تقسيم درنة إلى 3 مناطق وتحذير من مخاطر تحدق بسدّين آخرين
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
أعلن مسؤول ليبي تقسيم مدينة درنة -التي ضربتها السيول قبل أسبوع وأدت إلى سقوط آلاف الضحايا- إلى 3 مناطق حسب حجم الضرر، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من مخاطر تحدق بسدين آخرين شرقي البلاد.
وقال رئيس غرفة عمليات طوارئ صحة المجتمع التابعة لوزارة الصحة جبريل عبد السلام إن مدينة درنة تم تقسيمها إلى 3 مناطق.
وأضاف عبد السلام أن التقسيم تم بحسب حجم الضرر الذي لحق بكل منطقة، وهي كالتالي:
المنطقة الأولى: وهي المنطقة المتضررة ولا يمكن العيش فيها، ويجب أن تخلى من السكان، عدا فرق الإنقاذ والإسعاف. المنطقة الثانية: وهي المنطقة الهشة التي غمرتها المياه، ولكن العيش فيها يشكل خطورة على الأفراد. المنطقة الثالثة: وهي القابلة للعيش.كما حذر عبد السلام -في مؤتمر صحفي للجنة الطوارئ الحكومية في طرابلس- من استعمال مياه الشرب التي مصدرها شبكة المياه الحكومية في درنة خشية تلوثها.
سدان آخرانوفي سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من مخاطر تحدق بسدين آخرين شرقي ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط المائي عقب إعصار "دانيال" الذي ضرب المنطقة قبل أسبوع.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السدين المعنيين هما سد "وادي جازة" الواقع بين مدينتي درنة وبنغازي، وسد "وادي القطارة" قرب بنغازي.
في المقابل، قالت السلطات الليبية إن كلا السدين في حالة جيدة، ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية قولها إنه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط عليه.
وفي الأثناء، تتواصل جهود فرق الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية للبحث عن المفقودين وجثث القتلى جراء السيول، بعد مرور نحو أسبوع على الفيضانات التي ضربت مدنا في الشرق الليبي وخلف نحو 11 ألفا و300 قتيل و10 آلاف و100 مفقود، بحسب آخر الإحصائيات.
وكثف الهلال الأحمر الليبي جهوده لتجميع المواد الطبية والغذائية لتلبية احتياجات مدينة درنة وبقية المناطق التي اجتاحتها السيول، كما أرسلت المنظمة فرقا إغاثية لدعم جهود الإنقاذ والبحث عن الجثث وإسعاف الجرحى.
وفي أحدث عمليات الإنقاذ، أعلن الهلال الأحمر إنقاذ شقيقتين على قيد الحياة في منطقة حي الصحابة، وقال متحدث باسمه إن السيدتين -اللتين يتراوح عمرهما بين 20 و25 عاما- نقلتا إلى المستشفى.
من جانبه، قال مدير إدارة الدفاع المدني والإنقاذ في ليبيا اللواء الطيب بلوط إن السيول جرفت كثيرا من المباني والسيارات إلى مسافة 3 كيلومترات داخل البحر.
وأضاف بلوط -في مقابلة مع الجزيرة- أن جهودا كبيرة تبذل لانتشال جثث الضحايا من البحر.
وذكر فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا نحو 600 جثة في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة نحو 20 كيلومترا من درنة، كما ذكر مسعفون من مالطا يساعدون في عمليات البحث أنهم شاهدوا مئات الجثث في عرض البحر.
وفي ميناء مدينة درنة، قال مراسل الجزيرة إن فرقا من الغواصين تواصل البحث عن الجثث التي جرفها السيل إلى البحر والسواحل.
وأضاف المراسل أن ضعف الإمكانات لدى فرق البحث يؤخر العثور على مزيد من الجثث أو انتشالها.
وتواصل فرق الإنقاذ العمل على إزالة أنقاض المباني التي دمرتها السيول، في محاولة لانتشال الجثث والبحث عن مفقودين.
من جهته، قال رئيس جهاز الشرطة البيئية العقيد مصطفى القديم إنه لم تسجل حالات تسمم في مدينة درنة، مشيرا إلى أن احتمال تضرر المياه الجوفية يبقى قائما.
وفي مقابلة مع الجزيرة، دعا القديم إلى تدابير عاجلة للتعقيم وحماية المسعفين والفرق في الميدان.
وقد باشرت شركات عدة عملية رش مدينة درنة بمواد للتعقيم والوقاية من مخاطر انتشار الأوبئة نتيجة تحلل بعض الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.
وتشمل عمليات التعقيم المرافق الصحية في مدينة درنة، إضافة إلى عدد من الأحياء المنكوبة داخل المدينة، مع مطالبات من عاملين بالقطاع الصحي في درنة بضرورة مباشرة حملة تطعيمات للحماية من الأمراض والأوبئة التي قد تنتشر بعد وقوع الكارثة.
وقد بدأت فرق متطوعة في منطقة مرتوبة (شرقي مدينة درنة) في تغطية قبور ضحايا السيول بالخرسانة خوفا من انتشار الأوبئة.
وأوضح أحد سكان المنطقة للجزيرة أن المقبرة تضم أكثر من ألف جثة من ضحايا السيول في مدينة درنة والمناطق القريبة منها دفنت بشكل جماعي.
