الجزيرة:
2024-07-06@03:24:27 GMT

لماذا يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

لماذا يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

هل تعرف شخصا يشتري الكثير من الكتب لكنه لا يقرؤها جميعا؟ أو صادفت واحدا يمتلك مكتبة ضخمة، وعندما تسأله إذا ما كان قد قرأ جميع الكتب فيخبرك بأنه لم يفعل؟ قد نعرف شخصا كهذا أو نكون نحن هذا الشخص، ما يدفعنا للتساؤل لماذا قد يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

"تسوندوكو"

"تسوندوكو" (Tsundoku) مصطلح ياباني يصف ظاهرة تكديس الكتب لدى المثقفين، هذه الكلمة تجمع بين الكلمات "Tsunde"، التي تعني "تكديس الأشياء"، و"doku" التي تعني "يقرأ".

ووفقا لموقع "كوارتز" الأميركي، فإن "تسوندوكو" نشأت كتلاعب بالكلمات في أواخر القرن التاسع عشر، خلال ما يُعرف بعهد "ميجي" في اليابان. وقد أكد أندرو غيرستل، أستاذ النصوص اليابانية في عصر ما قبل الحداثة بجامعة لندن، أن المصطلح قد يعود إلى عام 1879.

وأشار غيرستل إلى ظهور المصطلح في نص يتحدث عن مدرس لديه الكثير من الكتب لكنه لا يقرؤها، ومن المرجح أن استخدامه كان ساخرا، رغم تأكيده أن الكلمة لا تحمل معنى سلبيا أو وصمة عار في اليابان، بل تعتبر كلمة "عامية محببة".

البعض يشعر بالرضا والسعادة بتوفر مكتبة شخصية غنية ومتنوعة (شترستوك)

ويعرف قاموس "كامبريدج" هذا المصطلح بأنه "ممارسة شراء الكثير من الكتب والاحتفاظ بها في كومة لأنك تنوي قراءتها، ولكنك لم تفعل ذلك بعد"، كما أشار القاموس الإنجليزي إلى أن كلمة "تسوندوكو" تستخدم أيضا للإشارة إلى كومة الكتب المتراكمة.

رغم أنه لم يذكر القاموس أي مرادف مباشر لهذا المصطلح الياباني في الإنجليزية، لكن هناك مصطلحا آخر يعرف بـ"الببليومانيا" (Bibliomania) أو "هوس" أو "جنون الكتب" وقد ظهر في إنجلترا في نفس الوقت تقريبا الذي ظهر فيه مصطلح "تسوندوكو".

بالنسبة لرجل الدين الإنجليزي توماس فروجنال ديبدين مؤلف كتاب "الرومانسية الببليوغرافية"، فإن هذا الهوس يعتبر خوفا حقيقيا أكثر من كونه موهبة غير ضارة، كما اعتبره نوعا من "العصاب" الخيالي يدفع أولئك الذين يعانون منه إلى الهوس بجمع الكتب من جميع الأنواع، حتى لو لم يكن لديهم وقت لقراءتها، وقد شاع هذا السلوك في القرن التاسع عشر بين السادة خاصة في المملكة المتحدة، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية.

وقدم ديبدين قائمة بعدد من الأعراض التي تتجلى في أنواع معينة من الكتب التي كان السادة يبحثون عنها بقلق شديد، والتي تحتوي عناوين مثل "الطبعات الأولى، والطبعات الحقيقية، والكتب المطبوعة بأحرف سوداء، والنسخ الورقية الكبيرة". لكن ديبدين نفسه كان مهووسا بالجوانب المادية للكتب، وفي أوصافه اهتم بشدة بتفاصيل تجليدها ومطبوعاتها بدلا من المحتوى.

تكديس الكتب قد يكون جزءا من هواية المثقفين وتحفيزهم الثقافي (شترستوك) لماذا يكدس المثقفون الكتب؟

ويبدو بشكل ما أن عادة تجميع الكتب دون قراءتها ظاهرة شائعة بين الأشخاص المهتمين بالقراءة ويعتبرون الكتب مصدرا مهمًّا للتعلم والاستفادة الثقافية، وفي الواقع هناك عدة أسباب تفسر هذه الظاهرة.

عالم الفيزياء والرياضيات الإنجليزي الشهير إدوارد نيوتن الذي كان متعطشا أيضا لجمع الكتب، يعتبر أنه "حتى عندما تكون القراءة مستحيلة، فإن وجود الكتب ينتج نشوة كبيرة لدرجة أن شراء كتب أكثر مما يستطيع المرء قراءته ليس أقل من وصول الروح إلى نحو اللانهاية (…) نحن نعتز بالكتب حتى وإن لم تُقرأ، فمجرد وجودها يبعث على الراحة، وسهولة الوصول إليها طمأنينة".

وبهذا؛ فإن تكديس الكتب قد يكون جزءا من هواية المثقفين وتحفيزهم الثقافي، حيث يشعرون بالرضا والسعادة بتوفر مكتبة شخصية غنية ومتنوعة.

وقد يكون هناك سبب آخر أشارت إليه مدونة "برين بيكينغز" لكاتبة ومفكرة بلغارية-أميركية تدعى ماريا بوبوفا وهو "المكتبة المضادة"، التي اعتبرتها بمثابة توفير تذكير دائم ومزعج بكل ما لا نعرفه، إذ كتبت في مدونتها أن هذه الكتب غير المقروءة تذكرها بأنها لا تعرف سوى القليل، وأن هذه الأرفف من الأفكار غير المستكشفة تدفعنا إلى مواصلة القراءة، ومواصلة التعلم.

الكتب قد تعتبر لوحات فنية في عيون المثقفين (شترستوك)

كما يرى بعض المثقفين في جمع الكتب استثمارا ثقافيا، لأن الكتب قد تصبح في حد ذاتها قيمة عالية مع مرور الوقت، وقد تعتبرالكتب لوحات فنية في عيون المثقفين، ويعترف بعض المثقفين أنهم لن يستطيعوا قراءة كل الكتب التي يمتلكونها في الوقت الحالي، ولكنهم يعتقدون أنها قد تكون مفيدة في المستقبل أو للأجيال المقبلة.

ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين نشؤوا في منازل تضم ما بين 80 إلى 350 كتابا أظهروا تحسنا في مهارات القراءة والكتابة والحساب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عند البلوغ، واقترح الباحثون أن التعرض للكتب يعزز هذه القدرات المعرفية من خلال جعل القراءة جزءا من روتين الحياة وممارساتها.

وقد تكون هناك أسباب أخرى؛ مثل شراء كتب بناء على نصائح أو توصيات أصدقاء أو مراجعات، مما يجعل البعض يتورط في شراء الكثير من الكتب دفعة واحدة دون أن تكون لديهم خطة واضحة لقراءتها جميعا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لماذا نتقبل حداثة الغرب ونرفض التجديد في ثقافتنا؟

لا يزال الحديث يجري في الأوساط الفكرية والثقافية في الوطن العربي بين الفينة والأخرى وهذا يجري بين ممن جرفهم التغريب، وغيرهم الذين يريدون تجديد الأمة من داخلها، والسؤال المطروح: هل نأخذ الحداثة المعاصرة الغربية كما وُضعت في بيئتها الفكرية الغربية؟ أم نأخذ مصطلح التجديد العربي/ الإسلامي، المعبر عن ثقافتنا، ويعطي ما نريده من إزالة العوائق التي تقف أمام نهضتنا وتقدمنا؟ فعندما ظهرت الحداثة الغربية، كانت تحمل رؤية فلسفية، وفكرية للعالم والكون والحياة، وصياغة المدركات الإنسانية على أسس جديدة مختلفة عن التصورات التي كانت قبل ظهور مفهوم الحداثة ورؤيتها، لكن البعض يرى أن هذه الحداثة وتصوراتها ليست جديدة، بل هي حالة جنينية في التراث الغربي. فالمشروع الحداثي، لم يأت فجأة، ولم يتشكل دفعة واحدة، وسبق هذه الولادة حركات الإصلاح الديني في الغرب، ثم جاء عصر الأنوار الذي حسم القطيعة مع الفكر الكنسي القديم، وظهر مفهوم الحداثة، لكن جاء هذا المشروع ليناقض الكنيسة وتصوراتها فقط، وليس كل ثقافة الحضارة المسيحية واليونانية، كانت الكنيسة تتدخل في قضايا العلم والاختراع، ولهذا تم إقصاء هذه التصورات التي لا دخل لها بالديانة المسيحية التي هي ديانة روحية، ومع ذلك كانت رؤية الكثير من الفلاسفة غير متطرفة تجاه الكنيسة، بعكس العديد غيرِهم، الذين كانوا قساة حتى على الدين نفسه، والدين بريء من الكثير مما فعلته الكنيسة تجاه العلم والاختراع، ولا شك أن للاكتشافات العلمية، وحدوث التغّيرات الفكرية الكبرى في الغرب، أثرها الكبير في تحقق التحولات الفكرية والعلمية في الغرب، وكانت هذه الاكتشافات العلمية، هي التي جرفت بعض الفلاسفة والمفكرين إلى مقولات مادية صرفة، وكلها كراهية في الكنيسة وما فعلته من محاربة للعلم والتقدم، دون مبرر في تحميل الأديان ممارسات لا تعبر عنها حقيقة كما أشرنا آنفاً.

لكن عندما جاء الإسلام ونزلت رسالته العالمية، تم تسمية العصر الذي قبله بالعصر (الجاهلي)، تمييزا عن عصر الإسلام الذي هدم الأغلال الشركية عن أمة العرب والمسلمين الذين آمنوا برسالة دعوة هذا الدين، فالإسلام ليس عدوا للحداثة بإطلاق، أو النهضة في شتى المجالات، ففي العصر الإسلامي الأول، كان هناك انفتاح على الحضارات والفلسفات الأخرى، التي تتقاطع فكريا مع الإسلام في جوانب كثيرة، كالحضارة الرومانية واليونانية والفارسية ـ قبل اندماجها في الإسلام ـ أخذا وعطاء، ففي العصر الأول، فترة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تم أخذ بعض التطبيقات الفارسية في الإدارة، ثم في عصور إسلامية تالية تم الالتقاء مع حضارات عديدة، أخذا وعطاء، ثم بعد ذلك استفاد الغرب من الحضارة الإسلامية في وقت ازدهارها، بعد فترة الحروب الصليبية، وفي فترة الحكم الإسلامي في الأندلس، وهذا باعتراف الغربيين أنفسهم، وكل الحضارات الإنسانية تتبادل الأفكار، وتستفيد من العطاء الإنساني، وكل حضارة تضيف إلى الأخرى رصيدا جديدا في مجال التطورات العلمية والفكرية، منذ فجر التاريخ حتى الآن، لكن أن يكون الأخذ بما يلائم فكرها وثقافتها، ولا يتصادم معه، خاصة في التصورات الاعتقادية.

