موقع 24:
2024-10-06@04:57:30 GMT

لماذا تُغير الدول أسماءَها؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

لماذا تُغير الدول أسماءَها؟

هل لبلد ضاربة جذورُه في التاريخ، وعملاق في المساحة والسكانِ، بحجمِ الهند، أن يغير اسمَه؟

يبدو الأمرُ غريباً؛ لأن اسمَ الهندِ من شهرته صارَ من أسمائنا، لكن دولاً عدة سبقت الهند، واستحدثت لنفسها اسماً جديداً أو استنبطته من تاريخها. نحن نعرفُ الهند عالمياً على الخريطة، وعلى الأرضِ، أكثرَ من بهارات. المعارضون للتغيير يتهمون حزبَها الحاكمَ بأنه يريد أن يغريَ التيارَ الشعبي في حمى الانتخابات، العام المقبل، ووضع اللائمةِ على المستعمرين الإنجليز.

الحقيقة، كلنا نعرف الهندَ بالهند قبل الإنجليز، العربُ والرومانُ والعالمُ كانَ يسميها الهند منذ ألفيْ عام.مع ذلك، يجوزُ للهند ما جازَ لسريلانكا التي تخلَّت عن اسمِ سِيلان، وكان يسميها العربُ الأوائل "سَرَنْدِيب". وبورما صارت ميانمار، ونسمي أهلها البرماويين. وبنغلاديش التي كانت تُسمى باكستان الشرقية، والكونغو بعد استيلاء موبوتو على السلطة سماها زائير، وبعد أن استولَى على نفس السلطة كابيلا أعاد تسميتها الكونغو، ولا تزال. وروسيا صارت مجردَ اسمٍ داخل الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطِ الشيوعيةِ عادت إلى روسيا. ولا ننسى مصرَ، عبد الناصر عندما اتفق مع القوتلي على اتحاد مصر وسوريا قرَّر تسميةَ البلدِ الجديد بالجمهورية العربية المتحدة، وتخلَّى عن مصر، الاسم الذي عمرُه أكثرُ من ثلاثةِ آلافِ سنة. وبعد ثلاثِ سنوات وقع انقلابٌ في سوريا التي قررت استعادةَ اسمِها التاريخي. وبعد عشرِ سنواتٍ تُوفي عبد الناصر وجاءَ السادات، الذي أعادَ مصرَ إلى اسمِها التاريخي، وتخلى عن المشروعِ القومي برُمتِه.

الهندُ ستقرّرُ من خلال مساراتِها التشريعية والسياسية، مع أنَّ المحكمةَ العليا رفضتِ التغييرَ، أي اسمٍ تحب أن يسميَها به العالم. وقد تابعتُ النقاشَ الدائرَ هناك، حيث عبَّرت فئاتٌ ليست بالقليلةِ عن اعتراضها، وتريد الإبقاءَ على الهند. تقول الأصواتُ المعترضةُ إنَّ حزبَ "باراتيا" أو"بهاراتيا"، الحاكمَ، وراءَ التغييرِ من قبيل الشعبوية، وفي الهندِ حزبان رئيسيان هو أحدهما. البهاراتيون يقولون إن الإنجليزَ هم من سمَّوا الهندَ الهندَ، ويريدون التخلصَ من رواسبِ الاستعمار. وهذا الأمرُ ليسَ دقيقاً؛ فالهند مثلُ الأممِ التاريخية، روما، واليونان، ومصر، وفارس، أعرف بهذه الأسماء لأكثرَ من ألفي عام. العربُ، حتى قبل الإسلام وقبل اجتياح المغول للهند، كانوا يرحلون إليها ويسمونها في أدبياتهم الهندَ، وشرقَ السند. عرفوها من خلال التجارة ورحلاتِ القوافل. كانت مصدراً للنسيج، واللآلئ، والسيوفِ، والبهارات. وبهاراتُ بالفعل من أسمائِها القديمة، إنما لم يشتهر مثل اسم الهند.

الإنجليز حافظوا على اسمِها التاريخي ورفعوا من مكانتِها بين مستعمراتِهم، جعلوها مركزاً يحكمون منه آسيا وأفريقيا.
على أية حال، ما سيختاره الهنود أو البهاراتيون، سيقبل به العالم، فهو شأنُهم، خاصةً أننا نعيش في حقبة لم نعد كيف نسمي مَن بماذا، ولم يعد مهماً رأي الآخرين كثيراً. نادي المفضل لكرة القدم الأمريكية في واشنطن دي سي، كانَ اسمُه ريدسكن "ذو البشرة الحمراء، أو الهنود الحمر". هذا اسمه من عام 1933، وفي عام 2020 ومع الهيجان الاجتماعي في ذلك العام، قرر النادي أن يسمي نفسَه كوماندرز، القادة، ويتخلى عن اسمِه الأصلي، مع أن الأمريكيين الأصليين قالوا في استفتاء واسع إنهم لا يعدون الريدسكن اسماً مهيناً. فتح ذلك الباب على ملاحقةِ التسميات التاريخية والفنية وحتى الجنسية، الذكر والأنثى، والحيوانات والأشياء، وفي الأخير سنضطر إلى أن نسميَ "الأشياءَ" ليس بأسمائها، بل بما يفرض علينا أن نسميَها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

حساب ليفربول يتغنى بإنجاز صلاح التاريخي

الصمت في حرم الجمال جمال، هكذا أحتفى نادي ليفربول، بالرقم القياسي الجديد الذي حققه نجمه المصري محمد صلاح، بعدما أصبح أول لاعب في تاريخ الريدز على الإطلاق يسجل في خمس مباريات متتالية في دوري أبطال أوروبا على أرضه بملعبه آنفيلد.
ونشر الحساب الرسمي لنادي ليفربول على منصة "إكس"، صورا لصلاح مع رقمه القياسي الجديد وأرفقها بعبارة: "الصمت في حرم الجمال جمال".
من جانبه، قال صلاح في وسائل الإعلام البريطاني، انه لم يكن يعلم هذه المعلومة، لكنه أبدى سعادته بالوصول إلى هذا الرقم، مضيفاً ان الأهم أن يفوز الفريق بالمباريات والبطولات، مشيراً إلى انه مازال في مرحلة التأقلم على الطريقة الجديدة، للمدرب الهولندي أرني.

مقالات مشابهة

  • بجهاز للقلب وحضانة للأطفال.. دفعة «طب المنوفية» تختم مسيرتها التعليمية بالخير
  • حساب ليفربول يتغنى بإنجاز صلاح التاريخي
  • انخفاض كبير في أسعار الأرز عالميًا
  • الهند: مقتل 30 مسلحا في مواجهات مع قوات الأمن بولاية "تشهاتيسجاره"
  • لماذا حرصت إسرائيل على الترويج لفكرة الاحتلال إلى زوال؟
  • بهدف صاروخي.. صلاح يتخطى دروغبا ويصبح الهداف التاريخي لأفريقيا في دوري الأبطال
  • قنصل اليمن في الهند يكشف تفاصيل حادثة الفيديو المسرب من القنصلية في مومباي
  • خلال شهر.. الهند تستورد نحو مليون برميل نفط من العراق يومياً
  • تأثير إيجابي للرياضة على وظائف الدماغ لكبار السن
  • التماس 6 أشهر حبس لسائق إندرايف بعد سرقته صحفية بقناة تركية