كشف مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام بالعاصمة صنعاء، عن مخطط غادر لمليشيات الحوثي، لتصفية واغتيال قيادات الحزب بصنعاء، بتوجيهات مباشرة من عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات الانقلابية.

وأكد المصدر حصولهم على معلومات تفيد بتخطيط الحوثيين، للتخلص من قيادات الحزب بصنعاء، ومناطق سيطرة الجماعة السلالية، مشيرًا إلى أن جهاز المخابرات التابع للجماعة بدأ منذ الشهر الجاري، بإخضاع قيادات حزب المؤتمر لرقابة شاملة.

وأكد المصدر معلومات سبق وأن نشرها المشهد اليمني في وقت سابق، تفيد بأن الحوثيين، قد وضعوا مخطط الانقضاض على الحزب، لكنهم اضطروا لتأجيل التنفيذ لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي والحراك الإقليمي والدولي لعملية السلام في اليمن.

المصدر تطرق إلى أن مليشيا الحوثي ستبدأ بتسريح الكوادر المؤتمرية من مناصب ووظائف حكومة الانقلاب، وخصوصا في المناطق الحساسة كالأمن والداخلية، وصولا إلى بقية المؤسسات الحكومية.

اقرأ أيضاً الحوثيون يفرضون الإقامة الجبرية على قيادات المؤتمر ويحاصرون 30 برلمانيًا بصنعاء ”مؤتمر صنعاء” يستعيد المشاركة الفاعلة في عضوية المفاوضات كفريق مستقل! أحمد سيف حاشد معلقًا على الحوثيين والمولد النبوي: صيرتموه شهر إفقار ونزيف وقطع طريق وجبايات ثقيلة لا تطاق الكشف عن أسماء الوفد الحوثي في مفاوضات الرياض.. جناح صعدة يطيح بالمؤتمر و”هواشم صنعاء” ويحتكر التمثيل الكشف عن تحرك مفاجئ قام به محمد علي الحوثي مع قيادات مؤتمرية عقب خطاب الشيخ صادق أبوراس أول تعليق لمؤتمر صنعاء على زيارة الوفد الحوثي للعاصمة السعودية الرياض.. ماذا قال عن المرتبات؟ بن عديو يغادر صمته ويعلق على احتفاء حزبي المؤتمر والاصلاح بذكرى التأسيس ”دركتل المليشيا” يستفز قبائل طوق صنعاء: ما معكم إلا احنا و”أين الراتب” شائعة مغرضة! دعوات للشيخ حمير الأحمر وابو رأس بدعوة قبيلتي حاشد وبكيل للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر قبائل حاشد تجدد مبايعة الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر شيخًا لها وتؤدي قسم الولاء للجمهورية ”شاهد” قبائل اليمن تتوافد إلى صنعاء وتقيم حفلًا سبتمبريًا جمهوريًا رفقة الشيخ حمير الأحمر بعد تعرضه لتهديد حوثي ”فيديو” عبدالملك الحوثي يستدعي المشاط ويصفع ”محمد علي الحوثي” بقوة والعدو اللدود للأخير يقلب كل التوقعات

وأشار المصدر إلى أن المليشيات الحوثية، تحاول إشغال القبائل المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام، في حزام العاصمة صنعاء، وخصوصا قبال حاشد، خوفًا من تدخلها لمساندة المؤتمر وإفشال المخطط الحوثي الذي وصفه بـ" الغادر والجبان " .

المولد النبوي و21 سبتمبر

وكان المشهد اليمني، قد علم قبل أيام، من مصادر مطلعة عن مخطط لجماعة الحوثي السلالية، لاجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء بالتزامن مع فعاليات المولد النبوي، الشهر الجاري، وذكرى نكبة 21 سبتمبر.

وعلم المشهد اليمني من المصادر بأن الحوثيين، يخططون للسيطرة على حزب المؤتمر واحتلال عدد من مقراته وممتلكاته خلال شهر سبتمبر الجاري، ضمن خطة تضعها القيادات السلالية تحت مسمى "استمرار الثورة واجتثاث ذيول الخيانة".

