◄ "الثلاسيميا" أشد أنواع أمراض الدم وينتج عن نقص في كمية وإنتاج الهيموجلوبين

 

الرؤية - سارة العبرية

 

كشف الدكتور سلام بن سالم الكندي أستاذ واستشاري أول أمراض الدم بجامعة السلطان قابوس أن نحو 120 إلى 150 طفلًا يولدون مصابين بفقر الدم المنجلي في عُمان كل سنة، موضحًا أن هؤلاء المرضى يُعانون من أعراض كثيرة تكون من ضمنها آلام متكررة، والتعرض للالتهابات، ونقص الدم، وتكسر في الصدر والدماغ، قد يصل إلى الجلطة، وكذلك تكسر في المرارة، مضيفًا أن إجمالي عدد المصابين يصل تقريبا إلى حوالي 8 آلاف شخص على مستوى السلطنة.

وتعدُّ أمراض الدم الوراثية مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على وظيفة الدم وتتطلب رعاية وإدارة طبية مستمرة، ويلعب الفحص الجيني دورًا حاسمًا في التشخيص المُبكر والعلاج الفعال، وتوفر التقدمات في الطب والوراثة أملًا في تحسين نوعية حياة الأشخاص المتأثرين بهذه الأمراض.

وتحدث أستاذ واستشاري أول أمراض الدم بجامعة السلطان قابوس- إلى جريدة الرؤية- حول طبيعة الأمراض بشكل عام، وقال إنها تنقسم إلى أمراض وراثية ومكتسبة، وأن الأمراض المكتسبة هي التي تأتي لسبب معين؛ سواءً تعرض المريض لالتهاب أو نقص في الغذاء، أو لأسباب أخرى في المجتمع، وهذه يُمكن التحكم فيها والتخلص منها. وأضاف: "غالبًا ما يُعاني النَّاس من أمراض مُكتسبة، ضاربًا المثال بنقص الحديد عند النساء. غير أنه أشار إلى أمراض أخرى مثل السرطان، أو الالتهابات التي يُعاني منها الأفراد نتيجة الفيروسات والبكتيريا وغيرها.

ومضى الكندي موضحًا: "الأمراض الأخرى هي أمراض وراثية؛ أي تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات، ولا تغادر خلايا الإنسان وتبقى مدى الحياة، وغالبًا لا يوجد لها علاج، ومن بينها أمراض الدم الوراثية".

وأوضح الكندي أن هناك أمراض دم وراثية كثيرة، لكن في سلطنة عُمان يتزايد الاهتمام بأمراض الدم المتعلقة بمشاكل في خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، مشيرا إلى أن أمراض الدم المتعلقة بخلايا الدم الحمراء منتشرة انتشارًا واسعًا في السلطنة. وقال: "تُقسم هذه الأمراض إلى 3 مجموعات: المجموعة الأولى كريات دم حمراء بداخلها خلايا هيموجلوبين، وتتكون من سلسلتين (أ) و(ب) وإذا نقصت إحداهما يسمى المرض "الثلاسيميا"، وهذا من الأمراض الوراثية؛ وهو عبارة عن نقص في كمية وإنتاج الهيموجلوبين، وهو النوع الأشد خطورة.

ولفت إلى أن المرضى في عُمان يُعانون من نقص في "الثلاسيميا ب" بحوالي 2.6 من السكان ومعدل الإصابة بها في حدود 10 إلى 15 حالة في السنة، وهؤلاء يحتاجون إلى جرعات دم، أما "ثلاسيميا أ" فهي منتشرة انتشارا واسعا، لكنها لا تؤدي إلى أعراض كبيرة.

وذكر الكندي أن من الأمراض الوراثية فقر الدم المنجلي، ويُصاب المريض به إذا تغيرت خلايا الدم الحمراء دائرية الشكل أو بيضاوية الشكل، إلى الشكل المنجلي؛ فينتج منها فقر الدم المنجلي أو ما يسمى بـ"الأنيميا المنجلية"، وهذه منتشرة على نطاق واسع في السلطنة، وحوالي 6% من السكان يحملون جين هذا المرض وحوالي 3% مصابين بهذا المرض.

وتابع بالقول إن المرض الثالث من أمراض الدم الوراثية الأكثر انتشارًا في عُمان، هو نقص الأنزيما، ويُسمى بـ"أنيميا الفول" ويعاني منه حوالي 25% من الذكور و11% من الإناث، وينتقل عن طريق الكرموزوماكس، وعادة هؤلاء المرضى لا يعانون من أعراض، إلّا إذا تعرضوا للفول والحناء، أو التهابات تؤدي إلى تكسر خلايا الدم الحمراء، وبالتالي ظهور الأعراض.

