقي للفروسية، بمنصب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، على مستقبل وواقع العمل الأولمبي والرياضي و على تطور العمل الأولمبي وتحفيز الاتحادات الرياضية والاندية وإن هذا الفوز الواضح والمشهود يؤكد أن الجمعية العمومية للجنة الأولمبية قد نجحت في أهم إضافة لها بطموح وعمل متقن، وأن الأصوات النشاز التي اعتادت أن تقذف الأشجار المثمرة بحجر ستظل عاجزة أمام شخصية الدكتور مفتن ومثله لا يلتفت الى المبتزين والمتصيدين في الماء العكر وهناك المهم والأهم الذي أخذه مفتن على عاتقه كرسالة وإنجاز وطريق تسير عليه الأجيال.

همسة..
قد يتهمني البعض بالانحياز والمبالغة وقد عرفت بالانتقاد الصريح وتشخيص الخطأ، ومع ذلك فإن ما يدهش ويستحق الثناء في رياضة بلدنا أن الصريح يستحق الاطراء وسأعيد ما أسلفت إن لزم الأمر.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الطبلاوي.. آخر المقرئين الكبار وصاحب التلاوة النادرة في جوف الكعبة

يظل صوت الشيخ محمد محمود الطبلاوي أحد الرموز التي تقترن بشهر رمضان الكريم في ذاكرة المصريين والعالم الإسلامي، حيث اعتادت البيوت على استقبال صوته العذب في ليالي الشهر الفضيل، ليصبح جزءاً أصيلاً من الأجواء الروحانية.

إنه الصوت الذي جمع بين هيبة الشيخ الحصري، وخشوع الشيخ المنشاوي، وعذوبة الشيخ محمد رفعت، وعبقرية الأداء للشيخ محمود علي البنا، لكنه تفرّد بنبرته الخاصة التي جعلته آخر جيل المقرئين الكبار، حتى وُصف عبر الصحف المصرية بأنه "آخر حبّة في مسبحة القرّاء العظام".

بشرى الميلاد والقرآن

وُلد الشيخ محمد الطبلاوي في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1934 بحي ميت عقبة بالجيزة، وقد سبقت ولادته بشرى في المنام رأتها والدته، حيث جاءها جدّه ليخبرها بأنها ستلد ولداً سيكون حاملًا لكتاب الله.

ومنذ نعومة أظافره، بدأ والده تحقيق هذا الحلم، فألحقه بـكُتّاب القرية وهو في الرابعة من عمره، بل دفع لشيخ الكتّاب ضعف الأجرة المعتادة، حرصاً على أن يحظى ابنه بعناية خاصة.

وبالفعل لم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى بزغ نجمه، فختم القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وذاع صيته بين أهل قريته، حتى أصبح يُدعى لإحياء المناسبات، وتلقى أول أجر له كمقرئ، حيث منحه عمدة القرية خمسة قروش، فذهب بها إلى السوق واشترى الطعام لأسرته في لفتة عكست أصالته ونبله منذ الصغر.

الانطلاق وحلم الإذاعة

مع تقدّمه في العمر، ازداد تألق الشيخ الطبلاوي، وأصبح مطلوباً في مختلف المناسبات، سواء في حفلات الزواج أو المآتم، وصار اسمه معروفاً بين علية القوم، لكنه كان يحمل حلماً أكبر وهو القراءة في إذاعة القرآن الكريم مثل شيوخ عصره الكبار، محمد رفعت ومصطفى إسماعيل.
لكن هذا الحلم واجه صعوبات، حيث تم رفضه تسع مرات متتالية من قبل لجنة الاستماع، بسبب اعتماده على الإحساس الفطري في التلاوة دون دراسة المقامات الموسيقية.

ومع شعوره بالإحباط، قرّر الابتعاد عن حلم الإذاعة، حتى كتب عنه الكاتب الراحل محمود السعدني مقالًا بعنوان "أين أنت يا طبلاوي؟"، متسائلًا عن سبب عدم انصمامه  إلى الإذاعة رغم موهبته الاستثنائية.
وفي النهاية، جاءت اللحظة الحاسمة عندما تم استدعاؤه مرة أخرى، وعند نطقه "بسم الله الرحمن الرحيم" فقط، وافقت اللجنة بالإجماع على انضمامه، ليُصبح مقرئاً رسمياً للإذاعة المصرية في عام 1970، وينطلق صوته إلى العالم الإسلامي، ليُسمع في ملايين البيوت، خاصة خلال شهر رمضان، حيث صار من أبرز الأصوات التي تُرافق لحظات الإفطار والسحور.