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يعملون على حشد المواطنين والموظفين وأبناء القبائل والمشايخ وخصوصا المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام، وإجبارهم على حضور فعاليات "المولد النبوي" في صنعاء وعدد من المحافظات، وإشغالهم بذلك، فيما تقوم عبر كتائب عسكرية وعناصر مدربة على القنص، حول منازل قيادات مؤتمرية ومقرات تابعة للحزب في صنعاء بشكل خاص.

ولفتت المصادر إلى أن السلالة الحوثية، تعد لتكون فعاليات ذكرى النكبة 21 سبتمبر، والمولد النبوي، ساعة الصفر، لبدء المعركة الحقيقة لاجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام، بصنعاء، ومصادرة ممتلكاته، والإطاحة بقياداته الجمهورية، وتنصيب قيادات شكلية تدين بالولاء المطلق لزعيم السلالة، عبدالملك الحوثي.

وقالت المصادر، إن فعاليات المولد النبوي، وذكرى نكبة 21 سبتمبر، سيرافقهما قرارات وتوجيهات لزعيم المليشيات الحوثية، للإطاحة بقيادات مؤتمرية من قيادة الحزب ومن المجلس السياسي وحكومة الانقلاب، فضلا عن عمليات اعتقالات واغتيالات متوقعة.

المصادر ذاتها، لم تستبعد حدوث عمليات اغتيال وتفجيرات في مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين، لاستثمار ذلك، ضمن مخطط اجتثاث المؤتمر.

مناورة عسكرية وتهديد ضمني

وكانت المليشيات الحوثية نفذت في الثامن من الشهر الجاي، مناورة عسكرية لما يسمى باللواء الثامن، حماية رئاسية، التابع لوزارة دفاع حكومة السلالة الانقلابية تحت عنوان : " "مولد النور".

وحضر المناورة مدير مكتب رئيس الانقلاب، السلالي أحمد حامد، ومنتحل صفة رئيس هيئة الأركان العامة،السلالي محمد الغماري الحسني، ونائبه السلالي علي الموشكي الحسني، ومساعد وزير دفاع السلالة لشؤون الموارد البشرية، السلالي علي الكحلاني.

وخلال المناورة، قال قائد فيما يسمى باللواء الثامن حماية رئاسية، السلالي عبدالصمد المتوكل، إن هذه المناورة "قطرة من فيض، وعبارة عن كتيبة رمزية خاصة، هدفها بعث رسالة إلى العدو وأذنابه في الداخل والخارج، تفيد بالجاهزية التامة والحضور الفاعل لأي مواجهة يتطلبها الميدان، في أي مكان وزمان".

وفي هذا تهديد ضمني إلى القبائل الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء، بعد تصريحات لرئيس الحزب، الشيخ صادق أمين أبوراس، تحدث فيها عن "قطرة من مطرة" مما يحدث وتحدث خلالها عن حقوق المواطنين، وواجبات الدولة تجاههم وضرورة صرف مرتبات الموظفين، ودعا جماعة عبدالملك الحوثي للكف عن تخوين واستعداء ومعاملة الآخرين بعنصرية .

إشاعات بانتشار قتالي بصنعاء

ويواصل الإعلام التابعة لجماعة عبدالملك الحوثي التابع لإيران، التحريض على حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاء، بعد الخطاب الأخير لرئيس الحزب، الشيخ صادق أمين أبو راس.

وقالت قناة الهوية الحوثية، مؤخرًا، عبر أحد برامجها التلفزيونية، أن حزب المؤتمر الشعبي العام، انتشر عسكريًا في أكثر من 1000 مربع قتالي في العاصمة صنعاء، وجهز عتادا عسكريًا للانقضاض على من أسمتهم "المجاهدين"، وتقصد بهم مليشيا الحوثي الإرهابية.

وزعمت القناة الحوثية، في الفيديو الذي طالعه "المشهد اليمني"، أن حزب المؤتمر سينقض على مليشيا الحوثي حتى لو حصلت تسوية سياسية.

