الجزيرة:
2025-04-01@10:06:53 GMT

مخاوف بيئية وصحية مع استمرار انتشال الجثث في درنة

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

مخاوف بيئية وصحية مع استمرار انتشال الجثث في درنة

درنة- تتواصل التحذيرات المحلية والدولية من مخاطر أزمة صحية بيئية محتملة في مدينة درنة وباقي المناطق شرقي ليبيا المتضررة من الإعصار والفيضانات، وما خلّفته من قتلى ومفقودين بين ركام المباني المدمرة، وجثث انتشرت قرب الشواطئ التي صبت فيها السيول.

وأعلن وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبد الجليل أنه تم دفن 3166 متوفى في مدينة درنة حتى أمس الجمعة، في حين تشير بعض التقديرات إلى وفاة وفقدان نحو 15 ألفا ونزوح نحو 30 ألفا من السكان الذين كان يقدر عددهم بنحو 120 ألفا حتى حلول الإعصار الذي ضرب المنطقة الشرقية الأحد الماضي.

أعداد هائلة من الجثث دفنت في مقابر جماعية، وسط تحذيرات من الآثار الصحية المترتبة على ذلك (الأناضول) تحذيرات دولية

من جانبها، دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، وحذّرت من أن دفنها بالقرب من المياه قد يُحدث مخاطر صحية، وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن في مدينة درنة.

وتواصلت جهود انتشال الجثث المتناثرة في الشوارع والبيوت المتأثرة بالفيضانات، لكن السكان وفرق الإغاثة يواجهون صعوبات كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تحللت تحت الأنقاض، إذ أكد شهود عيان للجزيرة نت وصول الروائح الناتجة عن هذه الجثث إلى مناطق بعيدة نسبيا، مثل منطقة باب طبرق أعلى الجبل.

وقال وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية سعد الدين الوكيل للجزيرة نت إن "المخاطر تكمن في اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وكل أنواع الملوثات والمياه الجوفية"، مشيرا إلى أن "كل المناطق المنكوبة تتغذى على آبار المياه الجوفية".

وشدّد الوكيل على ضرورة اقتصار الاستهلاك على المياه المعلّبة إلى حين التأكد من سلامة مياه الشرب، واستدرك قائلا "لحسن الحظ، المنطقة زراعية ولا توجد بها مصانع تحوي مواد كيميائية شديدة الخطورة".

وقال المسؤول الصحي إن فرق الإصحاح البيئي تعمل على تجفيف المستنقعات ورش المواد الطبية المناسبة التي تقلل من نسبة التلوث، موضحا أنهم كلفوا فرق رصد وبائي برصد كل الأعراض التي تشير إلى وجود حالات تسمم محتملة، وذلك بالتعاون بين كلٍ من وزارة البيئة ووزارة الحكم المحلي ووزارة الصحة بحكومة الوحدة، للقيام بعمليات الرصد والتقصي وإعطاء الأدلة الإرشادية للعمل.


إمكانية السيطرة

وفي الوقت الذي تحدث فيه المجلس المحلي في مدينة درنة عن توقعاتهم بإمكانية إخلاء المدينة بشكل كلي أو جزئي، تحسبا لانتشار الأوبئة بسبب الجثث التي بدأت بالتحلل تحت الأنقاض، يقلل الأستاذ بكلية الطب بجامعة درنة عماد القبائلي من مخاطر حدوث كارثة بيئية، كون الجثث لأشخاص ماتوا بسب كارثة طبيعية لا وباء خطير.

لم يستبعد القبائلي وجود تهديدات صحية، خاصة بعد أنباء عن تلوث المياه جراء دمار شبكات المياه والصرف الصحي في مساحات واسعة وسط المدينة، لكنه يؤكد للجزيرة نت إمكانية السيطرة على الأوضاع، خاصة أن الأحياء الناجية تقع كلها في مرتفعات درنة، مما يعني أن المياه تنساب بشكل عكسي باتجاه المناطق المتضررة قرب البحر.