وبيّن استشاري أول أمراض الدم أن كل هذه الأمراض هي من أمراض التحلل أو تكسر الدم، والتي تنتج عن أسباب وراثية وغير وراثية، والتأثير يحصل عندما يتم تكسر الدم أو تحلله ما يؤدي إلى نقص الهيموجلوبين؛ موضحًا أن المادة الوحيدة داخل كريات الدم الحمراء هي مادة الهيموجلوبين؛ لذا يحتاج إلى بعض الأحيان لتسقية الدم بشكل دوري، كما في فقر الدم المنجلي ومرضى الثلاسيميا الذين يحتاجون إلى الدم شهريًا أو كل ثلاثة أسابيع، في حين أن مرضى الأنيميا المنجلية والفول يحتاجون إلى الدم في بعض الأحيان.

وردًا على سؤال حول الاختبارات التي يمكن أن تُساعد في تشخيص أمراض الدم الوراثية، قال الدكتور سلام الكندي: "هناك اختبارات بسيطة معمول بها في السلطنة، مثل فحص التمنجل لمرض فقر الدم المنجلي، لكن الفحص الدقيق الذي يُعمل به بكثرة في عُمان هو تحليل أنواع الهيموجلوبين في الدم أو ما يسمى بـ"الهيموجلوبين فيرينت أنليسس" وهذا متوافر في معظم مستشفيات السلطنة، وهناك أيضًا الفحص الجيني وهذا يستخدم لفحص قبل الزواج".

ونصحَ الكندي بشدة، المقبلين على الزواج بضرورة إجراء الفحص المُبكر قبل الزواج، لضمان تفادي النتائج غير المرغوبة من هذه الأمراض في المجتمع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف تحسم البصمة الوراثية الحكم فى دعوى إثبات النسب.. اعرف التفاصيل

يثبت النسب وفقا لقانون الأحوال الشخصية بالطرق العلمية في حالات إنكار من ينسب إليه الطفل شرعا أو حالات التنازع حول مجهول النسب أو حالات تشابه الأطفال واختلاطهم، وأقل مدة للحمل يثبت بها النسب 6 أشهر ميلادية من وقت الدخول بالزوجة أو الخلوة الشرعية وأكثرها سنة ميلادية.


وخلال السطور التالية نرصد كيف حسمت البصمة الوراثية الحكم في دعوي إثبات النسب:


- المادة 15 من القانون رقم 25 لسنة 1929 منحت للرجل الحق فى نفى نسب طفل تلده زوجته، كما منحت الأم حق إثبات نسب الصغير والطعن فى ادعاءات الزوج.


- يثبت الولد للزوج في الزواج الصحيح إن مضى على عقد الزواج أقل مدة للحمل ولم يمنع من التلاقي بين الزوجين مانع من وقت العقد إلى ظهور الحمل أو حدث بعد العقد واستمر سنة ميلادية فأكثر.


- يثبت نسب كل مولود إلى أمه بمجرد ثبوت الولادة دون قيد أو شرط، ويثبت النسب للأب بالفراش أو بالإقرار أو بالبينة.


- يثبت النسب بالطرق العلمية في حالات إنكار من ينسب إليه الطفل شرعا أو حالات التنازع حول مجهول النسب أو حالات تشابه الأطفال أو اختلاطهم.


- تلعب البصمة الوراثية دور كبير في إثبات النسب ويشترط أن لا تتم التحليل إلا بإذن من الجهة المختصة ، في مختبرات تابعة للدولة، ويشترط أن يكون القائمون على العمل ممن يوثق بهم علماً وخلقاً وألا يكون أي منهم ذا صلة قرابة أو صداقة أو عداوة أو منفعة بأحد المتداعيين أو حكم عليه بحكم مخل بالشرف أو الأمانة.


- إثبات النسب يكون عن طريق فراش الزوجية، والبينة أى وسائل الإثبات المتعددة، والإقرار من الأب، أى يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات الشرعية، وقد اعتمد القضاء تحليل البصمة الوراثية DNA  وإن كان غير ملزم للأب، لكنه يظل قرينة ضده فى حال الامتناع عن التحليل.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يكشف مخاطر أمراض القلب عبر مسح شبكية العين
  • انفوجراف.. 57 مليون سيدة تلقوا خدمات الفحص والتوعية لدعم صحة المرأة
  • مدير مبادرة «مديم» في «تنمية المجتمع» لـ«الاتحاد»: هدفنا تحقيق استراتيجية جودة حياة الأسرة
  • كيف تحسم البصمة الوراثية الحكم فى دعوى إثبات النسب.. اعرف التفاصيل
  • مرض خطير للنساء.. انتبهي لهذه العلامات
  • إعلانُ حالة طوارئ عالميًّا بسبب هذه الكارثة الجديدة
  • ميانمار… ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال والصحة العالمية توجّه نداءً عاجلاً
  • التأمين الصحي الشامل: التنسيق مع وزارة الصحة بشأن حالات الأمراض الوراثية والنادرة
  • زلزال ميانمار المدمر.. "نداء عاجل" من منظمة الصحة العالمية
  • تعرف على تقرير لجنة الفحص المالي حول التعاقد مع فيتوريا