شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، اشتباكات دامية بين حركة فتح ومجموعات إسلامية خلال الأسبوع الماضي أودت بحياة نحو 15 شخصا، إلا أن تفاصيل ذلك تعود إلى جوانب أعمق متعلقة بمخططات دولية، بحسب ما كشفت وثيقة سرية صادرة عن دولة عربية في لبنان.

وتعتبر الوثيقة بمثابة التقرير لعرض التطورات السياسية والأمنية في الشهرين الماضين، وأن مختلف الأحداث في المخيم المسمى "عاصمة الشتات الفلسطيني"، ما هي إلا جزءا من مشروع أمريكي يستهدف قضية اللاجئين، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.



وجاء في الوثيقة "هناك تحضيرات أمريكية مبكرة لتصفية مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان باعتباره عنوانا أساسيا من عناوين اللجوء الفلسطيني في الشتات، وقد بُوشر هذا التوجه من قبل قادة وضباط عسكريين أوفدتهم واشنطن في السنوات الأخيرة".

وتضمنت أن "الاشتباكات المُتكررة في المخيم بين حركة فتح وجماعات ذات طبيعة عقائدية مُتشددة ليست بعيدة عن تحركات قامت بها وفود عسكرية أمريكية، وبسرية تامة، إلى المنطقة المُطلة على المخيم، حيث سُجلت زيارات ميدانية مُتكررة للوفود التابعة للقيادة العسكرية الوسطى بلغت ثلاث زيارات على الأقل عام 2018".

وذكرت الوثيقة أن "أبرز هذه الزيارات كانت لقائد القيادة الوسطى آنذاك الجنرال جوزيف فوتيل، الذي طلب ترتيب جولة استطلاعية له إلى محيط مخيم عين الحلوة على أن يرافقه فيها ضباط لبنانيون مُلمّون بهذا الملف".

وقالت "تم للجنرال الأمريكي ما أراد حيث عاين المخيم من تلة سيروب المطلّة عليه، وتبيّن أن فوتيل يحمل معه خرائط مفصّلة للمنطقة ومحيطها، وقد وجّه أسئلة مُحددة إلى فريق مخابرات الجيش اللباني الذي رافقه تركزت على واقع المخيم جغرافيا وبشريا، وهوية المجموعات المسلحة وأعدادها وأماكن تمركزها".

وسأل الجنرال الأميركي أيضا عن عدد النازحين الفلسطينيين الذين وفدوا من سوريا إلى عين الحلوة، وطبيعة التدابير التي يتخذها الجيش اللبناني، إضافة إلى تطورات خطة بناء جدار إسمنتي حول المخيم".
وتلاحقت الاجتماعات بين الجانبين الأمريكي واللبناني، وقام فريق تقني من القيادة المركزية بزيارة قيادة الجيش اللبناني في أيلول/ سبتمبر 2018، والتقى قائد الجيش ومدير المُخابرات ومسؤول الملف الفلسطيني في الجيش، بحسب الوثيقة.

وكشفت الوثيقة أن بناء جدار حول مخيم عين الحلوة جاء في الأساس بناءً على اقتراح أميركي، على الرغم من أن الجيش تعلّل في حينها بالحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية في ضوء الخُروقات التي تقوم بها عناصر مسلحة.

وقيل في الوثيقة إن "عددا من الإرهابيين الذين غادروا المخيم في أوقات سابقة للمُشاركة في القتال في سوريا، عادوا إلى عين الحلوة مُجددا في توقيت لافت، الأمر الذي ساهم في إذكاء التوتر داخله المخيم وأثار مخاوف من أن يكون ذلك مقدّمة لتفجيره من الداخل وإنهاء حق العودة، ما دفع مصادر أمنية لبنانية إلى السؤال عما إذا كانت هناك دولة خليجية مُعينة لها علاقة بمجموعات إسلامية وبالولايات المتحدة في آن واحد قد دفعت باتجاه عودة هؤلاء المسلحين بما يؤدي إلى وصم المخيم بأنه معقل للإرهاب".


عزل المخيم وتفريغه
ويستنتج التقرير الذي جاء في الوثيقة أن "مصادر دبلوماسية رسمت أهدافا عدة لجولات وزيارات الضباط الأميركيين، منها: فصل المخيم عن جواره بجدار يمكن من عزل الأحداث التي تجري أو ستجري في داخله، وتعقيد مهمة الخروج والدخول على المجموعات الإرهابية".

