تزوير بالصوت والصورة ـ الذكاء الاصطناعي سلاح خطير في يد القراصنة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
يخشى مراقبون من إمكان أن تسهّل روبوتات الدردشة وبرامج التزوير القائمة علىالذكاء الاصطناعي عمل الجهات الضالعة في الجرائم الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، بعدما أصبحت متاحة منذ حوالى سنة للاستخدام العام، من دون أن تُحدث تغييرات جذرية على صعيد هجمات المعلوماتية التقليدية.
أدوات أفضل لـ"التصيد الاحتيالي"
تتمثل عملية "التصيد الاحتيالي" ("فيشينغ") بالاتصال بشخص مستهدف وجعله يُدخل البيانات الخاصة به على موقع مقرصن يشبه المواقع الأصلية.
ويشرح جيروم بيلوا، وهو خبير في أمن المعلوماتية في شركة الاستشارات "وايفستون" ومؤلف كتاب عن الهجمات السيبرانية لوكالة فرانس برس، "الذكاء الاصطناعي يسهل ويسرع وتيرة الهجمات" من خلال إرسال رسائل إلكترونية مقنعة وخالية من الأخطاء الإملائية.
ويتبادل القراصنة بذلك خططاً تمكّنهم من توليد رسائل احتيالية محددة الهدف بشكل تلقائي، بواسطة منتديات عبر الإنترنت أو رسائل خاصة.
وللتغلب على القيود التي وضعها مقدمو الحلول بشأن الذكاء الاصطناعي، تسوّق مجموعات متخصصة منذ هذا الصيف نماذج لغوية مدربة على إنتاج محتويات خبيثة، على غرار تطبيق "فرود جي بي تي". لكن لا يزال يتعين إثبات فعاليتها.
ويحذر بيلوا "لا نزال في البداية فقط".
خطر تسريب البيانات
يُعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي واحداً من التهديدات الخمسة الرئيسية التي تهابها الشركات، وفق دراسة حديثة أصدرتها شركة "غارتنر" الأمريكية.
وتخشى الشركات خصوصاً في هذا المجال تسرب البيانات الحساسة التي يتناقلها موظفوها، الأمر الذي دفع شركات كبرى، ومنها "آبل" و"أمازون" و"سامسونغ" إلى منع موظفيها من استخدام "تشات جي بي تي".
وتوضح مديرة الأبحاث في "غارتنر" ران شو أن "كل معلومة يتم إدخالها على أداةالذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تدخل في مساره التعلّمي، وهذا ما قد يجعل معلومات حساسة أو سرية تظهر في نتائج عمليات بحث مستخدمين آخرين".
وأطلقت شركة "أوبن ايه آي"، المطورة لبرنامج "تشات جي بي تي"، في آب/أغسطس الماضي النسخة المحترفة "تشات جي بي تي انتربريز" التي لا تستعمل الدردشات من أجل التعلّم بغية تطمين الشركات التي تخشى تسريب معلوماتها.
من جهتها، توصي شركة "غوغل" موظفيها بعدم إدخال معلومات سرية أو حساسة في برنامج الدردشة الآلي الخاص بها، "بارد".
تزوير بالصوت والصورة
يتمثل التهديد الرئيسي الجديد للذكاء الاصطناعي بسهولة نسخ الوجوه والأصوات وتوليد ما يطابقها تماماً. فمن خلال تسجيل لا تتجاوز مدته بضع ثوان، تسمح بعض الأدواتعبر الانترنت بتوليد نسخة مطابقة تماماً قد يقع ضحيتها الزملاء أو الأقارب.
ويعتبر مؤسس شركة "أوبفور انتلجنس" جيروم سايز أن هذه الأدوات قد تُستخدم بسرعة من جانب "مجموعة كاملة من الجهات الضالعة في عمليات احتيال صغيرة، لها وجود فعال في فرنسا وغالبًا ما تكون وراء حملات خبيثة تستعمل الرسائل النصية" بهدف الحصول على أرقام البطاقات المصرفية.
ويضيف لوكالة فرانس برس "هؤلاء المخالفون الصغار، الذين يكونون بالإجمال من فئة الشباب، سيتمكنون وبسهولة من تقليد الأصوات".
وفي حزيران/يونيو، وقعت أم أمريكية ضحية احتيال اثر اتصال رجل بها للمطالبة بفدية لقاء تسليمها ابنتها الذي زعم أنها مخطوفة، وقد عمد الرجل إلى إسماعها ما ادعى أنه صراخ ابنتها الضحية. وانتهى الحادث من دون وقوع أضرار، بعد أن اشتبهت الشرطة في أن الحادثة تشكل عملية احتيال تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ويشرح بيلوا أنه، بالنسبة للشركات التي باتت على دراية بأساليب احتيالية مستخدمة على نطاق واسع تقوم على انتحال محتالين صفة الرئيس التنفيذي للشركة للحصول على تحويلات مالية، فإن "استخدام مقتطف صوتي أو فيديو مزيف"، من قبل المقرصن "يمكن أن يقلب مسار الأحداث لصالح" هذا الأخير.
قراصنة مبتدئون
ويعتقد سايز أنّ "أياً من الهجمات التي نجحت في العام الماضي لا يدفع إلى الاعتقاد بأنها نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي".
ورغم أن روبوتات الدردشة قادرة على تحديد بعض العيوب وتوليد أجزاء رموز معلوماتية خبيثة، إلا أنها عاجزة عن تنفيذها مباشرة.
في المقابل، يرى سايز أن الذكاء الاصطناعي "سيسمح لأشخاص محدودي الموهبة بتحسين مهاراتهم"، مستبعداً في المقابل أن يتمكن "الذين يبدأون من الصفر من تطوير برامج مشفرة باستخدام تشات جي بي تي".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
شمسان بوست / متابعات:
الذكاء الاصطناعي حديث الساعة على صفحات الجرائد والمجلات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، ولكننا عرفنا أيضًا مخاوف جدية عنه، خصوصاً الطرق التي قد يغير بها حياة الأطفال والمراهقين.
فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه أي شخص، فإننا لم نفكر بعد في تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، الذين لديهم قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب- وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة-!
من هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بين السلبيات والإيجابيات في حياة أطفالنا؟ اللقاء والدكتور محمود حسن أستاذ الحاسب الآلي والبرمجة الإلكترونية للشرح والتفسير.
*فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال
أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية ومنها:
*تحسين الخبرات التعليمية
مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، ويولّد ردودًا مناسبة بحسب العمر فقط.
لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي قوته وإمكاناته المثيرة، طريقة تعليمية وممتعة للأطفال؛ للوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر.
كما يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة، مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال.
* الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع:
نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها،
لهذا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين، وأيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات، ورسوم متحركة.
وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة؛ حيث يوفر طرقًا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم.
الذكاء الاصطناعي يساعد في حل المشكلات:
من خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن أفكارهم وتحليلهم للمواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمهم بشكل نقدي.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي.
الذكاء الاصطناعي يجهز الأطفال لفرص الوظائف في المستقبل:
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم التكنولوجيا.
مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
* مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
على الآباء إدراك أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي ؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر.
* قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية:
بما أن الذكاء الاصطناعي “يتعلم” من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس المتحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا، وبالتالي فإن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، وعلى البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت.
* الشخصيات الوهمية وراء محتالي الإنترنت:
المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تتمثل في: تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت الاختباء وراء شخصيات وهمية.
وهؤلاء المحتالون يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم.
كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصًا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضًا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني.
* انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم:
يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة.
ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.
* دعم العزلة الاجتماعية في المجتمع:
يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين.