جهود سعودية مستمرة من أجل السلام في اليمن
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات.
عملٌ متواصلٌ تقوم به الجهات المعنية بالملف اليمني في الحكومة السعودية، من أجل إيجاد حل سياسي وسلمي للحرب في اليمن، وبناء حكومة وحدة وطنية، تشترك فيها مختلف المكونات.
الخميس الفائت، 14 سبتمبر الجاري، وصل العاصمة الرياض وفدٌ حوثي قادما من العاصمة صنعاء، برئاسة محمد عبد السلام، رفقة وفدٍ من سلطنة عمان، وذلك بعد دعوة وجهتها الحكومة السعودية، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية، التي قالت إنه "استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات".
محمد عبد السلام، وفي تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط"، أشار إلى أمله "أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وبما يحقق السلام والاستقرار في عموم اليمن ودول الجوار والمنطقة"، مضيفاً "تفاءل دائماً بالخير، والسلام مطلب أساسي لنا وخيارنا الأول الذي نعمل عليه".
هذه اللغة السياسية – الإيجابية من رئيس الوفد الحوثي، تشير إلى أن المباحثات السابقة التي جرت في سلطنة عمان واليمن والأردن، وأيضا الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية في لقائها مع مختلف الأطراف اليمنية التي زارت الرياض وجدة، كل تلك الخطوات أثمرت الوصول إلى تفاهمات حقيقية، وآن وقت جعلها مشاريع عمل تتصف بالديمومة، بحيث يتم تثبيت وقف إطلاق النار وتحويل الهدنة إلى "سلام دائم"، ويتم احترام الحدود واتباع سياسة حسنِ الجوار.
الهدوء العسكري سيقود بشكلٍ تلقائي إلى ترتيب الأوضاع الأمنية، وتخفيف الاحتقانات الداخلية بين الأحزاب والمكونات اليمنية المتنوعة، ويجعل الأجواء أكثر ملاءمة لإيجاد حلول لقضايا ملحة كـ"الرواتب" وصادرات النفط والغاز، وأموال وتحويلات "البنك المركزي"، وفك الحصار عن المدن، والبدء في معالجة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً المتعلقة بالماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء، إضافة لترتيبات عمليات نقل السلع والبضائع بين المحافظات والمدن المختلفة.
هذه المباحثات السياسية التي تحتضنها السعودية، هي فرصة سانحة لبناء حكومة وحدة وطنية يمنية، يكون الحوثيون جزءا منها، خصوصاً أن هنالك دعما دوليا وإقليميا وحتى يمنيا لجهود الرياض، حيث أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في تصريحات لقناة "العربية" بدور السعودية لإحياء مفاوضات السلام باليمن، مشيرا إلى أن "زيارة وفد الحوثيين للرياض تطور مهم لإنهاء الحرب".
من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية بجهود السعودية وعُمان والمساعي الأممية والدولية الهادفة لدفع الحوثيين نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، وفق البيان الذي حصلت "العربية" على نسخة منه، والذي شددت فيه على "استمرار نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث".
في ذات السياق، أكدت "98 منظمة إغاثية دولية ومحلية أن اليمن يقف أمام الفرصة التاريخية للتحول نحو السلام الدائم، وقالت إن المجتمع الإنساني ملتزم بدعم هذا التحول، ونبهت إلى أن اليمنيين يتطلعون إلى المستقبل والابتعاد عن المساعدات الإنسانية نحو الاعتماد على الذات وإعادة بناء بلدهم"، وفق تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".
هذه الحالُ من "الإيجابية الواقعية" ليست أمنياتٍ حالمة تتجاهل تعقيدات الملفات المتراكمة، خصوصاً تلك التي تتعلق بتبادل الأسرى، أو مكان البنك المركزي، أو التفاصيل الميدانية - الأمنية التي تتشابك فيها عدة عوامل قبلية، وجهوية، وأيضاً وجود تنظيمات إرهابية فاعلة استغلت ضعف الدولة المركزية، كتنظيم "القاعدة"، كل هذه الملفات السعودية والجهات المعنية بالسلام في المين ليست بغافلة عنها، إلا أنها تسعى لأن تخلق أرضية صلبة سياسياً وأمنياً، تساهم في حلٍ يتم على مراحل، بحسب الأولويات التي يتوافق عليها اليمنيون.
لو عاد المراقب للخط الزمني، سيجد أن الرياض عملت بهدوء، بعيداً عن التعجل أو الإعلام، من أجل مد الجسور، ودعم العملية الإنمائية والسياسية.