وأضاف أن "الهدف الأساسي الذي لم يفصح عنه الأمريكيون للجانب اللبناني يتعلق بعملية مواكبة صفقة القرن وفرض واقع يؤدي إلى إنهاك الفلسطينيين وفرض توطين قسم منهم في لبنان وتهجير قسم آخر إلى دول يمكن أن تستقبلهم".

وقال التقرير إن "حدوث توترات واشتباكات من وقت إلى آخر في مخيم عين الحلوة، بتوجيه من أجهزة أمنية عربية وأميركية، يأتي بهدف تأزيم الموقف إلى أقصى حد مُمكن وتهجير سكان المخيم، ولتوطين قسم منهم في المجتمع اللبناني، ودفع القسم الآخر للسفر إلى دول أجنبية تقدم تسهيلات خاصة بالتنسيق مع إسرائيل".

وتفاقمت أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المالية، عقب تردي علاقاتها مع أكبر المانحين لها وهي الولايات المتحدة التي خفضت مساهمتها في التمويل للمستويات غير مسبوقة.

وتتعرض "الأونروا" لحملة تحريض إسرائيلية بهدف إغلاقها، ويتم ذلك بطرق مختلفة سواء بالتحريض المباشر، أو بالضغط لقطع التمويل، أو حتى ملاحظة العاملين وتلفيق تهمٍ لهم، مع المطالبة بتحويل خدماتها للسلطة الفلسطينية في ظل الأزمة المالية التي تعانيها، متهمة إياها بـ "نزع شرعية إسرائيل ومعاداتها".

وبسبب الأحداث في المخيم، قررت الأونروا تعليق جميع خدماتها أكثر من مرة كان آخرها في 18 آب/ أغسطس الماضي، احتجاجا على استمرار تواجد مسلحين في منشآتها في المخيم بما في ذلك المدارس.

ثم عادت وأعلنت أنها تسعى للحصول على مبلغ 15,5 مليون دولار من أجل استجابتها متعددة القطاعات، وذلك في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي وقعت في المخيم الفترة الواقعة ما بين 29 تموز/ يوليو وحتى 3 آب/ أغسطس، وهي موجة الأحداث التي سبقت الاشتباكات الأخيرة الأسبوع الماضي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عين الحلوة لبنان وثيقة قضية اللاجئين لبنان وثيقة عين الحلوة قضية اللاجئين سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مخیم عین الحلوة فی المخیم

إقرأ أيضاً:

دراسة صادمة تكشف عن المدة التي يعيشها المصاب بالخرف

كشفت دراسة كبرى عن المدة التي يمكن أن يعيشها الشخص بعد تشخيص إصابته بـ الخرف، ووفقًا لعوامل مختلفة تساهم في تحديد متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص، يلعب العمر دورًا رئيسيًا،  وتشير الدراسة إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة تتراوح بين عامين وتسع سنوات في المتوسط. 

دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على اضطرابات الدماغ المرتبطة بالعمر؟كيف تحمى أطفالك من مخاطر إدمان ألعاب الفيديو؟


الخرف هو حالة مدمرة تهاجم غالبًا قدرة الأشخاص على التفكير والتعلم والتذكر، ومع تقدم المرض، يتسبب التدهور المعرفي في إلحاق الضرر بالدماغ إلى الحد الذي يؤثر في النهاية على المناطق التي تتحكم في الوظائف الحيوية مثل التنفس والبلع.

ومع ذلك، لم يكن معروفًا دائمًا المدة التي قد تعيشها بعد تشخيصك بالخرف، ووفقًا لبحث جديد، قد لا تتجاوز عامين، ويقول العلماء إن متوسط العمر المتوقع بعد تشخيص الإصابة بالخرف يتراوح بين عامين وتسع سنوات.

على الرغم من وجود عوامل مختلفة تلعب دورًا مهمًا في المساهمة في تحديد متوسط العمر المتوقع، إلا أن العمر يلعب دورًا رئيسيًا في هذا.