دعوات للقبائل

وفي وقت سابق، دعت مصادر قبلية، قبائل دهم وكافة قبائل بكيل، وقبائل حاشد، إلى التدفق إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لحماية الشيخ صادق أمين أبوراس وقيادات مؤتمرية من مخطط لمليشيات الحوثي التابعة لإيران، باغتياله بعد مساندته لمطالب الشعب بالرواتب.

وقالت المصادر، إن الحوثيين يخططون لاغتيال الشيخ صادق بن الشيخ أمين أبو راس، ضمن مخطط، يسعى لتصفية زعماء القبائل اليمنية وإثارة النعرات والحروب والثارات البينية؛ بهدف تحويل أبناء القبائل إلى عبيد لدى السلالة الكهونية البغيضة.

وحثت المصادر قبائل ذو محمد التي ينتمي لها الشيخ صادق بن أمين أبوراس، وقبائل دهم بمحافظة الجوف، وكافة قبائل بكيل، وإخوانهم من قبائل حاشد لرص الصفوف والاستعداد للدفاع عن كرامة القبيلة اليمنية، والاحتفال بذكرى ثورة اليمنيين الخالدة التي فجرها الآباء والأجداد في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، ضد الحكم الإمامي الكهنوتي الذي أذل قبائل اليمن وأذاقها الويلات طوال عقود وقرون من الزمن.

وكان الشيخ أبوراس، ألقى خطابا بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، بحضور الشيخ حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، الشهر الماضي، وتحدث عن حقوق المواطنين، وواجبات الدولة تجاههم وضرورة صرف مرتبات الموظفين، ودعا جماعة عبدالملك الحوثي للكف عن تخوين واستعداء ومعاملة الآخرين بعنصرية .

القبائل تستعد للانتقام

وكانت مصادر قبلية، كشفت أن القبائل اليمنية المحيطة بالعاصمة صنعاء، المعروفة باسم "قبائل الطوق"، تستعد للانتقام والأخذ بالثأر من عبدالملك الحوثي ومليشياته التي نكلت بالقُبل اليمنية وأهانت مشايخها وأعرافها وسطت على الكثير من أراضيها.

وقالت المصادر القبلية للمشهد اليمني، مطلع الشهر الجاري، إن قبائل بني حشيش وهمدان وبني الحارث وبني مطر وأرحب، ناقمة على المليشيات الحوثية، بعد تزايد جرائهما بحق أبناء القبائل وممتلكاتهم خلال السنوات الماضية، وخصوصا منذ إعلان الهدنة الأممية في إبريل من العام الماضي.

وتصاعدت منذ إبريل 2022، أعمال البلطجة الحوثية والبسط على أراضي أبناء القبائل وشنت المليشيات حملات عسكرية ممنهجة على قبائل بني حشيش وبني مطر وهمدان وبني الحارث وأرحب، سطت خلالها على مساحات شاسعة من الأراضي، وهدمت عشرات المنازل، تحت ذريعة مزاعم ملكيتها للأوقاف وللإمام الهالك يحيى حميد الدين.

وبقوة السلاح ونفوذ سلطاتها، اقتحمت المليشيات الحوثية، منازل العديد من مشايخ وأبناء قبائل طوق صنعاء، وزجت بالعشرات منهم في سجون صنعاء وصعدة، وأهانت كرامتهم، ورمتهم بأقذع التهم والألفاظ، وارتكبت العديد من الجرائم بحق النساء والأطفال المستضعفين، مستفردة بكل قرية وكل قبيلة على حدة.

المصادر أكدت دعما كبيرا من قبل التجار ورجال الأعمال، يساند الاحتقان القبلي والاستعداد للانقضاض على المليشيات الحوثي، وإعادة صنعاء إلى حضن الجمهورية اليمنية وعودة احتفالات السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، واستعادة مكانة القبيلة اليمنية الشامخة التي حولتها المليشيات الحوثية، إلى أداة مُهانة لخدمة السلالة الحوثية، وسيّدت عليها "ورعان صعدة" - حسب تعبير المصادر - .

وأشارت المصادر، إلى أن القبائل باتت تعرف سياسة المليشيات الحوثية بالتحريش فيما بينها، ودعم طرف قبلي على آخر، لضمان إبقائها تحت السيطرة وتحويل القبائل إلى قوى ضعيفة منهارة تفتك بها الثارات والخلافات البينية على غرار ما كان يفعله الحكم الإمامي الكهنوتي، طوال عهوده الظلامية.

ويتحين التجار ورجال الأعمال، أي فرصة تتحرك فيها القبائل، لمساندتها، بعدما أنهكت مليشيات الحوثي قواهم، ونهبت حقوقهم وأهلكت تجارتهم بالإتاوات والجبايات ومصادرة الأموال والودائع، وضربت الحركة التجارية في مقتل.

وقالت المصادر القبلية، إن الغضب الشعبي المتنامي ضد المليشيات الحوثية، فرصة، لقلب الطاولة على المليشيات الحوثية التي ارتكبت كل "عيب قبلي" وأساءت لأعراف وقوانين وتقاليد القبيلة اليمنية المعروفة بالنُبل والشهامة والعزة والكرامة، وتعدت ذلك إلى انتهاك حرمات البيوت والمساجد.

وأكدت المصادر بأن القبائل ستعيد ملاحم الآباء والأجداد وتستعيد أمجاد السادس والعشرين من سبتمبر العظيم.

وتتعامل جماعة عبدالملك الحوثي السلالية، بازدراء وفوقية تجاه القبائل اليمنية، ولا تعتبرهم أكثر من وقود لحروبها و"زنابيل" عليها الطاعة لسيد الكهف بصعدة، والامتثال لأوامر قيادات السلالة البغيضة، دون كرامة آدمية.

وطوال سنوات الحرب، تسببت المليشيات الحوثية باستنزاف القبائل، وانتزاع مئات الآلاف من أبنائهم وشبابهم وزجهم في محارق الموت وجبهات القتال العبثية لخدمة أجندات إيران ومشروع السلالة الكهنوتي الذي يريد أن يكون سيدًا على الشعب اليمني الحر.

فعلت مليشيات الحوثي ذلك، غير آبهة بخسائر قبائل اليمن، ضمن استراتيجيتها برفع أرقام القتلى وزيادة الضحايا، لتستغل ذلك في تحريض أهاليهم بمواصلة القتال على نهج قتلاهم خدمة لأطماع السلالة الخبيثة.

ويهدف الحوثي إلى تغيير ديمغرافي في بنية الطوق القبلي لصنعاء، بالسيطرة على الأرض، يساهم في تعزيزها قاعدة بيانات غير مكتوبة لدى الهاشميين بأن أراضي القبائل ملك لهم، وهناك أيضاً قواعد عسكرية في تلك المناطق يستغلها الحوثي مبررا للسيطرة على العقارات. بحسب خبراء عسكريين.

وتسيّر مليشيات الحوثي، حملات عسكرية كبيرة، بلغت ذروتها مطلع العام الجاري، لتنفيذ عمليات سلب ونهب منظم لأراضي وعقارات ومزارع المواطنين في احياء الروضة وعصر بالعاصمة المختطفة صنعاء، ومديريات "همدان، صرف، بني مطر" بمحافظة صنعاء.

وتنفذ مليشيا الحوثي، أعمال السلب والنهب الممنهج للأراضي والعقارات في ضواحي العاصمة المختطفة صنعاء ومديريات حزام صنعاء، تحت مزاعم أراضي الدولة والأوقاف والاحكام القضائية الصادرة عن قضاة ومحاكم خاضعة لسيطرتها، ضمن مخططها للتغيير الديمغرافي، عبر تهجير وتشريد المواطنين في تلك المناطق، وتوطين عناصرها القادمين من محافظة صعده.

