أثير- د.سعيد السيابي، كاتب وباحث أكاديمي في جامعة السلطان قابوس

أنجزت جامعة السلطان قابوس في هذا العام الدراسي الجديد طرح عدد من المقررات ذات الصبغة التعليمية المرتبطة بالابتكار والتقنيات الحديثة التي تقرب الطلبة من واقع التطورات الحديثة التي يشهدها محيطهم التسويقي.

الاهتمام مدفوع من أعلى المستويات القيادية ولجميع الجهات والكليات داخل الجامعة بضرورة إيجاد دافعية نحو ربط المخرجات بمهارات مكتسبة تتناسب مع توجهات المؤسسات نحو التحول الرقمي وتعطش أسواق العمل للماهرين من الشباب الذين يسعون إلى الابتكار في مختلف التخصصات.


وغير بعيد عن هذا التوجّه سعت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية إلى طرح مقرّر اختياري جامعي، ليكون التسجيل فيه لجميع طلبة الجامعة تحت مسمّى (ريادة الأعمال الثقافية) الذي يمثل نواة لربط الإنتاج والتسويق لكل ما له من تخصصات ومواد وخدمات ذات طابع ثقافي ينجزها المؤلفون وأصحاب الفكر وتتمثل في الصناعات الإبداعية في مجالات النشر والوسائط المتعددة السمعية منها والبصرية والصناعات الفنية والسينمائية والفنون التشكيلية والخط العربي والفنون التقليدية كصناعة الآلات الموسيقية وغيرها، إلى جانب ربط رائد الأعمال بالمشهد المتطور لتكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء وصناعة النشر العالمية وفنون العرض الحديثة والإعلام المرئي والمسموع ووسائل التأثير الجديدة والتطورات التقنية في الموسيقى وتنفيذ العروض السينمائية واستخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الثقافي وتطور الألعاب ذات الصبغة الثقافية والمعرفية.
إن دخول الصناعات الثقافية في المشهد الاقتصادي العالمي له العديد من الأوجه فهناك دول وضعته عنوانا لدخول أسواق جديد وحققت ثروات كبيرة بفرض ثقافتها المستنيرة بدافع الفهم للغة التي تحملها هذه الثقافة وما تحمله هذه المنتجات من تقارب إنساني وجمالية فنية وقوة جذب للعين المستهلكة.
إن ترتيب الأولويات في إدخال الابتكار والتطوير في الصناعات الثقافية أسهم بدوره في تقوية ومنافسة وتسويق هذه المنتجات المتعدّدة التي لا تستثني تخصص من التخصصات الإنسانية والاجتماعية إلا وكانت حاضرة فيه، وهذا كان بدافع التمكين وبمساندة قوية من التعليم ودافعية الشباب نحو التجديد، لهذا فإن المسار الذي تنجزه الجامعة وغيرها من المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان هو عامل دفع نحو تمكين القطاع الثقافي بأن يكون شريكا في الاقتصاد واستقطاب الرأس المال الإبداعي والمبتكرين فيه، وعلى أصحاب الشركات في القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية أن تعين على زيادة الأبحاث وتوظيف الشباب الذين يمتلكون مفاتيح الريادة في الأعمال الثقافية ويحتاجون لبعض الموارد والقاعات والتقنيات لتطوير منتجاتهم لتنافس في سوق الابتكارات وهي تحمل ختم “صُنع في سلطنة عمان”.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

برلمانية: نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال مفتاح لتطوير التعليم العالي

أشادت النائبة مرفت الكسان، عضو مجلس النواب، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التي ركزت على ضرورة نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في المجتمع الأكاديمي. وأكدت الكسان أن هذه الخطوة تعد محورية في تطوير منظومة التعليم العالي في مصر.

وأوضحت “الكسان” في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن تعزيز ثقافة الابتكار بين الطلاب والباحثين يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المعاصرة بطرق غير تقليدية. فالابتكار يفتح آفاقًا جديدة للتفكير والإبداع، مما يمكن الشباب من تطوير حلول مبتكرة للمشكلات القائمة، ويسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 خلق فرص العمل وتقليل معدلات البطالة

وأضافت الكسان أن ريادة الأعمال تمثل عنصرًا أساسيًا في خلق فرص العمل وتقليل معدلات البطالة من خلال تشجيع الطلاب على تأسيس مشاريعهم الخاصة، يمكن تحويل الأفكار المبتكرة إلى شركات ناشئة تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني وزيادة قدرته التنافسية.

وأشارت إلى أهمية دمج مفاهيم الابتكار وريادة الأعمال في المناهج الدراسية بالجامعات والمعاهد العليا. هذا الدمج يتيح للطلاب اكتساب المهارات اللازمة لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة. كما دعت إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية بالتعاون مع خبراء ومتخصصين في هذا المجال، لتزويد الطلاب بالمعرفة العملية والتطبيقية.

ونوهت الكسان بأهمية توفير حاضنات أعمال داخل الجامعات لدعم المشاريع الناشئة، وتقديم الاستشارات والتوجيه اللازمين لرواد الأعمال الشباب. كما أكدت على ضرورة تسهيل إجراءات التمويل وتوفير القروض الميسرة لدعم هذه المشاريع، مما يضمن استمراريتها ونجاحها.

ودعت النائبة إلى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، بهدف توفير فرص تدريبية للطلاب، وربط الأبحاث العلمية باحتياجات السوق. وأكدت أن هذه الشراكة ستسهم في تحقيق التكامل بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يعزز من جودة التعليم العالي في مصر.

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة مستجدات المشروعات القومية التي تقوم بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بما يشمل الجامعات الأهلية، والتحول الرقمي، وميكنة الخدمات، والمبادرات الرئاسية المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.

وأكد السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات تخدم الاقتصاد الوطني، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وزيادة القدرة التنافسية لمصر على المستويين الإقليمي والدولي.

ووجه الرئيس بضرورة نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب والباحثين، مع التركيز على ربط الأبحاث العلمية بالخطط التنموية واحتياجات المجتمع. وشدد على أهمية تطوير المناهج الدراسية لتتواكب مع متطلبات سوق العمل، مما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات المؤسسات والشركات.

وأكد الرئيس على ضرورة تأهيل الكوادر البشرية والحد من تسرب العقول والكفاءات الأكاديمية إلى الخارج، من خلال تحسين بيئة العمل وتوفير الفرص البحثية المتقدمة داخل مصر.

مقالات مشابهة

  • قطاع الأعمال: تنمية الصناعات المعدنية ضمن أولويات استراتيجية العمل
  • برلمانية: نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال مفتاح لتطوير التعليم العالي
  • نائب رئيس جامعة دمنهور يستقبل وفد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم
  • جوزيبي فالديتارا: رأيت في مصر شبابا لديه الشغف بمجال التعليم الفني
  • وزير التعليم الإيطالي: رأيت في مصر شبابا لديهم الشغف بمجال التعليم الفني
  • ثريا آل سعيد لـ"الرؤية": الأزياء تسهم بدور فاعل في تعزيز الهوية الثقافية
  • جامعة شقراء تعلن تحويل الدراسة إلى التعليم عن بعد بسبب الأحوال الجوية
  • «التعليم العالي» تعلن توفير منح دراسية بديلة لطلاب الجامعة الأمريكية
  • وزير التعليم العالي: توفير منح دراسية بديلة لطلاب الجامعة الأمريكية
  • جامعة بنها الأهلية تفوز بالمركز الثاني في نهائيات “هاكاثون التعليم الذكي”