حرب عين الحلوة تضع أوزارها.. وحماس تكسب سياسيا
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
حرب "عين الحلوة" تضع أوزارها.. و"حماس" تكسب سياسياً
تسببت هذه الاشتباكات بمقتل 30 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح، وتهجير الآلاف وإحداث دمار واسع في مخيم عين الحلوة.
المعارك وضعت أوزارها، ويستعد سكان المخيم للعودة لمنازلهم بعد نزوحهم بسبب القتال الأعنف والأكثر عبثية بين مقاتلي حركة فتح وتجمع "الشباب المسلم".
تم الاتفاق على تسليم المطلوبين للعدالة اللبنانية، والعمل على إيجاد الهيئة المشتركة والقوات المشتركة بعيدا عن أن يكون أمن المخيم في عهدة فصيل واحد.
الأهم أن يعود أهالي المخيم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بكل هدوء ودون خوف، وتثبيت وقف إطلاق النار وتحريم إراقة الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية أو عربية.
* * *
وأخيرا، ونرجو أن يكون آخر وجبات الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني فقد توقف القتال في أرجاء مخيم عين الحلوة، حيث يسود الهدوء أرجاء المخيم بعد اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقاء نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والقيادي في حركة فتح عزام الأحمد.
المعارك وضعت أوزارها، ويستعد سكان المخيم للعودة إلى منازلهم التي نزحوا منها بسبب القتال الأعنف على الإطلاق والأكثر عبثية على الإطلاق أيضا، بين مقاتلي حركة فتح وتجمع "الشباب المسلم".
ويبدو أن هذا الهدوء سيصمد طويلا فالأطراف الضامنة من القوة والثقة بحيث تلزم الجميع باحترام ما تم التوقيع والاتفاق عليه، كما أن لجنة المتابعة المشكلة من الأمن العام اللبناني، ومخابرات الجيش اللبناني، ومن طرف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ومن السفارة الفلسطينية، إلى جانب حركة حماس وحركة فتح والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، قادرة على ضبط إيقاع الحياة الطبيعية في المخيم بعد معاناة استمرت لنحو شهر ونصف.
الاتفاق يشمل: وقف إطلاق النار، وإزالة المظاهر العسكرية، وعودة المهجرين من المخيم، والبدء بحملة لإعمار ما دمرته الاشتباكات، وخروج المسلحين من المدارس وعودتها للحياة الطبيعية، والعمل على تسليم المطلوبين للعدالة اللبنانية، والعمل على إيجاد الهيئة المشتركة والقوات المشتركة بعيدا عن أن يكون أمن المخيم في عهدة فصيل واحد.
وكانت الاشتباكات قد وقعت في المخيم منذ بعد اغتيال القيادي في "فتح" عبد فرهود بواسطة شخص يطلق عليه الصومالي أواخر تموز الماضي، وإثرها توجهت قوة من الأمن الوطني الفلسطيني (تديره حركة فتح) لاعتقال القاتل، فوقعت في كمين قتل فيه مدير الأمن الوطني بالمخيم أبو أشرف العرموشي مع 4 من مرافقيه، وإثره شكلت لجنة تحقيق وتم تحديد 8 مشتبهين وطولب بتسليمهم، ولكن لم توضع الآلية لذلك، وسرعان ما اندلعت الاشتباكات العنيفة.
وتسببت هذه الاشتباكات بمقتل 30 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح، وتهجير الآلاف وإحداث دمار واسع في مخيم عين الحلوة.
ورغم أن جميع الأطراف المؤثرة كانت موقعة على الاتفاق إلا أن هناك أطرافا يبدو لم يعجبها ذلك فسعت إلى إفشاله إذ سرعان ما تفجرت الأزمة من جديد وامتداد القتال لأحياء أخرى غير الموجود بها المطلوبين، مما جعل علامات استفهام كبيرة ما يراد من استهداف الأحياء وتهجير السكان وهدم بيوتهم واستهداف أحياء لا يوجد بها عناصر مطلوبة.
لكن الاتصالات التي أجراها مسؤولون في حركة حماس مع بري أنقذت اتفاق وقف إطلاق النار.
ويبدو أن "حماس" وضعت ثقلها وراء هذا الاتفاق بمساعدة من حلفائها في الساحة اللبنانية، وبغض النظر عن الدور الشخصي الكبير والمكوكي الذي قام به موسى أبو مرزوق لإنجاح الاتفاق، فالأهم أن يعود أهالي المخيم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بكل هدوء ودون خوف، وتثبيت وقف إطلاق النار وتحريم إراقة الدم الفلسطيني بأيدي فلسطينية أو عربية.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: لبنان فتح حماس عين الحلوة وقف إطلاق النار الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي وقف إطلاق النار عین الحلوة حرکة فتح
إقرأ أيضاً:
حماس : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ممكن قبل نهاية العام
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية مساء اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 ، عن قيادي في حماس قوله إن "المباحثات قطعت شوطا كبيرا وهامّا، وتمّ الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف النار في غزة وتبادل الأسرى، وبقيت بعض النقاط العالقة لكنّها لا تعطّل".
وأضاف هذا القيادي مشترطا عدم نشر اسمه "الاتفاق يمكن أن يرى النور قبل نهاية العام الحالي إذا لم يعطّله نتنياهو بشروط جديدة".
وأوضح أنّ "الاتفاق في حال تم إعلانه وتنفيذه سيقضي بوقف للحرب تدريجيا والانسحاب العسكري من القطاع بشكل تدريجي، لكنّ الاتفاق ينتهي بصفقة جادّة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب وانسحاب كلّي من القطاع وعودة النازحين، وعدم العودة للأعمال القتالية بضمانات الوسطاء الدوليين، والإعمار".
وأول أمس، أبلغ مكتب نتنياهو عائلات الأسرى في قطاع غزة بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت" دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنها المرة الأولى التي يصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تطور" بالمفاوضات منذ بداية حرب الإبادة -التي تشنها إسرائيل على الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، .
والثلاثاء الماضي، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة والدوحة تبذلان جهودا مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.
وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، ويُقدر وجود 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وأكدت حماس -مرارا، خلال الأشهر الماضية- استعدادها لإبرام اتفاق، وأعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن.
المصدر : وكالة سوا