التواصل السعودي كان مع الجميع، ولم يعمل على استثناء أحد من الفاعلين السياسيين اليمنيين، وهو ما حدا بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى إصدار بيان جدد فيه "موقفه المرحب بالمبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في مارس 2021، في إطار دعمه الدائم لكل جهود السلام".
ما سينتج عن مباحثات الرياض، سيشكل خارطة طريق عملية للسلام في اليمن، وهي عملية تحتاج إلى شراكة حقيقية بين جميع اليمنيين، تغلب المصلحة الوطنية العليا على الحسابات الحزبية أو المناطقية الضيقة.
إبريل الماضي، زار السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، العاصمة صنعاء، وذلك من أجل تثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.
بدايات أغسطس المنصرم، ومن أجل "معالجة عجز الموازنة الخاصة بالحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل ودعم ضمان الأمن الغذائي"، قدمت المملكة دعماً اقتصادياً بقيمة 1.2 مليار دولار للجمهورية اليمنية، وفق ما جاء في نشرة "البرنامج السعودي للتنمية وإنماء اليمن".
المشرف العام على "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" د. عبد الله الربيعة، أشار في وقت سابق إلى أن حجم المساعدات السعودية لليمن تخطى حاجز الـ17.3 مليار دولار أميركي، منها 3.5 مليار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.
هذا الإنفاق الكبير هدفه دعم الشعب اليمني، والتأكيد على أن العلاقة لا تقتصر على السياسيين اليمنيين وحسب، بل الهدف هو بناء جسور التواصل مع الشعب، وتخفيف المعاناة عن الناس، وتلبية احتياجاتهم الملحة.
قُبيل وصول الوفد الحوثي إلى الرياض، وفي 11 سبتمبر الجاري، جرى اتصال بين وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ورئيس "مجلس القيادة الرئاسي اليمني" الدكتور رشاد العليمي، تم التأكيد فيه على "استمرار المملكة بدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وحرصها الدائم على دعم كافة الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يُحقق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه"، وفق ما دونه الأمير خالد بن سلمان عبر حسابه بمنصة X.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: حل سیاسی فی الیمن إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بدعم السلام في اليمن
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون يورو للكونغو الديمقراطية «الحوثي» تشن حملة اختطافات جديدة في شرق اليمنأكد سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، أمس، التزام دولهم بدعم السلام في اليمن، وبالعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني.
وإلى ذلك، أفادت مصادر بأن طاقم سفينة تجارية غادرها في البحر الأحمر بعد حريق اندلع في السفينة، أمس، دون أن تعرف أسبابه.
وخلال اجتماع مع وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، أكد سفراء الاتحاد الأوروبي مساندتهم لليمن في مساعيه لتحقيق السلام والاستقرار و«دعمهم لأي مبادرات هادفة لتحقيق الحل السياسي في البلاد». وبحث الاجتماع «تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، والجهود المشتركة لدعم الحكومة اليمنية في تقديم الخدمات العامة، وتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، بالإضافة إلى استعراض آخر المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة لتحقيق السلام»، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وشدد الوزير اليمني على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية للضغط على جماعة الحوثي، لوقف اعتداءاتها المستمرة، والتجاوب مع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن».
ووفقاً للوكالة، فإن اللقاء ضم سفراءَ كل من النمسا وبلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وقبرص والتشيك والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وإيرلندا وإيطاليا ومالطا وهولندا وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد، بالإضافة إلى سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن.
وفي سياق آخر، قال مصدران بحريان، أمس، إن طاقم السفينة «إيه.إس.إل باوهينيا»، التي ترفع علم هونج كونج، غادرها في مياه البحر الأحمر، بعد أن اندلعت النيران على متنها. وأضاف المصدران أن سبب الحريق لم يتضح بعد، وذكرا أن سفينة أخرى أنقذت الطاقم، وأن أفراده بخير ولم يصب أي منهم بأذى، وأن الواقعة حدثت في المياه الدولية قبالة اليمن.
ولم يتسن لوسائل الإعلام التواصل مع شركة «آسيان سيز لاين» المشغلة للسفينة «إيه.إس.إل بوهينيا»، للحصول منها على تعليق حول الحادث البحري.
وما يزال الحذر إزاء تعهد جماعة «الحوثي»، مؤخراً، بوقف هجماتها على السفن التجارية، يتملّك أصحاب السفن وشركات التأمين وتجار التجزئة، في وقت تمر فيه السفن المرتبطة بالصين وروسيا بشكل أساسي عبر البحر الأحمر.
ومنذ أن بدأ «الحوثيون» هجماتهم على السفن، أواخر عام 2023، حوّلت معظم شركات الشحن البحري مسارَ سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مما تسبب في خسائر لهذه الشركات وفي حدوث تضخم اقتصادي على المستوى العالمي.