الجزيرة:
2025-04-24@23:35:26 GMT

لماذا يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

لماذا يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

هل تعرف شخصا يشتري الكثير من الكتب لكنه لا يقرؤها جميعا؟ أو صادفت واحدا يمتلك مكتبة ضخمة، وعندما تسأله إذا ما كان قد قرأ جميع الكتب فيخبرك بأنه لم يفعل؟ قد نعرف شخصا كهذا أو نكون نحن هذا الشخص، ما يدفعنا للتساؤل لماذا قد يقتني البعض كتبا لا يقرؤونها؟

"تسوندوكو"

"تسوندوكو" (Tsundoku) مصطلح ياباني يصف ظاهرة تكديس الكتب لدى المثقفين، هذه الكلمة تجمع بين الكلمات "Tsunde"، التي تعني "تكديس الأشياء"، و"doku" التي تعني "يقرأ".

ووفقا لموقع "كوارتز" الأميركي، فإن "تسوندوكو" نشأت كتلاعب بالكلمات في أواخر القرن التاسع عشر، خلال ما يُعرف بعهد "ميجي" في اليابان. وقد أكد أندرو غيرستل، أستاذ النصوص اليابانية في عصر ما قبل الحداثة بجامعة لندن، أن المصطلح قد يعود إلى عام 1879.

وأشار غيرستل إلى ظهور المصطلح في نص يتحدث عن مدرس لديه الكثير من الكتب لكنه لا يقرؤها، ومن المرجح أن استخدامه كان ساخرا، رغم تأكيده أن الكلمة لا تحمل معنى سلبيا أو وصمة عار في اليابان، بل تعتبر كلمة "عامية محببة".

البعض يشعر بالرضا والسعادة بتوفر مكتبة شخصية غنية ومتنوعة (شترستوك)

ويعرف قاموس "كامبريدج" هذا المصطلح بأنه "ممارسة شراء الكثير من الكتب والاحتفاظ بها في كومة لأنك تنوي قراءتها، ولكنك لم تفعل ذلك بعد"، كما أشار القاموس الإنجليزي إلى أن كلمة "تسوندوكو" تستخدم أيضا للإشارة إلى كومة الكتب المتراكمة.

رغم أنه لم يذكر القاموس أي مرادف مباشر لهذا المصطلح الياباني في الإنجليزية، لكن هناك مصطلحا آخر يعرف بـ"الببليومانيا" (Bibliomania) أو "هوس" أو "جنون الكتب" وقد ظهر في إنجلترا في نفس الوقت تقريبا الذي ظهر فيه مصطلح "تسوندوكو".

بالنسبة لرجل الدين الإنجليزي توماس فروجنال ديبدين مؤلف كتاب "الرومانسية الببليوغرافية"، فإن هذا الهوس يعتبر خوفا حقيقيا أكثر من كونه موهبة غير ضارة، كما اعتبره نوعا من "العصاب" الخيالي يدفع أولئك الذين يعانون منه إلى الهوس بجمع الكتب من جميع الأنواع، حتى لو لم يكن لديهم وقت لقراءتها، وقد شاع هذا السلوك في القرن التاسع عشر بين السادة خاصة في المملكة المتحدة، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية.

وقدم ديبدين قائمة بعدد من الأعراض التي تتجلى في أنواع معينة من الكتب التي كان السادة يبحثون عنها بقلق شديد، والتي تحتوي عناوين مثل "الطبعات الأولى، والطبعات الحقيقية، والكتب المطبوعة بأحرف سوداء، والنسخ الورقية الكبيرة". لكن ديبدين نفسه كان مهووسا بالجوانب المادية للكتب، وفي أوصافه اهتم بشدة بتفاصيل تجليدها ومطبوعاتها بدلا من المحتوى.

تكديس الكتب قد يكون جزءا من هواية المثقفين وتحفيزهم الثقافي (شترستوك) لماذا يكدس المثقفون الكتب؟

ويبدو بشكل ما أن عادة تجميع الكتب دون قراءتها ظاهرة شائعة بين الأشخاص المهتمين بالقراءة ويعتبرون الكتب مصدرا مهمًّا للتعلم والاستفادة الثقافية، وفي الواقع هناك عدة أسباب تفسر هذه الظاهرة.

عالم الفيزياء والرياضيات الإنجليزي الشهير إدوارد نيوتن الذي كان متعطشا أيضا لجمع الكتب، يعتبر أنه "حتى عندما تكون القراءة مستحيلة، فإن وجود الكتب ينتج نشوة كبيرة لدرجة أن شراء كتب أكثر مما يستطيع المرء قراءته ليس أقل من وصول الروح إلى نحو اللانهاية (…) نحن نعتز بالكتب حتى وإن لم تُقرأ، فمجرد وجودها يبعث على الراحة، وسهولة الوصول إليها طمأنينة".

وبهذا؛ فإن تكديس الكتب قد يكون جزءا من هواية المثقفين وتحفيزهم الثقافي، حيث يشعرون بالرضا والسعادة بتوفر مكتبة شخصية غنية ومتنوعة.

وقد يكون هناك سبب آخر أشارت إليه مدونة "برين بيكينغز" لكاتبة ومفكرة بلغارية-أميركية تدعى ماريا بوبوفا وهو "المكتبة المضادة"، التي اعتبرتها بمثابة توفير تذكير دائم ومزعج بكل ما لا نعرفه، إذ كتبت في مدونتها أن هذه الكتب غير المقروءة تذكرها بأنها لا تعرف سوى القليل، وأن هذه الأرفف من الأفكار غير المستكشفة تدفعنا إلى مواصلة القراءة، ومواصلة التعلم.

الكتب قد تعتبر لوحات فنية في عيون المثقفين (شترستوك)

كما يرى بعض المثقفين في جمع الكتب استثمارا ثقافيا، لأن الكتب قد تصبح في حد ذاتها قيمة عالية مع مرور الوقت، وقد تعتبرالكتب لوحات فنية في عيون المثقفين، ويعترف بعض المثقفين أنهم لن يستطيعوا قراءة كل الكتب التي يمتلكونها في الوقت الحالي، ولكنهم يعتقدون أنها قد تكون مفيدة في المستقبل أو للأجيال المقبلة.

ووجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين نشؤوا في منازل تضم ما بين 80 إلى 350 كتابا أظهروا تحسنا في مهارات القراءة والكتابة والحساب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عند البلوغ، واقترح الباحثون أن التعرض للكتب يعزز هذه القدرات المعرفية من خلال جعل القراءة جزءا من روتين الحياة وممارساتها.

وقد تكون هناك أسباب أخرى؛ مثل شراء كتب بناء على نصائح أو توصيات أصدقاء أو مراجعات، مما يجعل البعض يتورط في شراء الكثير من الكتب دفعة واحدة دون أن تكون لديهم خطة واضحة لقراءتها جميعا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أساني: لا نخشى الهلال واللعب في السعودية خيار مطروح

نواف السالم

عبر الألباني ياسر أساني، مهاجم غوانغجو الكوري الجنوبي، عن ثقته بقدرة فريقه على مواجهة الهلال دون رهبة، مؤكدًا عزمه تقديم أقصى ما لديه لمواصلة المشوار في دوري أبطال آسيا للنخبة.

ويستعد غوانغجو لمواجهة الهلال، غدًا الجمعة، على ملعب الإنماء في جدة، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من البطولة.

أساني، الذي يتصدر قائمة هدافي البطولة بتسعة أهداف متساويًا مع أندرسون لوبيز لاعب يوكوهاما مارينوس، قال في تصريحات إعلامية : “أنا سعيد جدًا بالمستوى الذي أقدمه في البطولة، أن تكون هدافاً لمسابقة كبيرة مثل دوري أبطال آسيا، فهذا أمر يمنحني الثقة قبل مواجهة فريق قوي مثل الهلال، نحن متحمسون لهذا التحدي، وسنقدم 200% من طاقتنا”، كما أشار إلى إمكانية اللعب مستقبلًا في دوري روشن للمحترفين .

وأضاف: “الهلال يضم لاعبين كبارًا مثل ألكسندر ميتروفيتش وروبن نيفيز وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش وياسين بونو، وهم فريق يملك تاريخًا وأسماء قوية، لكن في كرة القدم لا شيء مستحيل. نحن نعرف نقاط ضعفهم، وسنسعى لاستغلال أي فرصة ممكنة”

وتحدث أساني عن الأجواء الجماهيرية المتوقعة في جدة، قائلاً: “نعرف أن الأجواء ستكون صعبة، الجماهير هناك تملأ المدرجات لكني أحب ذلك، نحن مستعدون ذهنيًا وبدنيًا، وسيفوز الفريق الأفضل داخل الملعب”.

وعن الضغط الناتج عن تسليط الأضواء عليه، قال: “البعض أرسل لي تغريدات عبر منصة إكس من جماهير الهلال، أعرف أن البعض يحذر من خطورتي، وهذا شرف كبير، لكنه لا يشكل ضغطاً، بل دافعًا لأُقدم كل ما لدي”

واختتم قائلاً: “أعرف أن الهلال يسعى للقب، لكننا أيضاً نملك طموحًا كبيرًا، ما حققناه حتى الآن لم يكن صدفة، لدينا فريق شاب وطموح، ونريد أن نُكمل المغامرة حتى النهاية” .

مقالات مشابهة

  • أساني: لا نخشى الهلال واللعب في السعودية خيار مطروح
  • الخداع تحت غطاء الصداقة وخيمة الثقة !
  • الفيوم تستعيد بريقها الأدبي: نادي المحافظة يحتضن المؤتمر الأدبي الأول بمشاركة نخبة المثقفين
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • معرض مسقط للكتاب .. ومستقبل القراءة الورقية
  • بالصور.. دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى تحرير سيناء
  • دار الكتب بطنطا تُحيي ذكرى تحرير سيناء بندوات تثقيفية
  • مهرجان كان يختار “أشهر عناق في السينما” ملصقاً رسمياً لدورته 78
  • كلام بالبلدي. يا حليلنا.
  • ريان الكلداني: كلام البعض عن انتخاب البابا ينم عن جهل بالاجراءات الكنسية