وتحاول جماعة عبدالملك الحوثي بشكل متواصل لإحداث تغيير في التركيبة السكانية بالعاصمة المختطفة صنعاء التي ظلت طيلة عقود حاضنة لكل اليمنيين، ومساعيها انشاء حزام طائفي يدين بالولاء لنظام الولي الفقيه في طهران حول العاصمة، في تهديد للنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي وقيم التنوع، وامكانية العيش المشترك بين اليمنيين.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: حزب المؤتمر الشعبی العام جماعة عبدالملک الحوثی الملیشیات الحوثیة الملیشیات الحوثی المولد النبوی وقالت المصادر العاصمة صنعاء المشهد الیمنی ملیشیا الحوثی قبائل الیمن الشیخ صادق قبائل حاشد من مخطط إلى أن

إقرأ أيضاً:

تغذية الأحقاد وتأجيج الفتن.. استراتيجية حوثية لتمزيق قبائل الحدا بذمار

تصاعدت موجة الصراعات القبلية في مديرية الحدا جنوبي محافظة ذمار، في ظل اتهامات لمليشيا الحوثي بالوقوف وراء تأجيج الفتن بين أبناء القبائل، عبر تغذية النزاعات، وتنفيذ حملات مداهمة واعتقالات تعسفية، فيما اعتبرها مراقبون ردة فعل انتقامية ناجم عن صراع تاريخي ممتد منذ قرون بين قبيلة الحدا والإمامة.

شهدت مديرية الحدا خلال الأيام الماضية حروبًا قبلية وحملات عسكرية حوثية داهمت منازل واختطفت مواطنين وجرائم قتل على خلفية نزاعات أسرية أُججت بواسطة عناصر ومشرفي مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.

اشتباكات عنيفة تندلع بعد حملة حوثية

وفقًا لمصادر مطلعة، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين أهالي قريتي الأوضان ودحقه في مديرية الحدا، باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك عقب حملة عسكرية نفذتها مليشيا الحوثي في المنطقة.

وشملت الحملة مداهمة منازل واختطاف عدد من المواطنين، مما أدى إلى تفاقم التوتر وتجدد المواجهات بين القريتين.

وأفادت مصادر محلية بأن عناصر حوثية من القريتين قامت بإبلاغ قوات الحملة عن منازل محددة لاستهدافها واختطاف أصحابها، وذلك بسبب رفضهم الانخراط في النزاع القبلي الدائر.

واتهمت المصادر المليشيا بمحاولة الضغط على المواطنين لتحمل تبعات ما يسمى بـ"الغرم"، بينما تُركت العناصر الموالية لها من القريتين طلقاء والتي أسهمت في إشعال الفتنة.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن قيادات حوثية، وعلى رأسها مشرف المنطقة "أبو خلدون دحقه"، تلعب دورًا رئيسيًا في تأجيج الصراع، متجاهلةً الأحكام القبلية السابقة التي كان يُفترض أن تؤدي إلى إنهاء النزاع.

جريمة مروعة بحق طفل

في حادثة مأساوية أخرى، قُتل الطفل وضاح حسين صالح رقبان بعد تعرضه للرجم بالحجارة حتى الموت في قرية بني رقبان بمديرية الحدا في ظل تزايد جرائم القتل في السنوات الأخيرة.

وأفادت مصادر قبلية بأن الجريمة جاءت في سياق توترات متصاعدة بين عائلتي "رقبان" و"بني محسن"، حيث يتهم "آل رقبان" خمسة شبان من الطرف الآخر بالوقوف وراء الحادث، بينما يدعي "بنو محسن" أن الحادثة كانت عراك أطفال.

وتعكس هذه الجريمة مدى تفشي ثقافة الكراهية والعنف في المنطقة، والتي تُعزى إلى السياسات الحوثية المثيرة للانقسامات. وقد أُحيلت القضية إلى إدارة البحث الجنائي التابعة للمليشيا في محافظة ذمار، في انتظار تقرير الطبيب الشرعي لتحديد ملابسات الحادث.

مقتل نجل شيخ قبلي

في قرية وهران بمديرية الحدا، قُتل نجل شيخ قبلي وأصيب اثنان آخران بجروح في اشتباك عائلي مسلح.

ووفقًا لمصادر محلية، فقد توجه أبناء الشيخ "أمين صالح أحمد" ليلاً إلى مزرعة أبناء "حسين ناصر أحمد"، الذين تربطهم بهم صلة قرابة، حيث نشبت بينهم خلافات حادة تطورت إلى اشتباك مسلح أسفر عن مقتل "شهاب أمين صالح" وإصابة شقيقه "أحمد" وابن "حسين ناصر أحمد".