التلاوة في جوف الكعبة

لم يكن الطبلاوي مجرد قارئ إذاعي، بل أصبح نجماً في سوق الكاسيت، حيث بيعت تسجيلاته بأرقام قياسية، لدرجة أنه نافس كبار مطربي السبعينيات والثمانينيات في المبيعات. وقد حكى في أحد لقاءاته أنه كان يؤمن بأن القارئ الناجح يجب أن يكون كريماً معطاءً، وألا يسعى خلف المال، بل يخلص للقرآن، وهي فلسفة جعلته محبوباً بين جمهوره، ورمزاً للصدق والإخلاص في التلاوة.

ومن المحطات الفريدة في حياة الشيخ الطبلاوي، أنه كان أول قارئ مصري يتلو القرآن داخل جوف الكعبة المشرفة، بعدما اختاره ملك السعودية خالد بن عبد العزيز لهذه المهمة خلال مراسم غسل الكعبة السنوية.

وقد وصف الشيخ هذه التجربة بأنها من أعظم لحظات حياته، قائلاً: "لقد شممت ريح الجنة وأنا أقرأ القرآن في جوف الكعبة في رمضان".. وحصل بعدها على قطعة من كسوة الكعبة الشريفة كتذكار. 


وفي موقف آخر، روى الطبلاوي عن حادثة نجاته من الموت، حين قُدّم له فنجان قهوة مسموم أثناء إحدى التلاوات، لكنه في كل مرة كان يمد يده لتناوله، كان الفنجان يبتعد عنه، وكأنه محجوب عن يده، حتى جاء أحد العاملين وتناوله بدلًا منه، ليسقط ميتاً في الحال، بحسب تصريحات الشيخ.

انتشار وتكريمات عالمية

على مدار حياته، سجّل الشيخ الطبلاوي أكثر من 2300 تلاوة، بالإضافة إلى مصحف مرتل ظلّ يطالب بإذاعته على إذاعة القرآن الكريم في مصر، لكنه سُجّل لصالح الكويت والسعودية. كما قدّم العديد من الابتهالات الدينية التي ما زالت تُبث حتى اليوم، مثل: "يا صاحب الهم"، و"يارب قد فسد الزمان"،  و"أنا يا إلهي نحو عفوك مرتكن".

أما على المستوى العالمي، فقد سافر لأكثر من 100 دولة لنشر صوت القرآن، وحكم في المسابقات القرآنية الدولية، ونال تكريمات من رؤساء وزعماء العالم، كما كان مقرئاً رسمياً للجامع الأزهر لمدة 30 عاماً.

ولم يكن الشيخ الطبلاوي بعيداً عن الأوساط السياسية والفنية، فقد ربطته صداقة قوية بالرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، الذي كرّمه مراراً، وكان يُحب سماعه، كما طلبه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لتلاوة القرآن في عزاء حفيده محمد علاء مبارك.
أما في عالم الفن، فقد كان مقرباً من الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت تجمعه علاقات طيبة بـأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، كما كان محباً لصوت سعاد محمد، وتلقى منهم جميعاً مكالمات إشادة وثناء على تلاواته.


رحيله في شهر رمضان

في النهاية، وكأن القدر أراد أن يُكمل الشيخ الطبلاوي رحلته مع رمضان حتى آخر لحظة، فقد اختاره الله لجواره وهو صائم في شهر رمضان المبارك لعام 2020، حيث رحل عن عمر ناهز 86 عاماً، ليبقى اسمه خالداً في قلوب محبيه، ويظل صوته يتردد في أرجاء البيوت العربية ليُضيء ليالي الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • «كو» ينتقد عملية انتخاب رئيس «الأولمبية الدولية»
  • تشكيل لجنة لمتابعة وتطوير العمل الرياضي بين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية
  • باحثة بمرصد الأزهر: المراهنات الرياضية قمار محرم شرعًا
  • أرسنال إلى «الثمانية الكبار» في «أبطال أوروبا»
  • الظاهرة رونالدو يُنهي حلمه برئاسة الاتحاد البرازيلي
  • رونالدو ينسحب من سباق رئاسة الاتحاد البرازيلي بعد مواجهة “جدار التأييد” للرئيس الحالي
  • الكبار قد يكونون سببا.. الداء الأكثر شيوعا لدى الأطفال
  • برشلونة أول المتأهلين إلى دور الثمانية الكبار لدوري الأبطال
  • اللجنة الأولمبية تحتفي بإنجاز منتخب المبارزة الحاصل على برونزية آسيا
  • الطبلاوي.. آخر المقرئين الكبار وصاحب التلاوة النادرة في جوف الكعبة