الطقس السيئ.. هل يكون عدو أوكرانيا القادم في ساحة المعركة؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تكافح القوات الأوكرانية من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية وتحرير المزيد من الأراضي خلال هجومها المضاد على المحتلين الروسي، بينما سيكون لعامل الطقس تأثيرا على مجريات المعارك خلال الفترة القادمة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
عامل الطقساعتاد كل من الأوكرانيين والروس على البرد القارس، وقد استمرت الحرب خلال فصلي شتاء، لذا فإن القوات البرية لن تتخلى عن ساحة المعركة في أي وقت قريب.
لكن الأمطار الغزيرة التي لا هوادة فيها يمكن أن تؤدي إلى "تشكل عوائق طينية على الطرق"، بينما قد يعقد الطقس الجليدي "العمليات الأساسية".
وقد تنجح أوكرانيا في اختراق الدفاعات الروسية، لكن معداتها قد "لا تستطيع استغلال ذلك سريعا"، لأن التضاريس موحلة أو ثلجية للغاية.
والأسبوع الماضي، اعترف رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجنرال كيريلو بودانوف، بتلك الصعوبات، قائلا" من الصعب القتال في الطقس البارد والرطب، وفي ظل وجود الوحل".
لكنه قال "سيستمر القتال بطريقة أو بأخرى، وسوف تستمر العمليات الهجومية على كافة الجبهات".
وقال مسؤول دفاعي غربي إنه بحلول نهاية أكتوبر ستحتاج أوكرانيا إلى الانتقال من الهجوم إلى الثبات، والعمل على حماية البنية التحتية المدنية من الطائرات بدون طيار والصواريخ الروسية خلال فصل الشتاء، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال".
مكاسب "الطقس الحار والجاف"بدأت كييف هجوما مضادا في جنوب أوكرانيا وشرقها في يونيو بعد الحصول على أسلحة غربية وتعزيز وحداتها الهجومية.
وركزت القوات الأوكرانية في البداية على الجانبين الشمالي والجنوبي لباخموت وحققت مذاك مكاسب ميدانية، وبينما يظل الطقس حارا وجافا إلى حد كبير، تحاول قوات كييف تحقيق المزيد من التقدم.
وسمح الهجوم المضاد باستعادة حفنة من البلدات فقط إلا أن العمليات الأوكرانية تكثفت في الأسابيع الأخيرة ولا سيما على الجبهة الجنوبية مع استعادة بلدة روبتيني على الطريق المؤدي إلى توكماك التي تشكل نقطة استراتيجية للقوات الروسية.
والأحد، أعلنت أوكرانيا أن قواتها استعادت مدينة كليشتشييفكا التي تكتسي أهمية استراتيجية جنوب باخموت الواقعة على خط المواجهة.
والجمعة، قالت القوات الأوكرانية إنها استعادت السيطرة على قرية أندرييفكا الواقعة أيضا جنوب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، لكن في اليوم التالي نفت روسيا ذلك، وفق وكالة "فرانس برس".
والشهر الماضي، سيطرت القوات الأوكرانية على قرية روبوتاين، واخترقت الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا وأثاروا الآمال في تحقيق انفراجة بعد أشهر من المكاسب المحدودة.
وحتى لو لم تتمكن القوات الأوكرانية من الوصول إلى بحر آزوف، على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب جبهتها الحالية، فإن التقدم لمسافة خمسة أو 10 أميال فقط يمكن أن يضع خطوط الإمداد الحيوية لروسيا في نطاق المدفعية الأوكرانية، حسبما تشير "وول ستريت جورنال".
وأي توقف في الهجوم الأوكراني يمكن أن يسمح لروسيا بترسيخ نفسها بشكل أعمق في الأراضي المحتلة، مما يعقد المحاولات الأوكرانية المستقبلية لاستعادة السيطرة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن روسيا تعمل بالفعل على تعزيز الدفاعات التي تم بناؤها مسبقا خلف خط المواجهة، وفقا لبرادي أفريك، من معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن العاصمة.
ومن جانبه، قال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي: "إذا كنت بحاجة إلى القتال، فعليك القتال، وإذا كنت لا تزال في المقدمة، فافعل، إذا كنت تعتقد أن ذلك مفيد".
وأضاف المسؤول: "يمكن للقوات الراجلة السير في الثلج، لكن لا يزال يتعين عليك تحريك معداتك ولا يزال يتعين عليك التحرك لاستغلال الاختراق في خطوط العدو، إذا كان من الممكن تحقيق ذلك".