لكن الإشكالية في الحداثة الغربية، أنها جعلت من نفسها النموذج الوحيد الأوحد الذي يجب أن يسود العالم، وهذا الأمر يغاير مقولاتها في الحرية والديمقراطية، ومن هذه المنطلقات، أنها لا تعترف بالتعددية الفكرية والتنوع في الثقافات الإنسانية، لأنها تريد أن تكون الرؤية الفلسفية الغربية هي التي تسود العالم، وهذه إحدى الإشكالات مع الحداثة الغربية، فهي، أي الحداثة، لها وجهان ـ كما يرى البعض ـ الوجه الإيجابي هي دعوتها إلى تفجير طاقات الإنسان، ورفع القيود عنه، بالحرية و العقلانية والاهتمام بالعلم، والتطور إلى آخر المقولات، لكن لها وجه آخر سلبي، وهو ما يناقض هذه المقولات من خلال الهيمنة والتسلط، والاستعمار، والنظرة الدونية إلى الثقافات الأخرى. وإذا كان هدف الحداثة، استقلال الإنسان وتحرره وإطلاق عقله في الحياة الإنسانية، فالمشكلة الأساسية التي يقع فيها بعض المفكرين والمثقفين العرب، الذين انبهروا بالغرب في رؤيته للنهوض والتقدم المعاصر لواقعنا المتأخر في النهوض، أن انبهارهم بما جرى في الغرب من نهضة علمية وفكرية، جعلهم مجرد تابعين، لكل ما سار عليه مع اختلاف الظروف الفكرية والثقافية بيننا وبينهم، فكل أمة لها رؤيتها الفكرية وثقافتها الذاتية، فهؤلاء المنبهرون بالغرب لا يريدون الانطلاق من داخل ذاتهم وفكرهم، بل يرون أن الوصول للحداثة والنهضة، هو الاندماج في الغرب والانسلاخ من كل ما نملكه في رصيدنا الفكري والحضاري، ولا شيء غير ذلك إذا ما أردنا أن نسير سيرتهم ونملك الحداثة، كما جرت في الغرب، مع مقاطعة ميراثنا وتراثنا تماما، لكي يكون مثل الغرب وهذه للأسف عقلية جامدة وسقوط في فكر الآخر، مع أنهم يتهمون المخالفين لهم بالجمود في الماضي، على ما أنتجه الغربيون، وساروا عليه، ليس بالإبداع، بل بالتقليد والالتحاق به والانسحاق بما يسير عليه، ويعتقد هؤلاء أن الغرب فعل هذا بتراثه عندما تخلى عن هذا التراث تقدم ونهض وتحقق له ما أراد من تقدم وحضارة ومن ثم ظهرت الحداثة، وهذا ليس صحيحا تماما، فالغرب نفسه تدرج في سيرته الإصلاحية، بدءًا من حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في أوروبا الغربية، قبل أن تنطلق ما تسمى بحركة الأنوار في القرن الثامن عشر، وما بعدها، وينقل د/ محمد عابد الجابري في كتابه (في نقد الحاجة إلى الإصلاح)، عن أحد المثقفين الغربيين في القرن الثاني عشر فيقول هذا المثقف الغربي: «لا يمكن الانتقال من ظلمات الجهل إلى نور العلم إلا بقراءة وإعادة قراءة كتب القدماء بشغف حي ومتزايد، فلتنبح الكلاب، ولتغمغم الخنازير، فإن ولائي للقدماء سيبقى قائما، وسأظل منصرفا إليهم بكل اهتماماتي، وسيجدني الفكر منهمكا في قراءة مؤلفاتهم».

والحداثة عندما ظهرت مع عصر ما سمي بالأنوار، فيها الشيء الكثير من الإيجابيات المتعلقة بأفكار النهضة والتقدم، وفيها ما يقابلها من السلبيات المتعلقة بالفلسفة المادية والنظرة إلى العقل باعتباره هو المرجعية الوحيدة في المعرفة الإنسانية، لذلك الإسلام كما أرى، لا يتقبل النماذج الجاهزة، والتسليم أو الانسحاق أو الانصهار لكل الأفكار والأيديولوجيات دون النظرة الواقعية لما هو جدير بالأخذ، ورفض ونقد لما هو مخالف وسلبي، كما يراه الإسلام في مضامين توجهاته ونظرته العامة، والحداثة نفسها أيضا، لم تسلم من النقد العنيف منذ ظهورها في القرن الثامن عشر من المفكرين والفلاسفة الغربيين أنفسهم، وازداد النقد بصورة كبيرة في القرن التاسع عشر، بعد ظهور كما نعرف، مفهوم (ما بعد الحداثة)، الذي يخالف مفهوم وفلسفة الحداثة في الكثير من توجهاتها ومقولاتها، فإذا كان الغرب نفسه، راجع مفهوم الحداثة، وناقض رؤيتها الفلسفية والفكرية، بل وطالب بتجاوزها من خلال فلسفة (ما بعد الحداثة)، فإذا كان الغرب نفسه ينقد الحداثة بهذه الصرامة والحدة إلى حد التقاطع، أليس من حق الثقافات والحضارات والأديان الأخرى، المغايرةُ والتناقضُ، مع هذه الفلسفات والأفكار التي تخلفها فكريا في بعض فلسفاتها؟

إذن الحداثة واجهت السهام والنقد العنيف أيضا من داخلها، ولم تكن رؤيتها محصنة من الأخطاء والالتباسات، ومن وجهة نظر الغربيين أنفسهم. فريدرك نيتشه، كان من الداعين إلى نقد العقل الغربي، وتعرية أنساقه وتحطيمها، الفيلسوف الألماني (يوغرن هابر ماس)، اعترف بأزمة الحداثة، في الغرب، وقال إن الحداثة في أزمة، وأنها (مشروع لم يكتمل)، كما أن العديد من المفكرين الغربيين البارزين في القرن العشرين، دعوا إلى هدم الحداثة وتفكيك مقولاتها وهدمها، ومن هؤلاء ميشال فوكو( 1926..1984)، وجاك دريدا ( 1930..2004)، ومارتن هيدجر، كل هؤلاء دعوا إلى تفكيك الحداثة وتقويض الصرح الفلسفي الغربي، وإزالة ذلك التعالي الكاذب.الذي وصف نفسه به، وهناك الكثير من النقد من المفكرين الغربيين الذين نقدوا العقلية الغربية الحداثية، والتي قدست الإنسان، وأعطته مركز الاهتمام، ولذلك فإن حركة بعض الحركات الفكرية في الغرب أرست (مبدأ نسبية المعرفة) وعدم قبول التعميمات التي وضعتها الحداثة للمعرفة الإنسانية.

كما أن الحداثة من الناحية المنطقية والواقعية، لا تستنسخ ولا تستجلب من خارج نطاقها، والحداثة كفكر وفلسفة، تبدع إبداعا من داخلها، وهذا ما يبرز في تطبيقات الحداثة في دول عديدة عربية وغيرها، ذلك أن التربة غير صالحة للغرس دون انتقاء أو فرز، ويرى العالم الألماني المسلم مراد هوفمان في بحثه (مستقبل الإسلام في الغرب والشرق)، أن منطلقات عصر الأنوار أصابها الكثير من التصدعات السياسية والفكرية، وظهور: «الفاشية، والستالينية، والنازية، والماوية (..)، وإن المحنة الأخلاقية والفكرية في زماننا، ومشكلة ما سمي بالعدمية والقيم النسبية، قد نجمت عن حقيقة أن خطاب العقل الذي حفظ الفكر الأوروبي منذ عصور التنوير، قد انهار.. وعلى الخلفية، يعد اتهام المسلمين بأنهم فوتوا فرصة التنوير التي لاحت لهم، ضربا من الفحش والقذارة».

والذي نخلص له أن الحداثة رؤية غربية خالصة، انبثقت من ظروف صراعها مع الكنيسة، وجاءت ردود الفعل كبيرة مع التراث الكنسي في أوروبا، وصلت لحد القطيعة والعدم في فلسفات عديدة، وجعلت الإنسان محور الكون، وقدست العقل، وغيبت القيم، وأعلت من شأن المادة، على الرغم من الفتوحات الكبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وغيرها من أوجه التقدم العلمي والتقني. وهذا ما جعل الحداثة تتناقض مع الكثير من مقولاتها، بعدما خرجت عن هدفها الأساسي ومناهجها في بدايات انطلاقتها الفكرية.

عبدالله العليان كاتب وباحث في القضايا السياسية والفكرية ومؤلف كتاب «حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين»

مقالات مشابهة

  • لماذا تسوء الحالة الصحية عند البعض قبل هطول المطر؟
  • «تجنب الاقتراب منه».. سر انتشار العقارب داخل الكتب القديمة
  • لماذا منح البريطانيون حزب العمال الأغلبية لحكم البلاد؟
  • عكس أوروبا.. لماذا توجهت بريطانيا يسارًا نحو العمّال؟
  • سحب نوع زيت شهير في أمريكا.. لماذا تم حظر الزيت النباتي المبروم؟
  • دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى «30 يونيو» (صور)
  • لماذا يجب أن يكون تفاح الورد جزءًا من نظامك الغذائي؟
  • سالم الشحاطي.. هل اقترب الإفراج؟!
  • لماذا نتقبل حداثة الغرب ونرفض التجديد في ثقافتنا؟
  • حسين حمودة يكشف ماذا يأمل المثقفون من وزير الثقافة الجديد؟