موقع 24:
2024-11-08@14:37:01 GMT

لماذا تُغير الدول أسماءَها؟

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

لماذا تُغير الدول أسماءَها؟

هل لبلد ضاربة جذورُه في التاريخ، وعملاق في المساحة والسكانِ، بحجمِ الهند، أن يغير اسمَه؟

يبدو الأمرُ غريباً؛ لأن اسمَ الهندِ من شهرته صارَ من أسمائنا، لكن دولاً عدة سبقت الهند، واستحدثت لنفسها اسماً جديداً أو استنبطته من تاريخها. نحن نعرفُ الهند عالمياً على الخريطة، وعلى الأرضِ، أكثرَ من بهارات. المعارضون للتغيير يتهمون حزبَها الحاكمَ بأنه يريد أن يغريَ التيارَ الشعبي في حمى الانتخابات، العام المقبل، ووضع اللائمةِ على المستعمرين الإنجليز.

الحقيقة، كلنا نعرف الهندَ بالهند قبل الإنجليز، العربُ والرومانُ والعالمُ كانَ يسميها الهند منذ ألفيْ عام.مع ذلك، يجوزُ للهند ما جازَ لسريلانكا التي تخلَّت عن اسمِ سِيلان، وكان يسميها العربُ الأوائل "سَرَنْدِيب". وبورما صارت ميانمار، ونسمي أهلها البرماويين. وبنغلاديش التي كانت تُسمى باكستان الشرقية، والكونغو بعد استيلاء موبوتو على السلطة سماها زائير، وبعد أن استولَى على نفس السلطة كابيلا أعاد تسميتها الكونغو، ولا تزال. وروسيا صارت مجردَ اسمٍ داخل الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطِ الشيوعيةِ عادت إلى روسيا. ولا ننسى مصرَ، عبد الناصر عندما اتفق مع القوتلي على اتحاد مصر وسوريا قرَّر تسميةَ البلدِ الجديد بالجمهورية العربية المتحدة، وتخلَّى عن مصر، الاسم الذي عمرُه أكثرُ من ثلاثةِ آلافِ سنة. وبعد ثلاثِ سنوات وقع انقلابٌ في سوريا التي قررت استعادةَ اسمِها التاريخي. وبعد عشرِ سنواتٍ تُوفي عبد الناصر وجاءَ السادات، الذي أعادَ مصرَ إلى اسمِها التاريخي، وتخلى عن المشروعِ القومي برُمتِه.

الهندُ ستقرّرُ من خلال مساراتِها التشريعية والسياسية، مع أنَّ المحكمةَ العليا رفضتِ التغييرَ، أي اسمٍ تحب أن يسميَها به العالم. وقد تابعتُ النقاشَ الدائرَ هناك، حيث عبَّرت فئاتٌ ليست بالقليلةِ عن اعتراضها، وتريد الإبقاءَ على الهند. تقول الأصواتُ المعترضةُ إنَّ حزبَ "باراتيا" أو"بهاراتيا"، الحاكمَ، وراءَ التغييرِ من قبيل الشعبوية، وفي الهندِ حزبان رئيسيان هو أحدهما. البهاراتيون يقولون إن الإنجليزَ هم من سمَّوا الهندَ الهندَ، ويريدون التخلصَ من رواسبِ الاستعمار. وهذا الأمرُ ليسَ دقيقاً؛ فالهند مثلُ الأممِ التاريخية، روما، واليونان، ومصر، وفارس، أعرف بهذه الأسماء لأكثرَ من ألفي عام. العربُ، حتى قبل الإسلام وقبل اجتياح المغول للهند، كانوا يرحلون إليها ويسمونها في أدبياتهم الهندَ، وشرقَ السند. عرفوها من خلال التجارة ورحلاتِ القوافل. كانت مصدراً للنسيج، واللآلئ، والسيوفِ، والبهارات. وبهاراتُ بالفعل من أسمائِها القديمة، إنما لم يشتهر مثل اسم الهند.

الإنجليز حافظوا على اسمِها التاريخي ورفعوا من مكانتِها بين مستعمراتِهم، جعلوها مركزاً يحكمون منه آسيا وأفريقيا.
على أية حال، ما سيختاره الهنود أو البهاراتيون، سيقبل به العالم، فهو شأنُهم، خاصةً أننا نعيش في حقبة لم نعد كيف نسمي مَن بماذا، ولم يعد مهماً رأي الآخرين كثيراً. نادي المفضل لكرة القدم الأمريكية في واشنطن دي سي، كانَ اسمُه ريدسكن "ذو البشرة الحمراء، أو الهنود الحمر". هذا اسمه من عام 1933، وفي عام 2020 ومع الهيجان الاجتماعي في ذلك العام، قرر النادي أن يسمي نفسَه كوماندرز، القادة، ويتخلى عن اسمِه الأصلي، مع أن الأمريكيين الأصليين قالوا في استفتاء واسع إنهم لا يعدون الريدسكن اسماً مهيناً. فتح ذلك الباب على ملاحقةِ التسميات التاريخية والفنية وحتى الجنسية، الذكر والأنثى، والحيوانات والأشياء، وفي الأخير سنضطر إلى أن نسميَ "الأشياءَ" ليس بأسمائها، بل بما يفرض علينا أن نسميَها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

الإطاحة بمشعوذة رفقة 11 شخصا لممارسة السحر بباتنة

تمكن الأمن الحضري الخارجي بباتنة من الإطاحة بمشعوذة و 11 شخصا على خلفية ممارستهم لطقوس السحر و الشعوذة.

العملية جاءت بناءا على معلومات واردة لعناصر الأمن الحضري الخارجي، مفادها قيام إمرأة بممارسة مهنة العرافة و طقوس السحر والشعوذة بمسكنها العائلي بحي دوار الديس. وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية واستصدار إذن بالتفتيش الصادر عن وكيل الجمهورية تم توقيف المشتبه فيها البالغة من العمر 69سنة. رفقة 11 شخص تتراوح أعمارهم بين 21 و 63 سنة.

كما تم حجز أدوات حديدية و بلاستيكة و عقاقير تستغل في ممارسة طقوس السحر و الشعوذة. صور فوتوغرافية لأشخاص من كلا الجنسين، قطع قماشية مختلفة الألوان، مجموعة من الطلاسم لها صلة بأعمال الشعوذة، مبلغ مالي يقدر ب 8000دج من العائدات.

وبعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة تم تقديم المشتبه فيهم أمام النيابة المحلية.

مقالات مشابهة

  • حبس طبيب وموظف في البحيرة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.. ما هي القصة؟
  • بالأرقام وبعد الـ«8»: تشيلسي «استثنائي» في دوري المؤتمر الأوروبي
  • "لمحات من الهند" في متحف الطفل.. الإثنين
  • كل ما تريدين معرفته عن استخدام زيت جوز الهند في ترطيب الشفاه
  • غرفة الأخشاب: محادثات الهند ومصر لاعتماد العملة المحلية بالتجارة يوفر 12 مليار دولار بحلول 2028
  • «صناعة الأخشاب»: التبادل التجاري مع الهند بالعملات الوطنية يوفر 12 مليار دولار
  • شكلها متغير.. صور صبا مبارك قبل وبعد التخسيس
  • طريقة استخدام زيت جوز الهند في علاج التشققات الجلدية
  • الإطاحة بمشعوذة رفقة 11 شخصا لممارسة السحر بباتنة
  • «سمية» انتظرت 15 عاما لطلب الطلاق.. السر في شنطة سفر