قمع الأصوات المعارضة

لم تقتصر انتهاكات مليشيا الحوثي على تأجيج النزاعات القبلية، بل امتدت إلى قمع الأصوات المعارضة، حيث قامت عناصر المليشيا باختطاف الشاعر الشعبي المعروف "صالح مقبل قاسم السوادي" من قريته البلد في منطقة السواد، واقتادته إلى سجن إدارة أمن المليشيا في مدينة زراجة مركز مديرية الحدا بسبب انتقاداته لممارسات الجماعة.

وبحسب المصادر، فإن الشاعر السوادي يمارس جهدًا قبليًا وعبر قصائده الشعرية المنتشرة في كافة أرجاء الحدا خاصة وذمار عامة والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين لإنهاء الثأرات والنزاعات القبلية ويرفض التفاعل والانخراط مع الفعاليات الطائفية للمليشيا وهو ما أدى إلى التصادم مع أهداف المليشيا ضد القبائل اليمنية وأثار امتعاض قياداتها ودفعها لاختطافه في محاولة لإخضاعه عبر تلفيق تهمة "التحريض" ضد الجماعة.

ولفتت المصادر إلى أن المليشيا أطلقت سراح السوادي بعد يوم ونصف من الاحتجاز، عقب تدخل وجهاء ومشائخ الحدا، ولكنها أرغمته على توقيع تعهد بعدم انتقاد الجماعة مجددًا، كشرط لإطلاق سراحه في خطوة تؤكد سعي الحوثيين لإسكات أي صوت معارض.

يأتي ذلك في أعقاب حادثة أخرى وقعت قبل أسبوعين، حيث اقتحمت عناصر أمنية تابعة للحوثيين منزل طبيبة تدعى "مريم" تعمل في مستوصف العابسية الصحي، واعتدت على بناتها لأسباب غير معروفة، مما أثار استياءً واسعًا بين أبناء القبائل جراء انتهاك حرمة المنزل والأعراف والأسلاف القبلية.

صراع تاريخي ممتد

لطالما كانت قبائل الحدا في محافظة ذمار رقمًا صعبًا في معادلة الصراع مع الإمامة قديمًا وحديثًا، إذ خاضت معارك شرسة ضد أئمة السلالة على مدار القرون الماضية، رفضًا لمحاولات إخضاعها وإذلالها.

واليوم، بعد أكثر من ستة عقود على إسقاط الحكم الإمامي في ثورة 26 سبتمبر 1962، تجد القبيلة نفسها في مواجهة متجددة مع الامتداد الحوثي، الذي يتبنى ذات النهج السلالي في محاولته إعادة إخضاعها، ولكن بأساليب جديدة، تعتمد على تفكيك نسيجها الاجتماعي عبر إذكاء الفتن القبلية وزرع الصراعات الداخلية.

ما تشهده مديرية الحدا اليوم من نزاعات دامية ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من سياسة حوثية ممنهجة تستهدف القبائل اليمنية التي كانت تاريخيًا رأس الحربة في مقاومة السلالة في ظل خذلان وغياب الشرعية.

الحدا في مواجهة أئمة السلالة

بدأت مقاومة قبائل الحدا لمحاولات الإخضاع الإمامية منذ قرون، وتعد إحدى المحطات البارزة في هذا الصراع مواجهتها للإمام (أحمد بن عبد الله بن المهدي العباس)، الذي قاد حملة عسكرية إلى زراجة – مركز المديرية حاليًا – لكنها انتهت بالفشل.

ثم توالت المعارك، إذ نجحت القبيلة عام 866هـ في أسر الإمام (الناصر بن محمد بن الناصر) الملقب بـ"المنصور" في منطقة عرقب بلاد الحدا، في واحدة من أبرز الهزائم التي مُني بها الأئمة على يد قبائل يمنية.

