RT Arabic:
2025-04-10@08:47:28 GMT

حقيقة أم هذيان رجل يحتضر؟!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

حقيقة أم هذيان رجل يحتضر؟!

في مثل هذا اليوم قبل 62 عاما، لقي الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد حتفه في حادث تحطم طائرة لا يزال غامضا حتى الآن. جرى ذلك في رديسيا الشمالية التي تسمى الآن زامبيا.

إقرأ المزيد اغتيال "حاكم عظيم" ظن أن الجميع يحبه!

في ذلك الوقت، كان همرشولد قد شرع في تنفيذ عملية دولية لحفظ السلام في الكونغو، وكان في طريقه لحضور اجتماع مع زعيم انفصالي في هذا البلد يدعى مويز تشومبي.

الأمين العام للأمم المتحدة كان على متن طائرة تابعة للمنتظم الأممي من طراز "دوغلاس دي سي-6 بي"، أقلعت من عاصمة الكونغو ليوبولدفيل (تسمى الآن كينشاسا)، وتحطمت تماما بعد سقوطها على الأرض على بعد 15 كيلو مترا من مطار مدينة ندولا، الواقعة حاليا في زامبيا.

قتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 16 بمن فيهم داغ همرشولد. في البداية بقي على قيد الحياة شخص واحد وهو رقيب يدعى هارولد جوليان، إلا انه توفى لاحقا متأثرا بإصابات خطيرة بعد 5 أيام.

تلك المأساة الغامضة جاءت في سياق أحداث سياسية متلاحقة وتجاذبات دولية في القارة الإفريقية حول ما عرف بالأزمة الكونغولية، والتي تواصلت بعد مقتل الأمين العام للأمم المتحدة وانتهت في عام 1965 بوصول موبوتو سيسي سيكو إلى السلطة، بعد مقتل أكثر من 100 ألف شخص.

الكونغو، المستعمرة البلجيكية السابقة، ما أن حصلت على استقلالها في 30 يونيو عام 1960 حتى دخلت في صراع داخلي عنيف، غذته أطراف بما في ذلك الاستخبارات المركزية الأمريكية، 

في ذلك الوقت أعلن مويس تشومبي، زعيم القوات الانفصالية في كاتانغا استقلال المقاطعة الغنية بالكوبالت والنحاس والقصدير والراديوم واليورانيوم والألماس عن بقية البلاد، ودعا القوات المسلحة البلجيكية إلى مساعدته، وهو ما حدث بالفعل.

بالمقابل، عد رئيس الكونغو الجديدة، جوزيف كاسافوبو، وباتريس لومومبا، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء، تصرفات القوات البلجيكية تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وطلبا المساعدة من الأمم المتحدة.

الأحداث تسارعت ولم تكن في صالح همرشولد، حيث قتل باتريس لومومبا في يناير عام 1961 في ظروف غامضة، ووجهت أصابع الاتهام إلى أنصار المتمرد مويز تشومبي، فيما كثف الاتحاد السوفيتي ضغوطه على الأمين العام للأمم المتحدة لوقف التدخلات الأمريكية والغربية.

الأمين العام للأمم المتحدة كان مصمما على إجبار أطراف النزاع على توقيع اتفاقية سلام، وقام في هذ السياق بجهود كبيرة، وبعد أن أجرى محادثات مع رئيس وزراء الكونغو الجديد سيريل أدولا، في 17 سبتمبر، سافر بالطائرة إلى مدينة ندولا في زامبيا الحالية لإجراء محادثات مع تشومبي، إلا أنه لم يصل!

لإرباك أي محاولة ضد طائرة الأمين العام للأمم المتحدة، جرى قبل ساعة من إقلاع طائرة همرشولد، إرسال طائرة نقل أخرى من طراز "دوغلاس دي سي -4" من عاصمة الكونغو إلى مدينة ندولا. الطائرة التي استخدمت للتمويه وصلت في المساء بسلام إلى محطتها، فيما تحطمت الطائرة التي تقل الأمين العام للأمم المتحدة.

من المفارقات الأخرى، أن قائد طائرة الأمين العام للأمم المتحدة الدائم وهو صاحب خبرة ويدعى كارل غوستاف فون روزين تعرض لوعكة صحية في ذلك اليوم وحل محله طيار سويدي آخر.

في الساعة 00:10 من يوم 18 سبتمبر، أبلغ قائد الطائرة الأممية مراقب الحركة الجوية في مطار مدينة ندولا أنه يرى أضواء المطار، ثم قُطع الاتصال.

شهود أفادوا بأنهم رأوا طائرة تستعد للهبوط، ثم وميضا وربما انفجارات، وبعد مرور بعض الوقت تم العثور على حطام الطائرة على بعد 15 كيلو مترا من المطار.

لم تؤد تحقيقات متنوعة رسمية وغير رسمية إلى نتيجة، وذكر التقرير الرسمي أن حطام الطائرة عثر عليه بعد 16 ساعة من المأساة، فيما أكد سكان محليون أن قوات محلية طوقت المنطقة التي تحطمت بها الطائرة بشكل مسبق.

تعددت الروايات والشهادات وجرى الحديث عن رصد آثار أعيرة نارية في أجساد القتلى من حراس الأمين العام للأمم المتحدة، فيما تم العثور على جثة همرشولد خالية من أي أثر للرصاص في مكان أبعد، وفُسر ذلك بأن الأمين العام للأمم المتحدة لم يكن يستخدم حزام الأمان.

الرقيب هارولد جوليان، الناجي الوحيد من الكارثة أفاد قبل موته بوقوع انفجار في الطائرة قبل تحطمها، إلا أنه لم يتم العثور على ما يثبت ذلك، واعتبرت كلماته مجرد "هذيان" لشخص يحتضر.

لجنة التحقيق الرسمية ذكرت أن الطائرة تحطمت نتيجة خطأ من قبل طاقمها في قياس الارتفاع نتيجة قراءات غير صحيحة، وأنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا، وقد لمست قمم الأشجار ما أدى على تحطمها وهي تستعد للهبوط.

بقي مقتل الأمين العام للأمم المتحدة لغزا محيرا من دول حل، وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 ديسمبر 2017 ، قرارا بشأن الحاجة إلى إجراء تحقيق إضافي في ظروف الحادث الغامض على خلفية ظهور معلومات جديدة تشير إلى أن الطائرة قد تكون أسقطت.

لاحقا في عام 2019، أبلغ مظلي سابق يدعى بيير كوبينز الصحفيين أن طائرة الأمين العام للأمم المتحدة أسقطها جان فان ريسيغيم، الطيار السابق في سلاح الجو البريطاني، وكان قاتل كمرتزق إلى جانب مويز تشومبي.

هذا الشاهد أفاد بأن الطيار البريطاني السابق اعترف له في إحدى المناسبات، مشيرا إلى أنه تلقى أمرا بتدمير الطائرة من دون أن يعرف من كان بها.

مرت 62 عاما على تلك الحادثة المأساوية، وقد ازدادت القضية غموضا على مر الزمن مع موت العديد من الشهود. ولا توجد حتى الآن إجابة قاطعة عن سبب تحطم طائرة الأمين العام للأمم المتحدة ناهيك عن السؤال الآخر، من قرر قتل همرشولد؟

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الأمم المتحدة فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة

أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى دولة مالي، مع تصاعد الخلاف بشأن طائرة مسيرة أُسقطت بالقرب من حدودهما المشتركة.
واتهمت مالي جارتها الشمالية، يوم الأحد الماضي، برعاية وتصدير الإرهاب بعد أن هاجمت الجزائر إحدى طائراتها المسيرة الأسبوع الماضي.

ورفض بيان شديد اللهجة، صادر عن وزارة الخارجية المالية، التفسير السابق للجزائر بأن طائرة المراقبة المسيرة انتهكت مجالها الجوي.

ووصف البيان إسقاط الطائرة المسيرة بأنه “عمل عدائي مُدبَّر”. ووصفت الجزائر هذه المزاعم بأنها “تفتقر إلى الجدية (ولا تستحق) أي اهتمام أو ردّ”.