وتذهب إلى هذا الرأي أيضا الطبيبة مبروكة المقصبي، موضحة أن الروائح المنبعثة تكاد تنحصر في نطاق ضيق حتى الآن، كما في محيط مستشفى الوحدة حيث تعمل، لافتة إلى أن الجثث المتحللة في باحة المشفى ترجع لأجانب أو لعائلات قضت كليا، فلا يوجد من يتسلم تلك الجثامين ويسرع من إجراءات دفنها.


جهود غير كافية

وتحدثت المقصبي للجزيرة نت عن حالات تعاني أعراض تلوث، خاصة بين الأطفال ممن ظهرت عليهم أعراض مثل القيء والإسهال وارتفاع درجات الحرارة، عدا ذلك ترى الطبيبة أن فتح الطرق والإسراع في انتشال الجثث وتسريع عمليات الدفن قد يبقي الأوضاع تحت السيطرة.

من جهته، يؤكد الطبيب المختص بمركز بنغازي الطبي أحمد علي أن عددا من المسعفين وفرق الإنقاذ التي وصلت المركز بدؤوا يعانون ظهور طفح جلدي، مشيرا إلى أن الوضع في درنة تحديدا ما زال خطيرا ومرشحا للتدهور.

وقال الطبيب أحمد علي للجزيرة نت "لا أريد أن أهوّل الأمر، لكن الجهود المحلية لا تكفي، ومؤسساتنا لا تملك الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه المواقف، وهذا ظهر منذ اللحظات الأولى للكارثة"، مطالبا بضرورة الاستعانة بالمنظمات الدولية المختصة كمنظمة الصحة العالمية.

من جهتها، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الفيضانات التي اجتاحت شرقي ليبيا "بالأزمة الإنسانية غير المسبوقة"، واعتبرت -في مقابلة مع الجزيرة- أن الأمر الملّح حاليا في المناطق المتضررة هو تمكين الناجين من الوصول إلى مصادر مياه نظيفة وصالحة للشرب، مشيرة إلى احتمالية انتشار بعض الأوبئة عبر مياه الشرب.

وبدوره، قال مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن ليبيا بحاجة إلى معدات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضررة في درنة، مشددا -في مؤتمر صحفي- على حاجة المدينة إلى رعاية صحية عاجلة، لمنع تفشي الكوليرا بين الناجين.

محليا، قال وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية إبراهيم العربي منير للجزيرة إن الفرق التابعة لوزارته تحلل المياه الجوفية في مدينة درنة للتأكد مما إذا كانت ملوثة أم لا، ونصح السكان بعدم شرب أو استخدام المياه الجوفية في المدينة.

خطر يتجاوز درنة

من ناحيته، يشارك الطبيب أشرف حمّاد في حملة المساعدات الإنسانية والطبية في المناطق المنكوبة، وأوضح للجزيرة نت أن الخطر يتجاوز مدينة درنة التي ركّز عليها الإعلام، على حساب مناطق صغيرة، مثل "سوسة" و"الوردية" وشط "جرار أمه"، حيث لم تصلها أي من فرق الإغاثة حتى الآن وتعاني مخاطر صحية وبيئية محتملة.

وقال حماد للجزيرة نت إن الفقر الشديد في الإمكانات والبنية التحتية المتهالكة في كل مناطق الجبل الأخضر تسببت في تفاقم الأزمة، "فالجثامين في البحر والأودية ومنجرفات السيول عددها كبير جدا، ولم نر فرق بحث هناك كما في درنة"، حسب وصفه.

كما لفت الطبيب المختص في الطب البيطري إلى خطورة انتشار جثث الحيوانات النافقة، قائلا "لم يتحدث عنها أحد، وهي أيضا من مسببات الأوبئة، ولم تتدخل الدولة في عملية إعدامها بالطرق الصحيحة، فدفنها فقط من قبل المواطنين ستكون له أبعاد كارثية على المنطقة"، مرجحا أن أمطار فصل الشتاء الذي بات على الأبواب قد تزيد من انتشار هذه الأمراض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المیاه الجوفیة فی مدینة درنة للجزیرة نت فی درنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسير محرر للجزيرة نت: الموت هو العنوان الأبرز بسجون الدعم السريع

الخرطوم – لم يكن الأسير المحرر المعز عباس محمد يعلم أنه سيواجه مخاطر التعذيب المميتة داخل سجن قوات الدعم السريع بعد اقتياده عنوة من مدينة بحري شمال الخرطوم إلى زنزانة بحي كافوري، ثم ترحيله إلى حي الرياض حيث شاهد من يموت جوعا ومرضا ولا أحد يتدخل لإسعافهم.

ويقول للجزيرة نت إن الموت هو العنوان الأبرز داخل سجون الدعم السريع ولا يستثني صغيرا أو كبيرا، ولا عسكريا أو مدنيا. وأشار إلى أنه مدني ولا يشارك في المعارك، وأنه تعرض طيلة أيام للتعذيب والضرب المبرح، ثم نُقل إلى معتقل الرياض ووُضع في عمارة الجامعة العربية.

ويضيف أن المعتقل يضم غرفا تحت الأرض لا يتجاوز طولها 500 متر وبها أكثر من ألف شخص، ويتم تخصيص وجبة واحدة في اليوم عبارة عن عدس وأحيانا يحرمون منها. وتحدث عن وجود كبار السن والشباب وبعض الأطفال الذين اتهمتهم قوات الدعم السريع "بوضع شرائح تجسس كإحداثيات للطيران".

الأسرى لدى الدعم السريع خرجوا بأوضاع جسدية ونفسية صعبة (الجزيرة) تعذيب وتنكيل

ووفق محمد، كانت هنالك أسبوعيا وفيات خاصة بصفوف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأفاد بأن عدد العسكريين الموجودين بالأسر لا يتجاوز 5%، وما تبقى منهم مدنيون، بعضهم اعتقلهم الدعم السريع من حافلة للنقل كانت في طريقها إلى مدينة شندي واتهمهم بالتعاون مع الجيش.

أما الصلاة، فيقول إنها كانت تخضع "لمزاج الضابط المناوب، ولا يوجد مكان لقضاء الحاجة أو للاستحمام، كما لا يتوفر العلاج، ومن يموت يتم إخراج جثمانه ولا ندري أين يُدفن".

مع استعادة الجيش السوداني أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، تم العثور على عدد من الأسرى والمختطفين المدنيين الذين كانوا على مدى شهور في سجون الدعم السريع دون تقديمهم للمحاكمة، وبعضهم مكث فيها 20 شهرا، وآخرون تترواح مدة اعتقالهم بين عام ونصف العام.

إعلان

وبعد تمكن الجيش من السيطرة على عدد من مواقع الدعم السريع في الخرطوم، اكتشف مقرات كانت تستخدمها هذه القوات أقبية للتعذيب والتنكيل بالأسرى من خلال وضعهم في زنازين ضيقة وحرمناهم من الماء والأكل إلى حد الموت.

أظهرت عشرات الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عددا من الأسرى والمختطفين بعد خروجهم من سجون الدعم السريع وهم في أوضاع صحية سيئة، حيث تحول بعضهم إلى "هياكل من العظام"، وآخرون فقدوا السمع والبصر والعقل، و"من نجا من الموت ظلت على جسده علامات بارزة من آثار التعذيب".

مصادر في الجيش السوداني أفادت بتحرير عشرات الأسرى في مدينة جبل أولياء (الجزيرة) معتقلات سيئة

اتخذت قوات الدعم السريع عدة أماكن في الخرطوم لاعتقال المواطنين وعدد من الضباط المتقاعدين، فضلا عن أسرى الجيش، وأبرز تلك المواقع معسكرها بحي الرياض الذي يضم عدة أبنية إسمنتية، إلى جانب المباني المحيطة به مثل مكاتب الأدلة الجنائية التابعة للشرطة ومقر الجامعة العربية.

كما تشمل هذه المقرات سجن سوبا "الذي يضم أكثر من 4 آلاف أسير، ومات بدخله العشرات جراء الجوع والتعذيب والمرض"، فضلا عن مبان وعمارات في حي كافوري قبل استعادته من قبل الجيش.

ويُعد المعسكر والسجن من أشهر معتقلات الدعم السريع، ويخضعان -بحسب معلومات تحصلت عليها الجزيرة نت من مصادر أمنية سودانية- لإشراف مباشر من مدير استخبارات الدعم السريع العميد عيسى بشارة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السجون والمعتقلات كانت في وقت سابق تحت إشراف عصام فضيل قائد ثالث قوات الدعم السريع والذي أصيب في إحدى المواجهات، ثم تولى بشارة الإشراف عليها.

وحسب المصادر نفسها، شهدت معتقلات الدعم السريع انتهاكات في عهد العميد عيسى بشارة حيث مات العشرات من المعتقلين تحت التعذيب وجراء الجوع ومرض الكواليرا الذي انتشر بشدة في سجن سوبا. وأضافت أن معسكر الرياض يُعد الأسوأ و"حدثت فيه فضائع لأن ضابطا بالدعم السريع يدعى علي دخرو كان شديد القسوة مع المساجين ويعاملهم وفقا لاعتباراته الجهوية والقبلية".

إعلان

وأظهرت مقاطع فيديو عشرات الأسرى وهم في حالة يرثى لها في مدينة جبل أولياء جنوب الخرطوم، أجساد بعضهم متهالكة وتخلو من الملابس، في حين ارتدى آخرون ملابس ممزقة ومتسخة.

إدانة رسمية

وذكر ضابط بالجيش السوداني للجزيرة نت أنهم تمكنوا من تحرير عشرات الأسرى في جبل أولياء من قاعدة النجومي الجوية ومقر آخر كان يتبع للجيش سابقا، وتحدث عن العثور على بعض الأسرى وقد فارقوا الحياة قبيل لحظات من وصول الجيش إلى المدينة.

في مقطع مصور على فيسبوك، قال أسير سوداني محرر إن عددا منهم مات داخل السجن، أبرزهم من العسكرين، وإن قوات الدعم السريع كانت تخطط لنقلهم إلى دارفور بغرض "استعبادهم"، وكشف أنها كانت تنقل المعدات الثقيلة من ذخائر وأسلحة أثناء وجودهم في الخرطوم.

من جهته، أفاد ضابط رفيع بالجيش السوداني للجزيرة نت بأنهم قاموا بحصر الأسرى ونقلهم من مدينة جبل أولياء إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، لتلقي الرعاية الصحية والنفسية.

وقد قال المتحدث باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر -في تصريح صحفي- إن الحكومة "تدين بأشد العبارات الجرائم والانتهاكات التي ارتكتبها مليشيا الدعم السريع بحق المواطنين والمتحجرين والأسرى في سجونها ومعتقلاتها".

وأضاف أنهم تعرضوا لأبشع أشكال الجرائم والتصفية الجسدية، وأن "هذه الانتهاكات تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتتنافى مع كافة القوانين والمواثيق"، وطالب المنظمات الدولية بالتحلي بالمسؤولية والمصداقية والشفافية لتوثيق انتهاكات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • زلزال ميانمار.. منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى الطوارئ إلى الحد الأقصى
  • مواصلًا اعتداءاته الوحشية.. الاحتلال الإسرائيلي يطالب بإخلاء كل مدينة رفح جنوب غزة فورًا
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بإخلاء كل مدينة رفح فوراً
  • حالة الطقس.. استمرار هطول أمطار رعدية على أجزاء من المناطق
  • مدير عام مجمع ناصر الطبي للجزيرة نت: الاحتلال يستهدف المستشفيات لإيجاد بيئة طاردة
  • في ميانمار..رائحة الجثث المتحللة تنتشر في شوارع ثاني أكبر مدن البلاد
  • السعودية.. تكهنات حول جنسية المرأة التي صفعت رجل أمن في الحرم مع استمرار التفاعل
  • “الصحة” تفعّل خطتها الشاملة لصلاة عيد الفطر وتعزّز استمرار خدماتها خلال الإجازة
  • القائد العام : درنة تنهض من جديد وتتحول إلى رمز للحياة والأمل
  • أسير محرر للجزيرة نت: الموت هو العنوان الأبرز بسجون الدعم السريع