الطقس وعوامل أخرىتعد الظروف الأرضية من أهم العوامل التي تحفز القوات الأوكرانية، فهم يريدون التقدم قبل أن تتحول الأراضي إلى حقول طينية أو ثلجية.
وقال أولكسندر سولونكو، وهو عضو في وحدة الطائرات بدون طيار الأوكرانية، إن "المطر سيجعل العمل صعبا للغاية"، مشيرا إلى أن الطين سيحد من القدرة على المناورة.
وستأتي الظروف الأكثر خطورة في نوفمبر وأوائل ديسمبرل، وهي فترة يطلق عليها الروس اسم "راسبوتيتسا".
ويطلق المؤرخون العسكريون مصطلح "راسبوتيتسا" على الظاهرة المتمثلة بالوحل المائع الناجم عن ذوبان الثلوج وتحرر التربة من جليدها في فصل الربيع ما يجعل التحرك فيها أكثر صعوبة، وفق موقع "ياهو نيوز".
وبسبب "مدى وتعقيد التحصينات الروسية" تعقدت آمال أوكرانيا في تحقيق نجاح سريع مثلما حدث في صيف العام الماضي، عندما استعادت القوات الأوكرانية في غضون أيام مساحة واسعة من الأراضي في الشمال الشرقي.
وبعد أن خسرت روسيا معظم منطقة خاركيف واضطرت إلى الانسحاب من مدينة خيرسون الجنوبية، بدأت قواتها الاستعداد للدفاع عن بقية الأراضي التي احتلتها ضد الهجمات الأوكرانية المستقبلية.
وشرق روبوتاين، واجهت القوات الأوكرانية مجموعة من الخنادق التي حفرتها روسيا على أرض مرتفعة، وهي واحدة من أكثر المواقع فائدة لأميال حولها، ويبلغ عمق الخنادق من مترين إلى ثلاثة أمتار، وتتبع "مسارا متعرجا".
وقال المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني، في تقرير صدر مؤخرا، إن الأراضي التي تستعيدها أوكرانيا مليئة بالألغام بشكل كبير لدرجة أنه يتعين على كييف إرسال مهندسين سيراً على الأقدام لفحص الأرض أمامهم، مما يعيق التخطيط لما يتجاوز الدفاعات التالية التي يواجهونها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
«البحرية الأوكرانية»: أسطول روسيا في حالة شلل بالبحر الأسود ويمكننا مهاجمته
قال المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية، دميترو بليتينتشوك، إن الموقف من خلال ما ترصده القوات البحرية الأوكرانية يمكن وصفه أنه مستقر إلا أن القطع البحرية في الأسطول البحري متمركزة في البحر الأسود خشية أن يتعرضوا للقصف، لافتا أن هناك شللا تاما لقطع الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود يمكن أن يصاب ويوجه إليها صواريخ أو مسيرات.
وأضاف «بليتينتشوك»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية: «نحن نتحكم فيما يقرب من 100 ميل من شواطئنا ويمكننا فتح النار على شواطئ بحر أزوف، وبالنسبة للقوات البحرية يمكن أن أعلق على أن العمليات يمكن أن تقوم بها وتشارك بها القوات الأخرى بمشاركة القوات البحرية الأوكرانية أما الوضع في مدينة كورسك في أوكرانيا فإن القوات البحرية لا تستطيع التعليق على الموقف فيها لأنها بعيدة عن البحر».
وأكد أنه من منطلق القوات البحرية فإن شركائنا في أوروبا ما زالوا يعدون الخبراء للقوات البحرية بمختلف المهن حتى يمكن فيما بعد مواصلة التواجد على السفن التي يعطونها لنا شركائنا أما فيما يخص الدعم العسكري بالتسليح فإن هناك كثير من المساعدات مثل الزوارق وكذلك التقنية والمعدات البرية وسلاح المشاة يمكن أن يساعد القوات البحرية على صد هجمات الروس تجاه الأسطول أو تجاه المشاة».
وشدد المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية على أن الطائرات الروسية توجه ضربات للأسطول البحري الأوكراني في البحر الأسود متابعا: «نلجأ لشركائنا لتطوير الدفاعات الجوية ويمدونا بالأسلحة المتطورة ويدربونا على كيفية استخدامها».