وتقاتل القوات المسلحة المالية انفصاليين من الطوارق في الشمال. ويتمركز الانفصاليون في بلدة تينزاوتين، الواقعة على الحدود المالية الجزائرية.

وأثار إسقاط الطائرة المسيرة توترات دبلوماسية، حيث استدعت مالي، إلى جانب حليفتيها النيجر وبوركينا فاسو، سفراءها من الجزائر.

في العام الماضي، شكلت الدول الثلاث، التي تقودها أنظمة حكم عسكرية، تكتلاً إقليمياً، هو تحالف دول الساحل، المعروف اختصاراً باسم “إيه إي إس”.

وفي بيانها المشترك الذي أدان الجزائر، قالت الدول الثلاث إن إسقاط الطائرة المسيرة “منع تحييد جماعة إرهابية كانت تخطط لأعمال إرهابية ضد التحالف”.

كما استدعت مالي السفير الجزائري في باماكو على خلفية الحادث، معلنةً أنها ستقدم شكوى إلى “الهيئات الدولية”. كما انسحبت من تجمّع أمني إقليمي يضم الجزائر.

وفي ردها يوم الاثنين، أعربت الجزائر عن “استيائها الشديد” من بيانَيْ مالي وتحالف دول الساحل. ووصفت مزاعم مالي بأنها محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها.

وأضافت أن هذا هو الانتهاك الثالث لمجالها الجوي في الأشهر الأخيرة.

وقالت وزارة الدفاع الجزائرية يوم الاثنين: “نظراً لانتهاكات مالي المتكررة لمجالنا الجوي، قررت الحكومة الجزائرية إغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية القادمة من مالي أو المتجهة إليها، اعتباراً من اليوم”.

ويوم الأربعاء الماضي، أقرّت الجزائر بإسقاطها “طائرة استطلاع مسلحة مسيرة” قرب بلدة تينزاوتين، قائلةً إنها “اخترقت مجالنا الجوي لمسافة كيلومترين”.

لكن المجلس العسكري الحاكم في باماكو نفى أن تكون الطائرة المسيرة قد انتهكت المجال الجوي الجزائري. وقال إنه عُثر على حطام الطائرة على بُعد 9.5 كيلومترات داخل حدود مالي.

وفي مزيد من التفاصيل يوم الاثنين، قالت الجزائر إن الطائرة دخلت مجالها الجوي “ثم خرجت منه قبل أن تعود في مسار هجومي”.

وتتهم مالي الجزائر مراراً بإيواء جماعات الطوارق المسلحة.

لعبت الجزائر، الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، دور الوسيط الرئيسي خلال أكثر من عقد من الصراع بين مالي والانفصاليين. وقد توترت العلاقة بينهما منذ عام ٢٠٢٠ بعد تولي الجيش السلطة في باماكو.

ونشرت الجزائر مؤخراً قوات على طول حدودها، لمنع تسلل المسلحين والأسلحة من الجماعات الجهادية، التي تنشط في مالي ودول أخرى في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.

بي بي سي عربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الصين تطور طائرة ركاب »صامتة« أسرع من الصوت!
  • الأمين العام للأمم المتحدة: لا يمكن إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة حاليًا
  • اقرأ غدًا في "البوابة".. غزة ساحة قتل.. الأمين العام للأمم المتحدة يندد بمنع إسرائيل المساعدات الإنسانية
  • سفير الاتحاد الأوروبي: أجريتُ حواراً شاملاً مع تيته حول المشهد في ليبيا
  • الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد إعاقة إسرائيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة
  • الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية للسيطرة على تسليم المساعدات في غزة
  • تفكيك طائرة جديد كقطع غيار .. صور
  • جوتيريش: إسرائيل لا تفي بالتزاماتها الواضحة كقوة احتلال بموجب القانون الدولي
  • إحاطة مرتقبة لتيتيه أمام مجلس الأمن حول تطورات الاوضاع في ليبيا
  • الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة