(عدن الغد)متابعات:

وصل وفد من حركة أنصار الله الحوثية إلى الرياض يوم الخميس 14 من سبتمبر/أيلول، بناء على دعوة سعودية وبتنسيق عُماني، في أول زيارة معلنة يقوم بها الحوثيون إلى المملكة منذ انطلاق "عاصفة الحزم" عام 2015، في محاولة لتجاوز الخلافات وإيجاد حل لإنهاء أزمة اليمن المستمرة منذ سنوات.

وقالت الخارجية السعودية إن الدعوة جاءت "بناء على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس/آذار 2021"، واستكمالا للقاءات التي أجراها السفير السعودي إلى اليمن، محمد آل جابر، في صنعاء منتصف أبريل/نيسان 2023.

وتجدر الإشارة إلى أنّ وزير خارجية السعودي، فيصل بن فرحان، كان قد أعلن، في مارس/آذار 2021، عن مبادرة سعودية لوقف شامل لإطلاق النار في اليمن تحت مراقبة الأمم المتحدة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الزيارة تأتي استمرارا لجهود السعودية وسلطنة عُمان لـ "التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".

وكان وفد عُماني قد توجه إلى صنعاء، قبل أن يصطحب معه وفد الحوثيين إلى الرياض.

وتجدر الإشارة إلى أنّ زيارة الوفد الحوثي إلى الرياض تتزامن مع الذكرى التاسعة لاستيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء فيما عُرف " بانقلاب 21 سبتمبر/ أيلول عام 2014 "

من جانبها، أعربت حركة أنصار الله الحوثية، عن أملها في "تجاوز التحديات"، وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

وقال المسؤول السياسي في الحركة، محمد علي الحوثي، في منشور على مواقع "إكس" تويتر سابقا، إنه من أجل إيجاد حل، لابد من الحوار مع السعودية، باعتبار أن "قرار العدوان والحصار وإيقافه" بيد التحالف الذي تقوده.

وأضاف المسؤول ذاته أن الحوار سيشمل مناقشة الملف الإنساني المتمثل في "صرف مرتبات الموظفين اليمنيين وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية وإعادة الأعمار وصولا إلى الحل السياسي الشامل".

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 15 من سبتمبر/أيلول، باستضافة السعودية محادثات مع وفد الحوثيين في الرياض، واصفة الدعوة والمحادثات بـ "الخطوة المهمة باتجاه السلام".

ودعت الخارجية الأمريكية في بيان، إلى "إعادة تنشيط العملية السياسية اليمنية-اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة بغرض إنهاء الصراع"، مضيفة أنها "تقدّر بشكل خاص الدور المهم الذي لعبته سلطنة عُمان في تسهيل الزيارة".

وجاءت الدعوة السعودية والوساطة العُمانية والاستجابة الحوثية بعيد زيارة قام بها ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان،إلى سلطنة عمان يوم الثلاثاء 12 من سبتمبر/أيلول . وذكرت مصادر رسمية سعودية حينها أنّ المحادثات تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، مع الإشارة إلى أنّ المحادثات تطرقت أيضاً إلى الملف اليمني.

ومن جهتها، رحبت الحكومة الشرعية اليمنية، في بيان الجمعة 15 من سبتمبر/أيلول، بجهود السعودية وسلطنة عُمان والمساعي الأممية والدولية الهادفة "لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني". وأكدت الحكومة اليمنية، في بيانها، استمرار نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل، وبما يضمن "إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".

ومن غير المعلوم إذا كانت الحكومة اليمنية مشارِكة في المباحثات التي تستضيفها الرياض، أم أن المباحثات تقتصر على الحوثيين والسعوديين.

وكانت حركة أنصار الله الحوثية قد أجرت لقاءات سابقة مع مسؤولين سعوديين، تركزت على الاتفاق على هُدَنٍ بين الأطراف المتقاتلة، هذا إلى جانب الإتفاق على تبادل الأسرى بين المتحاربين حيث جرى إطلاق سراح عشرات الأسرى في أبريل/نيسان 2023.

وكان وفد سعودي وآخر عُماني، قد زارا صنعاء، في أبريل/نيسان 2023، لإجراء محادثات مع رئيس المجلس السياسي الأعلى في الحكومة التي يقودها الحوثيون، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم.

وقد عززت زيارة الوفد السعودي والوفد العماني إلى العاصمة اليمنية إلى جانب التقارب الأخير بين الرياض وطهران، قد عززا الآمال في التوصل إلى حل سياسي للنزاع الدامي منذ سنوات، في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.

ولا يمكن عدم الربط بين ما يحدث من حراك في الملف اليمني وبين الإعلان عن إعادة العلاقات السعودية الإيرانية، في مارس/آذار 2023، بعد وساطة قامت بها الصين.

ويُنظر إلى الصراع اليمني على أنه حرب بالوكالة بين إيران والسعودية. وكان الحوثيون، المدعومون من إيران، قد أجبروا حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التي تدعهما السعودية، على الخروج من صنعاء عام 2014 ، الأمر الذي سمح للحوثيين من بسط سيطرتهم الفعلية على الكثير من المناطق، خاصة في شمال اليمن.

وقد تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان 2022.

ويعيش اليمن صراعا مسلحا منذ منتصف العام 2014، تسبب في مقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف.

ويخشى اليمنيون من أن يؤدي الصراع الدائر، منذ عام 2014، إلى تقسيم بلادهم لمناطق يخضع كل منها لنفوذ فصيل من الفصائل المتصارعة. كما تؤكد الأمم المتحدة في بياناتها المتكررة أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: من سبتمبر أیلول الأمم المتحدة أبریل نیسان فی الیمن عام 2014

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: الإمارات تلعب دوراً إنسانياً وتنموياً في اليمن

أكد غسان العمودي، كاتب وخبير سياسي يمني، أن دولة الإمارات لا تزال تقدم مساعدات إنسانية في اليمن، ضمن الإطار الإنساني والتنموي الفاعل التي تقوم به لدعم الشعب اليمني لتخفيف معاناته وتوفير حياة كريمة له.

ولفت غسان العمودي، عبر 24، إلى أن الإمارات تحرص على توفير حياة أفضل للشعب اليمني، ومساعدته على تجاوز التحديات الصعبة، عبر ذراعها الإنساني والخيري هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والتي قامت مؤخراً بتوزيع "كسوة الشتاء" لحوالي 1520 شخصاً في عدد من المناطق النائية والصحراوية في محافظة شبوة اليمنية، بهدف توفير الملابس والاحتياجات الشتوية الضرورية للأسر الأشد فقراً والنازحين. الأولى عالمياً وقال: "تتصدر الإمارات مقدمة الدول الداعمة لليمن إنسانياً وإنمائياً، ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية، وإنشاء المشاريع الاستراتيجية في مختلف القطاعات التنموية والخدمية". مشاريع استراتيجية وأضاف العمودي: تؤكد الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التزامها الراسخ بتحقيق الاستقرار والتنمية للشعب اليمني، وقامت بتنفيذ مشاريع استراتيجية إنسانية وتنموية. وفي قطاع الكهرباء تم تنفيذ مشاريع طاقة شمسية في المخا وعدن، إضافة إلى محطات كهرباء في حضرموت وشبوة.
وتابع: "قامت الإمارات بإعادة تأهيل أكثر من 250 مدرسة ومؤسسة تعليمية في مناطق متعددة، وإعادة تأهيل وتشغيل العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة لإعادة تأهيل المرافق الحيوية كالمطارات، مثل مطار عدن الدولي، والموانئ مثل ميناء المخا، لتعزيز النشاط التجاري والاقتصادي في البلاد، كما قامت ببناء مشاريع إسكان للنازحين وتحسين شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي". المياه وأوضح العمودي أن الإمارات قامت بحفر 42 بئراً في حضرموت، و60 في سقطرى، و"سد حسان" المشروع الاستراتيجي بمحافظة أبين بتكلفة 78 مليون دولار بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية لتعزيز الزراعة والمياه الجوفية، وقامت بتمويل مشروع صيانة 21 منشأة مائية في محافظة شبوة اليمنية، لتوفير مياه الشرب لأبناء المحافظة. أرقام وأشار إلى أن مساعدات الإمارات لليمن بين 2015 و2021 بلغت حوالي 22.97 مليار درهم، واستمرت بدعم إضافي يتجاوز هذا الرقم خلال عامي 2022 و2023 وحتى اليوم، للمساهمة في تعزيز الاستقرار، وتحقيق التنمية المستدامة في اليمن.

مقالات مشابهة

  • إضاءة شمعة حانوكا في الرياض.. إسرائيليون يحتفلون في السعودية (شاهد)
  • مقدارها نصف مليار دولار.. السعودية تطلق دفعة جديدة من دعمها للحكومة اليمنية
  • السعودية تدعم موازنة الحكومة اليمنية بـ500 مليون دولار
  • مستوطنون صهاينة يحتفلون بـ”عيد الحانوكاه” العبري في العاصمة السعودية الرياض (فيديو)
  • بعد غياب 10 سنوات عن السعودية.. خليجي 27 يعود إلى الرياض
  • مصدر سعودي: الرياض لا تريد ان تتدخل في الحرب بين “إسرائيل” و”اليمن” 
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • أخطاء تحكيمية تصادر الفوز اليمني أمام السعودية
  • خبير سياسي: الإمارات تلعب دوراً إنسانياً وتنموياً في اليمن
  • سفارة السودان في الرياض تعلن توجيهات من السلطات السعودية للسودانيين بالمملكة