وفي القرن التاسع عشر، تجدد الصراع مع الإمام المتوكل (أحمد بن علي بن العباس) عام 1222هـ (1807م)، حيث قادت الحدا تمردًا عنيفًا ضده، ما دفعه إلى إرسال حملات عسكرية عدة، كان آخرها بقيادة الإمام (محمد بن أحمد)، الذي عمد إلى إحراق القرى وتخريب الحصون ونهب الممتلكات وفرض الغرامات والرهائن، في محاولة لفرض الهيمنة بالقوة.

دور قبائل الحدا في ترسيخ الجمهورية

لم يكن غريبًا أن تكون قبائل الحدا في مقدمة من أسقطوا الحكم الإمامي عام 1962، حيث لعب عدد من قادتها ورموزها وأبنائها دورًا محوريًا في ثورة 26 سبتمبر، وامتدادها في حرب السبعين يومًا، وصولًا إلى مطاردة الإمام (البدر) إلى نجران، ما جعلها واحدة من أكثر القبائل الجمهورية التزامًا.

كما ساهمت برفد الدولة بمجاميع من مقاتليها في حروب صعدة الأولى والثانية ضد تمرد الحوثيين في العقد الأول من الألفية الجديدة، وهو ما جعلها هدفًا مباشرًا لانتقام الجماعة بعد سيطرتها على محافظة ذمار.

ومنذ انقلابها وسيطرتها بالقوة على محافظة ذمار، عمدت مليشيا الحوثي إلى تفجير النزاعات القبلية في مديرية الحدا وإذكائها باستخدام وسائل متعددة، منها تغذية العداء وتأجيج الخلافات الداخلية بين الأفراد والأسر والمشائخ والوجاهات والقبائل، وإعاقة جهود الوساطات القبلية، وعلى الرغم من أن أعراف القبائل اليمنية تقوم بشكل أساسي على حل النزاعات عبر التحكيم والمصالحة، إلا أن الحوثيين منعوا المشايخ والوجهاء من القيام بأي جهود تهدئة أو صلح، في محاولة واضحة لضمان استمرار الاقتتال الداخلي وتعميق الانقسامات بين أبناء القبائل.

أكد شيخ قبلي من قبائل الحدا، فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن التصاعد الخطير للحروب البينية والنزاعات القبلية في مديرية الحدا، إحدى أكبر المديريات التي تشهد صراعات قبلية في محافظة ذمار، هو جزء من مخطط مدروس تقف خلفه قيادات ومشرفو مليشيا الحوثي.

وأوضح، أن سلطة الأمر الواقع (الحوثيين) تتجاهل عمدًا اندلاع أي حرب قبلية في مراحلها الأولى، قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء، ولا تبذل أي جهود حقيقية لإخمادها.

وأشار إلى أن المليشيا لا ترسل حملاتها العسكرية أو الأمنية لوقف الحروب إلا بعد سقوط قتيل أو أكثر، في إطار استراتيجية واضحة تهدف إلى غرس الأحقاد والانتقام وزرع الثأرات بين أبناء القبائل في قرى الحدا، مما يعمق الانقسامات ويُضعف ويمزق النسيج الاجتماعي والقبلي على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • مكاتب الأمم المتحدة باليمن ترفض دعوات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتتمسك بالعمل تحت وصاية المليشيات الحوثية
  • تغذية الأحقاد وتأجيج الفتن.. استراتيجية حوثية لتمزيق قبائل الحدا بذمار
  • الحكومة الشرعية تشعل الحرب من جديد ضد المليشيات الحوثية ..وهذه ابرز التطورات
  • خطير ويزعزع استقرار المنطقة.. قيادات حزبية تدين المقترح الأمريكي
  • الرياض تحتضن مؤتمر “مبادرة القدرات البشرية” في أبريل 2024
  • إضراب معلمي السليمانية.. 100 منظمة تدخل على الخط وسط تدهور صحي متزايد
  • المليشيات الحوثية تعيد بناء الأضرحة والقبور بتقنية طائفية مريبة
  • تزايد الضغوط والدعوات الأمريكية لممارسة أقسى العقوبات على المليشيات الحوثية
  • صنعاء.. مصرع امرأة بانفجار لغم حوثي في نهم
  • المليشيات الحوثية تفرض قرارات تعسفية جديدة على عشرات النساء المشردات