مبعوث أمميفي غضون ذلك، دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي خلال استقباله المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إلى دور فني ورقابي للأمم المتحدة على عمل اللجنة وجهود الإنقاذ والتعافي للمدن المنكوبة، لتعزيز الشفافية والإفصاح والرقابة.
وقال المنفي إنه اتفق مع رئيس البعثة على ضرورة تعزيز عمل اللجنة المالية العليا وتطويرها بما يستجيب لجهود الإنقاذ والتعافي للمدن المنكوبة.
من جانبه، اقترح باتيلي إنشاء آلية شاملة للإشراف على جهود التعافي وتحديد الأولويات وضمان المساءلة، مما يساعد على استعادة الحياة الطبيعية وتمكين الناس من استئناف حياتهم.
وكان باتيلي قد زار درنة أول أمس السبت، وتفقد العمليات الميدانية والتقى السلطات المحلية.
وقال المبعوث الأممي إنه عاين الدمار والخراب الذي ألمّ بالمدينة وغادرها والألم يعتصر قلبه، ووصف الكارثة بأنها أكبر من قدرات ليبيا وتتجاوز شؤون السياسة ومسائل الحدود.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، قال باتيلي إن زيارته تهدف إلى تفقد الأوضاع ودعم عمال الإغاثة على الأرض.
وفي طرابلس، وصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة السيول التي ضربت درنة بـ"الصدمة الصعبة التي أربكت العالم أجمع"، حسب تعبيره.
وقال الدبيبة -في تصريحات للجزيرة- إن حكومته بدأت في حصر الأضرار الناجمة عن السيول، وإن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث تسير بنسق جيد، وفق قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مدینة درنة من مخاطر
إقرأ أيضاً:
استمرار حملة رفع مخلفات السيول في تعز
وفي هذا الإطار تتواصل في محافظة تعز، الحملة الميدانية الواسعة لرفع مخلفات السيول وتنظيف العبارات ومجاري تصريف المياه، والتي تنفذها فرق فنية تابعة لمكتب الأشغال العامة والطرق، والوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة الطرق، وصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة وذلك ضمن التدخلات العاجلة التي أقرتها السلطة المحلية لمعالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدد من مديريات المحافظة مؤخراً.
وشملت الحملة عدداً من المناطق المتضررة في مديريات التعزية، وصالة، وصبر الموادم، حيث باشرت الفرق أعمالها باستخدام معدات وآليات ثقيلة، تمثلت في الجرافات والحفارات وناقلات المخلفات، بهدف إزالة التراكمات الطينية وفتح العبارات المغلقة وتنظيف مجاري السيول وتسوية الطرق المتضررة.
وأوضح مدير مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة المهندس بكيل حميد، أن الحملة تأتي في إطار خطة الاستجابة الطارئة التي أعدّتها السلطة المحلية، وتهدف إلى معالجة تداعيات السيول وتعزيز قدرة البنية التحتية على الصمود، مشيداً بتكامل الجهود بين الجهات المنفذة وسرعة التنسيق الميداني.
وكان مديرا مكتب المحافظ / فائز الموشكي والأشغال المهندس / بكيل حميد ، قد تفقد سير تنظيف عبارات وتصريف مياه سيول الأمطار في عدد من المناطق في مديريتي التعزية وصالة (عبارات الميزان المحوري وسوق الجملة سابقاً ومصيدة السيول جوار مدرسة ٢٢ مايو ومجرى سيل أسفل فندق سوفتيل ).
وخلال النزول بحضور مدير عام الوحدة التنفيذية المهندس حسام الفاتش ونائب مدير عام مكتب الأشغال / عبدالجليل الحميري ومدير المشاريع بمكتب الأشغال المهندس / أكرم الوهباني،أكد مدير مكتب المحافظة / فائز الموشكي أهمية تنفيذ أعمال تصفية مجاري السيول وفتح العبارات وفق الخطة المعدة من مكتب الأشغال لتفادي أي أضرار.
بدوره حث مدير عام مكتب الأشغال والطرق المهندس بكيل حميد على ضرورة تعاون المكاتب المعنية والمجتمع لإنجاح هذه المهمة من خلال تحديد أولويات التدخل السريع لتفادي حدوث أي أضرار وانسدادات لمجاري السيول ،مؤكدين الجهوزية القصوى لتصفية مجاري السيول .
وأوضح المهندس بكيل أنه تم تصفية عبارتين المؤسسة العامة للطرق والجسور وفتحها وعبارات جولة الحوبان والأعمال جارية لتصفية العبارات ومجاري السيول ،في عموم مديريات المحافظة .
من جانبه، أكد مدير الوحدة التنفيذية لإنشاء وصيانة الطرق المهندس حسام الفاتش، أن الفرق الفنية والهندسية كثفت أعمالها لفتح مجاري التصريف وإزالة كميات كبيرة من الأتربة والصخور، وتسوية الطرق المتضررة، بما يسهم في ضمان انسيابية الحركة والحد من المخاطر المحتملة على المواطنين.
من جانبه، أشار مدير صندوق النظافة والتحسين طلال الصوفي، إلى أن الحملة تأتي في سياق حرص السلطة المحلية على رفع مستوى الجاهزية الخدمية ومواجهة التحديات الطارئة، لافتاً إلى أن أعمال الفرق الميدانية ستتواصل خلال الأيام القادمة بوتيرة عالية حتى استكمال استهداف كافة المناطق المتضررة.