وقال خبراء بقيادة أكاديميين من المركز الطبي الجامعي إيراسموس إم سي في هولندا إن متوسط البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص يعتمد بشكل كبير على العمر حيث يمكن للرجال الذين يتم تشخيصهم في سن 65 عامًا أن يتوقعوا البقاء على قيد الحياة لمدة 5.7 عامًا، في حين أن أولئك الذين تم تشخيصهم عندما كانوا في سن 85 عامًا يمكن أن يتوقعوا البقاء على قيد الحياة لمدة 2.2 عامًا.

يمكن للنساء اللاتي تم تشخيصهن في سن 65 عامًا أن يتوقعن العيش لمدة تصل إلى 8.9 عامًا، في حين يمكن للنساء اللاتي تم تشخيصهن في سن 85 عامًا أن يتوقعن العيش لمدة 4.5 عامًا. ومع ذلك، وفقًا للخبراء، فإن النساء لديهن فترة بقاء أقصر بعد التشخيص مقارنة بالرجال لأن النساء يميلن إلى تشخيص المرض في وقت متأخر من العمر.

وقال الخبراء إن هناك أيضًا اختلافات بين القارات، حيث من المتوقع أن يعيش أولئك الذين يعيشون في آسيا لمدة أطول من عام بعد تشخيص إصابتهم بالخرف مقارنة بأولئك الذين يعيشون في أوروبا أو الولايات المتحدة.

وكتب المؤلفون في المجلة الطبية البريطانية: "تم عيش حوالي ثلث العمر المتوقع المتبقي في دور رعاية المسنين، حيث انتقل أكثر من نصف الأشخاص إلى دار رعاية المسنين في غضون خمس سنوات بعد تشخيص الإصابة بالخرف".

وفقًا للدراسات، يصاب شخص واحد في العالم بالخرف كل ثلاث ثوانٍ. وهناك أكثر من 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد تقريبًا كل 20 عامًا، ليصل إلى 78 مليونًا في عام 2030 و139 مليونًا في عام 2050.

الخرف هو السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وبما أنه لا يوجد علاج لهذا المرض، فمن المتوقع أن ترتفع أعداد المصابين به.


هل فقدان الذاكرة يعني بداية الخرف؟
من المعتقدات الخاطئة الشائعة حول فقدان الذاكرة أنه يعني دائمًا أنك أو أحد أحبائك مصاب بالخرف، هناك العديد من الأسباب لفقدان الذاكرة،  فقدان الذاكرة وحده لا يؤكد بالضرورة تشخيص الخرف.
من الصحيح أيضًا أن بعض التغيرات في الذاكرة طبيعية مع تقدم الإنسان في العمر (تموت بعض الخلايا العصبية في الدماغ بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر) ومع ذلك، فإن هذا النوع من فقدان الذاكرة لا يعوق الوظائف - أي أنه لا يتعارض مع الحياة اليومية.

يؤثر الخرف على قدرتك على أداء وظائفك، الخرف لا يعني نسيان المكان الذي تركت فيه مفاتيحك، قد يمر الشخص المصاب بالخرف بمواقف مثل نسيان استخدام المفاتيح، الخرف ليس جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة.
المصدر: timesnownews.

مقالات مشابهة

  • كاتب أمريكي.. يتساءل كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة؟
  • دراسة صادمة تكشف عن المدة التي يعيشها المصاب بالخرف
  • السنوسي إسماعيل: الحل في ليبيا لن يكون بإقحام مشروع الدستور الذي يلوح الدبيبة به
  • الغارديان تكشف حجم الخسائر التي خلفتها الحرائق في لوس أنجلوس
  • الحواط يبارك للاعب التنس هادي حبيب: هادي وأمثاله هم لبنان الذي نريده
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان مخيم النصيرات شمالي قطاع غزة إخلاء المكان قبل هجوم وشيك
  • خطيب لبناني يستنكر تسليم القرضاوي للإمارات.. ما المقابل والثمن الذي قدم؟ (شاهد)
  • صنعاء تكشف عن تنسيق أمريكي مع الجماعات الإرهابية في معركة البيضاء
  • لأول مرة.. وثائق تكشف غموض وفاة عالم أمريكي في برنامج التحكم بالعقل
  • الجيش اللبناني يبدأ بإزالة السواتر الترابية التي وضعتها جرافات الاحتلال